بينما تواترت أخبار بالعاصمة الجزائر، اليوم (الثلاثاء)، عن سحب الرئيس تبون استمارات التوقيعات الخاصة بالترشح لانتخابات الرئاسة، المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، أكد رئيس حزب شديد الولاء له أنه «سيكتسح الاستحقاق بنسبة 90 في المائة».
ونشر سياسيون وصحافيون مؤيدون للرئيس على حساباتهم بالإعلام الاجتماعي، أنه كلف أحد المقربين منه بالتوجه إلى مقر «السلطة الوطنية المستقلة لمراقبة الانتخابات»، بغرض سحب الاستمارات الخاصة بجمع التوقيعات، إيذاناً بأنه قرر الترشح لولاية ثانية.
ويلزم القانون الخاص بنظام الانتخابات المرشحين للاستحقاقات الرئاسية بتقديم 50 ألف توقيع فردي، على الأقل، لناخبين مسجلين في قائمة انتخابية، على أن تجمع في 29 ولاية (من 58) على الأقل، وألا يقل عدد التوقيعات المطلوبة من كل ولاية عن 1200 توقيع، أو جمع 600 توقيع فردي لأعضاء منتخبين في المجالس الشعبية البلدية، أو الولائية أو البرلمانية.
وفي سياق مرتبط بـ«قضية ترشح الرئيس»، صرح عبد القادر بن قرينة، رئيس «حركة البناء الوطني»، لوسائل إعلام أمس (الاثنين)، بأن «المواطن عبد المجيد تبون سيفوز بنسبة أصوات تزيد أو تقل عن 90 في المائة»، مؤكداً أنه هو شخصياً كزعيم لتكتل أحزاب ناشدت في وقت سابق تبون إطالة حكمه، يترقب «بروز الأسماء التي ستنافسه لأكون جازماً بخصوص نسبة الأصوات التي سيحصل عليها».
وعندما يشير بن قرينة إلى تبون بكلمة «مواطن»، فإنه يفهم من ذلك أن الرئيس سيترشح مستقلاً من دون انتماء حزبي، علماً بأنه كان عضواً قيادياً في حزب «جبهة التحرير الوطني» إلى غاية انتخابات 2019 التي ترشح لها، وقد انسحب منه بسبب وقوف قيادته مع المرشح عز الدين ميهوبي، الذي كان يومها أمين عام حزب «التجمع الوطني الديمقراطي»، مدعوماً بقوة من طرف مدير الأمن الداخلي السابق، واسيني بوعزة، المسجون حالياً بتهمة «فساد».
ولزيادة التأكيد على ترقب فوز ساحق لتبون، قال بن قرينة، والوزير السابق للسياحة: «خذوها مني، المواطن عبد المجيد تبون سوف يفوز بنسبة تزيد أو تقل عن 90 بالمائة. ونحن نترقب أن نعرف من سينافسه... سمعنا أن اثنين جمعا التوقيعات كاملة. ويوم يعلن الأستاذ شرفي (محمد شرفي رئيس سلطة الانتخابات) عن لائحة أسماء الذين سيترشحون سأقول لكم بالضبط كم ستكون نسبة فوزنا، كما يمكنني القول من سيكون في المرتبة الثانية وحتى الثالثة».
ولما سئل بن قرينة عن «سر» هذا اليقين بشأن مآل الاستحقاق، قال موضحاً: «يعود هذا إلى تجربة 30 سنة من الانخراط في العملية السياسية منذ عهد الحزب الواحد (1962 - 1988)، وأيضاً في عهد الانفتاح والتعددية الحزبية، وحتى عندما كنت نقابياً».
كما سئل عن «سبب عدم إعلان تبون رغبته بتمديد حكمه لحد الساعة»، فرد بن قرينة قائلاً: «منذ أسبوعين طرح عليّ هذا السؤال، فأجبت بأن الرئيس بصدد تنفيذ آخر الوعود التي قطعها خلال حملة انتخابات 2019، وبعد 5 يوليو (تموز)، ذكرى الاستقلال، سيعلن ترشحه».
وفي نهاية 2023، قال تبون خلال اجتماع مع أعضاء غرفتي البرلمان، رداً على مناشدة أحدهم الترشح لولاية ثانية: «الله يعطينا الصحة». كما رد على مجموعة برلمانيين دعوه إلى طلب التمديد قائلاً: «في النهاية، ومن خلالكم، سنترك الشعب ليقرر».
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، كتبت «مجلة الجيش»، التي تتضمن كل شهر مواقف القيادة العسكرية من الشأن العام، بأن «ما تحقق في ظرف 4 سنوات (منذ «رئاسية» نهاية عام 2019) يبعث على الأمل، ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته». وكان ذلك إشارة قوية إلى أن قيادة القوات المسلحة تريد تبون على رأس السلطة لـ5 سنوات أخرى.