السودان: ثلث جرحى الحرب من النساء والأطفال

العاملون في المجال الإنساني أكدوا أن العمل «أصبح شبه مستحيل»

منظمة «أطباء بلا حدود» تؤكد أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات في السودان «هم من الأطفال دون العاشرة» (أ.ف.ب)
منظمة «أطباء بلا حدود» تؤكد أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات في السودان «هم من الأطفال دون العاشرة» (أ.ف.ب)
TT

السودان: ثلث جرحى الحرب من النساء والأطفال

منظمة «أطباء بلا حدود» تؤكد أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات في السودان «هم من الأطفال دون العاشرة» (أ.ف.ب)
منظمة «أطباء بلا حدود» تؤكد أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات في السودان «هم من الأطفال دون العاشرة» (أ.ف.ب)

أعلن رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، مساء أمس الثلاثاء، أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات لإصابات مرتبطة بالحرب في السودان «هم من النساء أو الأطفال دون العاشرة»، بحسب ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتعرضت مستشفيات المنظمة، وهي المرافق الطبية الوحيدة العاملة في معظم أنحاء الدولة التي تمزقها الحرب، لهجمات متكررة، حسبما قال رئيسها كريستوس كريستو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في بورت سودان.

ومنذ أبريل (نيسان) 2023 قُتل عشرات آلاف الأشخاص في الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».

وأضاف كريستو موضحاً أن العديد من المنظمات اختارت «موقفاً متحفظاً، وهو الانتظار لمعرفة كيفية تطور النزاع».

وجاءت تصريحات كريستو فيما تتواصل محادثات في جنيف بين موفد دولي ووفدين يمثلان طرفي الحرب.

وحالياً مع تفشي خطر المجاعة، وعدم ظهور أي مؤشرات على توقف الحرب، «نطلب من المنظمات الأخرى، وخاصة وكالات الأمم المتحدة، العودة وبذل المزيد من الجهود»، وفق كريستو.

وتابع الطبيب المخضرم موضحاً أن العديد من المنظمات أفادت بمواجهة «تحديات مالية» حادة نتيجة النقص المزمن في التمويل للسودان. فيما يقول المسعفون، الذين كثيراً ما يُستهدفون من طرفي النزاع، إنه تم التخلي عنهم، بينما يشكو العاملون في المجال الإنساني من أن العمل أصبح شبه مستحيل.

ولم تتمكن معظم منظمات الإغاثة من إرسال مساعدات إلا إلى المناطق الشرقية، التي يسيطر عليها الجيش، فيما اتهمت الأمم المتحدة الطرفين بوضع «عوائق منهجية»، وبـ«حرمان متعمد» من الوصول للمساعدات الإنسانية.

وتابع كريستو قائلاً: «ما زلنا نعاني من أعمال نهب وتعرّض الطواقم الطبية للمضايقة، وفقدنا أشخاصاً».

ومنذ اندلاع الحرب يُتهم كل من الجيش و«قوات الدعم السريع» بنهب أو عرقلة المساعدات، إضافة إلى تدمير نظام الرعاية الصحية الهش أساساً.

وأمس الثلاثاء، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 10 ملايين سوداني، أي 20 في المائة من السكان، نزحوا منذ بداية الحرب، مع استمرار تفاقم أكبر أزمة نزوح في العالم، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.

وهذا هو أحدث رقم عن حجم النازحين في البلد، الذي يمزّقه صراع اندلع منذ أبريل 2023، وتركت الحرب نصف السكان، البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة، يواجهون أزمة جوع متفاقمة، وبحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من أي دولة أخرى في العالم.

وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة، في تقرير نصف شهري، أن أكثر من 2.2 مليون شخص فرّوا إلى دول أخرى منذ تفجرت الحرب، بينما نزح نحو 7.8 مليون داخلياً.


مقالات ذات صلة

«الصحة العالمية» تدين استهداف المرافق الصحية في السودان

شمال افريقيا أرغمت الحرب آلاف الأمهات والأطفال على النزوح إلى مخيمات في غضارف لتجنب القتل (أ.ف.ب)

«الصحة العالمية» تدين استهداف المرافق الصحية في السودان

أدانت منظمة الصحة العالمية، اليوم الأربعاء، تزايد الهجمات على المرافق الطبية في السودان خلال الأسابيع الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
أفريقيا رئيس جنوب السودان سلفا كير (رويترز)

الأمم المتحدة: 468 قتيلاً خلال الربع الأول من العام في جنوب السودان

قُتل 468 مدنياً في اشتباكات مسلحة في جنوب السودان بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) الماضيين.

«الشرق الأوسط» (نيروبي)
شمال افريقيا تواصلت محادثات الأمم المتحدة بين طرفي القتال في السودان للوصول إلى اتفاق بوقف إطلاق النار وحماية المدنيين (أ.ف.ب)

الأمم المتحدة تجري نقاشات منفصلة مع الجيش السوداني و«الدعم السريع»

واصلت الأمم المتحدة محادثات غير مباشرة بين طرفي القتال في السودان، الجيش و«قوات الدعم السريع»، بمدينة جنيف السويسرية للوصول إلى اتفاق بوقف إطلاق النار.

محمد أمين ياسين (ودمدني- السودان)
شمال افريقيا دخان يتصاعد من مبانٍ ومؤسسات تعرضت للقصف في الخرطوم (رويترز)

«هدوء نسبي» في جبهات القتال بالسودان بعد معارك عنيفة

هدأت حدة المعارك، نسبياً، بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في كل الجبهات والمحاور بأقاليم البلاد المختلفة، بعد أسابيع من القتال الشرس.

محمد أمين ياسين (ود مدني (السودان))
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (د.ب.أ)

مصر تدعو للتعامل مع تبعات الأزمة السودانية «على نحو عاجل»

أكّد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، بدر عبد العاطي، الثلاثاء، ضرورة «الحفاظ على الدولة السودانية ومقدّراتها ومؤسساتها».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

وساطة ليبية تنجح في وقف اشتباكات طرابلس

عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)
عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)
TT

وساطة ليبية تنجح في وقف اشتباكات طرابلس

عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)
عبد الحميد الدبيبة في صورة جماعية مع الرؤساء المشاركين في منتدى «الهجرة عبر المتوسط» المقام في طرابلس (إ.ب.أ)

نجحت جهود وساطة محلية في وقف قتال مفاجئ بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، اندلع في ضاحية تاجوراء الساحلية، الواقعة شرق العاصمة الليبية، قبل ساعات فقط من تدشين منتدى «الهجرة عبر المتوسط»، الذي دشّنه رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، اليوم (الأربعاء) في العاصمة طرابلس، والذي شهد «مشادة بين عناصر تابعة لجهاز دعم الاستقرار وحراسات الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي».

وجرى احتواء خلاف مفاجئ، رصدته وسائل إعلام محلية، بين الجهات الأمنية المكلفة بتأمين المنتدى، وحراسات ديبي، ما تسبب في وقف البث المباشر لفعاليات المنتدى لدقائق، علماً أن مصادر أمنية كشفت عن «رفض حراسات ديبي تسليم أسلحتها الشخصية للأمن الليبي في مطار معيتيقة فور وصوله».

وأظهرت لقطات مصورة حدوث تدافع واشتباك بالأيدي بين حراس الدبيبة والرئيس التشادي في حضورهما، لكن سرعان ما تم احتواؤه.

الدبيبة يوجه كلمته للمشاركين في فعاليات منتدى «الهجرة عبر المتوسط» (أ.ف.ب)

وقال الدبيبة، في مداخلة أمام المنتدى، الذي حضره بعض رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين من الدول الأفريقية والأوروبية، إلى جانب مسؤولي الجامعة العربية، ومنظمات دولية معنية بالهجرة وحقوق الإنسان، إن «أوروبا تستخدم كل الوسائل والطرق لمنع وصول المهاجرين، وأفريقيا تدفع بهم للهجرة». مضيفاً: «نحن تحت ضغط الطرفين... وليبيا وجدت نفسها بين ضغط الرفض الأوروبي للمهاجرين، والرغبة الأفريقية في الهجرة». معتبراً أن رحلة الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا «تمر بطريق خطرة قد تنتهي بالموت»، ومؤكداً أن مشكلة الهجرة تعززها الأزمات، التي تعانيها بعض البلدان الأفريقية.

رئيس حكومة الوحدة خلال استقباله رئيس الحكومة المالطية والوفد المرافق له قبيل انعقاد منتدى «الهجرة عبر المتوسط» (أ.ف.ب)

من جانبها، دعت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، إلى العمل بطرق متزامنة لمعالجة ملف الهجرة، بالتشارك في آليات العمل، بينما أكد رئيس الوزراء المالطي، روبرت أبيلا، أن «الهجرة تبدأ في دول المصدر بسبب الحروب والنزاعات، ما يدفعهم للهجرة، وهو ما يشكل تحدياً لدول الممر والهدف».

إلى ذلك، وفى غياب أي بيان رسمي، نفى متحدث باسم «تجمع ثوار تاجوراء» لـ«الشرق الأوسط»، «مشاركة الدبيبة في جهود الوساطة لوقف الاشتباكات، التي شهدتها تاجوراء مساء الثلاثاء بين كتيبة صبرية الرثيمي، وعناصر كتيبة رحبة الدروع، المعروفة بالبقرة، نسبة لآمرها بشير البقرة، المتخذتين من تاجوراء مركزاً لهما، بسبب فتاوى الصادق الغرياني، مفتى عام البلاد المقال من منصبه».

وقال المتحدث، الذي طلب عدم تعريفه، إن من أوقفوا الخلاف هم آمر كتيبة فتح مكة تاجوراء محمد المعمري، وآمر كتيبة أسود تاجوراء عبد الرحيم بن سالم، بالإضافة إلى مجلس حكماء وأعيان ومشايخ تاجوراء.

وكان «تجمع ثوار تاجوراء» قد أعلن رسمياً، في بيان، حلّ النزاع بفضل جهود المشايخ والأعيان، وبدء عودة الطرفين لمقراتهم، والانسحاب الكامل للسيارات العسكرية والمسلحة، واستلام الأجهزة الأمنية لمهام تأمين الطريق وفتحها أمام المواطنين، بعد تأمينها بشكل كامل.

كما أعلنت كتيبة فتح مكة تاجوراء انتشار قواتها والأجهزة الأمنية، بعد الانسحاب الكامل للطرفين المتنازعين في الاشتباكات، التي أسفرت عن وفاة امرأة أصيبت في رأسها، وفقاً لما أعلنه الناطق باسمه جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، الذي أكد في بيان مقتضب «عودة الهدوء إلى بلدية تاجوراء بالكامل وتوقف الاشتباكات، قبل أن تعلن كليتا الاقتصاد والقانون بجامعة طرابلس تعليق الامتحانات، حرصاً على سلامة الطلبة».

الوزير الطرابلسي اعترف بأن «لا سيطرة لحكومته على مدينة الزاوية» (أ.ف.ب)

ولم يعلق وزير الداخلية المكلف بحكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، على هذه التطورات، لكنه ادعى مجدداً أن «الجماعات المسلحة ستخرج من طرابلس وتعود للثكنات خلال شهر، وكل قادة الجماعات رحبوا بتنفيذ الخطة الأمنية والخروج من طرابلس».

ومع ذلك، اعترف الطرابلسي بأنه «لا سيطرة لحكومته على مدينة الزاوية»، الواقعة غرب طرابلس، التي شهدت أخيراً قتالاً بين الميليشيات المسلحة، موضحاً أنه «إذا اتفق الأهالي على وقف الاشتباكات، فنحن مستعدون لتنفيذ خطة أمنية خلال 30 يوماً».

جاءت هذه التطورات، فيما أعلنت سفارة الولايات المتحدة الأميركية لدى ليبيا أن نائب قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم)، جون برينان، وقائد قيادة العمليات الخاصة الأميركية في أفريقيا، رونالد فوي، والقائم بالأعمال جيرمي برنت، بحثوا مع الدبيبة، مساء الثلاثاء، الوضع الأمني الإقليمي، وأهمية التعاون مع الضباط العسكريين المحترفين في جميع أنحاء ليبيا لحماية سيادة ليبيا، واتخاذ خطوات ملموسة نحو توحيد الجيش، ومساعدة الليبيين في «إعادة بناء ليبيا موحدة، ومستقرة، ومزدهرة».

لقاء أعمال البعثة الأممية في واشنطن (القائمة بالأعمال)

من جهتها، أعلنت القائمة بأعمال رئيس بعثة «الأمم المتحدة»، ستيفاني خوري، أنها بحثت في العاصمة الأميركية واشنطن، مع مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون المنظمات الدولية، ميشيل سيسون، وزملائها العملية السياسية في ليبيا، وضرورة توحيد مؤسسات الدولة، وتبني نهج حوكمة أفضل للهجرة. كما أوضحت خورى أنها بحثت مع القائم بأعمال وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية، جون باس، سبل الدفع بالعملية السياسية في ليبيا، وصولاً إلى إجراء الانتخابات. وشدّدا على أهمية دور المجتمع الدولي في العمل بالتنسيق مع البعثة الأممية لدعم سعي الليبيين للحفاظ على وحدة بلادهم وسيادتها.

وفي مؤشر على احتمال عقد اجتماع جديد بين رئيسي مجلسي لنواب والدولة، برعاية الجامعة العربية في القاهرة، وبحضور رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، بحثت لجنة متابعة لقاءات مجلسي النواب والدولة الترتيبات النهائية للاجتماع الثاني الموسع بالقاهرة، وتوحيد الجهود بين المجلسين للوصول إلى تشكيل حكومة جديدة، تتولى مهام الإشراف على إجراء الانتخابات.