وزير جزائري سابق يطعن في أسباب رفض ترشحه للرئاسة

ومرشح «الإخوان» يتعهّد بـ«خوض المنافسة بروح عالية»

الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)
الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)
TT

وزير جزائري سابق يطعن في أسباب رفض ترشحه للرئاسة

الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)
الوزير السابق بلقاسم ساحلي يعلن رفع طعون في قرار رفض ترشحه للرئاسة (إعلام الحملة)

بينما رفض وزير جزائري سابق المسوّغات التي قدمتها «سلطة الانتخابات» لتفسير رفض ترشحه لاستحقاق الرئاسة المقرر في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، أعلن مرشحان من ثلاثة تم قبول ملفهما، عزمهما خوض الحملة التي ستنطلق منتصف الشهر المقبل. ولم يصدر رد فعل من الرئيس المنتهية ولايته، عبد المجيد تبون، إثر التصديق على ملف ترشحه.

وبدأت «المحكمة الدستورية»، الخميس، بتسلم طعون المترشحين الذين رفضت «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات» ملفاتهم، وينتظر أن تقدم لهم ردها في غضون 7 أيام، حسب ما ينص عليه القانون العضوي للانتخابات. علماً بأنه تم قبول ملفات 3 مرشحين فقط من 16 مرشحاً.

وأعلن بلقاسم ساحلي، الوزير السابق ورئيس حزب «التحالف الوطني الجمهوري»، على حسابه بـ«فيسبوك»، أنه رفع تظلماً إلى «المحكمة الدستورية» بعد تبليغه برفض ملفه، مؤكداً أنه «استوفى فعلاً الشروط الدستورية والقانونية للترشح، لاسيما ما يتعلق بتوقيعات المنتخبين، إذ قدم في ملفه 649 استمارة توقيع خاصة بالمنتخبين المحليين موزعين على 47 ولاية»، علماً أن قانون الانتخابات يشترط 600 توقيع لمنتخبين في 12 ولاية على الأقل من 58 ولاية، أو 50 ألف توقيع فردي بنفس عدد الولايات.

ولفت ساحلي إلى أن «سلطة الانتخابات» قالت عنه، الخميس، إنه قدم 635 استمارة وإنها قبلت 539 منها ورفضت 69 استمارة «بسبب تكرارها مع مرشحين آخرين». وعدّ الوزير الأسبق مبررات هيئة تنظيم الانتخابات «حجة باطلة قانوناً، تتحمل مسؤوليتها لوحدها. فقد كان يفترض أن تمنع التطبيقة المعلوماتية للسلطة، عملية تكرار التوقيعات، حسبما تعهد و صرّح به رئيس السلطة في عدة مؤتمرات صحافية».

من جهته، قال عبد العالي حساني رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، للتلفزيون العمومي، إنه سيدخل الانتخابات بروح تنافسية عالية «بعد الدعم الذي لقيه من طرف العديد من الشخصيات الوطنية والسياسية، ومن النخب والأساتذة وبقية شرائح المجتمع». مؤكداً أنه «سينافس على منصب رئيس الجمهورية، فنحن دخلنا إلى هذه الانتخابات بمشروع متكامل يحمل شعار: الفرصة مواتية».

عبد العالي حساني مرشح الإسلاميين للرئاسة (إعلام حزبي)

وأوضح حساني، الذي يوصف بأنه «مرشح الإخوان»، أن الانتخابات «فرصة للتغيير لا ينبغي أن تضيع على الجزائر... هي فرصة للإصلاح، وللاستمرار في مسار التغيير و في الثبات على منهج نوفمبر (الشهر الذي اندلعت فيه ثورة الاستقلال عام 1954). وهي أيضاً فرصة من أجل تثبيت الحريات والقيم، ومن أجل بناء اقتصاد يسمح للجزائريين بالعيش في رخاء... أمامنا مسار ثان سنقبل عليه بقوة، هو التحضير لمقتضيات الحملة الانتخابية والمحطة الأخيرة هي يوم الاقتراع».

بدوره، أفاد يوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» المعارضة، التلفزيون العمومي تعليقاً على قبول ملفه «سنسعى لأن نكون صوتاً مغايراً للأصوات التي نراها في الساحة السياسية، وأن نعطي صورة أخرى للنشاط السياسي على المستوى الوطني، وسوف نحاول ونسعى جاهدين إلى إقناع أكبر عدد من الجزائريات والجزائريين، ليضعوا فينا ثقتهم ويتشاركوا معنا الرؤى والطموحات والآمال خلال هذا الموعد الانتخابي».

يوسف أوشيش مرشح القوى الاشتراكية المعارضة لانتخابات الرئاسة (إعلام الحزب)

وأضاف «نستقبل قبول ترشحنا من طرف السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، بفخر كبير وبكثير من الاعتزاز ممزوج بمشاعر من المسؤولية، ونتعهد بحمل رسالة أمل للشباب خلال هذه الانتخابات».

وشكر مسؤول أقدم حزب معارض، مناضلي الحزب والمواطنين الذين منحوه التوقيعات، معبّراً عن «أمله في أن أكون جديراً بهذه الثقة للعب الأدوار الأولى، كممثل للمعارضة السياسية التي تريد بناء غد أفضل للجزائر».


مقالات ذات صلة

تبون ومرشحان آخران لخوض سباق الرئاسة في الجزائر

شمال افريقيا 
عبد المجيد تبون أبرز المرشحين للفوز في الانتخابات الرئاسية (الرئاسة)

تبون ومرشحان آخران لخوض سباق الرئاسة في الجزائر

أُعلن في الجزائر أمس (الخميس) أن سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، سيقتصر على الرئيس المنتهية ولايته عبد المجيد تبون.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا قرار اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء قد يعيد التوتر مجدداً للعلاقات الفرنسية - الجزائرية (أ.ف.ب)

الجزائر «تستنكر بشدة» اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء

الجزائر «تستنكر بشدة» اعتراف فرنسا بخطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء وتقول إنه نتيجة «حسابات سياسية مشبوهة».

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الرئيس عبد المجيد تبون أبرز المرشحين للفوز بولاية ثانية (الرئاسة)

غربلة ملفات المرشحين لـ«رئاسة» الجزائر تبقي على 3

سيقتصر السباق في الانتخابات الرئاسية الجزائرية، المقررة في السابع من سبتمبر المقبل، على ثلاثة مترشحين، بحسب ما أعلنت عنه هيئة الانتخابات.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا أعوان الدفاع المدني أثناء إطفاء حريق ببجاية الثلاثاء (الدفاع المدني)

الجزائر تتأهّب لمواجهة حرائق الصيف

أثار اندلاع حريق كبير، الثلاثاء، في غابة بولاية بجاية، الواقعة شرق الجزائر، مخاوف سكان المنطقة من احتمال تكرار كارثة حقيقية عاشوها عام 2021.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
شمال افريقيا الجزائر: زيارة مسؤول روسي رفيع لترميم العلاقات بين شريكين تقليديين

رئيس «الدوما» الروسي في الجزائر «لترميم العلاقات بين شريكين تقليديين»

«عدم رضا في الجزائر عن وقوف موسكو متفرجة أمام تجاهل طلبها الانخراط بـ(مجموعة بريكس)، عندما طُرح للمصادقة في اجتماع جنوب أفريقيا»، في أغسطس (آب) من العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)
انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)
TT

انفجارات ضخمة تهز مدينة زليتن الساحلية الليبية

انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)
انفجارات زليتن أعادت مطالبة الليبيين بإخلاء المناطق السكنية من التشكيلات المسلحة (أ.ف.ب)

هزّت انفجارات ضخمة متتالية مدينة زليتن الساحلية، الواقعة غرب ليبيا، إثر انفجار مخزن للذخيرة، تملكه ميليشيا «كتيبة العيان» بمنطقة كادوش، وسط تضارب الروايات حول أسباب الحادث، الذي خلّف حالة من الخوف بين المواطنين، وخسائر محدودة.

ووقعت الانفجارات التي سمع السكان دويها فجر اليوم (الجمعة) بجميع أنحاء المدينة (150 كيلومتراً شرق العاصمة طرابلس)، أعقبها تصاعد أعمدة اللهب والدخان.

وقال شهود عيان إنهم استيقظوا فجراً على أصوات سلسلة انفجارات متتالية ومرعبة، تبين لهم أنها ناتجة عن انفجار مخزن أسلحة وذخائر بأحد المقار العسكرية لـ«كتيبة العيان»، التي يطلق عليها «فرسان زليتن» القريبة من ديارهم.

وطوّقت السيارات التابعة لأجهزة الشرطة وعربات الإسعاف والإطفاء مكان الانفجار، وسط مطالبات للمواطنين بالتزام منازلهم تجنباً لتعرضهم لأي أضرار. فيما لم تؤكد أي جهة رسمية أحاديث تشير إلى استهداف معقل الكتيبة بطائرة «مسيرة».

حكومة الدبيبة التزمت الصمت إزاء الانفجارات المتتالية التي هزت مدينة زليتن الساحلية (الوحدة)

وفيما التزمت السلطات الأمنية، التابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، الصمت، قال عضو مجلس بلدية زليتن، مصطفى البحباح، إن الانفجار وقع فجراً في مقر «كتيبة العيان» الواقعة بين الأحياء السكنية، واستمرت أصوات الانفجارات دقائق عدة، دون معرفة السبب.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن مدير فرع جهاز الإسعاف والطوارئ في زليتن، الطاهر الشطشاطي، تعرض بعض المنازل الواقعة في محيط مقر الكتيبة لأضرار، لكنه نفى وقوع إصابات بين المواطنين.

وأعلن في ليبيا عن إطلاق مبادرات عدة لجمع السلاح بداية من عام 2012، انطلقت أولاها بمدينتي طرابلس وبنغازي، تحت شعار «أمن بلادك بتسليم سلاحك». وفي فبراير (شباط) 2013، وضعت الولايات المتحدة مع ليبيا خطة سرية، تقضي بتوفير برنامج مخصص لشراء الأسلحة، وتحديداً الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات، والمقدّر عددها بـ20 ألف صاروخ، لكن هذا الأمر لم يحدث.

وبعد مرور أكثر من سنة. وبالضبط في يوليو (تموز) 2014، قدّم البرنامج الليبي للإدماج والتنمية (LPRD)، الذي عرف بعد تأسيسه بـ«هيئة شؤون المحاربين»، استراتيجية مفصلة لجمع السلاح، بالتعاون مع المنظمة الدولية للعدالة الانتقالية.

من مخلفات اشتباكات عنيفة بين ميليشيات مسلحة وسط طرابلس (أ.ف.ب)

وأعاد حادث الانفجار للواجهة مطالب المواطنين للسلطات التنفيذية بضرورة إخلاء مناطقهم السكنية من المقار العسكرية للتشكيلات المسلحة. وسبق أن تعهد عماد الطرابلسي، وزير الداخلية بحكومة «الوحدة»، في نهاية شهر مارس (آذار) الماضي بإخلاء العاصمة طرابلس بالكامل من التشكيلات المسلحة من قبل الأجهزة الأمنية والعسكرية، خلال ما وصفه بفترة قريبة مقبلة، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن.

ولم يحدد الطرابلسي حينها موعداً زمنياً لتنفيذ هذا التعهد، لكنه قال إنه سيتم إرجاع كل هذه الأجهزة إلى ثكناتها، باستثناء الجهات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع، على أن يقتصر العمل الأمني على الداخلية.

عماد الطرابلسي تعهد بإخلاء العاصمة طرابلس بالكامل من التشكيلات المسلحة (داخلية الوحدة)

وتحوّل العتاد المخزن لدى المجموعات المسلحة وبعض المواطنين خارج إطار الدولة إلى مصدر أرق وقلق للسلطات الليبية منذ إسقاط نظام معمر القذافي عام 2011. وهو ما دفع «الأمم المتحدة» لدعوة الأطراف كافة إلى ضرورة إبعاده عن مناطق المدنيين، ودمج هذه التشكيلات في أجهزة الدولة الرسمية.

ويرى متابعون لتركيبة الميليشيات في ليبيا أنها تعوق تجاوزه بما يعرف بالفترة الانتقالية، وذلك بإصرارها على إبقاء الوضع على ما هو عليه، ويؤكدون أنه «كلما هدأت الاشتباكات أوقدت الميليشيات نارها، بغية الاستبقاء على ليبيا سوقاً رائجة للسلاح، تدرّ ملايين الدولارات على أمراء الحرب».

وتكرر وقوع انفجارات عدة بمخازن أسلحة وذخائر للميليشيات خلال السنوات الماضية. وسبق أن شهدت مدينة زليتن انفجاراً مماثلاً في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2023، تسبب حينها في تضرر بعض المنازل المجاورة للمقر، واشتعال النيران بها، وإصابة مواطن باختناق نتيجة احتراق منزله.

النائب العام الليبي الصديق الصور (المكتب الإعلامي للنائب العام)

في شأن مختلف، كشفت النيابة العامة الليبية ملابسات واقعة ملاحقة تونسيين كان بحوزتهما أسلحة وقنابل في منطقة الحدود الليبية الغربية.

وقال مكتب النائب العام، المستشار الصديق الصور، مساء الخميس، إن فرع «جهاز دعم الاستقرار» في نالوت، توصل إلى معلومات بنشاط المتهمين، بعد أن سلم أحدهما نفسه لمأموري الضبط وأطلعهم على نشاط رفيقه، وأسباب حيازته لأسلحة ومواد متفجرة في محل بعيد عن التجمعات السكنية، ثم اهتدى مأمورو الضبط، بدعم «جهاز الردع لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة» إلى مكان وجود المشتبه الثاني الذي كان متسربلاً بالسلاح.

وأوضحت النيابة العامة أنه لدى مداهمة الأمن لمقر المتهم الثاني، قاومهم بإلقاء قنبلة يدوية، لكنها أودت بحياته. وانتقل المحقق لفحص محل الواقعة، ثم عاين جثمان المتوفى، وشرع في تحقيق الواقع المنسوب إلى المقبوض عليه الآخر.