خوري تؤكد لحفتر وصالح التزامها بـ«التوافق» لإجراء الانتخابات الليبية

اشتباكات جديدة في مدينة الزاوية بعد اعتقال تاجر مخدرات

صورة وزعتها خوري لاجتماعها مع رئيس مجلس النواب الليبي
صورة وزعتها خوري لاجتماعها مع رئيس مجلس النواب الليبي
TT

خوري تؤكد لحفتر وصالح التزامها بـ«التوافق» لإجراء الانتخابات الليبية

صورة وزعتها خوري لاجتماعها مع رئيس مجلس النواب الليبي
صورة وزعتها خوري لاجتماعها مع رئيس مجلس النواب الليبي

جددت القائمة بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا ستيفاني خوري، التي تستعد لتقديم إحاطتها الأولى إلى مجلس الأمن الدولي، هذا الشهر، التأكيد على التزام البعثة الأممية بالعمل على توافق الأفرقاء الليبيين لتهيئة المجال لإجراء الانتخابات المؤجلة.

واستغل القائد العام لـ«الجيش الوطني» المتمركز في شرق البلاد، المشير خليفة حفتر، اجتماعه الأول مساء الأحد مع خورى في بنغازي، لتأكيد دعمه جهود البعثة الأممية لتحقيق تقدم في العملية السياسية والوصول إلى حلول توافقية تقود لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.

لقاء خوري مع حفتر (الجيش الوطني)

ونقل حفتر عن خوري تأكيدها على «عمل البعثة على تهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات، وأنها بصدد إجراء المزيد من المباحثات والمشاورات للدفع بالعملية السياسية». كما أشادت بما وصفته بـ«الدور الرئيسي» لحفتر في العملية السياسية، «بهدف الوصول إلى الاستقرار الدائم في ليبيا».

بدورها، قالت خوري إنها بحثت مع حفتر، «آفاق عملية سياسية شاملة تفضي إلى إجراء انتخابات عامة، وسبل تعزيز اتفاق وقف إطلاق النار والحفاظ على وحدة ليبيا وسيادتها وسلامة أراضيها»، مشيرةً إلى أنها «أكدت مجدداً التزام البعثة الأممية بالعمل مع جميع الليبيين من أجل الوصول إلى استقرار مستدام في ليبيا، وتوحيد مؤسساتها الوطنية».

https://x.com/stephaniekoury1/status/1797353747938525249

في السياق ذاته، قالت خوري إنها شددت في لقائها بمدينة القبة، مع رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، «على أهمية بناء التوافق بين جميع الأطراف المعنية للمضي قُدماً نحو إجراء انتخابات سلمية تلبي تطلعات الليبيين في اختيار قيادتهم وتجديد شرعية مؤسساتهم»، مشيرة إلى أنهما «ناقشا سبل الخروج من الانسداد الراهن والدفع بالعملية السياسية إلى الأمام، عبر تهيئة الظروف المواتية لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تكون نتائجها مقبولة للجميع».

https://x.com/stephaniekoury1/status/1797360510473478524

من جهته، عدَّ صالح أن الحل في ليبيا «يكون بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وتشكيل حكومة موحدة وفقاً لإرادة الشعب الليبي».

في شأن مختلف، قال عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني إنه اتفق مع رئيس وزراء كوريا الجنوبية هان دوك سو خلال لقائهما الاثنين على هامش القمة الأفريقية - الكورية المنعقدة في العاصمة سيول، على «تنسيق الجهود للمساهمة في مشاريع التنمية، وإعادة الإعمار في ليبيا والاستفادة من التجربة الكورية»، ونقل عن هان العمل لاستكمال الترتيبات مع الجانب الليبي لمباشرة مهام سفارة بلاده في طرابلس بكامل طاقمها.

الدبيبة خلال اجتماع لتنظيم العمل في تأمين السفارات والمنظمات الدولية العاملة في ليبيا (حكومة «الوحدة»)

كان رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، الذي ترأس مساء الأحد اجتماعاً أمنياً حضره رئيسا المخابرات العامة وجهاز الأمن الداخلي، قد أكد ضرورة دعم الجهود المبذولة لعودة السفارات للعمل من ليبيا، ووضع الضوابط اللازمة لمساعدة الأجهزة الأمنية للقيام بعملها.

إلى ذلك، طالب مجلس النواب مجدداً، رئيس إدارة القضايا، بعدم الاعتداد بأي مكاتبات أو مراسلات تصدر من خالد شكشك، رئيس ديوان المحاسبة، الموجود بالعاصمة طرابلس، «لعدم امتلاكه هذه الصفة».

ورد الديوان بإعلان مباشرته «أعمال الرقابة المالية المسبقة واللاحقة والمصاحبة لكل عقود الحكومة ومؤسساتها». وقال مخاطباً رئيس «حكومة الوحدة» ووزرائها ومحافظ «مصرف ليبيا المركزي» والجهات العامة بالدولة، بأنه «لا يجوز لأي جهة ممارسة اختصاصات ديوان المحاسبة بعد حكم الدائرة الدستورية بإبطال القانون رقم 2 لسنة 2023 بشأن إضافة بعض الأحكام لإنشاء هيئة الرقابة الإدارية».

في غضون ذلك، واصلت اللجنة المُشكلة برئاسة فوزي النويري النائب الأول لرئيس مجلس النواب، اجتماعاتها مساء الأحد في مدينة بنغازي، لتضمين ملاحظات أعضائه على قانون الميزانية العامة للدولة للعام الحالي، الذي قدمته حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد.

صدام حفتر مع رئيس تشاد في أنجامينا (أركان القوات البرية)

في شأن غير ذي صلة، بدأ صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، في أول مهمة خارجية معلنة له، زيارة مفاجئة مساء الأحد إلى تشاد، بصفته مبعوثاً من والده القائد العام للجيش. وقال مكتبه في بيان إن الاجتماع «ناقش الملفات المُشتركة، وبحث في سبل التعاون والتنسيق في كل الجوانب».

وفيما يتعلق بالأوضاع في مدينة الزاوية، لقي مسلح بكتيبة موالية لحكومة «الوحدة» حتفه في أحدث اشتباكات من نوعها مساء الأحد، بالمدينة الواقعة غرب العاصمة طرابلس.

وتحدث شهود عيان عن سماع أصوات طلقات نارية كثيفة، بعدما أغلق مسلحون الطريق الساحلي، وسط تحشيد لبعض الميلشيات المسلحة، على خلفية اعتقال المدعو «عبدو الكابو» الذي يقول سكان المدينة عنه إنه «أحد كبار تجار المخدرات».


مقالات ذات صلة

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

شمال افريقيا صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

يرى ليبيون من أسر ضحايا «المقابر الجماعية» في مدينة ترهونة غرب البلاد أن «الإفلات من العقاب يشجع مرتكبي الجرائم الدولية على مواصلة أفعالهم»

شمال افريقيا السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)

«مفوضية الانتخابات» الليبية: نسب التصويت كانت الأعلى في تاريخ «البلديات»

قال عماد السايح رئيس المفوضية العليا للانتخابات إن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى التي تجاوزت 77.2 % هي الأعلى بتاريخ المحليات

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة خلال فعالية شبابية في مصراتة الليبية (من مقطع فيديو بثته منصة «حكومتنا»)

الدبيبة متحدياً من «يريدون السلطة» في ليبيا: لن تحكمونا

تحدّث عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية المؤقتة، عن 4 أطراف قال إنها هي «أسباب المشكلة في ليبيا»، وتريد العودة للحكم بالبلاد.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المفوضية العليا للانتخابات حسمت الجدل حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية (أ.ف.ب)

«العليا للانتخابات» الليبية تعلن نتائج «المحليات» الأحد

حسمت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا الجدلَ حول موعد إعلانها نتائج المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا سيف الإسلام القذافي خلال تقدمه بأوراقه للترشح في الانتخابات الرئاسية في 14 نوفمبر 2021 (رويترز)

«الجنائية الدولية» تعيد سيف الإسلام القذافي إلى واجهة الأحداث في ليبيا

تتهم المحكمة الجنائية سيف الإسلام بالمسؤولية عن عمليات «قتل واضطهاد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية» بحق مدنيين، خلال أحداث «ثورة 17 فبراير».

جاكلين زاهر (القاهرة)

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
TT

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)

يأمل ليبيون في إخضاع متهمين بـ«ارتكاب جرائم» خلال السنوات التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي إلى «محاكمة عادلة وسريعة».

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تحدث ضمن إحاطة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، عن «خريطة طريق» لمحاكمة المتهمين في ليبيا من بينهم المتورطون في «المقابر الجماعية» في ترهونة (غرب البلاد).

وقفة احتجاجية لعدد من أهالي ضحايا ترهونة بغرب ليبيا (رابطة ضحايا ترهونة)

ورغم تعهد خان في إحاطته، بالعمل على «قدم وساق لتنفيذ خريطة طريق لاستكمال التحقيقات في جرائم حرب حتى نهاية 2025»، فإنه لم يوضح تفاصيلها، إلا أن عضو «رابطة ضحايا ترهونة» عبد الحكيم أبو نعامة، عبّر عن تفاؤل محاط بالتساؤلات على أساس أن «4 من المطلوبين للجنائية الدولية في جرائم حرب وقعت بالمدينة منذ سنوات لا يزالون خارج قبضة العدالة».

ويقصد أبو نعامة، في تصريح إلى «الشرق الأوسط» قائد الميليشيا عبد الرحيم الشقافي المعروف بـ«الكاني»، إلى جانب فتحي زنكال، ومخلوف دومة، وناصر ضو، فيما يخضع عبد الباري الشقافي ومحمد الصالحين لتصرف النيابة، بعد القبض على الأخير السبت.

ومن بين ملفات اتهام متنوعة في ليبيا، قفزت منذ أشهر إلى مقدمة أجندة المحكمة الدولية جرائم «مقابر جماعية» ارتكبت في ترهونة (غرب ليبيا) إبان سيطرة ما تعرف بـ«ميليشيا الكانيات» بين أبريل (نيسان) 2019 ويونيو (حزيران) 2020، علماً بأن الدائرة التمهيدية لـ«الجنائية الدولية» قرّرت رفع السرية عن ستة أوامر اعتقال لمتهمين في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وينتاب من يتهمون بهذا الملف وأسر ضحايا في ترهونة، القلق مما يرونه «تسييس عمل المحكمة الدولية، وغياب الآلية الفعّالة لتنفيذ مذكرات القبض ضد المتهمين، في ظل وجودهم في بعض الدول»، وفق ما أفاد علي عمر، مدير «منظمة رصد الجرائم في ليبيا» لـ«الشرق الأوسط».

يُشار إلى أن خان، أبلغ مجلس الأمن الدولي عن اتفاقه مع النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، على آلية جديدة للتعاون بين الطرفين، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.

إلى جانب مخاوف «التسييس»، يبدو أن تحديد المدعي العام للجنائية الدولية إطاراً زمنياً للانتهاء من التحقيقات نهاية العام المقبل، قد يكون مثار قلق أكبر لعائلات الضحايا.

ووفق عمر: «قد يفاقم الإفلات من العقاب ويشجع مرتكبي الجرائم الدولية على مواصلة أفعالهم»، مع إيحاء سائد لدى البعض «بعدم وجود نية لملاحقة مرتكبي الجرائم أو فتح جميع ملفات الجرائم التي تندرج تحت اختصاص المحكمة».

ومن بين الاتهامات التي تلاحق «ميليشيا الكانيات» كانت تصفية أغلب نزلاء سجن «القضائية»، و«الدعم المركزي» بترهونة، في 14 سبتمبر (أيلول) 2019، في رواية نقلتها «رابطة ضحايا ترهونة».

ويلاحظ متابعون، أن ظلال الانقسام السياسي انعكست على زيارة خان إلى طرابلس، وفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الواحد القمودي. وعلى نحو أكثر تفصيلاً، يشير مدير «منظمة رصد الجرائم في ليبيا» علي عمر، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن غياب التعاون من قِبل السلطات في شرق ليبيا وغربها، من بين عراقيل أخرى تقف أمام «نزاهة التحقيقات».

مقبرة جماعية مكتشفة بترهونة (غرب ليبيا) (هيئة التعرف على المفقودين في ليبيا)

في غضون ذلك، فرض الدور الروسي الزائد في ليبيا نفسه على إحاطة خان، أمام مجلس الأمن، بعدما شككت مندوبة روسيا في ولاية المحكمة على الملف الليبي، مذكرة بأن ليبيا «ليست طرفاً في نظام روما الأساسي».

وفي حين يستبعد أمين «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» في ليبيا عبد المنعم الحر دوراً روسياً معرقلاً للمحاكمات، فإنه يتفق مع مندوبة روسيا في أن «الإحالة من جانب مجلس الأمن لم تعط المحكمة الجنائية الدولية ولاية مطلقة على ليبيا»، مشيراً إلى أنها «اقتصرت على جرائم حصلت قبل تاريخ 19 فبراير (شباط) 2011».

ويستند الحر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية الذي أجاز «التحقيق في جريمة أو أكثر ارتكبت»، وهو «ما يجعل القضايا التي وقعت بعد هذا التاريخ خارج ولاية المحكمة».

وقد يبدو «التفاؤل محدوداً» بمثول المطلوبين في جرائم الحرب بليبيا أمام المحكمة في لاهاي، وفق «مدير منظمة رصد الجرائم»، لكنه يشير إلى مخرج من هذا المأزق، وهو «اتخاذ خطوات أكثر جرأة، تشمل دعماً دولياً لضمان استقلالية التحقيقات، ووضع آلية فعّالة لتنفيذ مذكرات القبض».

وعلى نحو يبدو عملياً، فإن أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا يقترح «حلاً قانونياً بتشكيل محكمة خاصة مختلطة يترأسها قاض ليبي تضم في هيئتها قضاة ليبيين ودوليين، على غرار المحكمة الدولية التي تم إنشاؤها للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005».