تحالف دولي لإسقاط المساعدات الإنسانية على قطاع غزة

مصر أعلنت تعاونها مع الأردن وأميركا وفرنسا وهولندا وبلجيكا

المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
TT
20

تحالف دولي لإسقاط المساعدات الإنسانية على قطاع غزة

المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)
المساعدات في طريقها للفلسطينيين بقطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)

أعلنت مصر المشاركة في تحالف دولي لإسقاط المساعدات الإنسانية والمعونات الإغاثية على قطاع غزة، وقال المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية، العقيد غريب عبد الحافظ، الخميس: «تشارك عناصر من القوات الجوية المصرية في التحالف الدولي لإسقاط المساعدات على غزة من الأردن، وذلك بالتعاون مع نظيراتها من القوات الجوية الأردنية، والأميركية، والفرنسية، والهولندية، والبلجيكية، لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لأطنان من المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالمناطق المتضررة بشمال قطاع غزة».

ووفق المتحدث العسكري المصري، فإن «ذلك يأتي تزامناً مع إقلاع عدد من طائرات النقل العسكري المصرية والإماراتية من مطار العريش ضمن الجسر الجوي الممتد على مدار الأيام الماضية لتنفيذ أعمال الإسقاط الجوي لمئات الأطنان من المساعدات الغذائية ومواد الإغاثة العاجلة، شمال قطاع غزة، لتعويض النقص الحاد في الغذاء والدواء جراء استمرار الأزمة الراهنة، وذلك انطلاقاً من الجهود الداعمة للفلسطينيين».

القوات الجوية المصرية خلال إسقاط المساعدات إلى قطاع غزة (المتحدث العسكري المصري)

ومنذ الشهر الماضي، تتواصل عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات على قطاع غزة، خصوصاً في مناطق الشمال التي «تعاني نقصاً حاداً في المساعدات الإغاثية»، وفق تقارير أممية. وانضمت الولايات المتحدة، قبل أيام، إلى عمليات الإسقاط للمساعدات.

ورأى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن «خطوة الإسقاط الجوي تعبر عن إدراك العالم لطبيعة المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون في شمال غزة»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن التحركات العربية والدولية لتنفيذ الإسقاط الجوي «رسالة مهمة عن سوء الأوضاع الإنسانية ومحاولة التخفيف من التداعيات الكارثية للحصار الإسرائيلي».

وقال مراقبون إن «اللجوء إلى الإسقاط الجوي لإيصال المساعدات جاء عقب تعذر إيصالها لبعض المناطق في قطاع غزة». وأشاروا إلى أن «مناطق شمال ووسط القطاع لا تصل إليها شاحنات الإغاثة التي تدخل عبر معبر رفح».

تجهيز المساعدات لإسقاطها إلى الفلسطينيين في غزة (المتحدث العسكري المصري)

في السياق، أفاد مطاوع بأن «المساعدات التي يجري إسقاطها لا تزال غير كافية مقارنة باحتياجات الفلسطينيين، بالإضافة إلى ظهور حاجة ماسَّة الآن لتنسيق نقاط محددة للإسقاط، حتى يتم تحقيق الاستفادة القصوى منها، في ظل تدهور الحالة الإنسانية يوماً بعد الآخر». كما لفت إلى أن «الإسقاط الجوي للمساعدات في الشمال لا يمكن أن يكون بديلاً عن إدخال المساعدات براً إلى القطاع، نظراً لتنوع احتياجات السكان وصعوبة استمرار إسقاط المساعدات الجوية كطريق وحيدة لإدخال المساعدات؛ الأمر الذي يتطلب تحركات وضغوطاً دولية لإدخال قدر أكبر من المساعدات».

وبالفعل، ذكر مسؤول أميركي لوكالة أنباء «رويترز»، في وقت سابق، أن عمليات الإسقاط الجوي «سيكون لها تأثير محدود في التخفيف من معاناة السكان؛ فهي لا تحل المشكلة من جذورها». كما نقلت «رويترز»، السبت الماضي، عن بعض المسؤولين الأميركيين، أن «الإسقاط جواً وسيلة غير فعالة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة، لأن كل عملية يمكن أن تنقل ما تحمله شاحنة إلى 4 شاحنات مساعدات فقط، في حين أنه يمكن إدخال ما يزيد على 250 شاحنة أو أكثر عبر البر».

وتزامن الإسقاط الجوي مع استمرار تدفق المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري، وقال رئيس «الهلال الأحمر المصري» في شمال سيناء، خالد زايد، الخميس، إن «150 شاحنة مساعدات دخلت إلى قطاع غزة، منها 80 شاحنة من خلال معبر كرم أبو سالم، و70 من معبر رفح». وذكر زايد في بيان أن «6 شاحنات وقود عبرت الخميس أيضاً من معبر رفح»، مشيراً إلى أن «43 مصاباً فلسطينياً يرافقهم 33 من أقاربهم، بالإضافة إلى 456 من الأجانب والفلسطينيين من حاملي إقامات دول عربية وأجنبية، عبروا الخميس من غزة إلى الجانب المصري».

رجل فلسطيني ينقل أكياس المساعدات الإنسانية بسيارة في رفح بجنوب غزة (أ.ف.ب)

ونفت القاهرة في وقت سابق اتهامات إسرائيلية بـ«منعها دخول المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر رفح»، وأكدت أكثر من مرة عبر تصريحات رسمية أن المعبر «لم يُغلق» من الجانب المصري منذ بدء الحرب في غزة.

وأعاد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، المستشار أحمد فهمي، التأكيد، مساء الأربعاء، على أن «(معبر رفح) مفتوح 24 ساعة، ولم ولن يُغلق». وأضاف في تصريحات متلفزة، نقلتها «وكالة أنباء الشرق الأوسط» الرسمية في مصر، أن «مصر قدمت أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة، حيث قدمت 75 في المائة من المساعدات التي دخلت لإغاثة الفلسطينيين في القطاع، وستتم مواصلة تقديم المساعدات»، لافتاً إلى أن «الدولة المصرية نبهت لملف التهجير القسري بشكل حاسم، وأصبح هناك موقف دولي لرفض التهجير القسري». كما أكد متحدث «الرئاسة المصرية» أن «الأوضاع في المنطقة صعبة للغاية، ومصر تواصل جهودها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، واستمرار إدخال المساعدات الإنسانية للقطاع».


مقالات ذات صلة

الغزّيون يبدأون موسم الهجرة إلى الشمال

المشرق العربي عشرات آلاف الفلسطينيين يبدأون مسيرة العودة إلى شمال غزة عبر شارع الرشيد (إ.ب.أ)

الغزّيون يبدأون موسم الهجرة إلى الشمال

تدفق مئات الآلاف من النازحين إلى مدينة غزة وشمال القطاع عبر شارع الرشيد الساحلي سيرا على الأقدام في مشهد مهيب اختلطت فيه مشاعر الحنين بذكريات المعاناة.

أوروبا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

ستارمر يشيد بدور ترمب في وقف إطلاق النار «التاريخي» في غزة

أشاد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الأحد بـ«دور» الرئيس الأميركي دونالد ترمب في التوصل إلى وقف إطلاق نار «تاريخي» في غزة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي 
حشود فلسطينية تنتظر العودة إلى شمال غزة في مخيم النصيرات وسط القطاع أمس (إ.ب.أ)

مصير نازحي غزة... تملص إسرائيلي و«قنبلة» أميركية

تكدست حشود ضخمة من نازحي غزة عند طريق مغلق، في انتظار أن تسمح لهم إسرائيل بالعودة إلى مناطقهم في شمال القطاع، بعد أن تملصت تل أبيب من اتفاق الهدنة وقررت إغلاق.

نظير مجلي (تل أبيب) «الشرق الأوسط» (عمّان - القاهرة)
المشرق العربي الرهينة الإسرائيلية أربيل يهود (الصحافة الإسرائيلية)

حل أزمة عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة مقابل الإفراج عن مزيد من الرهائن

أعلن الجيش الإسرائيلي مساء يوم الأحد أنه سيسمح بعودة السكان إلى شمال غزة عبر محور نتساريم سيرا على الأقدام من خلال شارع الرشيد (طريق البحر).

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ ترمب يتحدث للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية يوم السبت حول مقترح نقل الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن (أ.ب)

خبراء يحذرون من انهيار اتفاقات السلام بعد تصريح ترمب بترحيل الفلسطينيين

أثار اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب حول ترحيل مليون ونصف المليون فلسطيني من سكان غزة إلى مصر والأردن، موجة واسعة من الجدل والمخاوف.

هبة القدسي (واشنطن)

المنفي يبحث مع السفير البريطاني التطورات السياسية في ليبيا

لقاء المنفي مع سفير بريطانيا في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)
لقاء المنفي مع سفير بريطانيا في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)
TT
20

المنفي يبحث مع السفير البريطاني التطورات السياسية في ليبيا

لقاء المنفي مع سفير بريطانيا في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)
لقاء المنفي مع سفير بريطانيا في طرابلس (المجلس الرئاسي الليبي)

ناقش رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي، بالعاصمة طرابلس، مع سفير بريطانيا مارتن لونغدن، تطورات الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية في ليبيا، بينما أكد رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، تمسكه بضرورة تشكيل «حكومة جديدة» مهمتها الإعداد والإشراف على الانتخابات المقبلة.

وتركز لقاء المنفي ولونغدن بحسب المكتب الرئاسي، على «ضرورة استمرار التعاون والتواصل مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي، لإعادة بناء الثقة بين مختلف الأطراف عبر تقريب وجهات النظر».

وأكد المنفي دور «اللجنة المالية العليا في ضمان إدارة إيرادات النفط والغاز بطريقة شفافة ومنصفة وخاضعة للمساءلة، وتطبيق الإشراف الوطني المشترك على عمليات تسويق النفط ومشتريات الوقود، ووضع آليات فعالة لتعزيز الشفافية بما يكفل حماية الموارد الوطنية».

في غضون ذلك، قال نيكولا أورلاند سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، إنه بحث الأحد، مع المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» في مدينة بنغازي بشرق البلاد، التطورات الحالية في البلاد، و«كيف يمكن أن يسهم الاتحاد الأوروبي في حل الأزمة السياسية والانقسامات في ليبيا، مع الحفاظ على الاستقرار».

وتعهد أورلاندو، في بيان على منصة «إكس»، بالعمل على بحث فرص تعزيز التعاون من خلال برامج الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك تحسين إدارة الحدود الجنوبية، كما أكد دعم الاتحاد الأوروبي الكامل للمبعوثة الأممية الجديدة، مشدداً على أهمية الوصول إلى مؤسسات موحدة وشرعية وإجراء انتخابات وطنية.

صورة وزعها سفير الاتحاد الأوروبي لاجتماعه مع المشير حفتر ببنغازي

وكان رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب يوسف العقوري، قد أكد خلال لقائه مع أورلاندو في بنغازي، أهمية الدور الأوروبي لدعم استقرار ليبيا، وطالب بمزيد من التنسيق حول برامج الدعم المقدمة من الاتحاد الأوروبي، من أجل تحقيق الاستفادة القصوى منها، وأن تشمل كل مناطق ليبيا.

كما أكد ضرورة التنسيق المشترك لمواجهة تدفقات الهجرة غير المسبوقة «التي أصبحت تشكل تحدياً كبيراً للجميع»، لافتاً إلى أن ليبيا «استقبلت الأشقاء من السودان وعاملتهم أسوة بالمواطنين الليبيين، لكن لا يمكن لليبيا أن تحل أزمة الهجرة نيابة عن دول المنطقة».

وأعلن أن مجلس النواب «قام بمهامه وأصدر قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية والاستفتاء على الدستور»، مجدداً موقف مجلس النواب القاضي «بخروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية شرطاً لاستقرار البلاد»، مؤكداً أن «المجتمع الدولي يتحمل المسؤولية الكاملة تجاه الشعب الليبي بعد تدخله عام 2011 ثم تخليه عن ليبيا، وأيضاً عدم احترام قرارات مجلس النواب بسحب الثقة من الحكومة منتهية الولاية».

ونقل عن أورلاندو، تعهده بمواصلة الاتحاد الأوروبي دعمه لليبيا وبخاصة في مجال بناء القدرات، معرباً عن «قلق دول الاتحاد الأوروبي حول الأوضاع في ليبيا وما يرتبط بالتدخلات الأجنبية».

وكان سفيرا الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لدى ليبيا، رحبا بتعيين هانا تيتيه ممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة لبعثتها.

اجتماع صالح مع وفد من البطنان (مجلس النواب الليبي)

في شأن منفصل، نقل رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، عن مشايخ وعُمد وأعيان منطقة البطنان، الذين التقاهم مساء السبت في القبة، تأكيدهم ضرورة تشكيل «حكومة جديدة» مهمتها الإعداد والإشراف على الانتخابات المقبلة، مجددين التأكيد على أن «حكومة الوحدة» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، «فاقدة للشرعية»، وهي «السبب الرئيس في تعطيل العملية السياسية».

وقال صالح، في بيان وزعه مركزه الإعلامي، إن أعضاء الوفد، أكدوا دعم الخطوات التي يتخذها مجلس النواب فيما يتعلق بالمصالحة الوطنية، وأشادوا بالتعاون بين القيادات السياسية والعسكرية المتمثلة في صالح وحفتر، كما أشادوا بجهود صندوق التنمية وإعادة الإعمار، برئاسة نجله بلقاسم.

في المقابل، رحبت حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، بقرار تعيين تيتيه، معربة عن تطلعها لأن تقوم بمهامها الموكلة إليها بشكل يعكس الدور الإيجابي المناط بالبعثة الأممية، ودعم كل الجهود الليبية الرامية إلى حل المشكل الليبي دون إعطاء أي فرصة لتقويض هذه الجهود.

وتمنت الحكومة، على تيتيه، أن «تنتهج نهجاً جديداً وعملياً في تقديم الدعم اللازم لكل الأطراف، والتعامل مع الجميع على قدم المساواة»، مؤكدة تمسكها بموقفها الثابت حول «أحقية الليبيين في إنهاء كل الانقسامات، وعدم القبول بأي إملاءات خارجية».

كما أعلنت الحكومة، مساء السبت، أنها بتوجيهات مباشرة من المشير حفتر، قررت دعم بعض السلع الأساسية؛ لمواجهة ازدياد غلاء الأسعار، وتقديم الدعم السلعي اللازم للمواطنين بمناسبة قرب شهر رمضان المبارك.

كما أصدرت حكومة حماد قراراً ينظم دخول المركبات الآلية ذات اللوحات الأجنبية إلى الأراضي الليبية عبر المنافذ البرية والبحرية، مع وضع ضوابط صارمة لهذه العمليات، لتنظيم الحركة، وضمان انسيابية دخولها بطريقة قانونية وآمنة، بما يتماشى مع الاتفاقيات الدولية التي تلتزم بها الدولة الليبية.