حفتر لتطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية مع موسكو

«الرئاسي الليبي» وفرنسا يبحثان العملية السياسية  

اجتماع حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي (الجيش الوطني)
اجتماع حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي (الجيش الوطني)
TT

حفتر لتطوير العلاقات العسكرية والاقتصادية مع موسكو

اجتماع حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي (الجيش الوطني)
اجتماع حفتر مع نائب وزير الدفاع الروسي (الجيش الوطني)

بحث السفير الفرنسي لدى ليبيا مصطفى مهراج، مع نائب المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، (الأحد)، ثلاثة ملفات من بينها العملية السياسية المتجمدة، بينما تجاهل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، في شرق ليبيا، مجدداً التحفظات الأميركية المعلنة على دور روسيا في البلاد. وأكد على «العلاقة الودية» مع موسكو، وأهمية تطويرها في المجالات العسكرية والاقتصادية.

ونقل حفتر، في بيان وزّعه مكتبه، عن نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف، الذي التقاه مساء السبت بمقره في الشرق الليبي والوفد المُرافق له، إشارته إلى «مساهمة روسيا في تطوير قدرات قوات الجيش الوطني في مجالات التدريب ورفع الكفاءة، وتأكيد التعاون المشترك لمحاربة الإرهاب والتطرف».

وهذا هو الاجتماع الثالث من نوعه، خلال العامين الماضيين بين حفتر ويفكيروف، الذي سبق له أن زار مقر حفتر، مرتين بهدف تنسيق التعاون العسكري بين الطرفين.

وكان حفتر، أشاد خلال لقائه مساء السبت أيضاً، مع وفد من أعيان ومشايخ وشباب قبائل «التبو»، «بدور أبناء التبو في دعمهم قوات الجيش في حربها على الإرهاب والتطرف». ونقل عن مشايخ قبائل «التبو»، إشادتهم في المقابل «بدور الجيش في بسط الأمن والاستقرار، ودعمه المدن والمناطق كافة بالمنطقة الجنوبية من أجل توفير أفضل الخدمات».

وكان مقرراً أن يجتمع حفتر لاحقاً مع ستيفاني خوري القائمة بأعمال البعثة الأممية، التي وصلت في وقت سابق الأحد، بشكل مفاجئ إلى مدينة بنغازي، ضمن جولة بشرق البلاد ستجتمع خلالها مع عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، وعدد من الأطراف الفاعلة؛ للاستماع لرؤاها بشأن كيفية إنهاء حالة الانقسام السياسي الحالي.

والتزم حفتر وصالح، الصمت حيال تقارير نشرتها وسائل إعلام محلية، تحدثت عن طلب رئيس حكومة «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة، من رئيسَي دولتَي الإمارات الشيخ محمد بن زايد، وتركيا رجب طيب إردوغان، «القيام بوساطة مع المنطقة الشرقية، لاستمرار حكومته في السلطة، مقابل تعديلها، بوصف ذلك خطوةً استباقيةً للاجتماع المقرر برعاية جامعة الدول العربية هذا الشهر، بمشاركة رؤساء مجالس النواب والدولة والرئاسي».

وتعتزم خوري، تقديم أول إحاطة لها إلى مجلس الأمن الدولي، في التاسع عشر من الشهر الحالي، وتتضمن ملامح خطتها لحل الأزمة السياسية في البلاد.

صورة وزعها سفير فرنسا لدى ليبيا لاجتماعه مع اللافي عضو المجلس الرئاسي

في شأن مختلف، قال مصطفى مهراج سفير فرنسا، إنه ناقش (الأحد) في العاصمة طرابلس، مع نائب رئيس المجلس الرئاسي عبد الله اللافي، العملية السياسية، والمصالحة الوطنية والوضع الأمني.

في غضون ذلك، أُعيد مجدداً فتح بوابة الدافنية غرب مصراتة بالغرب الليبي، بعد أيام من إغلاقها من كتائب وسرايا المنطقة الوسطى بقوات عملية «بركان الغضب»، لمطالبة حكومة «الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بصرف مستحقاتهم.

وأعلنت مديرية أمن مصراتة، أنه تم، خلال اجتماع عقده مساء السبت مديرها علي الضراط مع أعضاء مجلس مصراتة البلدي، الاتفاق على فتح البوابة التى تعدّ المدخل الغربي لمدينة مصراتة، على الطريق الساحلية الرابطة بين المدينة والمنطقة الغربية، مشيرة إلى أن الطريق باتت مفتوحةً ومؤمنةً بالكامل.

ورصدت وسائل إعلام محلية، إزالة السواتر الترابية من البوابة، بعد انسحاب القوات المعتصمة. ونقلت عن مصادر أن إعادة فتح البوابة، تمت على خلفية اتفاق برعاية النائب العام، بين مدير مكتب وزير الدفاع جبريل اشتيوي، وممثلي المجموعة التي أغلقت البوابة.

https://x.com/AmbaFranceLibye/status/1797211485703131466

لقاء الدبيبة بطرابلس مع وزراء الشباب والرياضة العرب (حكومة «الوحدة»)

بدوره، استقبل الدبيبة، مساء السبت في طرابلس، بعض وزراء الشباب والرياضة العرب، المشاركين في تدشين فعاليات احتفالية «طرابلس عاصمة الشباب العربي» للعام الحالي. وأشار إلى ضرورة «توجيه الشباب العربي لدعم القضية الفلسطينية، وتركيز عدد من النشاطات على هذه القضية العربية الأولى».

وانطلقت (الأحد) الفعاليات التي تتضمنها طرابلس، بمشاركة 14 دولة عربية، و86 شاباً وشابة.

وكان الدبيبة، قد أكد لدى اجتماعه مساء السبت، مع وزير الشباب والرياضة العراقي أحمد المبرقع، عمق العلاقات بين البلدين، وضرورة تكثيف أوجه التعاون والتواصل بين المؤسسات فيهما، عادّاً عودة عمل السفارتين الليبية والعراقية من بغداد وطرابلس، خطوةً إيجابيةً في اتجاه تعزيز العلاقات.


مقالات ذات صلة

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

شمال افريقيا أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

مناشدات بالتحرك الفوري لحقن الدماء وتهدئة الأوضاع في المدينة التي تشهد اضطرابات واسعة دفعت بعض أهالي المقتولين إلى إضرام النار في منزل أحد المتهمين بقتله.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)

ليبيا: استئناف الإنتاج بحقول نفطية بضغط أميركي

قال منسّق «حراك فزان في ليبيا» بشير الشيخ، إنه تم استئناف إنتاج النفط في بعض حقول الجنوب الشرقي «بضغط أميركي».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)
أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)
TT

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)
أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)

في أجواء أمنية وسياسية مضطربة، لم تخلُ من إطلاق رصاص وسقوط دماء، احتفلت مدن ليبية بالذكرى الـ55 لـ«ثورة الفاتح من سبتمبر (أيلول)» التي حكم بمقتضاها الرئيس الراحل معمر القذافي البلاد أكثر من 4 عقود منذ عام 1969.

وخرج مؤيدون لنظام القذافي، مساء السبت، في مدن عدة، من بينها زليتن، شرق العاصمة طرابلس، رافعين الرايات الخضراء المعبرة عن النظام الجماهيري السابق، لكن سرعان ما انقلبت أجواء الاحتفال إلى كرّ وفرّ، سقط على إثرها 3 من مؤيدي القذافي، وقتل مواطن آخر بعد اندلاع اشتباكات مع أنصار «ثورة 17 فبراير (شباط)».

وللمرة الأولى يعلّق الساعدي القذافي، نجل الرئيس الراحل، على «ثورة الفاتح» منذ خروجه من السجن، وقال عبر حسابه على منصة «إكس»: «الليلة هي ذكرى (الفاتح العظيم) الذي سطّر في التاريخ المجد والإنجازات وجلب العزة والكرامة للشعب الليبي، في هذه المناسبة الكريمة أتقدم بالتهنئة لأهلنا في ربوع ليبيا الغالية».

القذافي في صورة أرشيفية مع زوجته صفية وأبنائه سيف العرب وخميس والمعتصم بالله (غيتي)

ومن قلب المدن، التي لا تزال على ولائها للنظام السابق، من بينها غات وأوباري (جنوباً) إلى بني وليد (شمالاً) ثم زليتن وصبراتة (غرباً) لاحت صور القذافي والرايات الخضراء المعبرة عن حقبته، ما أثار حفيظة معارضيه، وتسببت في مشاحنات.

وأعلن نشطاء في مدينة زليتن ومصادر محلية أن اشتباكات اندلعت بين مناصري القذافي وآخرين من «ثورة 17 فبراير» ما أدى إلى سقوط 3 قتلى من المؤيدين للنظام السابق. هم أيوب حديد، وعطية جبران، وعبد القادر الحويج. فيما قال آخرون إن مواطناً آخر يدعى عطية جبران قتل على يد موالين للنظام السابق.

والتزمت السلطات الرسمية الصمت حيال ما شهدته زلتين حتى الساعات الأولى من صباح الأحد، لكن صفحات من المدينة على مواقع التواصل الاجتماعي أشارت إلى أن مسلحين من ميليشيا «حريز» قتلوا الثلاثة خلال احتفالهم بـ«ثورة الفاتح». وانتشرت مقاطع فيديو لسيارة مدججة بالرشاشات تطلق النار بشكل عشوائي على المواطنين.

أجواء الاحتفالات من بني وليد (مواقع التواصل)

وجاء ذلك وسط مطالب شعبية لحكماء وأعيان زليتن والمجلس البلدي بـ«التحرك الفوري لحقن الدماء وتهدئة الأوضاع في المدينة التي تشهد اضطرابات واسعة، دفعت بعض أهالي المقتولين إلى إضرام النار في منزل أحد المتهمين بقتله».

 

وأعاد حساب منسوب لعائشة ابنة الرئيس الراحل، على منصة «إكس»، التدوينة التي كتبها الساعدي، وسط احتفاء واسع من أنصار النظام السابق، وحرص معارضيه على التذكير بأنه كان «نظاماً ديكتاتورياً حكم ليبيا بالحديد والنار؛ ولم يهتم بتنمية البلاد».

وعدّت قيادات ومسؤولون بالنظام السابق «ثورة الفاتح» حدثاً تاريخياً التفّ حوله الليبيون.

وقال أحمد قذاف الدم، المسؤول السياسي في «جبهة النضال الوطني الليبية»، إن «اللغط كثر في الآونة الأخيرة عن دوافع الحركة الثورية وبدايتها»، مشيراً إلى أنها «كانت صرخة حرية عبّر عنها معمر القذافي في بيانه الأول للثورة، عندما نادى الشعب الليبي بقوله أيها الشعب الليبي العظيم».

وقال قذاف الدم إن «ما نراه اليوم على الأرض الليبية يذكرنا بأن فجراً يلوح، وأن شعبنا سينتفض حتماً بقيادة أبنائه الأحرار ليزيح عن كاهله كابوس الذل والخنوع والعار ويستعيد وطنه وكرامته وكبريائه».

وعادة ما تشهد هذه الذكرى مناوشات لفظية بين أنصار «ثورة 17 فبراير» التي أطاحت القذافي عام 2011، وأنصار ثورة «الفاتح من سبتمبر» التي جاءت به إلى الحكم قبل عقود، وحملات انتقاد لاذعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«ميدان الشهداء» بطرابلس الذي شهد أكبر الاحتفالات بإسقاط نظام القذافي (أرشيفية - مديرية أمن طرابلس)

وعدّ مصطفى الزائدي، أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية، أن «(ثورة الفاتح من سبتمبر) حدث تاريخي شاء من شاء وأبى من أبى»، وقال إنها «جاءت ضمن سلسلة من الثورات في الوطن العربي التي دشنتها (ثورة 23 يوليو - تموز) المجيدة وإعادة إطلاق حركات التحرر في أفريقيا».

وأضاف: «في هذه الظروف التي تمر بها ليبيا نجدد الدعوة إلى إطلاق عملية نضالية جادة لاستعادة الوطن وحماية الشعب، تكون القوات المسلحة العربية الليبية عمودها الفقري».

وقبل 55 عاماً من الآن، كانت ليبيا تحت حكم الملك محمد إدريس السنوسي، قبل أن يقود القذافي حركة «الضباط الوحدويين» في الجيش الليبي، وينقلب عليه، بحسب معارضيه، ليحكم البلاد قرابة 42 عاماً. وعلى الرغم مما أحدثته «الفاتح من سبتمبر» في البلاد من تغيير، فإن هناك من ينادون بالعودة إلى النظام الملكي «لإنقاذ البلاد من التخبط السياسي».

ولا يزال الليبيون الرافضون للثورتين يكررون مقولة متداولة: «الفاتح ليست بعظيمة ولن تعود، و(فبراير) ليست بمجيدة ولن تسود».