ليبيا تضبط «كمية كبيرة» من الكوكايين مهربة بحاويتين لحفظ الأغذية

جانب من الكوكايين المضبوط في ميناء بنغازي (لقطة من مقطع فيديو بثه مكتب النائب العام الليبي)
جانب من الكوكايين المضبوط في ميناء بنغازي (لقطة من مقطع فيديو بثه مكتب النائب العام الليبي)
TT
20

ليبيا تضبط «كمية كبيرة» من الكوكايين مهربة بحاويتين لحفظ الأغذية

جانب من الكوكايين المضبوط في ميناء بنغازي (لقطة من مقطع فيديو بثه مكتب النائب العام الليبي)
جانب من الكوكايين المضبوط في ميناء بنغازي (لقطة من مقطع فيديو بثه مكتب النائب العام الليبي)

للمرة الثانية في أقل من شهر، ضبطت السلطات الأمنية في شرق ليبيا «كمية كبيرة» من خام الكوكايين مُهرَّبة من الخارج إلى ميناء بنغازي البحري، وذلك قبل تسربها إلى داخل البلاد، بعد كشف التآمر بين أحد الضباط والمتورط الرئيسي في جلب المخدرات.

وقال مكتب النائب العام الليبي، الأحد، إن السلطات الأمنية تمكنت من ضبط 128 كيلوغراماً من مخدر الكوكايين مخبأة في حاويتين لحفظ المواد الغذائية، قادمتين من جمهورية الإكوادور إلى ميناء بنغازي، بهدف نقلها إلى مدينة البيضاء شرق ليبيا.

وسبق أن أعلن جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية ببنغازي، في بداية شهر مارس (آذار)، ضبط شحنة من الكوكايين، عدّها «الأكبر في تاريخ البلاد»، ووصفها بأنها «تاريخية وتحمل أسرار جريمة دولية»، وذلك بمساعدة «اللواء طارق بن زياد»، التابع لـ«الجيش الوطني» الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر.

من عملية ضبط سابقة لشحنة «كوكايين» موزعة على حاويتين ببنغازي (جهاز مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في ليبيا)

وأوضح الجهاز، حينها، أن إحدى نقاط الاتصال تلقّت بلاغاً من «نقطة الاتصال بالمديرية العامة لمكافحة المخدرات بالسعودية يفيد بوجود شحنة موز مشبوهة قادمة من دولة الإكوادور يُشتبه بأنها تحتوي على كمية من مادة الكوكايين الخام، وبعد التفتيش عُثر على الكمية».

وأوضح مكتب النائب العام أن وكيل النيابة، بنيابة مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية في بنغازي، استجوب أحد المضبوطين «فاعترف بانتمائه إلى جماعة إجرامية منظمة تعمَّدت جلب مواد مخدرة إلى البلاد، والاتجار بها أكثر من مرة، بمساعدة أحد ضباط حرس الجمارك».

ونوه مكتب النائب العام بأن المحقق أمر بحبس المتهم المقبوض عليه، و«الضابط المتآمر مع الجماعة الإجرامية المنظّمة، ووجه الضابطة القضائية بملاحقة بقية المُسهمين في الواقعات المُجرّمة».

مشهد من بنغازي (مواقع التواصل)

وتضبط السلطات، في شرق ليبيا وغربها، «كميات كبيرة» من جميع أصناف المخدرات، خصوصاً حبوب الهلوسة، قادمة براً وبحراً، لكن بعضاً منها يتسرب إلى داخل البلاد.

وأتلف مركز جمرك ميناء مصراتة بغرب ليبيا، قبل عام، شحنة مواد مخدرة قُدّرت حينها بـ8 ملايين قرص مخدر، إضافة إلى نحو 15 ألف قطعة حشيش، قال إنها قادمة من سيراليون عبر مالطا، وفق ما أعلنت عنه مصلحة الجمارك.


مقالات ذات صلة

المنفي يبحث مع السفير البريطاني التطورات السياسية في ليبيا

شمال افريقيا لقاء المنفي مع سفير بريطانيا في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)

المنفي يبحث مع السفير البريطاني التطورات السياسية في ليبيا

بحث رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي وسفير بريطانيا ضرورة استمرار التعاون والتواصل مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي لإعادة بناء الثقة بين الأطراف كافة.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا سيروا تيتيه (البعثة الأممية)

ليبيا: «ملفات ثقيلة» تنتظر المبعوثة الأممية الجديدة هانا تيتيه

ينطلق الترقب الليبي من زاوية: كيفية معاملة المبعوثة الجديدة في قادم الأيام مع «الأطراف المتصارعة»، وهل ستُكمل ما بدأته ستيفاني خوري المبعوثة الأممية بالإنابة؟

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أعلنت إيقاف العمل بآلية مقايضة النفط الخام بالوقود اعتباراً من مارس المقبل (الوطنية للنفط)

ليبيون يأملون تفعيل قرار وقف تبادل النفط بالمحروقات

تتجه ليبيا لتفعيل قرار يقضي بوقف تبادل النفط الخام مقابل المحروقات المستوردة؛ سعياً لتقليل الهدر في الدعم.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شمال افريقيا المبعوثة الأممية الجديدة لدى ليبيا هانا سيروا تيتيه (الأمم المتحدة)

ترحيب «أوروبي»... وصمت رسمي حيال تعيين مبعوثة جديدة إلى ليبيا

الاتحاد الأوروبي يؤكد دعم جهود بعثة الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سياسي دائم عبر حوار شامل بين الليبيين.

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الغانيّة هانا سيروا تيتيه المبعوثة الأممية الجديدة لدى ليبيا (الأمم المتحدة)

تعيين مبعوثة أممية جديدة لدى ليبيا بعد شغور طويل

أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، الجمعة، تعيين الغانيّة هانا سيروا تيتيه مبعوثة للمنظمة الدولية لدى ليبيا، خلفاً للسنغالي عبد الله باتيلي الذي استقال في أبريل.

«الشرق الأوسط» (طرابلس)

الجزائر: 22 إسلامياً من «الإنقاذ» المحظورة أمام القضاء الشهر المقبل

قيادات «جبهة الإنقاذ» الأصيلة المعتقلون (حسابات ناشطين)
قيادات «جبهة الإنقاذ» الأصيلة المعتقلون (حسابات ناشطين)
TT
20

الجزائر: 22 إسلامياً من «الإنقاذ» المحظورة أمام القضاء الشهر المقبل

قيادات «جبهة الإنقاذ» الأصيلة المعتقلون (حسابات ناشطين)
قيادات «جبهة الإنقاذ» الأصيلة المعتقلون (حسابات ناشطين)

أعلن محامون وحقوقيون بالجزائر، الأحد، عبر حساباتهم بالإعلام الاجتماعي، تنظيم محاكمة لـ22 ناشطاً من رموز «الجبهة الإسلامية للإنقاذ» المحظورة، في 16 فبراير (شباط) المقبل، بعد قرابة عام ونصف العام على اعتقالهم بتهمة «تقويض الأمن في البلاد».

وخاض هؤلاء في الأسابيع الماضية، إضراباً عن الطعام؛ احتجاجاً على «سجنهم تعسفياً»؛ ما دفع بالسلطات إلى التعجيل بتحديد موعد محاكمتهم.

وأكد المحامي مصطفى بوشاشي أن «قضية علي بن حجر ومَن معه»، أُحيلت إلى محكمة الجنايات الابتدائية بالدار البيضاء، بالضاحية الشرقية للعاصمة، للفصل فيها الشهر المقبل.

علي بن حجر (يمين) رأس المتهمين بتقويض الأمن (حساب نجله بالإعلام الاجتماعي)

وعلي بن حجر، إسلامي سبعيني، أَطلق مطلع تسعينات القرن الماضي تنظيماً مسلحاً إثر إلغاء الجيش نتائج الانتخابات البرلمانية، التي حقَّق فيها حزبه «جبهة الإنقاذ» فوزاً عريضاً. وحلَّ التنظيم طواعيةً بداية سنة 2000، في إطار تدابير سياسية جاء بها «قانون الوئام المدني».

من جهته، كتب السياسي المعارض فضيل بومالة، أن الإسلاميين أحمد الزاوي ومحمد شهيد ومبروك سعدي وبلقاسم خنشة، و18 آخرين، سيحاكَمون بعد 20 يوماً. وكان الزاوي من أهم قياديي «الإنقاذ»، وقضى سنوات طويلة في نيوزيلندا، منفى اختيارياً، وعاد في السنوات الأخيرة ليقيم بين أهله في مدينة المدية جنوب العاصمة.

وصرَّح بادي عبد الغني، أحد المحامين المدافعين عن المجموعة، بأنه زار أحمد الزاوي في السجن في 22 من الشهر الحالي، «فوجدته مرهقاً جداً، لونه شاحب، ويسير بخطى متثاقلة»، مشيراً إلى أن الزيارة شملت أيضاً علي بن حجر، وعضواً بالمجموعة يدعى بدر الدين قرفة، موضحاً أن الزاوي «لم يقوَ على الجلوس مطولاً من شدة التعب، فنادينا العون المكلف الحراسة الذي لم يكن يقف بعيداً، لنقله على كرسي متحرك إلى العيادة نظراً لعدم قدرته على الوقوف».

أحمد الزاوي قيادي «جبهة الإنقاذ» سابقاً (وسط) (حساب ناشطين إسلاميين بالإعلام الاجتماعي)

واعتقل الأمن في البداية علي بن حجر و3 من أفراد المجموعة، في نهاية سبتمبر (أيلول) 2023، ثم توالت التوقيفات لتصل إلى 22 شخصاً تم إيداعهم الحبس الاحتياطي بعد اتهامهم بـ«المس بالنظام العام».

وتعود المشكلات التي تعرَّض لها إسلاميو «الإنقاذ» مع السلطات، إلى فيديو بثَّه بن حجر على الإنترنت من بيته، تضمَّن انتقاداً حاداً للحكومة، حيث قرأ بياناً باسم «أطر الجبهة الإسلامية للإنقاذ الأصيلة»، جاء فيه أن الوضع الاجتماعي في البلاد «يكشف حجم المأساة من خلال الانقسام الحاد الذي يعيشه الشعب؛ نتيجة السياسات الخاطئة، والأنانية المدمرة، والجشع اللامحدود». وبحسب أصحاب البيان، فإن «اليأس دفع الشباب والكفاءات إلى مغادرة البلاد بشكل نهائي».

كما أشارت الوثيقة إلى «أزمة سياسية خانقة وقمع للحريات، وعدم استقرار يهدد المؤسسات، ما يفتح الباب أمام تقويض الحياة الدستورية والانزلاق نحو الفوضى». كما دعت إلى «رفع القيود» عن علي بن حاج، نائب رئيس «جبهة الإنقاذ» سابقاً، الذي يظل منذ خروجه من السجن في عام 2003 تحت مراقبة أمنية مشددة، وقبل أقل من عام وضعته السلطات في إقامة جبرية، دون السماح له بمغادرة بيته. ومع ذلك، يناكفها بفيديوهات تنتقد سياساتها.

القيادي الإسلامي علي بن حاج في الإقامة الجبرية (الشرق الأوسط)

وفي تقدير مراقبين، أيقظ فيديو بن حجر هواجس لدى السلطات من احتمال عودة «جبهة الإنقاذ» إلى النشاط السياسي، بعد أن حرصت على طي صفحتها نهائياً، منذ أن حلتها بقرار قضائي عام 1992 بتهمة «الإرهاب». أما الإسلاميون المتهمون، فينقل عنهم محاموهم، عدم وجود رغبة لديهم في خوض مشروع سياسي جديد، علماً بأن الحكومة سنَّت قانوناً عام 2006 سمَّته «قانون المصالحة»، يمنع عن «الإنقاذيين» الترشح للانتخابات أو أن يكونوا أعضاء في أحزاب، على أساس أنهم يتحملون مسؤولية الدماء التي سالت في التسعينات، خلال الاقتتال الدامي بين قوات الأمن والجماعات المسلحة. غير أن القانون لم يتناول أي أحد منهم بالاسم.