وسط دعوات متصاعدة إلى إبعاد قطاع النفط عن «المصالح الشخصية»، بعد الإعلان عن توقف الإنتاج تماماً في «حقل الشرارة»، بحث رئيس أركان «حرس الحدود» بغرب ليبيا محمد لاكري، مع رئيس البعثة الأوروبية للمساعدة الحدودية، يان فيسيتال، دعم عمليات التدريب وعدة أمور أخرى ذات صلة.
وقالت البعثة الأوروبية لدى ليبيا الاثنين، إن رئيسها التقى لاكري، وناقشا كيفية تعميق التعاون «بشكل أكبر، خاصة في دعم عمل حرس الحدود الليبي في غرب البلاد، وتوفير التدريبات المتخصصة للطلاب الجدد، وتقديم المشورة حول كيفية تحسين الأداء».
وأوضحت البعثة أنها أسهمت «حتى الآن في عمل حرس الحدود الليبي من خلال تحسين مرافق التدريب التابعة لوزارة الدفاع وتنظيم التدريبات وغيرها من أنشطة بناء القدرات في مجالات القيادة والإدارة».
وفيما يتعلق بإغلاق حقل الشرارة النفطي، أعلنت شركة تابعة لـ«مؤسسة النفط الليبية»، وقف إنتاج النفط الخام تدريجياً، وما يترتب على ذلك، من حقل الشرارة إلى ميناء الزاوية بدءاً من يوم السبت الماضي: «امتثالاً لمطالبات أهالي الجنوب»، نتيجة التأخر في تنفيذ مطالبهم المتعلقة بنقل مقر الشركة إلى مدينة أوباري.
وأرجعت شركة «أكاكوس» للعمليات النفطية، في بيان مساء الأحد، هذه الخطوة، إلى «عدم تنفيذ بعض المشاريع التنموية المتعلقة بالبنية التحتية، بما في ذلك المسؤولية المجتمعية للشركة، وتقليل الآثار السلبية الناجمة عن عمليات التشغيل والإنتاج المتعلقة بخفض الانبعاثات».
وقالت الشركة، إنها «سعت لاتخاذ كثير من التدابير الاحترازية، التي تكفل سلامة كوادر الشركة، والحفاظ على أصولها ومقدراتها، والشروع الفوري في عملية الإيقاف التدريجي للإنتاج، وفقاً للخطط التشغيلية المتبعة في هذا الشأن».
وتدير الشركة «حقل الشرارة»، الذي يقع في حوض مرزوق في جنوب شرقي ليبيا، نيابة عن «المؤسسة الوطنية للنفط»، وبالتعاون مع ائتلاف يضم 4 شركات نفطية غربية.
وفى أول ظهور له منذ إغلاق الحقل الذي يقع تحت سيطرة قوات «الجيش الوطني» المتمركز في شرق وجنوب البلاد، تجاهل اللواء صدام خليفة حفتر رئيس أركان القوات البرية، التعليق، لكنه لفت إلى أنه ناقش مساء الأحد، في مقره بمدينة بنغازي بشرق البلاد: «مع آمري الكتائب والوحدات، آخر المستجدات، وسير عمل الوحدات العسكرية، داخل المُدن والمناطق الحدودية».
ونقلت شبكة «بلومبرغ» الأميركية، عن مصادر نفطية، توقف الإنتاج الاثنين، في الحقل بعد إجبار مشغليه على تقليص الإنتاج تدريجياً، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مشيرة إلى تلقي الموظفين أوامر بتقليص الإنتاج.
وكان سكان أوباري، قد هددوا في بيان تلاه ناطق باسمهم من موقع الحقل، بإغلاقه بالكامل، ما لم تتحقق مطالبهم، التي تتعلق بالظروف المعيشية والخدمية، واتهموا الحكومات المتعاقبة بعدم الاستجابة لوضع برامج للتنمية في المنطقة.
بدوره، كرر رئيس نقابة عمال النفط، سالم الرميح، الاتهامات الموجهة إلى صدام حفتر، بالمسؤولية عن إغلاق الحقل، مشيراً إلى أن الإغلاق جاء بتعليمات مباشرة منه، وعده بمثابة استخدام للنفط كأنها «أداة سياسية».
وأوضح في تصريحات تلفزيونية مساء الأحد، أن إغلاق الحقل «سيؤثر بشكل مباشر على عقود التصدير المبرمة مع شركات عالمية»، وطالب مؤسسة النفط بفرض حالة «القوة القاهرة» على الحقل، الذي يعد أكبر الحقول النفطية في البلاد، ويقدر إنتاجه بأكثر من 300 ألف برميل يومياً، ما يمثل نحو 40 في المائة من الإنتاج العام.
في شأن مختلف، قال رئيس «مجلس الدولة» محمد تكالة، إنه بحث في العاصمة طرابلس مع مجموعة من حراك ائتلاف «شباب المنطقة الغربية لتصحيح المسار»، الانفلات الأمني الذي تشهده بعض مدن المنطقة الغربية، الذي أسهم في ارتفاع معدل الجريمة والتهريب وعدم الاستقرار في هذه المدن.
وبعدما لفت، إلى أهمية تواصل أعضاء الائتلاف مع مؤسسات الدولة الشرعية لحلحلة كثير من المشاكل الأمنية بالمنطقة الغربية، أكد تكالة على دعم الشباب «بما يلبي طموحاتهم وابتعادهم عن حمل السلاح، الأمر الذي يسهم في دعم الاستقرار، والحد من الفوضى والقضاء على التهريب وتجارة الممنوعات».
في المقابل، أعلنت القائمة بأعمال البعثة الأممية ستيفاني خوري، أنها ناقشت مساء الأحد، في العاصمة طرابلس، مع رئيس المفوضية العليا للانتخابات، عماد السايح، سير انتخابات المجالس البلدية، وأهمية وجود إطار للانتخابات الوطنية يكون قابلاً للتنفيذ، مشيرة إلى أنها أشادت بنجاح المفوضية في تنفيذ هذه الانتخابات حتى الآن، كما شدّدت على ضرورة مواصلة الدعم المؤسسي لها.
ومن المقرر أن تقدم خوري، إحاطة رسمية لمجلس الأمن الدولي، حول ليبيا والعقوبات الدولية عليها، في العشرين من الشهر الحالي.
من جهة أخرى، أكد أسامة حماد، رئيس حكومة «الاستقرار»، ضرورة تعزيز التعاون بين ليبيا ودول أفريقيا في المشاريع المشتركة لتحقيق الأهداف الاستراتيجية المشتركة، وقال إن عيسى عبد المجيد الوزير المكلف بالشؤون الأفريقية، أطلعه مساء الأحد في مدينة بنغازي، على أبرز مستجدات الأوضاع في دول الجوار، ونتائج زياراته لها.