وزير الداخلية التونسي يدعو إلى «التصدي للإرهاب والجريمة وتهريب البشر»

رفع درجة الاستعداد العمليّاتي الأمني لاحتواء مُختلف التهديدات

وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)
TT

وزير الداخلية التونسي يدعو إلى «التصدي للإرهاب والجريمة وتهريب البشر»

وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)
وزير الداخلية كمال الفقي مع قوات شرطة النخبة المختصة بمكافحة الجرائم الخطيرة والإرهاب والتهريب (وزارة الداخلية التونسية)

كثفت قوات الأمن التونسية، خلال الأيام الماضية، حملاتها ضد المتهمين بالإرهاب، وبترويج المخدرات، وتهريب السلع والأموال والمهاجرين غير النظاميين، في أعقاب سلسلة من جلسات العمل في قصر الرئاسة في قرطاج ومقرات قصر رئاسة الحكومة في القصبة ووزارات الداخلية والعدل والمالية.

وأعلن المتحدث باسم الإدارة العامة للحرس الوطني سلسلة من الإيقافات الجديدة في عطلة آخر الأسبوع لمتهمين بالإرهاب وترويج المخدرات والاتجار غير المشروع في الأقراص المخدرة والحشيش والتهريب، وجرائم مختلفة بينها الهجرة غير النظامية، وتهريب البشر، وتنظيم رحلات بحرية غير قانونية نحو جنوب أوروبا عبر «زوارق الموت».

استنفار أمني

في السياق نفسه، دعا وزير الداخلية التونسي كمال الفقي، خلال زيارة عمل إلى المؤسسات الأمنية في محافظة سليانة شمال غربي البلاد، إلى «التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة والتهريب».

وأعلن الوزير بمناسبة تدشينه المقرّ الجديد لـ«فوج حفظ النظام للأمن الوطني» عن عزم على مزيد التصدي للإرهاب والجريمة المنظمة.

وتضمنت الكلمة التي ألقاها بحضور مسؤولين وأمنيين كبار، على الصعيدين الوطني والجهوي، إعلاناً عن رفع درجة الاستعداد العمليّاتي الأمني الميداني «بهدف مُكافحة ظاهرة التهريب والجريمة بمُختلف أشكالها والتّصدي لمُختلف التهديدات الإرهابيّة حفاظاً على أمن الوطن ومناعته».

وزير الداخلية التونسي يدشن مقراً جديداً للأمن في محافظات الشمال قبل يومين (وزارة الداخلية التونسية)

تطرف وجريمة ومخدرات

وتعد محافظة سليانة وبقية محافظات الشطر الغربي للبلاد، وفق ما أورده الخبير الأمني نور الدين النيفر لـ«الشرق الأوسط» من بين أكثر المناطق التي ترتفع فيها نسب الفقر والبطالة، والإخفاق المدرسي، واستهلاك المخدرات وترويجها؛ «وهو ما يساعد على بروز ظواهر التطرف والإرهاب والتهريب والانحراف فيها».

كما وصف الخبير الاقتصادي رضا الشكندالي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» هذه المحافظات بكونها «منطقة ظل» مقارنة بالشريط الساحلي والسياحي للبلاد؛ حيث تتمركز ثلاثة أرباع المؤسسات السياحية والصناعية والتجارية والموانئ، وفرص توظيف الشباب.

لذلك تقدر تقارير مراكز الدراسات الاجتماعية والأمنية والاستراتيجية أن المحافظات الغربية الفقيرة و«المهمشة»، وبينها محافظات سليانة والكاف والقصرين وحندوبة وقفصة القريبة من الحدود الجزائرية، تحولت إلى «مناطق يرتفع فيها منسوب التطرف والإرهاب والفساد والتهريب، وإقبال الشباب على الهجرة غير النظامية».

التصدي لتهريب البشر

وفي السياق نفسه، أعلنت السلطات الأمنية التونسية أنه في سياق التصدي لجريمة تهريب البشر والهجرة غير النظامية أحبطت «الوحدات العائمة التابعة لإقليم الحرس الوطني البحري» بوسط البلاد 21 عملية تهريب للمسافرين عبر زوارق صغيرة كانت تقل مئات المرشحين «لاجتياز الحدود البحرية خلسة».

ووفق المصدر نفسه، فقد نجحت قوات الحرس البحري في إنقاذ 538 مهاجراً غير نظامي من الغرق، بينهم 4 تونسيين و534 من جنسيات أفريقيا جنوب الصحراء.

وانُتشلت جثة مهاجر واحد مات غرقاً.

كما أعلنت مصالح وزارة الداخلية أن «وحدات إقليم الحرس الوطني بصفاقس»، حيث المدينة التونسية الأقرب إلى سواحل جنوب إيطاليا، اعتقلت 10 مهربين للمهاجرين غير النظاميين. وحجزت لديهم 8 مراكب بحرية حديدية، و13 محركاً لزوارق وكمية من المحروقات.

ووفق المصدر نفسه فقد كان هؤلاء المهربون محل بطاقات تفتيش أمنية، وقد أحيلوا إلى القضاء، وصودرت مراكبهم البحرية غير القانونية.


مقالات ذات صلة

إردوغان يعطي دفعة للحوار مع «أوجلان» بإعلان استعداده لقاء «وفد إيمرالي»

شؤون إقليمية إردوغان ملوحاً لنواب حزبه بالبرلمان خلال إلقاء كلمة أمامهم الأربعاء (الرئاسة التركية)

إردوغان يعطي دفعة للحوار مع «أوجلان» بإعلان استعداده لقاء «وفد إيمرالي»

أعطى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤشراً قوياً على المضي قدماً في إنجاح دعوة رئيس حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان لحل الحزب ونزع أسلحة جميع مجموعاته.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية ساعر: إسرائيل وإثيوبيا يجب أن تحاربا «التهديد المشترك» للإرهاب

ساعر: إسرائيل وإثيوبيا يجب أن تحاربا «التهديد المشترك» للإرهاب

أكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، اليوم (الأربعاء)، على ضرورة مكافحة الإرهاب في إسرائيل وأفريقيا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
آسيا نقل جرحى في كويتا (رويترز)

باكستان: مقتل 50 وإنقاذ 300 من ركاب قطار بلوشستان

أعلن «جيش تحرير بلوشستان» مسؤوليته عن العملية ونشر تسجيلاً مصوراً لانفجار على السكة أعقبه تدفق عشرات المسلحين من المناطق الجبلية واقتحام عربات القطار.

«الشرق الأوسط» (كويتا (باكستان))
شمال افريقيا حملة شاملة تشنها الحكومة الصومالية للقضاء على الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت (شاترستوك)

إغلاق 12 موقعاً إلكترونياً للجماعات الإرهابية في الصومال

تستمر السلطات الصومالية في عملياتها «للقضاء على جميع المنصات الإعلامية التي يستخدمها الإرهابيون لنشر الدعاية والتضليل، وجرى تعطيل كثير من منصاتهم».

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
العالم العربي أقارب يحملون أحد ضحايا الإرهاب في الصومال (رويترز)

الصومال: مقتل 16 مسلحاً من «حركة الشباب» في غارة جوية بمحافظة شبيلى الوسطى

قضت السلطات الصومالية، الثلاثاء، على 16 مسلحاً من حركة «الشباب» الإرهابية، من بينهم قيادات بارزة، في غارة جوية جنوب شرقي البلاد.


«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
TT

«مجلس السلم والأمن الأفريقي» يرفض حكومة موازية في السودان

من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)
من اجتماع سابق للاتحاد الأفريقي (موقع الاتحاد)

رحبت وزارة الخارجية السودانية بالبيان الصادر عن «مجلس السلم والأمن الأفريقي» الذي أعلن فيه عدم الاعتراف بأي حكومة موازية في البلاد، في حين لا تزال عضوية السودان معلقة في الاتحاد الأفريقي على خلفية الانقلاب الذي قاده الجيش على الحكم المدني في أكتوبر (تشرين الأول) 2021.

وقالت الوزارة، في بيان ليل الثلاثاء - الأربعاء، إن «الموقف يجسد الالتزام التام بالمبادئ التي تأسس عليها العمل الأفريقي المشترك، ومبادئ صيانة سيادة الدول ووحدتها وسلامة أراضيها الإقليمية ورفض التدخل في شؤونها».

ودعا «مجلس الأمن والسلم والأفريقي»، في بيان له، الدول الأعضاء والمجتمع الدولي إلى «عدم الاعتراف بأي حكومة أو كيان يسعى لتقسيم السودان، وحكم جزء من أراضيه أو مؤسساته».

وحضّ الدول الأفريقية والمجتمع الدولي على «الامتناع عن دعم أو مساعدة أي مجموعة مسلحة أو سياسية، تسعى لإنشاء حكومة أو دولة موازية في السودان».

وكانت حركات مسلحة وقوى سياسية على رأسها «قوات الدعم السريع» و«الحركة الشعبية لتحرير السودان» - فصيل عبد العزيز آدم الحلو، وحزب «الأمة القومي»، وقعت في فبراير (شباط) الماضي في نيروبي على ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة موازية، على غرار حكومة الأمر الواقع في مدينة بورتسودان، التي يرأسها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان.

عبد الرحيم دقلو نائب قائد «قوات الدعم السريع» محاطاً بممثلي الأحزاب السياسية الموقعة على ميثاق الحكومة الموازية الشهر الماضي (أ.ف.ب)

ورأت وزارة الخارجية السودانية أن قرار «مجلس السلم والأمن الأفريقي» يتضمن إدانة صريحة وكاملة لإعلان ميليشيا «قوات الدعم السريع» وتابعيها التحضير لإنشاء حكومة موازية، كما أنه عبر عن «قلقه البالغ» إزاء هذه الخطوة التي وصفها بـ«الخطيرة وقد تؤدي إلى تقسيم السودان».

وجددت «تقدير السودان لهذه المواقف الواضحة المتسقة مع القانون الدولي، التي ستكون خير دعم للشعب السوداني ومؤسساته الوطنية للدفاع عن سيادته ووحدته وكرامته واستقلاله»، وفق بيان «الخارجية».

من جهته، جدد «مجلس السلم والأمن الأفريقي»، التزامه بالمحافظة على سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، ودعم الحل السلمي للنزاع، ودعا الأطراف المتقاتلة إلى «الاستجابة لدعوات وقف إطلاق النار، وضمان وصول المساعدات دون عوائق، والالتزام بمحادثات سلام شاملة».

وتعهد المجلس «بمواصلة التعاون مع جميع الأطراف السودانية لإنهاء النزاع القائم، استناداً إلى خريطة الطريق الخاصة بالاتحاد الأفريقي». وشدد على «ضرورة استئناف عملية النظام الدستوري الديمقراطي عبر الحوار السياسي الذي ينظمه الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد، وتنفيذ إعلان جدة الموقع بين الجيش و(قوات الدعم السريع) في 11 مايو (أيار) 2023».

مشاركون في اجتماعات مؤتمر نيروبي الشهر الماضي (د.ب.أ)

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن مكونات «تحالف السودان التأسيسي» (تأسيس)، تجري مشاورات مكثفة بشأن تسمية شاغلي المناصب في أجهزة الحكومة، المزمع إعلانها من داخل البلاد في غضون شهر.

وسبق أن أعلنت كل من المملكة العربية السعودية ومصر ودولة قطر والولايات المتحدة الأميركية وغيرها، رفضها التام لقيام أي حكومة جديدة خارج مؤسسات الدولة السودانية، ودعت هذه الدول إلى إنهاء الحرب والعودة إلى المفاوضات.

والأحد، أجرى نائب رئيس «مجلس السيادة الانتقالي»، مالك عقار، زيارة رسمية إلى جيبوتي، والتقى الرئيس إسماعيل عمر غيلة، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، وأبدى رغبة بلاده في استئناف نشاطها في الهيئة الحكومية للتنمية الدولية «إيغاد»، وإنهاء تجميد عضويتها، في الاتحاد الأفريقي.