الجزائر: «القوى الاشتراكية» تطلب «استشارة» من الناخبين لحملة «الرئاسية»

34 مترشحاً للانتخابات سحبوا استمارات الترشح

أحد شوارع العاصمة الجزائر (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الجزائر (رويترز)
TT

الجزائر: «القوى الاشتراكية» تطلب «استشارة» من الناخبين لحملة «الرئاسية»

أحد شوارع العاصمة الجزائر (رويترز)
أحد شوارع العاصمة الجزائر (رويترز)

بينما طلبت «جبهة القوى الاشتراكية» الجزائرية المعارضة من الناخبين «المشاركة في استشارة عامة» تخص ترشح سكرتيرها الأول يوسف أوشيش لانتخابات الرئاسة المقررة في 7 سبتمبر (أيلول) المقبل، رجحت مصادر سياسية تمديد آجال إيداع التوقيعات الخاصة بالترشح، من طرف «سلطة مراقبة الانتخابات» بعد عجز غالبية الناخبين عن جمع العدد المطلوب من التواقيع.

وقال أوشيش، عبر صفحات الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن «القوى الاشتراكية» «تستعد لاستكمال مشروعها الرئاسي، الذي تشتغل عليه، بطريقة تحمل أجوبة موضوعية وواقعية، واقتراحات جادة وبناءة لكل الإشكالات التي تعترض الجزائر كدولة، وكمجتمع وأمة»، مشيراً إلى «تحديات تفرض نفسها في خضم سياق دولي إقليمي ووطني حساس ودقيق».

يوسف أوشيش السكرتير الأول لـ«جبهة القوى الاشتراكية» ومرشحها للاستحقاق الرئاسي (إعلام الحزب)

وأكد أوشيش أنه يعرض «برنامجه» الخاص بحملة انتخابات الرئاسة على الجزائريين بغرض «إسهام فعال في إثرائه»، من دون أن ينشر أي شيء يخص «البرنامج»، موضحاً أن الحزب الذي يعدّ أقدم تشكيل سياسي معارض، «يؤمن بمبدأ المشاركة بوصفه فلسفة وممارسة»، داعياً إلى «بناء الوطن والنهوض به والعمل على حمايته». وأضاف: «نرجو منكم؛ بصدق، المساهمة في إثراء رؤيتنا النهضوية للحوكمة، التي سنقدمها للجزائريات والجزائريين بمناسبة الانتخابات الرئاسية... نحن على يقين بأن مشاركتكم ستساعدنا في تصميم سياسات أكثر تمثيلاً، وأكثر نجاعة وملاءمة لاحتياجات مجتمعنا وتطلعاته المشروعة».

وطلب الحزب أن تأتيه «الاستشارة» عن طريق البريد الإلكتروني. وقال قياديون فيه إن «الفكرة تتمثل في مقترحات كل ما يمس بمعيشة المواطن، وتطلعاته لبناء الديمقراطية ودولة القانون، بغرض الاستعانة بها في تصميم خطابنا في الحملة الانتخابية».

ويعدّ هذا المسعى غير مألوف في الممارسة السياسية، فقد جرت العادة أن يضع المرشحون للانتخابات خطتهم الخاصة بالحملة الدعائية؛ على أساس أنهم على دراية بانشغالات المجتمع؛ خصوصاً ما تعلق منها بالشغل وتحسين خدمات العلاج والنقل... وغيرها من القضايا التي تهم المواطن في حياته اليومية.

من العاصمة الجزائرية (مواقع التواصل)

ولـ«القوى الاشتراكية» سوابق شبيهة؛ ففي 2014 طرحت ما سمتها «إعادة بناء الإجماع الوطني». وقالت قيادتها إن المشروع «لا يعدو ورقة بيضاء نطلب من شركائنا في الساحة السياسية ملأها بالأفكار والمقترحات، بشأن حوكمة رشيدة للبلاد». ومرّت الفكرة من دون أن تثير تفاعلاً من طرف الأحزاب، كما استغربتها وسائل الإعلام ولم تعرف كيف تتعاطى معها لغموضها.

من جهتها، ذكرت «السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات»، الأحد في بيان، أن 34 شخصاً سحبوا استمارات جمع التوقيعات اللازمة لخوض الانتخابات، مؤكدة «تواصل سحب الاستمارات حتى الثامن عشر من شهر يوليو (تموز) الحالي، على أن يتم إعلان القائمة النهائية للمرشحين في السابع والعشرين من (ذات) الشهر».

ويلزم القانون الخاص بنظام الانتخابات في الجزائر المرشحين للانتخابات الرئاسية تقديم 50 ألف توقيع فردي على الأقل من ناخبين مسجلين في قائمة انتخابية، ويجب أن تجمع من 29 ولاية (من أصل 58) على الأقل، وألا يقل عدد التوقيعات المطلوبة من كل ولاية عن 1200 توقيع، أو جمع 600 توقيع فردي من أعضاء منتخبين في المجالس الشعبية البلدية أو الولائية أو البرلمانية.

الرئيس تبون يضفي غموضاً حول ترشحه لولاية ثانية (الرئاسة)

إلى ذلك، لم يظهر الرئيس عبد المجيد تبون رغبة واضحة في تولي عهدة ثانية، فيما ناشدته أحزاب مؤيدة له، بإلحاح شديد، تمديد حكمه. ومن بين أبرز الشخصيات الذين بدأوا جمع التوقيعات استعداداً للترشح رسمياً، عبد العالي حساني رئيس «حركة مجتمع السلم» الإسلامية، ولويزة حنون زعيمة «حزب العمال» اليساري، وبلقاسم ساحلي رئيس «التحالف الوطني الجمهوري» وهو وزير سابق، إضافة إلى الأمين الأول لـ«القوى الاشتراكية».


مقالات ذات صلة

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

شمال افريقيا شبان تونسيون يتظاهرون في تونس العاصمة يوم 4 أكتوبر 2024 (أ.ف.ب)

شباب محبط من السياسة في تونس يرى الحلّ في الهجرة

بحسب دراسة أجراها «الباروميتر العربي» صدرت قبل أكثر من شهر، فإن 7 من كل 10 شباب تونسيين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما يريدون الهجرة.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا مزارعات من فريانة أكدن أنهم سيشاركن في الانتخابات لتحسين أوضاعهن وأوضاع أسرهن (أ.ف.ب)

مزارعات تونس المهمشات مصرّات على التصويت لمحاربة الفقر والتهميش

مزارعات تونس المهمشات يؤكدن مشاركتهن في الانتخابات الرئاسية لتحسين أوضاعهن في ظل تدهور اقتصادي واجتماعي كبير.

«الشرق الأوسط» (فرنانة - تونس)
الولايات المتحدة​ صورة مدمجة تظهر المرشحين الرئاسيين كامالا هاريس ودونالد ترمب (أ.ف.ب)

أزمة الشرق الأوسط تخيّم على الانتخابات الرئاسية الأميركية

خيّم النزاع في الشرق الأوسط إلى حد كبير على حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومع تصاعد حدة التوتر، يمكن أن يغيّر هذا النزاع نتيجة انتخابات الرئاسة في نوفمبر.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترمب يتحدث خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا بالولايات المتحدة في 23 سبتمبر 2024 (أ.ف.ب)

تقرير: ترمب رفض تقديم مساعدات حرائق الغابات في كاليفورنيا قبل معرفة من سيصوت له

قال تقرير لموقع «بوليتيكو» إنه في السنوات الأربع التي جلس فيها دونالد ترمب في البيت الأبيض، فضّل أحياناً اعتماد التفضيل السياسي في الاستجابة للكوارث.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول  في قاعة بورصة نيويورك (رويترز)

للأسبوع الخامس... المستثمرون يواصلون تخارجهم من الأسهم الأميركية

خفض المستثمرون حيازاتهم في صناديق الأسهم الأميركية للأسبوع الخامس على التوالي حتى 25 سبتمبر مدفوعين بمخاوف مستمرة بشأن صحة الاقتصاد

«الشرق الأوسط» (نيويورك )

جدل في ليبيا بعد تشكيل الدبيبة إدارة جديدة لـ«الدعوة الإسلامية»

اللجنة التسييرية لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» في طرابلس (المكتب الإعلامي للجمعية)
اللجنة التسييرية لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» في طرابلس (المكتب الإعلامي للجمعية)
TT

جدل في ليبيا بعد تشكيل الدبيبة إدارة جديدة لـ«الدعوة الإسلامية»

اللجنة التسييرية لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» في طرابلس (المكتب الإعلامي للجمعية)
اللجنة التسييرية لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» في طرابلس (المكتب الإعلامي للجمعية)

أقدم رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، على تفعيل قرار كان قد اتخذه بتشكيل مجلس إدارة جديد لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية»، وسط حالة من الرفض والجدل للقرار الذي رأى كثيرون أنه «يخالف التشريعات القائمة» في البلاد.

ولم تتخلص ليبيا بعدُ من التأثير السلبي لأزمة الصراع على المصرف المركزي، حتى اندلع خلاف جديد، الأحد، يتمحور حول صراع الفرقاء على «الصلاحيات القانونية»، بينما يرى متابعون أن هذا الخلاف يزيد من تفتيت الجهود الرامية إلى تحريك العملية السياسية.

وقالت «جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» عبر بيان أصدرته في ساعة مبكرة من صباح الأحد، إنها «فوجئت بقرار من حكومة «الوحدة» بشأن تشكيل مجلس إدارة جديد لها، مشيرة إلى أن القرار «سواء كان عن خطأ أو عن عمد فإنه لا يستند إلى أساس قانوني؛ بوصفها تابعة للجهة التشريعية في الدولة حسب القانون الليبي».

وأوضحت الجمعية أنه «فور علمها بالقرار من (الميديا) الليبية والإقدام على تنفيذه اتجهت لتحرك دعوى قضائية بالطعن فيه؛ كما أقدم مجلسا النواب و(الرئاسي) على الخطوة نفسها، لكن مجلس الإدارة الجديد المشكَّل من الحكومة يصر على عدم الاعتراف بالإجراءات القضائية».

فرض الأمر الواقع

وتحدثت الجمعية عن أن المجلس الجديد «مستمر في محاولاته» التي وصفتها بـ«اليائسة» في «ممارسة سياسة فرض الأمر الواقع ومحاولة السيطرة على إدارة الجمعية؛ بالمخالفة لقانونها التأسيسي رقم 58 لسنة 1972، وقانون رقم 9 لسنة 2023» القاضيين باختصاص وتبعية الجمعية لجمعيتها العمومية، وهيئة رئاسة مجلس النواب دون غيرهما.

وسبق أن اتخذ الدبيبة قراراً في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي بتشكيل مجلس إدارة جديد لـ«جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» ومقرها العاصمة طرابلس، ويتكون من رئيس و6 أعضاء.

وعلى خلفية التجاذبات التي تشهدها ليبيا منذ أكثر من عقد، دافع المجلس الحالي للجمعية عن نفسه، وقال إنه «حافظ على ابتعاده عن كل الصراعات السياسية، كما حافظنا طوال السنوات الماضية على أموال الجمعية التي هي في الأساس أموال الليبيين».

وبشأن أرصدة الجمعية، نوهت بأن هذه الأموال «مخصَّصة للدعوة ومساعدة المسلمين في مختلف أرجاء العالم؛ بكل أمانة وإخلاص بعيداً عن عبث العابثين»، مجددة رفضها ما سمته «محاولات جرِّ هذه المؤسسة العريقة إلى أتون الصراع والنزاع والسيطرة على أموالها بطرق غير مشروعة بشكل يضر سمعتها العالمية، خصوصاً مع وجود مساهمات من دول عدة في هذه المؤسسة العريقة».

المنفي والدبيبة في لقاء سابق (المجلس الرئاسي الليبي)

مخالفة للقانون

ومع تصاعُد ردة الفعل، رأى أحمد عبد الحكيم حمزة، رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن القرار الذي اتخذته «الوحدة» يشكِّل «مخالفة للقانونين اللذين ينظمان عمل الجمعية؛ ويؤكدان تبعيتها لمجلس النواب».

ويحذِّر سياسيون ليبيون «من أي محاولة للمساس بأموال الجمعية»، ويطالبون الأجهزة الرقابية في غرب البلاد «بالاضطلاع بدورها في حمايتها»، لكن حكومة الدبيبة تتمسك بأحقيتها في تغيير مجلس إدارتها، «بعيداً عن أي مساس يتعلق بمدخراتها»، كما نوهت في بيانات سابقة.

بجانب ذلك، أبدت استغرابها من «رفع هيئة الرقابة الإدارية، وديوان المحاسبة، الرقابة المصاحبة على مصروفات وحسابات جمعية الدعوة في المصارف الداخلية والخارجية بشكل مفاجئ، ودون اتخاذ أي تدابير وقائية».

ورأت الجمعية أنه «بهذه الطريقة يسهل تحويل أي أموال من أرصدتها، وتكون عرضة للنهب والسرقة، ما يهدد المؤسسة بالإفلاس»، منوهة بأن ديوان المحاسبة وهيئة الرقابة كانا يدققان قبل ذلك كل ما يخص مصروفات وحسابات الجمعية؛ و«هذا عمل نُشيد به، ونستغرب فعل عكسه بعد تشكيل مجلس إدارة جديد للجمعية بالمخالفة للقانون».

وتحدثت الجمعية عن «عملية اقتحام سابقة لمقرها الرئيسي في طرابلس بشكل غير قانوني»، ورأت أن بعد هذا الفعل المسيء ساد ارتباك وخوف داخل المؤسسة من قِبل الموظفين أثناء التلاعب بأرصدة الجمعية في غياب الرقابة المصاحبة من الأجهزة الرقابية».

وانتقد المجلس الرئاسي الليبي، قرار حكومة «الوحدة»، وعدَّه أيضاً «مخالفاً للقانون»، وقال: «كان يجب أن تتم عملية تغيير مجلس إدارتها من قبل الجهة المخولة بذلك، الأمر الذي ثمَّنته الجمعية، داعيةً حكومة (الوحدة) إلى مراجعة قرارها، والمساهمة في الحفاظ على أموال الجمعية، وعدم تعريض سمعتها للخطر».

وانتهت «جمعية الدعوة الإسلامية العالمية» مذكِّرة بأنها مؤسسة خاصة مستقلة بنص قانون إنشائها، ولها ارتباطات بمنظمات دولية وإقليمية، ويشارك في عضوية مؤتمرها العام (جمعيتها العمومية) ممثلون لأكثر من 50 دولة إسلامية، وبها أقليات إسلامية، ولها تمثيل دبلوماسي بأكثر من 20 دولة.