الجيش السوداني يشن غارات على تمركزات لـ«الدعم السريع»

الضربات طالت الخرطوم والأبيض والجزيرة

سيارة مدمرة أمام متجر في أم درمان بالسودان (أ.ف.ب)
سيارة مدمرة أمام متجر في أم درمان بالسودان (أ.ف.ب)
TT

الجيش السوداني يشن غارات على تمركزات لـ«الدعم السريع»

سيارة مدمرة أمام متجر في أم درمان بالسودان (أ.ف.ب)
سيارة مدمرة أمام متجر في أم درمان بالسودان (أ.ف.ب)

قال شهود إن الطائرات الحربية التابعة للجيش السوداني شنّت، الأحد، ضربات قوية على مواقع وتمركزات لـ«قوات الدعم السريع» حول مصفاة «الجيلي» بمدينة بحري، شمال العاصمة الخرطوم، وذلك للمرة الثانية منذ منتصف الشهر الماضي.

وتبادل طرفا الحرب السودانية القصف في مناطق عدة، وسمعت انفجارات في أنحاء متفرقة من البلاد جراء قصف الطيران التابع للجيش لتمركزات «الدعم السريع» التي ردّت بقصف مدفعي.

ومصفاة «الجيلي»، التي تسيطر عليها «الدعم السريع»، أكبر مصفاة للوقود في السودان، ومنذ بدء القتال في أبريل (نيسان) من العام الماضي تعرضت لضربات جوية ومدفعية عدة، يتبادل طرفا الصراع الاتهام بشأنها، وكانت الأخيرة الأسبوع الماضي، حيث أدت إلى حدوث حريق كبير.

وقال شاهد عيان من سكان منطقة الجيلي القريبة من المصفاة لـ«الشرق الأوسط»، الأحد، إنهم سمعوا دوي انفجارات عنيفة، أعقبه ارتفاع ألسنة اللهب، وغطت سحب الدخان سماء المنطقة بشكل هائل، ما يرجح احتمالات إصابة خزانات وقود داخل المصفاة.

ويُخشى على نطاق واسع من أن يؤدي القصف والعمليات الحربية حول المصفاة إلى تدمير واحدة من أهم المنشآت النفطية في السودان، التي تغطي منتجاتها أكثر من 40 بالمائة من حاجة البلاد للوقود.

وتبعد المصفاة نحو 55 كيلومتراً شمال مدينة الخرطوم بحري، ويصلها النفط الخام عبر الأنابيب من حقول النفط في ولايتي غرب وجنوب كردفان، وأدى القتال الدائر حول المصفاة وداخلها إلى توقفها عن تكرير المواد النفطية، ما اضطر السودان لاستيراد كل احتياجاته من المحروقات.

من جهة أخرى، نقل شهود أن مدفعية الجيش السوداني استهدفت تمركزات لـ«قوات الدعم السريع» في محيط القيادة العامة بالخرطوم، وسلاح الإشارة في مدينة «بحري»، حيث يفصلهما نهر النيل.

بدورها، أشارت لجان مقاومة «مدني»، عاصمة ولاية الجزيرة وسط السودان، إلى استمرار «عمليات القصف الجوي العشوائي التي تقوم بها القوات المسلحة بولاية الجزيرة» منذ سيطرة «قوات الدعم السريع» عليها منتصف ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.

وقالت، في بيان عبر «فيسبوك»، إن الطيران الحربي شن عدداً من الغارات الجوية على قرية بيكة غرب مدينة ود مدني، أسفرت عن مقتل 3 مواطنين وإصابة آخرين، وفق الرصد الأولي.

وذكر البيان أن مواطن ولاية الجزيرة «ما زال يتعرض لشتى أنواع الانتهاكات من قبل الطرفين». وفي ولاية النيل الأبيض المجاورة لولاية الجزيرة، أفاد سكان بأن الطيران الحربي استهدف تجمعات لـ«قوات الدعم» في مناطق عدة بالولاية.

وأوضحوا أن الضربات تركزت على مواقع «الدعم السريع» بمحلة القطينة الواقعة بين الخرطوم والنيل الأبيض.

وتحاول «قوات الدعم السريع» منذ أيام التقدم نحو ولاية النيل الأبيض بعد سيطرتها على عدد من القرى شمال الولاية، ودارت معارك خلال الأيام الماضية ضد الجيش السوداني بالقرب من مدينة الدويم (190 كيلومتراً شمال الخرطوم).

وتشهد مدينة الفاشر هدوءاً حذراً في ساعات الصباح مع ضربات مدفعية متقطعة يسمع دويها بين الحين والآخر خارج المدينة، وقال سكان بالمدينة إن شبكات الاتصالات ما زالت مقطوعة عن أجزاء واسعة من الفاشر منذ أكثر من أسبوع.

واندلع القتال بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» على نحو مفاجئ في منتصف أبريل (نيسان) 2023 بعد أسابيع من التوتر بين الطرفين، بينما كانت الأطراف العسكرية والمدنية تضع اللمسات النهائية على عملية سياسية مدعومة دولياً.


مقالات ذات صلة

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

شمال افريقيا قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان يؤدي التحية العسكرية خلال فعالية في بورتسودان 25 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

البرهان يسمح للمنظمات الإغاثية باستخدام 3 مطارات لتخزين مواد الإغاثة

وجه رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان، بالسماح لمنظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة باستخدام 3 مطارات بوصفها مراكز لتخزين مواد الإغاثة الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

«الدعم السريع» تتهم الجيش السوداني بالاستعانة بخبراء من «الحرس الثوري» الإيراني

توعدت «الدعم السريع» بمواصلة «العمليات الخاصة النوعية»، لتشمل «جميع المواقع العسكرية لميليشيات البرهان والحركة الإسلامية الإرهابية»، واعتبارها أهدافاً بمتناولها

أحمد يونس (كمبالا)
شمال افريقيا سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة، فيما تعتزم الحكومة الألمانية دعم مشروع لدمج وتوطين اللاجئين السودانيين في تشاد.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان يخاطب حضور مؤتمر اقتصادي في مدينة بورتسودان اليوم الثلاثاء (الجيش السوداني)

البرهان عن صراعات حزب البشير: لن نقبل ما يُهدد وحدة السودان

أعلن قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان رفضه للصراعات داخل حزب «المؤتمر الوطني» (المحلول) الذي كان يقوده الرئيس السابق عمر البشير.

أحمد يونس (كمبالا)
خاص وزير الخارجية السوداني علي يوسف (متداولة)

خاص وزير الخارجية السوداني لــ«الشرق الأوسط»: حريصون على تحسين علاقتنا مع دول الجوار

تترقب بورتسودان أول زيارة للمبعوث الأميركي، التي تستغرق يوماً واحداً، ويلتقي خلالها عدداً من المسؤولين في «المجلس السيادي» وحاكم دارفور، مني أركو مناوي.

وجدان طلحة (بورتسودان)

«النواب» الليبي يكرّس خلافاته مع «الرئاسي» و«الوحدة»

اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)
اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)
TT

«النواب» الليبي يكرّس خلافاته مع «الرئاسي» و«الوحدة»

اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)
اجتماع صالح مع نورلاند وبرنت في بنغازي (السفارة الأميركية)

كرّس مجلس النواب الليبي، مجدداً، الخلافات مع المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة» المؤقتة، بإعادة نشر قراره بِعَدِّ رئيسه عقيلة صالح، «القائد الأعلى للجيش الليبي»، وحكومة أسامة حماد، السُّلطة الوحيدة للبلاد، حتى انتخاب «حكومة موحدة».

وبالتزامن مع بدء مجلس النواب جلسته بمقره في بنغازي بشرق البلاد، الاثنين، لبحث تعديل مجموعة من القوانين، نشرت الجريدة الرسمية للمجلس، قراره القاضي بنزع صلاحيات المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي قائداً أعلى للجيش، وعدّ حكومة «الوحدة» برئاسة عبد الحميد الدبيبة، منتهية الولاية، وهو القرار الذي سبق أن اتخذه من قبل.

بدوره، قال السفير والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند، إنه ناقش، الاثنين، مع صالح في بنغازي، برفقة القائم بأعمال السفارة الأميركية جريمى برنت، «أهمية تعزيز استقلالية ونزاهة مصرف ليبيا المركزي والمؤسسات الاقتصادية الرئيسية الأخرى، وأهمية تبني سياسات مالية وميزانية قائمة على التوافق لتحقيق استقرار الاقتصاد الليبي».

كما أكد «الدعم الأميركي الكامل لما وصفه بالدور الحيوي الذي تقوم به بعثة الأمم المتحدة في تسهيل العملية السياسية المؤدية إلى تحقيق الحكم الموحد، ووضع خريطة طريق موثوق بها للانتخابات الوطنية الناجحة».

وكان نورلاند، قد ناقش في سبها، مساء الأحد، مع رئيس أركان القوات البرية بـ«الجيش الوطني»، الفريق صدام حفتر، وعدد من كبار المسؤولين الأمنيين، «الدور الحاسم» الذي تلعبه منطقة جنوب ليبيا في تحقيق الاستقرار الإقليمي، بالإضافة إلى أهمية حماية سيادة ليبيا، والتغلب على انقساماتها.

وتعهد بمواصلة الولايات المتحدة، «الانخراط مع القادة العسكريين الليبيين من جميع أنحاء البلاد، لدعم الجهود الليبية لتوحيد المؤسسات الأمنية».

من جهتها، أدرجت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني»، الاجتماع في إطار التنسيق والتعاون في مجالات عدة، بما يخدم المصالح المشتركة.

صورة وزعها نجل حفتر للقائه مع الوفد الأميركي

كما أكد نورلاند مجدداً خلال اجتماعه، مع المسؤولين والشركاء الليبيين، «الالتزام المشترك بدعم الجهود المبذولة في جميع أنحاء البلاد لتحقيق الاستقرار والازدهار على المدى الطويل»، مشيراً إلى أنه ناقش مع عميد بلدية سبها بالحاج علي، مساهمة الولايات المتحدة في الجهود المبذولة لتحسين حياة المواطنين في جنوب ليبيا، وأعلن سعي بلاده من خلال «الوكالة الأميركية للتنمية» مجدداً للتعاون مع مجلس سبها البلدي، لتحسين تقديم الخدمات، وتوفير المعدات التقنية الحيوية التي ستعزز عمله المهم.

في غضون ذلك، رحبت سفارات دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا والولايات المتحدة، بنتائج الانتخابات البلدية في ليبيا، مطالبة باستغلال ما وصفته بـ«الخطوة المهمة» لتطوير خريطة طريق لإجراء انتخابات وطنية في البلاد.

ورحبت سفارات الدول الخمس، في بيان مشترك، بإعلان المفوضية الوطنية عن نتائج الانتخابات البلدية في 58 بلدية في مختلف ليبيا.

وحددت المفوضية العليا للانتخابات، يومي الاثنين والثلاثاء، موعداً للطعن في النتائج الأولية لانتخابات المرحلة الأولى من المجالس البلدية، أمام المحاكم الجزئية، وفقاً للائحة التنفيذية للانتخابات.

وكانت بعثة الأمم المتحدة قد رحبت بإعلان المفوضية للنتائج الأولية للبلديات الـ58، والتي أظهرت مشاركة كبيرة تجاوزت 77 في المائة من الناخبين، وهنأت في بيان لها، مساء الأحد، الشعب الليبي وجميع الجهات المعنية، على مشاركتهم ومساهمتهم الإيجابية في عملية انتخابية سلمية وشفافة.

إضافة إلى ذلك، نقل الدبيبة، عن المبعوث الخاص للحكومة الألمانية كرستيان بوك، الذي التقاه، مساء الأحد، بالعاصمة طرابلس، تهنئته بنجاح المرحلة الأولى من الانتخابات، مشيداً بتأمين الحكومة لها بالشكل المطلوب، وتحقيق الشفافية والنزاهة.

وأكد الدبيبة أهمية الدور الألماني في دعم استقرار ليبيا، مشدداً على حرص حكومته على تعزيز العلاقات الثنائية.

وأوضح أنهما بحثا مستجدات العملية السياسية، وسبل تعزيز التعاون الثنائي، كما ناقشا الوضع الاقتصادي، والتعاون في ملف الهجرة غير الشرعية، واستئناف حركة الطيران بما يعزز العلاقات الاقتصادية والتواصل المباشر.

لقاء المنفي مع أعضاء لجنة المصالحة الوطنية (المجلس الرئاسي الليبي)

كما بحث المنفي مع المبعوث الألماني أهمية التوافق لإجراء الانتخابات وفق أسس يتفق عليها الجميع وضرورة الوصول بالبلاد إلى مرحلة الاستقرار التام والبناء.

ونقل عن بوك، اهتمام بلاده بضرورة إحلال السلام والاستقرار في ليبيا وتحقيق مخرجات مسارات برلين، ودعم كل الجهود المحلية والإقليمية والدولية في الوصول لدولة مستقرة، عبر انتخابات نزيهة وشفافة، يشارك فيها الجميع دون إقصاء.

ورأى المنفي، عقب لقائه مع سفير فرنسا مصطفى مهراج، أن الشعب الليبي قادر على المشاركة والمساهمة وتقرير المصير في الوصول لدولة مستقرة، عبر الاستطلاعات والاستفتاءات والانتخابات العامة.

كما بحث المنفي مع أعضاء باللجنة التحضرية لمؤتمر «المصالحة الوطنية»، نتائج اجتماعات الأعضاء المعلقين لمشاركتهم، تمهيداً لاستئناف أعمالها.

فى شان آخر، نفت بلدية الكفرة، ما تردد عن وفاة أسرة كانت تائهة في الصحراء نتيجة قصف جوي، وقالت في بيان، إن السيارة التي كانت تقلها انقلبت واشتعلت النيران بها، وهو ما أكده جهاز الإسعاف والطوارئ في الكفرة الذي أعلن وفاة العائلة المفقودة في الصحراء بعد 5 أيام من البحث.