محكمة تونسية تقضي بالسجن عاماً على محامية معارضة

المحامية سنية الدهماني (مواقع التواصل)
المحامية سنية الدهماني (مواقع التواصل)
TT

محكمة تونسية تقضي بالسجن عاماً على محامية معارضة

المحامية سنية الدهماني (مواقع التواصل)
المحامية سنية الدهماني (مواقع التواصل)

قضت محكمة تونسية بالسجن عاماً على المحامية سنية الدهماني، المعروفة بانتقادها الشديد للرئيس قيس سعيد، بسبب سخريتها من تدهور الأوضاع في تونس.

ويعزز الحكم ضد المحامية مخاوف المعارضة من استمرار استهداف الأصوات المنتقدة، قبل الانتخابات الرئاسية المتوقعة في 6 أكتوبر (تشرين الأول) هذا العام، على ما أوردت وكالة «رويترز» من العاصمة التونسية.

وقال سامي بن غازي، محامي سنية الدهماني، إن «الحكم بالسجن لمدة عام قاسٍ وظالم، يؤكد استهداف حرية التعبير وحرية الرأي في تونس».

وألقت الشرطة القبض على الدهماني في مايو (أيار) الماضي، بعد أن قالت في برنامج تلفزيوني، إن تونس «بلد لا يطيب فيه العيش». وسبق أن اعتُقل المعارض لطفي المرايحي الذي أعلن نيته الترشح للانتخابات الرئاسية، بشبهة غسل أموال.

جانب من وقفة نظمها محامون وسط العاصمة التونسية للاحتجاج على «التضييق على الحريات» (أرشيفية- إ.ب.أ)

وتتهم أحزاب المعارضة التي يقبع كثير من قادتها في السجون، حكومة سعيد «بممارسة ضغوط على القضاء، لملاحقة منافسي رئيس الدولة في انتخابات 2024، وتمهيد الطريق أمامه للفوز بولاية ثانية».

وتقول أحزاب المعارضة إنه «لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة وذات مصداقية ما لم يتم إطلاق سراح السياسيين المسجونين، والسماح لوسائل الإعلام بالقيام بعملها من دون ضغوط من الحكومة».

ويوم الجمعة الماضي، اشتكى فرع نقابة الصحافيين بوكالة الأنباء الرسمية، من سحب خبر إعلان السياسي منذر الزنايدي الترشح للانتخابات من النشرة، والتراجع عن تغطية ندوة صحافية لـ«الحزب الدستوري الحر».

وحذرت النقابة من «مغبة الانحراف بالخط التحريري»، ودعت «لإبعادها عن أي شكل من أشكال الزج بها في المشهد السياسي والحزبي، باعتبارها مرفقاً عمومياً ينتج أخباراً صحافية، في كنف النزاهة والموضوعية».

الرئيس التونسي (أ.ب)

وتقبع عبير موسي، زعيمة «الحزب الدستوري الحر»، في السجن منذ العام الماضي، بشبهة «الإضرار بالأمن العام». ويواجه مرشحون آخرون، من بينهم: الصافي سعيد، ومنذر الزنايدي، ونزار الشعري، وعبد اللطيف المكي، المحاكمة بشبهة «الاحتيال وتبييض الأموال».

ولم يعلن قيس سعيد الذي انتُخب رئيساً عام 2019، رسمياً، عن ترشحه للانتخابات المتوقعة في السادس من أكتوبر؛ لكن من المتوقع على نطاق واسع أن يسعى لولاية ثانية. وقال العام الماضي إنه لن يسلِّم السلطة لمن وصفهم بـ«غير الوطنيين».

صحافيون تونسيون خلال مظاهرة للاحتجاج على «المرسوم 54» بحجة «قمعه حرية التعبير» (أرشيفية- إ.ب.أ)

وسيطر سعيد على جميع السلطات تقريباً في عام 2021، وحلّ البرلمان، وبدأ الحكم بمرسوم في خطوة وصفتها المعارضة بأنها «انقلاب»، بينما يؤكد سعيد أن خطواته كانت «قانونية وضرورية لإنهاء الفساد المستشري بين النخبة السياسية منذ سنوات».

ومنذ ثورة 2011، حصلت تونس على مزيد من الحريات الصحافية، وتعد واحدة من البيئات الإعلامية الأكثر انفتاحاً في العالم العربي.

لكن السياسيين والصحافيين والنقابات يقولون: «إن حرية الصحافة تواجه تهديداً خطيراً مع وجود 5 صحافيين على الأقل في السجن الآن». ويرفض الرئيس سعيد الاتهامات، ويقول إنه لن يصبح ديكتاتوراً.


مقالات ذات صلة

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

الاقتصاد وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب في مؤتمر التعدين الدولي (الشرق الأوسط) play-circle 01:15

وزيرة الصناعة التونسية: نستهدف مضاعفة مساهمة الفوسفات في الناتج المحلي

أكدت وزيرة الصناعة والمناجم والطاقة التونسية فاطمة شيبوب، أن الفوسفات يساهم بنسبة 1 في المائة بالناتج المحلي الخام، وتهدف البلاد إلى مضاعفة هذه المساهمة.

آيات نور (الرياض)
شمال افريقيا المتهمون بالتآمر ضد أمن الدولة (الموقع الرسمي لغازي الشواشي)

إحالة سياسيين متهمين بـ«التآمر على أمن تونس» إلى الجنايات

محكمة النقض في تونس العاصمة ترفض الطعون التي تقدمت بها هيئة الدفاع عن عشرات القادة السياسيين الموقوفين منذ نحو عامين بتهم خطيرة.

كمال بن بونس (تونس)
شمال افريقيا ليلى الطرابلسي (متداولة)

تونس:حكم قضائي جديد بسجن زوجة ابن علي وصهره 20 عاماً

أصدرت محكمة تونسية حكماً جديداً بسجن ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس السابق الراحل، زين العابدين بن علي، وصهره السابق رجل الأعمال محمد صخر الماطري، لمدة 20 عاماً.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا نجيب الشابي رئيس «جبهة الخلاص» المعارضة (إ.ب.أ)

تونس «جبهة الخلاص» المعارضة تطالب بالإفراج عن سجناء الرأي

دعت «جبهة الخلاص الوطني» المعارِضة في تونس السلطات إلى الإفراج عن سجناء الرأي، وفتح حوار وطني حول الإصلاحات.

«الشرق الأوسط» (تونس)
شمال افريقيا رئيسة «الحزب الدستوري الحر» عبير موسي (أرشيفية - الإعلام التونسي)

تونس: توجيه تهمة «تبديل هيئة الدولة» إلى رئيسة «الحزب الدستوري الحر»

هيئة الدفاع عن موسي: «التحقيقات في مرحلة أولى كانت قد انتهت إلى عدم وجود جريمة... وقرار القضاة كان مفاجئاً».

«الشرق الأوسط» (تونس)

إلى أي مدى حلّ اتفاق «هدنة غزة» أزمة محور «فيلادلفيا»؟

جانب من الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
جانب من الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
TT

إلى أي مدى حلّ اتفاق «هدنة غزة» أزمة محور «فيلادلفيا»؟

جانب من الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)
جانب من الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)

لطالما وقف احتلال إسرائيل لـ«محور فيلادلفيا» حجر عثرة في إنهاء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، سواء من قبل «حماس» أو القاهرة، قبل أن يشمل نص الاتفاق فقرة بشأنه تنص على «انسحاب تدريجي على مدار 50 يوماً»، إلا أن تصاعد الدعوات داخل إسرائيل لعدم الانسحاب منه أثار مخاوف من إمكانية «المماطلة» خلال المراحل المتبقية من الاتفاق.

الاتفاق الذي يتضمن انسحاباً إسرائيلياً متدرجاً، ينقسم خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» إزاءه، بين من يرى إمكانية أن تؤدي شروط الصفقة لإجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على الالتزام ومغادرة المحور الذي لا تسمح اتفاقية السلام مع مصر بوجود قوات إسرائيلية فيه، مقابل تشكيك تقديرات أخرى في إمكانية تحقق ذلك في ظل «مماطلات» إسرائيلية متوقعة، معولين على ضغوط من الوسطاء والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

يذكر أن «محور فيلادلفيا» المعروف أيضاً باسم «محور صلاح الدين» هو شريط حدودي يمتد بطول 14.5 كيلومتر من البحر المتوسط حتى معبر كرم أبو سالم على الأراضي الفلسطينية بين شبه جزيرة سيناء وقطاع غزة. ويعدّ منطقة عازلة بموجب «اتفاقية كامب ديفيد» الموقّعة بين مصر وإسرائيل عام 1979.

وبعد ماراثون من المفاوضات، أعلن الوسطاء، في بيان مشترك، الأربعاء، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنفيذ المرحلة الأولى التي تمتد إلى 42 يوماً، سيبدأ الأحد المقبل. ونص الاتفاق على أن «يقوم الجانب الإسرائيلي بخفض القوات تدريجياً في منطقة الممر (محور فيلادلفيا) خلال المرحلة الأولى، وفقاً للخرائط المتفق عليها والاتفاق بين الجانبين».

وبحسب الاتفاق، فإنه «بعد إطلاق سراح آخر رهينة من المرحلة الأولى في اليوم الـ42، تبدأ القوات الإسرائيلية انسحابها وتستكمله بما لا يتجاوز اليوم الـ50».

منظر عام لمحور «فيلادلفيا» على الحدود بين جنوب قطاع غزة ومصر (أ.ف.ب)

ومنذ احتلال إسرائيل الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور «فيلادلفيا»، في مايو (أيار) 2024، جرت محادثات بين مصر وإسرائيل برعاية أميركية، عدّة في 2024، دون التوصل لحلول مع تمسك مصري بضرورة انسحاب إسرائيلي منهما، وسط تبادل التصريحات بين البلدين للتأكيد على مواقفهما طيلة الأشهر الأخيرة.

ورفض نتنياهو مطلب مصر، وأعلن مراراً ذلك، كان أحدثها في 10 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، بإصراره على البقاء بالمحور لـ«ضمان عدم حصول عمليات تهريب أسلحة»، وهو اتهام عادةً ما نفته مصر مراراً، وقالت عبر مصدر مسؤول: «هي تصريحات الغرض منها التغطية على فشله في القطاع».

وبرأي الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء عادل العمدة، فإن الاتفاق يؤثر إيجابياً حتى الآن لحل أزمة محور «فيلادلفيا» بين مصر وإسرائيل، موضحاً أن أحد شروط الصفقة والتهدئة الانسحاب التدريجي الإسرائيلي وصولاً لانسحاب كلي باليوم الخمسين ما عدا عناصر بسيطة سيوجدون في منطقة غير مرتبطة بمناطق اتفاقية السلام.

غير أن الخبير الاستراتيجي والعسكري، اللواء محمود زاهر، يدعو إلى التمهل في توقع الوصول لحل بالنسبة لمحور «فيلادلفيا»، لافتاً إلى أن الوصول لنهاية المرحلة الأولى يحدد مدى جدية إسرائيل في تنفيذ التزاماتها، خاصة الانسحاب من المحور أو رؤية مماطلات إسرائيلية في التنفيذ.

وغداة الاتفاق، نقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله، إن الاتفاق يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية من محور «فيلادلفيا» بعد استكمال المرحلة الأولى من الصفقة، مشيراً إلى أن القوات ستواصل البقاء في المحور بعد المرحلة الأولى من الصفقة إذا رفضت «حماس» مطالب إسرائيل.

الحدود المصرية - الإسرائيلية (رويترز)

فيما تحدث مسؤول سياسي إسرائيلي لوسائل إعلام إسرائيلية، الخميس، قائلاً إن «قوات بلاده لن تنسحب من ممر فيلادلفيا»، نافياً ما وصفه بـ«التقارير المضللة» التي تحدثت عن مغادرتها للمنطقة، وفق ما نقلته قناة «الحرة» الأميركية.

المسؤول أوضح أنه سيحدث إعادة توزيعها بشكل مختلف، بما يشمل نقاطاً عسكرية، ودوريات، ومراقبة، وسيطرة على طول المحور، مضيفاً أنه في حال رفضت حركة «حماس» شروط إسرائيل (لم يحددها) لإنهاء الحرب، فإن القوات الإسرائيلية ستبقى في محور «فيلادلفيا» بعد اليوم الـ42، وكذلك بعد اليوم الـ50.

فيما هدد وزير الشتات ومكافحة معاداة السامية الإسرائيلي، أميخاي شيكلي، بالاستقالة من منصبه بسبب هذا المحور، قائلاً في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «أتعهد بأنه إذا حدث انسحاب من محور فيلادلفيا قبل تحقيق أهداف الحرب، أو إذا لم نعد إلى القتال من أجل استكمال أهداف الحرب، فسأستقيل من منصبي وزيراً في الحكومة».

وبرأي العمدة، فإنه من الطبيعي وجود اعتراض على الانسحاب لكن الضمانة هو «وجود اتفاق سينفذ، فضلاً عن إصرار مصري على الانسحاب الإسرائيلي»، لافتاً إلى أن «إسرائيل من عادتها عدم الالتزام، لكن من المبكر التعليق على رد الفعل المصري أو الوسطاء حال حدوث ذلك».

وأضاف: «لكن وارد أن يتم حدوث ترتيبات مع مصر لحل أزمة، وضغوط من ترمب والوسطاء».

وبتقدير زاهر، فإن نتنياهو إذا نفذ المرحلة الأولى من أجل نيل عدد من الرهائن، سيماطل في تنفيذ المرحلة الثانية والثالثة بلا شك لضمان بقائه السياسي، متوقعاً أنه قد يتأخر الانسحاب وننتظر ضغوطات جديدة على إسرائيل للالتزام بالاتفاق والانسحاب الفعلي.