«النواب» الليبي لبدء إجراءات تشكيل «حكومة جديدة»

وفد أميركي يبحث مع نجلي حفتر سبل «مكافحة الإرهاب»

جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)
جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)
TT

«النواب» الليبي لبدء إجراءات تشكيل «حكومة جديدة»

جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)
جانب من جلسة مجلس النواب (المجلس)

أكد رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، «تنفيذ ما جاء في البيان الختامي لاجتماع أعضاء بمجلسي النواب والدولة في القاهرة، والبدء في إجراءات تشكيل الحكومة الجديدة، وفقاً للإعلان الدستوري وتعديلاته».

ووصف صالح في بيان مقتضب، مساء الخميس، ما جاء في بيان اجتماع القاهرة بأنه «خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح».

اجتماع تكالة مع بعض عمداء البلديات (المجلس الأعلى للدولة)

في المقابل، قال رئيس المجلس الأعلى للدولة، محمد تكالة، إنه ناقش، مساء الخميس، فى العاصمة طرابلس، برفقة نائبه الأول مسعود عبيد، وبعض عمداء البلديات، الأوضاع السياسية في البلاد، مؤكداً «ضرورة إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور، باعتباره الطريق إلى استقرار البلاد ووحدة أراضيها، كما تم أيضاً التطرق للصعوبات التي تواجه البلديات وسبل تذليلها».

ونقل تكالة عن عمداء البلديات تأكيدهم «دعم قرار المجلس الأعلى للدولة في جلسته الاستثنائية الأخيرة برفض الميزانية العامة للعام الحالي، التي أقرها مجلس النواب منفردا».

اجتماع وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة الطاهر الباعور في نيويورك (خارجية الوحدة)

فى غضون ذلك، قال وزير الخارجية المكلف بحكومة الوحدة، الطاهر الباعور، إنه أطلع المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بمجلس الأمن ونوابهم، خلال لقاء موسع، مساء الخميس في نيويورك، على الوضع الحالي في ليبيا، وتطورات المسارات السياسية والاقتصادية والأمنية، مشدداً على محورية دور مجلس الأمن في دعم جهود إنهاء المراحل الانتقالية، والوصول إلى الانتخابات وفق قوانين قابلة للتنفيذ.

إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني الليبي، الذى يترأسه المشير خليفة حفتر، أن نجله اللواء صدام، رئيس أركان قواته البرية، بحث مساء الخميس فى مدينة بنغازي (شرق)، مع نائب قائد القيادة الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، جون بيرنان، وقائد قيادة العمليات الخاصة في أفريقيا (سوكاف)، رونالد فوي، والقائم بأعمال السفارة الأميركية، جيريمي برنت، «سبل تعزيز التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب، والعمل على تنفيذ عدد من البرامج التدريبية المشتركة، بهدف الرفع من كفاءة الجيش في تأمين الحدود، والحد من الهجرة غير المشروعة».

كما أعنت شعبة الإعلام الحربي بالجيش الوطني اجتماع خالد، نجل المشير حفتر أيضاً، ورئيس أركان الوحدات الأمنية، مع الوفد الأميركي نفسه، لكنها لم تفصح عن فحوى المحادثات.

بدورها، ذكرت السفارة الأميركية، اليوم الجمعة، عبر منصة «إكس» أن الوفد الأميركي التقى في مدينة مصراتة (غرب) مع آمر المنطقة العسكرية الوسطى، محمد موسى، وقائد قوة مكافحة الإرهاب، محمد زين، وآمر الكلية الجوية، محمد رجب القصيبات، وآمر اللواء 53، أحمد هاشم. وأشارت إلى تأكيد «دعم الولايات المتحدة للجهود الليبية للحفاظ على سيادة ليبيا، وتوحيد المؤسسات العسكرية».

موضحة أنه تم الاتفاق على تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب وأمن الحدود، وزيادة الفرص التعليمية والتطور المهني للضباط من كل أنحاء ليبيا.

من جهة أخرى، ساد توتر أمني مدينة غريان الجبلية، التى تبعد عن العاصمة طرابلس بحوالي 90 كيلومتراً بالاتجاه الجنوبي، فيما رصدت وسائل إعلام محلية وصول أرتال عسكرية تابعة لجهاز دعم الاستقرار، الذي يترأسه غنيوة الككلي، وتمركزها داخل المدينة، وذلك على خلفية مقتل شخص فى عملية مداهمة مفاجئة استهدفت أحد المنازل.

وأظهرت لقطات مصورة تصاعد النيران بالمنزل، فيما حلق طيران مسيّر فوق المدينة، مع استمرار الفوضى الأمنية داخلها.

أعيان الزاوية أعلنوا رفضهم ما صرح به وزير داخلية «الوحدة» عماد الطرابلسي عن انفلات الوضع الأمني بالمدينة (أ.ف.ب)

إلى ذلك، أعلن أعيان وحكماء مدينة الزاوية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، في بيان مساء الخميس، رفض ما صرح به وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، عن انفلات الوضع الأمني بالمدينة، وأنها باتت خارج سيطرة حكومته. وطالبوه بالاعتذار.

وكان الطرابلسي قد ناقش مساء الخميس في طرابلس، مع السفير الروسي، أيدار أغانين، آفاق التعاون الأمني المشترك بين ليبيا وروسيا.

واستعرض الأوضاع الأمنية داخل ليبيا، وجهود الداخلية في المحافظة على الأمن واستعداداتها لتأمين الانتخابات القادمة.

كما بحث الطرابلسي مع وزير الدولة السنغالي، أمادو شريف، سبل التعاون المشترك لمعالجة ملف «الهجرة غير المشروعة».

واستعرض أوضاع الجالية السنغالية الموجودة في ليبيا، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات الأمنية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.

كما بحث الطرابلسي مع السفير الألماني، رالف طراف، سبل تعزيز التعاون الأمني المشترك بين البلدين لمعالجة ملف «الهجرة غير المشروعة»، ووضع الحلول لها، بالإضافة إلى المواضيع الأمنية المشتركة بين البلدين.


مقالات ذات صلة

كيف تحولت مراكز احتجاز «المهاجرين» في ليبيا إلى بؤر لـ«التعذيب والابتزاز»

شمال افريقيا عملية ترحيل مهاجرين إلى نيجيريا (جهاز مكافحة الهجرة غير النظامية بطرابلس)

كيف تحولت مراكز احتجاز «المهاجرين» في ليبيا إلى بؤر لـ«التعذيب والابتزاز»

يظل معسكر بئر الغنم واحداً من مقار الاحتجاز في ليبيا التي تعكس حالة من تردي الأوضاع الإنسانية بها، ويكشف عن ارتكاب «انتهاكات وأعمال ابتزاز وعنف بحق المهاجرين».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع القاهرة بين أعضاء بمجلسي «النواب» و«الدولة» الليبيين (متداولة)

أعضاء «النواب» و«الدولة» يتفقون على تشكيل «حكومة ليبية جديدة»

اتفق نحو 130 من أعضاء مجلسي النواب والأعلى للدولة الليبيين، خلال اجتماعهم، الخميس، في العاصمة المصرية القاهرة، على «تشكيل حكومة جديدة».

خالد محمود (القاهرة )
تحليل إخباري وزيرة العدل بحكومة «الوحدة» خلال زيارتها مقار قضائية بدائرة اختصاص محكمة استئناف جنوب طرابلس (وزارة العدل)

تحليل إخباري جرائم «الإخفاء القسري» في ليبيا ما زالت تنتظر العقاب

سلطت عمليات الخطف والتوقيف المتكررة لنشطاء وصحافيين في ليبيا، الضوء على جرائم «الإخفاء القسري» المنتشرة بالبلاد، وسط انتقادات حقوقية.

جمال جوهر (ليبيا )
شمال افريقيا عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)

وساطة ليبية تنجح في وقف اشتباكات طرابلس

شهد منتدى الهجرة عبر المتوسط الذي دشّنه رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، الأربعاء، بالعاصمة طرابلس مشادة بين عناصر جهاز دعم الاستقرار وحراسات الرئيس التشادي

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا واجهة مطار طرابلس الدولي (الشرق الأوسط)

«قرب» عودة حركة الطيران بين ليبيا والأردن

أكد رئيس مجلس مفوضية هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني أن وفداً أردنياً زار ليبيا للاطلاع على إمكانية عودة الرحلات الجوية المباشرة بين عمان وطرابلس.

«الشرق الأوسط» (عمان)

مفاوضات جنيف حول السودان اختتمت بتعهدات «أحادية»

المبعوث الشخصي للسودان رمطان لعمامرة (رويترز)
المبعوث الشخصي للسودان رمطان لعمامرة (رويترز)
TT

مفاوضات جنيف حول السودان اختتمت بتعهدات «أحادية»

المبعوث الشخصي للسودان رمطان لعمامرة (رويترز)
المبعوث الشخصي للسودان رمطان لعمامرة (رويترز)

انتهت المفاوضات غير المباشرة بين وفدي الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» التي شهدتها مدينة «جنيف» السويسرية برعاية الأمم المتحدة، والخاصة بتعزيز إيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بالتزامات «أحادية» من أحد طرفي التفاوض، الذي لم تسمه الوساطة الأممية، لكن «قوات الدعم السريع» أعلنت، في بيان منفصل، التزامها بإيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع «الوكالة السودانية للإغاثة»، وبتعزيز حماية المدنيين، استجابة لمطلب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، فيما لم تصدر أي تعليقات من وفد الحكومة السودانية.

ووفقاً لمكتب المبعوث الشخصي للأمين العام للسودان رمطان لعمامرة، في بيان صحافي، الجمعة، قال لعمامرة إن «أحد الطرفين»، من دون أن يسميه، أعلن التزامه بتعزيز المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين، وعَدّ مناقشات جنيف «خطوة أولية مشجعة» ضمن عملية أطول وأكثر تعقيداً.

وأبدى لعمامرة، وفقاً للبيان، ترحيبه بالالتزامات التي أعلنها الطرف الذي لم يسمه، كما تعهد بمواصلة الاتصال الوثيق مع قيادتي الطرفين لمتابعة تنفيذ الالتزامات، وإشراكهما في القضايا الحاسمة. وتابع: «سأظل تحت تصرفهما من أجل الاستمرار المنشود لهذه العملية، ولحث الطرفين على تكثيف مشاركتهما من أجل السلام من أجل الشعب السوداني ومستقبل البلاد».

البرهان مستقبلاً المبعوث الأممي إلى السودان رمطان لعمامرة في يناير الماضي (وكالة السودان للأنباء)

وعلى الرغم من أن لعمامرة لم يكشف الطرف الذي أبدى التزاماً أحادياً، فإن وفد «قوات الدعم السريع» المفاوض، قال في بيان منفصل بنهاية المفاوضات، إنه سلم مبعوث الأمين العام رمطان لعمامرة خطاباً رسمياً من قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو، تضمن التزام «قوات الدعم السريع» بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية بالتنسيق مع «الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية»، والتزامات بتعزيز حماية المدنيين، وعدد من المطالب العاجلة والملحة المقدمة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.

ووصفت «الدعم السريع» المفاوضات غير المباشرة بأنها كانت «أحادية» بين وفده والأمم المتحدة، وقال إنها جرت «في جو إيجابي، وسادتها مناقشات بناءة ومثمرة تسهم في تعزيز التعاون المشترك لفائدة الشعب السوداني».

وشهدت مدينة جنيف خلال الفترة بين 11 و18 يوليو (تموز) الحالي، مفاوضات غير مباشرة بين وفد يمثل الجيش السوداني وآخر يمثل «قوات الدعم السريع»، تهدف لتقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، وفقاً لتكليف مجلس الأمن الدولي لرمطان لعمامرة ببذل مساعٍ حميدة مع أطراف النزاع في السودان، واستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية في الدولة التي تمزقها الحرب المستمرة منذ أكثر من عام بين الجيش و«قوات الدعم السريع» الرديفة له.

قائد «قوات الدعم السريع» السودانية محمد دقلو يصافح المبعوث الأممي رمطان لعمامرة في أوغندا (إكس)

وقال لعمامرة، وفقاً لصفحته في منصة «إكس»، إن المحادث «الحوارية» (غير المباشرة) التي عقدها مع وفدي الطرفين المتحاربين في السودان اختتمت الجمعة، وتابع: «أشكر الجميع على مساهمتهم في إنجاز هذه الخطوة الأولية والمشجعةـ، في سياق عملية أطول نحو تعزيز وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين».

وشابت المباحثات عثرات عديدة، لمح لها لعمامرة أكثر من مرة، وعلى رأسها رفض وفد الحكومة الحضور في الجلسة الافتتاحية، ما اضطره إلى التواصل والتشاور معه بطريقة لم يكشف عنها، كما أنه لم يفصح صراحة عن «الطرف المتعنت» وأسماه «أحد الطرفين».

وقال لعمامرة إن تكليفه من قبل مجلس الأمن الدولي يستند إلى القرارين 2724 (2024)، و2736 (2024) الصادرين عن المجلس، باستكمال وتنسيق جهود السلام الإقليمية، وقلقه بشأن الوضع في السودان.

وحث لعمامرة الأطراف على وقف التصعيد في مدينة «الفاشر» بولاية شمال دارفور التي تشهد عمليات عسكرية وتحاصرها «قوات الدعم السريع»، بما في ذلك المناطق حولها، ودعاهما لـ«السماح وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع أنحاء البلاد وضمان حماية المدنيين».

ودعا أطراف النزاع للسعي من أجل الوقف الفوري للأعمال العدائية، بما يفتح الطريق إلى حل مستدام للصراع عبر الحوار.

وفي تفصيله لطبيعة مفاوضات جنيف، قال لعمامرة إنه بناء على تعاملاته السابقة مع الأطراف، وجه رسائل إلى كل من الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة وقائد القوات المسلحة السودانية، والفريق محمد حمدان دقلو، قائد «قوات الدعم السريع»، بترشيح وفود عليا من أجل التفاوض على اتخاذ إجراءات تضمن توزيع المساعدات الإنسانية لجميع السودانيين، وبحث خيارات ضمان حماية المدنيين.

وأوضح لعمامرة أنه اتبع صيغة «القرب»، أي المناقشات غير المباشرة بين الطرفين، وأشرك كل وفد فيها بطريقة منفصلة، مدعوماً بفريق تقني متكامل تابع للأمم المتحدة يقدم له الخبرة ذات الصلة، وأن فريقه عقد نحو 20 جلسة مع وفود الأطراف، بما في ذلك الاجتماعات الفنية والعامة، وتفاعل مع الوفود في سياق ولاية كل منهم.

وحذر لعمامرة، وفقاً للنشرة الصادرة عن مكتبه، من الوضع الإنساني الكارثي في السودان، والذي يواصل التدهور يوماً بعد يوم، بقوله: «هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بأمان إلى جميع المحتاجين، وضمان حماية جميع المدنيين في السودان»، وتعهد بمواصلة الأمم المتحدة بذل الجهود اللازمة لدعم السكان المدنيين في كل أنحاء السودان.