أعلن رئيس منظمة «أطباء بلا حدود»، مساء أمس الثلاثاء، أن ثلث الأشخاص الذين يدخلون المستشفيات لإصابات مرتبطة بالحرب في السودان «هم من النساء أو الأطفال دون العاشرة»، بحسب ما أوردته «وكالة الصحافة الفرنسية».
وتعرضت مستشفيات المنظمة، وهي المرافق الطبية الوحيدة العاملة في معظم أنحاء الدولة التي تمزقها الحرب، لهجمات متكررة، حسبما قال رئيسها كريستوس كريستو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» في بورت سودان.
ومنذ أبريل (نيسان) 2023 قُتل عشرات آلاف الأشخاص في الحرب بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع».
وأضاف كريستو موضحاً أن العديد من المنظمات اختارت «موقفاً متحفظاً، وهو الانتظار لمعرفة كيفية تطور النزاع».
وجاءت تصريحات كريستو فيما تتواصل محادثات في جنيف بين موفد دولي ووفدين يمثلان طرفي الحرب.
وحالياً مع تفشي خطر المجاعة، وعدم ظهور أي مؤشرات على توقف الحرب، «نطلب من المنظمات الأخرى، وخاصة وكالات الأمم المتحدة، العودة وبذل المزيد من الجهود»، وفق كريستو.
وتابع الطبيب المخضرم موضحاً أن العديد من المنظمات أفادت بمواجهة «تحديات مالية» حادة نتيجة النقص المزمن في التمويل للسودان. فيما يقول المسعفون، الذين كثيراً ما يُستهدفون من طرفي النزاع، إنه تم التخلي عنهم، بينما يشكو العاملون في المجال الإنساني من أن العمل أصبح شبه مستحيل.
ولم تتمكن معظم منظمات الإغاثة من إرسال مساعدات إلا إلى المناطق الشرقية، التي يسيطر عليها الجيش، فيما اتهمت الأمم المتحدة الطرفين بوضع «عوائق منهجية»، وبـ«حرمان متعمد» من الوصول للمساعدات الإنسانية.
وتابع كريستو قائلاً: «ما زلنا نعاني من أعمال نهب وتعرّض الطواقم الطبية للمضايقة، وفقدنا أشخاصاً».
ومنذ اندلاع الحرب يُتهم كل من الجيش و«قوات الدعم السريع» بنهب أو عرقلة المساعدات، إضافة إلى تدمير نظام الرعاية الصحية الهش أساساً.
وأمس الثلاثاء، قالت المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 10 ملايين سوداني، أي 20 في المائة من السكان، نزحوا منذ بداية الحرب، مع استمرار تفاقم أكبر أزمة نزوح في العالم، بحسب ما أوردته وكالة «رويترز» للأنباء.
وهذا هو أحدث رقم عن حجم النازحين في البلد، الذي يمزّقه صراع اندلع منذ أبريل 2023، وتركت الحرب نصف السكان، البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة، يواجهون أزمة جوع متفاقمة، وبحاجة إلى مساعدات إنسانية أكثر من أي دولة أخرى في العالم.
وأوضحت المنظمة الدولية للهجرة، في تقرير نصف شهري، أن أكثر من 2.2 مليون شخص فرّوا إلى دول أخرى منذ تفجرت الحرب، بينما نزح نحو 7.8 مليون داخلياً.