الأمن التونسي يوقف 5 متهمين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي»

سعيد يأمر بتتبع كل المتهمين «على قدم المساواة»

الرئيس التونسي قيس سعيد في اجتماع مع وزيرة العدل ليلى جفال ويأمر بـ«البت في كل القضايا دون تمييز» (صفحة الرئاسة التونسية)
الرئيس التونسي قيس سعيد في اجتماع مع وزيرة العدل ليلى جفال ويأمر بـ«البت في كل القضايا دون تمييز» (صفحة الرئاسة التونسية)
TT

الأمن التونسي يوقف 5 متهمين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي»

الرئيس التونسي قيس سعيد في اجتماع مع وزيرة العدل ليلى جفال ويأمر بـ«البت في كل القضايا دون تمييز» (صفحة الرئاسة التونسية)
الرئيس التونسي قيس سعيد في اجتماع مع وزيرة العدل ليلى جفال ويأمر بـ«البت في كل القضايا دون تمييز» (صفحة الرئاسة التونسية)

كشف مصدر رسمي تونسي عن أن قوات الأمن المختصة بمكافحة الإرهاب في العاصمة تونس وفي عدة محافظات، أوقفت مؤخراً 5 متهمين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي» سبق أن صدرت ضدهم أحكام بالسجن لفترات تتراوح بين 6 أشهر و5 أعوام.

وأورد المصدر نفسه أن عملية الإيقاف هذه جاءت في سياق سلسلة «عمليات التحركات التي تقوم بها مصالح إدارة مكافحة الإرهاب مركزياً وجهوياً»، وتحديداً في محافظات العاصمة وضواحيها والقصرين، وسط غربي البلاد، والمنطقة السياحية الساحلية بنابل، 100 كلم شمال شرقي العاصمة تونس.

القوات المسلحة التونسية ترفع نسق متابعة ملفات الإرهاب والجريمة المنظمة (أرشيف وسائل الإعلام التونسية)

عشرات الموقوفين

وجاء هذا الإيقاف بعد حملة من الاعتقالات شملت عشرات المتهمين بالإرهاب و«التآمر على أمن الدولة» و«التسفير» و«الاغتيالات السياسية» و«جرائم تكنولوجيا المعلومات والاتصال».

كما يتزامن مع استئناف محكمة تونس النظر في قضية اغتيال المحامي والناشط السياسي اليساري شكري بلعيد يوم 6 فبراير (شباط) 2013.

وكشفت مرافعات بعض المحامين في جلسة الجمعة عن أن بعض «القائمين بالحق الشخصي» ما زالوا يحملون الائتلاف الحاكم عند ارتكاب جريمة الاغتيال بقيادة حزب «النهضة»، المسؤولية السياسية والقانونية للعملية الإرهابية، ولتعاقب الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية في البلاد خلال العشرية الماضية.

وحمل المحامي محمد جمور القيادي السابق في تيار «الوطنيين الديمقراطيين»، وزيرَ الداخلية الأسبق القيادي في حزب «النهضة» علي العريض مسؤولية «التقصير» في حماية شكري بلعيد، رغم كثرة التهديدات باغتياله من قبل «سلفيين متشددين»، لديهم علاقات بتنظيمات إرهابية مسلحة لعبت دوراً كبيراً في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الأفريقي مطلع العقد الماضي.

أحكام غيابية بالسجن

وكانت الإدارة العامة للحرس الوطني أعلنت مؤخراً عن إيقاف عشرات المتهمين بـ«الانتماء إلى تنظيم إرهابي»، بينهم نساء وشباب من عدة جهات في البلاد، بينهم بالخصوص محسوبون على «الجماعات السلفية المتشددة» في محافظات العاصمة والقصرين والقيروان وقابس ونابل وبنزرت والمنستير وسوسة. وسبق للمحاكم أن أصدرت غيابياً أحكاماً على هؤلاء بناء على تقارير أمنية وملفات وصلت للنيابة العمومية.

قوات مكافحة الإرهاب في الحرس الوطني ترفع حالة التعبئة (متداولة وسائل الإعلام التونسية)

وأورد بلاغ صادر عن الإدارة العامة للحرس الوطني أن الوحدات المختصة بمكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة أوقفت مؤخراً في محافظة بنزرت شمالي العاصمة، امرأة، سبق أن صدرت ضدها غيابياً أحكام بالسجن لمدة 48 عاماً من أجل «الانتماء إلى تنظيم إرهابي» وجرائم مختلفة.

وأعلن المصدر نفسه أن قوات الأمن في محافظة سوسة في الساحل التونسي أوقفت متهماً بالإرهاب والتعامل مع «التكفيريين»، سبق أن حوكم غيابياً بعامين سجناً.

في الوقت نفسه، صدرت عن المحاكم التونسية أحكام بالسجن أو بطاقات تفتيش أو جلب ضد شخصيات عمومية بارزة اتهمت بالتورط في «قضايا إرهاب وفساد وسوء تصرف». كما صدرت عن إدارات مركزية للأمن السياسي والحرس الوطني وشرطة النخبة أوامر باستنطاق شخصيات بارزة أخرى.

في هذا السياق، أعلن المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية محمد لطفي المرايحي عن دعوته للتحقيق، الاثنين المقبل، في مقر الإدارة العامة للحرس الوطني، وتحديداً لدى الفرقة الخامسة لمكافحة جرائم تكنولوجيا المعلومات والاتصال».

جاءت هذه التطورات بعد يوم واحد من اجتماع جديد عقده الرئيس التونسي قيس سعيد في قصر قرطاج مع وزيرة العدل القاضية ليلى جفال.

وجاء في بلاغ عن رئاسة الجمهورية بعد الاجتماع، أن قيس سعيد أمر بـ«تطبيق القانون على الجميع على قدم المساواة، وضرورة البت في عديد القضايا التي تؤجل منذ أعوام».

وأضاف البيان أن الرئيس التونسي أورد أنه «لا مجال للتسامح مع من يعتقد أنه فوق المحاسبة والقانون. ولن يشفع لأي كان ارتكب جرماً انتماء لأي جهة لا في الداخل ولا في الخارج. كما أن الحرية في كل دول العالم لا تعني الفوضى أو الإفلات من العقاب».

وأمر الرئيس التونسي وزيرة العدل بـ«إثارة التتبعات في احترام كامل للقانون لكل من سوّلت له نفسه الارتماء في أحضان الخارج، أو تُحرّكه لوبيات معروفة تُنكّل بالشعب وتريد من المفارقات أن تلعب دور الضحية والمظلوم».


مقالات ذات صلة

«لقاء إيجابي» غير مسبوق بين وفد أميركي والشرع في دمشق

المشرق العربي الوفد الدبلوماسي الأميركي، وفيه مساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، مغادراً فندقاً في دمشق (إ.ب.أ)

«لقاء إيجابي» غير مسبوق بين وفد أميركي والشرع في دمشق

عقد وفد أميركي رفيع «لقاءً إيجابياً» مع قائد «هيئة تحرير الشام» أحمد الشرع خلال زيارة لدمشق هي الأولى من نوعها لدبلوماسيين أميركيين منذ نحو عقد.

علي بردى (واشنطن)
المشرق العربي مظاهرة دعم لـ«قسد» في القامشلي بمحافظة الحسكة ضد التصعيد التركي (أ.ف.ب)

صدام أميركي تركي حول دعم «الوحدات الكردية»... وإردوغان يتعهد بتصفيتها

تصاعدت الخلافات التركية الأميركية حول التعامل مع «وحدات حماية الشعب الكردية»، في حين أكد الرئيس إردوغان أن التنظيمات الإرهابية لن تجد من يدعمها في سوريا.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
آسيا نقطة أمنية في حدود الشريط القبلي مع أفغانستان (متداولة)

السلطات تقرر مصادرة الأسلحة في إقليم باكستاني... وتوقعات بمقاومة القبائل

قالت سلطات إقليم خيبر بختون خوا في شمال غربي باكستان (الجمعة) إنها تعتزم مصادرة الأسلحة الثقيلة لوقف الاشتباكات الطائفية التي أسفرت عن مقتل المئات.

«الشرق الأوسط» (بيشاور (باكستان) )
أفريقيا جندي تشادي خلال التدريب (الجيش الفرنسي)

تشاد تطلب من فرنسا سحب قواتها قبل نهاية يناير المقبل

طلبت السلطات في دولة تشاد من القوات الفرنسية المتمركزة في البلد الأفريقي الانسحاب قبل نهاية يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو طلب يرى الفرنسيون أنه «غير واقعي».

الشيخ محمد (نواكشوط)
آسيا متقي خان وزير خارجية طالبان (وسط) يقود حركة الاعتراف بالحركة دولياً

النواب الروس يوافقون على سحب «طالبان» من قائمة المنظمات الإرهابية

اعتمد النواب الروس (الثلاثاء) قانوناً يسمح للسلطات بسحب حركة «طالبان» من قائمة المنظمات المحظورة في روسيا.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«هدنة غزة»: «شروط جديدة» تؤخر إعلان الصفقة المرتقبة

منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)
منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: «شروط جديدة» تؤخر إعلان الصفقة المرتقبة

منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)
منازل فلسطينية تتعرض لأضرار بالغة خلال قصف إسرائيلي في بيت لاهيا (رويترز)

التسريبات الإعلامية الغربية والإسرائيلية عن «التفاؤل الكبير» والزخم المتزايد بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإبرام صفقة الرهائن، أثار تساؤلات بشأن الأسباب وراء التأخير في إعلان الاتفاق.

مصادر مصرية وفلسطينية تحدثت لـ«الشرق الأوسط» تشير إلى «شروط جديدة طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من باب المماطلة، وأخرى من (حماس) من باب ردّ الفعل، أنهت أمل إعلان اتفاق كان محتملاً بنهاية الأسبوع الماضي».

ووفق المصادر، فإن «الشروط الجديدة» فتحت الباب لاستمرار المحادثات وإمكانية أن تطلق جولة أخرى في القاهرة بداية الأسبوع، لإنهاء ملفات مرتبطة بالرهائن، وسط احتمالين أن «يبدأ تنفيذ الصفقة بداية العام المقبل، وقبل تنصيب دونالد ترمب، أو في الأسبوع الأول عقب توليه منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل».

ورغم التأخير، لا يزال لدى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» تفاؤل بحسم الصفقة قريباً «حال حدوث تفاهمات لتجاوز أي شروط تؤخر الاتفاق».

ونقلت «القناة 13» الإسرائيلية، الخميس، عن مسؤولين أمنيين قولهم إن التفاؤل «لا يزال كبيراً» بقرب التوصل إلى صفقة مع «حماس»، لافتين إلى أن مسؤولين أمنيين كباراً راجعوا المفاوضات، وحدّدوا «نقطتين رئيسيتين للخلاف» مع حركة «حماس»، الأولى تتمثل في عدم وصول قائمة الرهائن الأحياء إلى إسرائيل، وعدم نية إسرائيل الانسحاب الكامل من «محور فيلادلفيا».

في المقابل، تحدثت مصادر مصرية أمنية أن المفاوضات دخلت مرحلتها النهائية، مرجحة أنه قد يجري التوصل إلى اتفاق في غضون 10 أيام، وفق «رويترز»، التي تحدثت عن سفر وفد مصري إلى العاصمة القطرية الدوحة، الخميس، للمشاركة في المحادثات مع ممثلين من إسرائيل والولايات المتحدة.

فلسطيني جريح في غارة إسرائيلية ينتظر في «المستشفى الأهلي» بغزة (رويترز)

وكانت «حماس» أكدت في آخر بياناتها الأسبوع الماضي، أن «هدنة غزة ممكنة، إن كفت إسرائيل عن وضع شروط جديدة».

وعن أسباب تأخر الاتفاق، قال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، إن «الطرفين اتفقا بالمفاوضات غير المباشرة على 4 ملفات رئيسية، الأول متعلق بالمحتجزين، والثاني بعدد الأسرى الفلسطينيين الذين كانوا بالمرحلة الأولى بين 700 إلى 900، والملف الثالث كان الانسحاب التدريجي من ممر صلاح الدين (فيلادليفا)، بالإضافة إلى ملف رابع مختص بالمراقبة الأمنية في محور نتساريم (وسط قطاع غزة)».

وجرى «الاتفاق حول الأطر الكاملة لتلك الملفات الأربعة من خلال الوسيط الأميركي، والفرق التي توجد بالدوحة، على أمل أن يتم إعلان الاتفاق في القاهرة الأسبوع الماضي»، وفق المصدر ذاته، الذي استدرك قائلاً: «لكن إسرائيل ماطلت، و(حماس) استثمرت تلك المماطلة، ووجدنا خلال المحادثات الدائرة اشتراط الحركة الإفراج عن أحمد سعدات ومروان البرغوثي في قائمة المرحلة الأولى، وطلب الانسحاب من ممر (نتساريم) في مرحلة عاجلة، رغم الاتفاق سابقاً، على أن ذلك سيحدث وفق مراحل تدريجية».

دخان يتصاعد بعد غارة جوية إسرائيلية على غزة (رويترز)

وغادر مدير المخابرات الأميركية، وليام بيرنز، الدوحة، الخميس، بعد يوم من وصوله، في ظل استمرار المماطلة الإسرائيلية وتلك الشروط من «حماس»، بينما لا يزال هناك وفد أمني أميركي في الدوحة، وفق المصدر المصري ذاته.

الذي يرى أنه رغم التأخير في إبرام الاتفاق، فإن «هناك نقاطاً حسمت، أهمها الانسحاب التدريجي من (ممر فيلادلفيا) وفق مدد زمنية متقاربة، تصل لنحو 6 أسابيع، مع بحث وضع كود مراقبة، وهذا يخدم الوسيط المصري، فضلاً عن اتفاق على إدارة فلسطينية لمعبر رفح الحدودي مع مصر، مع وجود أوروبي مدعوماً بقوات أخرى لم تحدد بعد».

ويشير المصدر المصري إلى أن هناك احتمالات أن تستقبل القاهرة من بداية الأسبوع الحالي وفوداً فلسطينية وإسرائيلية لاستكمال المحادثات، على أن يأتي في نهايتها وليام بيرنز، ونرى هل تتبلور الأمور لاتفاق أم لا؟

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، الجمعة، عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن التقدم الحالي في المفاوضات قد يُفضي إلى إتمام صفقة لتبادل الأسرى، ووقف إطلاق النار، «خلال أسبوعين، إذا استمرت المباحثات بالوتيرة نفسها».

لكن هناك فجوات معينة لا يمكن تجاوزها عبر المحادثات الجارية في الدوحة، وتتطلب قرارات من القيادات السياسية في كلا الجانبين، خصوصاً موضوع الأسرى الفلسطينيين الكبار المطلوب تحريرهم، أمثال مروان البرغوثي وأحمد سعدات وعباس السيد وعبد الله البرغوثي، وموضوع الحزام الأمني الذي تطالب به إسرائيل على طول الحدود، وموضوع اليوم التالي بعد الحرب، وفق المسؤول الإسرائيلي.

فلسطينيون يقودون سياراتهم بين أنقاض المنازل المدمرة في أعقاب عملية عسكرية إسرائيلية بخان يونس (إ.ب.أ)

من جانبه، قال مصدر فلسطيني، لـ«الشرق الأوسط»، الجمعة، إن إسرائيل تضع شروطاً خاصة بالحصول على قائمة مسبقة بأسماء الرهائن الأحياء المتبقين، وسط إصرار منها على إبعاد الأسرى الفلسطينيين ذوي الأحكام العالية لخارج البلاد، متوقعاً احتمالية أن تسوى تلك الشروط خلال المحادثات، وأن «يعلن الاتفاق قبل نهاية الشهر الحالي، وينفذ بداية العام المقبل لو تمت تسوية الخلافات، وعدم استمرار إسرائيل في مماطلتها السابقة، التي تظهر كلما اقترب اتفاق من الإبرام والإعلان عنه».

وفي ظل الواقع الحالي، هناك مساران لإتمام الصفقة: الأول، وفق الأكاديمي المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية والفلسطينية والعلاقات الدولية، الدكتور طارق فهمي، أن يستمر نتنياهو في المماطلة وتأخير الاتفاق للأسبوع الأول من وصول ترمب للسلطة، ليحسب له إنجازاً، ويكون بمثابة هدية من رئيس وزراء إسرائيل لحليفه ساكن البيت الأبيض الجديد، دون أن يمنح ذلك الأمر لإدارة جو بايدن.

والثاني مرتبط باتفاق قريب قد يعلن قبل نهاية العام، وينفذ في بداية العام الجديد، بحسب المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، موضحاً أن هناك حالة تفاؤل، يتحدث عنها الإعلام الإسرائيلي، بخلاف حالة تكتم أخرى يفرضها الوسطاء حول تفاصيل الاتفاق، لافتاً أنه يبدو أن الأمور تسير في اتجاه إيجابي، خلاف أي جولات سابقة، في ظل ضغوط إدارة بايدن للحصول على إنجاز حدوث الاتفاق قبل مغادرتها السلطة، وحرص ترمب أن ينفذ مهلته بإبرام اتفاق قبل حلول 20 يناير المقبل، كما صرح سابقاً.