مدافعون عن هانيبال القذافي يطالبون السلطات الليبية بـ«تدويل» قضيته

أعلنوا رفضهم توقيفه في لبنان دون محاكمة «عادلة»

هانيبال القذافي (أ.ف.ب)
هانيبال القذافي (أ.ف.ب)
TT

مدافعون عن هانيبال القذافي يطالبون السلطات الليبية بـ«تدويل» قضيته

هانيبال القذافي (أ.ف.ب)
هانيبال القذافي (أ.ف.ب)

طالب ليبيون موالون لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، اليوم (الخميس)، سلطات بلدهم بـ«التحرك العاجل» لإطلاق سراح نجله هانيبال، المعتقل في لبنان منذ قرابة 9 سنوات، بداعي «إخفاء معلومات تتعلق باختفاء مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الإمام موسى الصدر، في أثناء زيارته إلى ليبيا في أغسطس (آب) 1978، بدعوة من القذافي الأب».

وعادت قضية هانيبال إلى واجهة الأحداث، بعد تصريحات منسوبة إلى الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب، قال فيها إنه «يملك معلومات بشأن قضية اختفاء الإمام موسى الصدر».

وكانت قناة «الغد» قد نقلت عن وهاب قوله إنه «وصلته هذه المعلومات في أثناء لقاء سابق بالقذافي في ليبيا، لكنه لا يستطيع الإفصاح عنها تجنباً لتعرضه للمشاكل»، كاشفاً عن أن الإمام الصدر «لم يعد موجوداً خلال الأيام الثلاثة الأولى من غيابه».

واستغرب مؤيدون لهانيبال القذافي في حديث لـ«الشرق الأوسط» من تصريحات الوزير وهاب، متسائلين عن «أسباب عدم استدعائه من القضاء اللبناني للإدلاء بشهادته، حول حقيقة اختفاء الإمام الصدر، أو إخضاع هانيبال لمحاكمة عادلة».

صورة أرشيفية للرئيس الراحل القذافي مع عدد من أفراد عائلته (الشرق الأوسط)

وفيما نسبت وكالة «سبوتنيك» الروسية إلى هانيبال أنه طلب من القضاء اللبناني استدعاء الوزير وهاب للاستفادة من المعلومات، التي يملكها بشأن قضية الصدر، طالب مستشار اتحاد القبائل الليبية، خالد الغويل، السلطات الليبية بالعمل على «تدويل القضية بقصد معرفة الحقيقة».

ورأى الغويل في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن القضاء اللبناني، الذي وصفه بـ«المسيّس»، أمام تحد كبير، وقال بهذا الخصوص: «نطالب في اتحاد القبائل بتدويل القضية دولياً، على غرار قضية رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري».

وتعود من وقت لآخر قضية هانيبال إلى واجهة الأحداث، على الرغم من عدم ظهور أي بوادر، منذ توقيفه في ديسمبر (كانون الأول) 2015، تشير إلى تحديد موقفه، سواء بالإدانة أو الإفراج عنه.

وكانت السلطتان الليبية واللبنانية قد تواصلتا في يناير (كانون الثاني) الماضي بشأن هانيبال، حيث زار وفد مكون من ثلاثة موظفين كبار من وزارة العدل بحكومة «الوحدة» العاصمة بيروت لمتابعة ملف نجل القذافي، واتفقوا على التعاون في قضتيه.

وكان مقرراً أن يعود الوفد الليبي إلى بيروت في فبراير (شباط) الماضي، لاستكمال التباحث حول هذه القضية، لكنه لم يحدد، بحسب مصادر بالوزارة، موعداً جديداً، وهو ما أبقى ملف القضية دون تقدم حتى الآن.

ومنذ انتشار صور لهانيبال في أبريل (نيسان) الماضي، منسوبة إلى تلفزيون لبناني، تؤكد «وجوده في مكان ضيق تحت الأرض، ويشتكي أوضاعاً غير جيدة»، لم تتوفر معلومات عنه.

ومع عودة قضية هانيبال إلى واجهة الأحداث، دعا موالون لنظام القذافي المنظمات الإنسانية والحقوقية المحلية والعربية والدولية كافة، إلى ضرورة التدخل السريع لـ«إنقاذ» نجل القذافي بإطلاق سراحه، أو إخضاعه لمحاكمة «حقيقية وعادلة».

وأضاف الغويل: «نحن نريد معرفة حقيقة اختفاء الصدر لطي هذا الملف»، متوعداً بأن اتحاد القبائل الليبية «لن يبقى مكتوف الأيدي، وسيكون هناك تحرك بكل الوسائل للضغط لإطلاق سراح هانيبال».

وكان القاضي اللبناني، حسن الشامي، مقرر لجنة المتابعة الرسمية لقضية اختفاء الصدر، قد تحدث عن «اعتراف» سابق منسوب لهانيبال، وقال إنه «أدلى بمعلومات عن عملية إخفاء الصدر، من بينها تحديد إقامته في مكان سري بمدينة جنزور، ما بين عامي 1978 و1982. ونفى محامي هانيبال في حينه ما وصفه بـ«الادعاءات»، وقال إن الأخير «أُجبِر على توقيع الوثيقة تحت الإكراه، ودون حضور محام».

ويرى دبلوماسي ليبي تابع لحكومة «الوحدة» لـ«الشرق الأوسط»، أن قضية هانيبال تظل رهناً «بتحرك سياسي حقيقي من ساسة البلدين، وغير ذلك ستظل تراوح مكانها، وسيبقى نجل القذافي رهينة سياسية».

وكان طاهر السني، مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة، قال في يونيو (حزيران) إنه بحث قضية هانيبال القذافي مع كميهيرو إيشيكاني، مندوب اليابان لدى الأمم المتحدة، الذي يرأس «لجنة العقوبات» المنشأة بقرار عام 1970.

وأوضح السني حينها أنه نقل للسفير الياباني موقف حكومة «الوحدة» من مسؤولية لجنة العقوبات عمّا سمّاه «الوضع غير الإنساني الذي يتعرض له هانيبال المحتجز قسراً في لبنان دون أي حق أو سند قانوني».


مقالات ذات صلة

نهر القذافي «الصناعي» يتمدد ليروي عطش مناطق ليبية جديدة

شمال افريقيا فنيون خلال عملية صيانة بمسار «النهر الصناعي» في ليبيا (إدارة النهر الصناعي)

نهر القذافي «الصناعي» يتمدد ليروي عطش مناطق ليبية جديدة

بعد 24 عاماً على فكرة تدشينه، تسري مياه «النهر الصناعي» الذي شيده القذافي، باتجاه بعض غرب ليبيا لري عطش المدن التي لم يصل إليها من قبل.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة أرشيفية للساعدي القذافي (أ.ف.ب)

عائلة قتيل ليبي تتمسك بإعادة محاكمة السعدي القذافي

توعّدت أسرة لاعب كرة القدم الليبي المقتول، بشير الرياني، بأنها «لن تفرط في دمه»، بعدما قالت إن المحكمة العليا بالبلاد نقضت الحكم ببراءة الساعدي القذافي.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا «بانر» يضم عدداً من ضحايا «سجن أبو سليم» (رابطة أسر شهداء سجن أبو سليم)

«مذبحة سجن أبو سليم» لا تزال تطارد نظام القذافي

«لا يعقل بعد مرور 28 عاماً على المذبحة، و13 عاماً على سقوط نظام القذافي، الذي ارتُكبت الجريمة في عهده، أن يظلّ القانون عاجزاً عن قول كلمته العادلة».

جمال جوهر (القاهرة)
أوروبا الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي وزوجته كارلا بروني ساركوزي (أرشيفية)

استدعاء جديد لزوجة ساركوزي في قضية التمويل الليبي لحملته الانتخابية

جرى مجدداً استدعاء كارلا بروني ساركوزي، زوجة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، في جانب من التحقيق المتشعب حول التمويل الليبي لحملته الانتخابية في 2007.

«الشرق الأوسط» (بلريس)
شمال افريقيا سيف الإسلام نجل الرئيس الراحل معمر القذافي (أ.ف.ب)

تجدد المناكفات السياسية بين روسيا وأميركا بسبب سيف القذافي

تجددت المناكفات السياسية بين روسيا وأميركا حول سيف الإسلام القذافي، بعد مطالبة الأخيرة السلطات في البلاد بضرورة تسليمه إلى المحكمة الجنائية الدولية.

جمال جوهر (القاهرة )

«الخارجية السودانية»: ندرس المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)
TT

«الخارجية السودانية»: ندرس المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار

صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)
صورة أرشيفية تُظهر دخاناً يتصاعد فوق الخرطوم مع اشتباك الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» (رويترز)

أعلنت وزارة الخارجية السودانية، الخميس، تلقيها دعوة من الولايات المتحدة الأميركية للمشاركة في محادثات لوقف إطلاق النار تعقد في مدينة جنيف بسويسرا منتصف أغسطس (آب) المقبل، مضيفة: «سنجري مشاورات حولها مع الجهات الأخرى للرد عليها من حيث الشكل والمضمون».

وكان قائد «قوات الدعم السريع»، محمد حمدان دقلو «حميدتي» أعلن، الثلاثاء، قبوله لدعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، للمشاركة في المحادثات.

وقال حميدتي في منشور على منصة «إكس»: «إنني أقدر الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية وسويسرا في تنظيم هذه المداولات المهمة».

محمد حمدان دقلو «حميدتي» أعلن قبوله دعوة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن للمشاركة في المحادثات (أ.ف.ب)

وقال وكيل الخارجية، حسين الأمين، في مؤتمر صحافي بمدينة بورتسودان (شرق البلاد)، إن السودان «يواجه بمعركة دبلوماسية تحت إطار الشأن الإنساني، وندرك أن هنالك حملة شرسة تجاه بلادنا».

وقلل من اجتماعات الفاعلين الدوليين والإقليميين المنعقدة حالياً في جيبوتي لتنسيق جهود السلام في السودان، وقال إن الحكومة السودانية لم تتلقَّ دعوة للمشاركة في الاجتماعات، و«هي غير معنية بها».

وكشف الأمين عن تقديم وزراء الخارجية والإعلام والزراعة والصحة ومفوض العون الإنساني، الخميس، «تنويراً شاملاً للسفراء والبعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى البلاد، فنّدوا فيه عدم صحة ما يتم تداوله عن وجود فجوة غذائية»، على حد قوله.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (د.ب.أ)

وتقتصر المحادثات بين طرفي القتال في السودان؛ الجيش و«الدعم السريع»، وفقاً للمبادرة الأميركية، على بحث وقف إطلاق النار والعنف في جميع أنحاء البلاد، لتمكين وصول المساعدات الإنسانية، بجانب تطوير آلية مراقبة تحقق قوية لضمان تنفيذ أي اتفاق.

ولا تهدف المحادثات إلى معالجة القضايا السياسية الأوسع، وفقاً لوزير الخارجية الأميركي، لكنه أكد «أهمية أن يكون للمدنيين الدور القيادي في تحديد عملية لمعالجة القضايا السياسية واستعادة الانتقال الديمقراطي».

وكانت مجلة «فورن بوليسي» نقلت، الثلاثاء، عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين، أن الرئيس جو بايدن يخطط لإطلاق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان، من خلال محادثات سلام من المقرر أن تنطلق في 15 أغسطس (آب) المقبل.

وسيترأس المباحثات المرتقبة كل من وزير الخارجية بلينكن، وسفيرة أميركا لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس.

ووفق «فورين بوليسي»، فإن سويسرا والمملكة العربية السعودية ستستضيفان المحادثات رفيعة المستوى الشهر المقبل.

بدوره، وصف وزير الزراعة، أبو بكر البشري، في المؤتمر الصحافي، التقارير التي تحذر من حدوث مجاعة في السودان بأنها «شائعات»، مشككاً في تقرير التصنيف المرحلي المتكامل الذي تصدره المنظمات الدولية، مؤكداً في الوقت نفسه أن مخزون البلاد من الذرة كافٍ.