وزارة النفط بـ«الوحدة» الليبية تحقق في «مزاعم فساد»

تخوفات من انعكاس الاتهامات التي أطلقها بريطانيون على «تقدم العملية السياسية»

ليبيون طالبوا المسؤولين بحماية النفط الليبي بعدّه مصدر رزق كل الليبيين (الشرق الأوسط)
ليبيون طالبوا المسؤولين بحماية النفط الليبي بعدّه مصدر رزق كل الليبيين (الشرق الأوسط)
TT

وزارة النفط بـ«الوحدة» الليبية تحقق في «مزاعم فساد»

ليبيون طالبوا المسؤولين بحماية النفط الليبي بعدّه مصدر رزق كل الليبيين (الشرق الأوسط)
ليبيون طالبوا المسؤولين بحماية النفط الليبي بعدّه مصدر رزق كل الليبيين (الشرق الأوسط)

بدأت وزارة النفط بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة التحقيق في مزاعم «فساد»، تحدث عنها مسؤولون بريطانيون، وسط مخاوف من انعكاس ذلك على «تقدم العملية السياسية، أو استقرار ليبيا وتحقيق التنمية فيها».

وقال مسؤول بوزارة النفط، اليوم (الجمعة)، إن الوزير محمد عون، وجه «بسرعة التحقيق فيما تضمنته تصريحات منسوبة لمسؤولين بوزارة الخارجية البريطانية، وعرض النتائج على الرأي العام».

وتفاعلت وزارة النفط الليبية مع الملاحظات البريطانية، وقالت إنها تابعت التصريحات الصادرة عن وكيل وزارة الخارجية والكومنولث والتنمية، ديفيد روتلي، بشأن ما سماه «فساداً» في القطاع النفطي الليبي، التي جاءت رداً على سؤال طرحه دانيال كاوتشينسكي عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين بخصوص سياسات وزارة الخارجية المرتبطة بمستويات «الفساد» في قطاع النفط الليبي.

ونقلت الوزارة الليبية أن روتلي أشار إلى عزم الخارجية البريطانية على التحقيق في «أي اتهامات أو شبهات تتعلق بالفساد، وفقاً لقانون الرشوة لعام 2010، الذي يعد من أبرز التشريعات لمكافحة الرشوة»، فيما أوضحت الخارجية البريطانية أن ما ستتخذه من إجراءات «مرده تعزيز النزاهة، وضمان استخدام الثروات الليبية بشكل مسؤول طبقاً للتشريعات الدولية».

محمد عون وزير النفط بحكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة (الوزارة)

وقالت وزارة النفط الليبية إنه «تأسيساً على الحديث البريطاني»، فإنها «أولت هذا الموضوع اهتماماً بالغاً؛ حيث باشرت العمل على تجميع المعلومات والبيانات والملابسات، كي تتمكن من الاستيعاب الصحيح لمراد الحديث فيما يتعلق بالفساد في قطاع النفط». مبرزة أنها تعمل على «الإلمام بالجوانب القانونية ذات العلاقة بدعاوى التدخل في الشؤون المحلية، والمساس بالسيادة الليبية، تحت اسم تطبيق التشريعات خارج الحدود».

والحديث عن فساد في قطاع النفط الليبي ليس أمراً جديداً، فقد سبق أن دعا أعضاء بالمجلس الأعلى للدولة الليبي النائب العام، والأجهزة الرقابية، في مارس (آذار) الماضي إلى التحقيق بشكل فوري في «شبهات فساد»، تتعلق بعقود نفطية أبرمت خلال السنوات الماضية، وطالبوا بالتحقيق فيما سموه «تضارب مصالح وشبهات فساد»، تتعلق بعقود النفط المبرمة خلال السنوات الماضية، مشيرين إلى أهمية «التدقيق في الصفقات التي جرى توقيعها دون مراعاة للتشريعات الليبية». لكن المؤسسة الوطنية النفط نفت إقدامها على عقد صفقات تضر بالصالح العام.

وتشهد الساحة الليبية تجاذبات ومشادات كلامية بين القائمين على قطاع النفط في ليبيا، وخصوصاً وزير النفط والغاز، ورئيس المؤسسة الوطنية للنفط فرحات بن قدارة.

ولفتت الوزارة الليبية في بيانها إلى ما أشارت إليه وزيرة الدولة بوزارة الخارجية والكومنولث والتنمية البريطانية، ماري تريفيليان، من أن قطاع النفط في ليبيا «يشهد فساداً ملحوظاً»، وأن المملكة المتحدة «تسعى مع شركائها الدوليين لمعالجة قضايا الشفافية المالية، وتهريب النفط الليبي».

وقالت وزارة النفط إنها طالبت وزارة الخارجية بحكومة «الوحدة» بمخاطبة نظيرتها البريطانية بقصد «مدها بمزيد من المعلومات عن حيثيات الموضوع، حتى يتسنى لوزارة النفط اتخاذ الإجراءات اللازمة بهذا الشأن، وتقديم تقرير كامل للحكومة والجهات القضائية والرقابية والمحاسبية بالدولة الليبية».

حماد رئيس الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي يتفقد أسباب انقطاع الكهرباء بشرق البلاد (الحكومة)

في شأن مختلف، قالت حكومة «الاستقرار» إن رئيسها أسامة حمّاد، عقد اجتماعاً طارئاً، مساء (الخميس) لبحث أسباب انقطاع التيار الكهربائي في عدد من أحياء بنغازي والمنطقة الشرقية، مشيرة إلى أن الأسباب التي قدمتها وزارة الكهرباء تتمثل في «النمو العمراني النظامي والعشوائي، مع عدم إجراء العمرات والصيانات اللازمة لمحطات التوليد، بالإضافة إلى عدم إنشاء محطات جديدة طوال السنوات الماضية».

وتعهد حمّاد، بـ«العمل على تذليل الصعوبات، التي تواجه وزارة وشركة الكهرباء، وتوفير الإمكانات اللازمة، المتمثلة في الأبراج ذات الجهد العالي والمتوسط، ومحطات التوزيع، ومحطات التحويل، وتوفير الغاز اللازم للتشغيل».


مقالات ذات صلة

«الجيش الوطني الليبي» يتجاهل دعوة «الوحدة» للمشاركة في ضبط الحدود الجنوبية

شمال افريقيا الدبيبة خلال زيارته إلى مدينة زوارة 1 يوليو (حكومة الوحدة)

«الجيش الوطني الليبي» يتجاهل دعوة «الوحدة» للمشاركة في ضبط الحدود الجنوبية

تجاهل «الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، مقترح مصطفى الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، لتشكيل غرفة عمليات مشتركة لتأمين الحدود الجنوبية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الأعلام الأمازيغية مرفوعة في احتفال بعد ثورة 2011  (أ.ف.ب - غيتي)

السنوسي يدخل على خط شكاوى الأقليات الليبية من «الإقصاء»

قال الأمير محمد السنوسي، نجل ولي العهد إبان الحكم الملكي في ليبيا، إن «الأمازيغ والطوارق والتبو» يشكلون جزءاً أساسياً من هويتنا وشخصيتنا الوطنية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الطرابلسي (يمين) والنمروش عقب افتتاح معبر «رأس جدير» (من مقطع فيديو بثته وزارة الداخلية التابعة لـ«الوحدة»)

ليبيا وتونس تفتحان مجدداً معبر «رأس جدير» الحدودي

دشّن الطرابلسي مع نظيره التونسي خالد النوري، إعادة افتتاح المعبر، برفقة صلاح النمروش مساعد رئيس أركان القوات التابعة لحكومة «الوحدة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا خوري تلتقي ممثّلي «التجمع الوطني التباوي» (البعثة الأممية)

خوري تجدّد التزام «الأمم المتحدة» بـ«عملية سياسية شاملة» في ليبيا

جدّدت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة، ستيفاني خوري، تأكيد التزام الأمم المتحدة «عملية سياسية شاملة»، وسط شكاوى «التبو» من «التهميش».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا اجتماع المنفي مع سفير بريطانيا (المجلس الرئاسي)

قبيلة ليبية تطالب حفتر بالتحقيق في «تصفية»أحد أبنائها

بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بطرابلس، مع سفير بريطانيا مارتن لونغدن، في تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية في ليبيا.

خالد محمود (القاهرة)

أول تغيير في «الخارجية» خلال عهد السيسي... هل تتبدل السياسات؟

بدر عبد العاطي (صفحته على «فيسبوك»)
بدر عبد العاطي (صفحته على «فيسبوك»)
TT

أول تغيير في «الخارجية» خلال عهد السيسي... هل تتبدل السياسات؟

بدر عبد العاطي (صفحته على «فيسبوك»)
بدر عبد العاطي (صفحته على «فيسبوك»)

شهدت حقيبة وزارة الخارجية المصرية أول تغيير في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مع تولي السفير بدر عبد العاطي قيادتها، خلفاً لسامح شكري، الذي أمضى 10 أعوام على رأس الوزارة.

وهذا ما أثار تساؤلات بشأن أسباب التغيير، وتأثير ذلك في مسار الدبلوماسية المصرية والسياسات الخارجية. وبينما عد سياسيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» التغيير «أمراً طبيعياً»، أكدوا أنه «لن يؤثر في مسار الدبلوماسية المصرية».

وقال مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق علي الحفني، لـ«الشرق الأوسط»، إن عبد العاطي «ابن وزارة الخارجية ويعرف ملفاتها جيداً وسياسة الدبلوماسية المصرية العريقة»، واصفاً إياه بأنه «أحد مهندسي الشراكة المصرية - الأوروبية». وقال إن «اختياره يعزز صعود تلك الشراكة مستقبلاً». وأضاف الحفني أن استمرار شكري في «الخارجية» عشر سنوات «أمر طبيعي مرتبط بحقيبة الخارجية، التي تشهد تغييرات على فترات طويلة. فالدولة قد تحتاج أحياناً للاستفادة من مزايا وشبكات العلاقات التي كونها الوزير مع نظرائه في دول أخرى، وبالتالي يستمر فترة أطول».

وقال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان) النائب مجدي عاشور، لـ«الشرق الأوسط»، إن «وزارة الخارجية من الوزارات التي تشهد تغييرات محدودة في أسماء من يتولى حقيبتها، وربما التغيير يحمل دعماً لمسار العلاقات المصرية - الأوروبية التي يتميز عبد العاطي بنجاحاته في إدارتها».

ملف عبد العاطي

ويبدو أن هذا الملف يحظى فعلاً باهتمام عبد العاطي، حيث أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج الجديد، الأربعاء، «الأهمية الخاصة لشراكة مصر والاتحاد الأوروبي»، لافتاً إلى أنها تأتي «نتيجة استقرار مصر وتماسكها ودورها الريادي الإقليمي والدولي».

ودلل الوزير المصري على ذلك بانعقاد مؤتمر الاستثمار الأول من نوعه بين مصر والاتحاد الأوروبي، قبل أيام، وما سبقه من توقيع على الإعلان المشترك لتدشين شراكة استراتيجية وشاملة بينهما، قبل أشهر.

صورة التُقطت لبعض إنشاءات «سد النهضة» في سبتمبر الماضي (أ.ف.ب)

وعمل عبد العاطي سفيراً لمصر في ألمانيا من 2015 حتى 2019. ووقع أول اتفاقية مصرية - ألمانية بشأن مكافحة «الهجرة غير المشروعة»، ونال تكريماً ألمانياً رفيعاً في2020 عبر «وسام صليب الاستحقاق». كما شغل عبد العاطي، منصب سفير مصر لدى مملكة بلجيكا ودوقية لوكسمبورغ والاتحاد الأوروبي من مارس (آذار) 2022، ومنصب مندوب مصر الدائم لدى حلف الناتو، ونائب مساعد وزير الخارجية للاتحاد الأوروبي وغرب أوروبا، فيما وصفته صحيفة «الأهرام» المصرية الرسمية، الأربعاء، بأنه «مهندس العلاقات المصرية - الأوروبية».

وكان عبد العاطي، مسؤولاً داخل وزارة الخارجية عن ملف الشؤون الأفريقية، ومديراً لشؤون فلسطين، ومتحدثاً باسم الوزارة بين 2013 و2015، وترأس الوفد المصري في اجتماع دول جوار ليبيا في 2014.

وقال عبد العاطي في تصريحات صحافية أدلى بها عقب إدلائه بالقسم، إن منطقة الشرق الأوسط «تموج بالصراعات والأزمات من جميع الاتجاهات، وإن الاتحاد الأوروبي والشركاء الغربيين لم يجدوا دولة يعتمدون عليها في حفظ الأمن والاستقرار مثل مصر».

فلسطينيون ينظرون إلى الدمار بعد غارة إسرائيلية على رفح بقطاع غزة (أ.ب)

ويعتقد الوزير المصري أن ذلك «هو الوضع أيضاً بالنسبة لباقي دول العالم التي تحرص على أن يكون دور القاهرة مهماً ونشيطاً حتى لا يحدث في المنطقة أزمات أكثر مما هو قائم بالفعل»، مشدداً على أن مصر كانت وستكون «ركيزة الاستقرار في هذه المنطقة».

لا تغيير

إلا أن حنفي يرى أن «مسار الدبلوماسية المصرية لن يشهد تغييراً مع عبد العاطي»، موضحاً أن «مصر لديها سياسة خارجية عريقة وثوابت لا تتغير بتغيير الأشخاص». وتعهد عبد العاطي في بيان للخارجية المصرية «باستكمال مسيرة من سبقوه في تولي هذه المسؤولية في الدفاع عن المصالح المصرية وأمن مصر القومي، والاهتداء بالخطى والتوجيهات التي رسمها الرئيس المصري للحكومة الجديدة».

ويعتقد الحفني أن أبرز الملفات التي ستكون على طاولة الوزير الجديد «هي الملفات السابقة نفسها للوزير شكري، وفي مقدمتها ملف غزة والمفاوضات لوقف الحرب المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي». لكن الحفني يشير أيضاً إلى أنه «سيكون هناك اهتمام أكبر بملف العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن الملفات المستمرة كـ(سد النهضة) والصراعات في السودان وليبيا واليمن وسوريا».