النيابة المصرية لإنهاء الجدل حول «طالبة العريش»

بدأت تشريح جثمانها لمعرفة سبب الوفاة

كلية الطب البيطري جامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)
كلية الطب البيطري جامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)
TT

النيابة المصرية لإنهاء الجدل حول «طالبة العريش»

كلية الطب البيطري جامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)
كلية الطب البيطري جامعة العريش (حساب الكلية عبر فيسبوك)

أخرجت النيابة العامة المصرية، السبت، جثمان نيرة الزغبي، الطالبة بالفرقة الأولي في كلية الطب البيطري بجامعة العريش بشمال سيناء، لتشريحه وتحديد سبب الوفاة، في قضية أثارت جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقالت النيابة العامة إن «استخراج جثمان المجني عليه وتشريحه لبيان سبب الوفاة جاء بعد إعادة التحقيقات بناءً على ما تم تداوله، وتشكك والدها وشقيقتها في وجود شبهة جنائية بالواقعة»، وفق بيان رسمي نُشر عبر حساب النيابة على منصة «إكس».

وأكدت النيابة «استدعاء كل من أشارت إليه وسائل التواصل الاجتماعي وتحريات الشرطة أن له صلة بالواقعة، سواء من نسب إليه ثمة اتهام أو لديه معلومات عن الواقعة، مع فحص الهواتف الخلوية الخاصة بكل متهم وتفريغ محتواها وتفريغ الكاميرات الخاصة بالمدينة الجامعية بالعريش».

صدر بيان النيابة بعدما نقلت بوابة «الأهرام» الإلكترونية الرسمية في مصر، عن مصدر أمني بوزارة الداخلية، قوله، مساء الجمعة، أنه تم «إيقاف ضابط عن العمل لحين الانتهاء من التحقيقات»، كونه والد شروق زميلة الفتاة المتوفاة، وإحدى المتداخلات في القضية.

وقال المحامي طارق العوضي لـ«الشرق الأوسط» إن «الواقعة لا تزال قيد التحقيقات الأولية، بانتظار نتيجة تقرير الطب الشرعي بعد تشريح الجثمان، وهو إجراء لن يستغرق أكثر من أسبوع بكل الأحوال، وستترتب عليه أمور عدة من الناحية القانونية، ففي حال كانت الوفاة طبيعية لن تكون هناك قضية متعلقة بالقتل، ولو كانت الواقعة (انتحاراً) فسيكون هناك مسار آخر».

وأضاف العوضي: «التحقيق في واقعة الوفاة، وكيفية حدوثها، ليس منفصلاً عن التحقيق فيما حدث قبل الوفاة، ففي حال ثبوت واقعة قيام زميلتها بتصويرها في الحمام خلسةً، سنكون أمام جناية (هتك عرض) تصل عقوبة السجن فيها إلى 15 عاماً، وفي حال ثبوت تعرض الفتاة للتهديد بالفيديو فسنكون أمام واقعة ابتزاز تصنف قانوناً باعتبارها (جناية) تصل العقوبة فيها إلى 7 سنوات».

واتفق كثير من المدونين على «السوشيال ميديا»، خلال الأيام الماضية، على أن مشادةً حدثت بين نيرة (19 عاماً)، وطالبة أخرى، حيث تقيمان سوياً في السكن الجامعي، «فقامت الأخيرة بالتقاط صور لها خلسة أثناء وجودها في دورة مياه، ثم أرسلتها لطلاب ذكور بالكلية، الذين قاموا بابتزاز الطالبة نيرة، وتهديدها بنشر صورها على مجموعة (واتساب) تخص دفعة الفرقة الأولى، فلم تتحمل الضغوط، وأقدمت على الانتحار بتناول مواد سامة». كما تبنى آخرون رواية أخرى تفيد بـ«حصول زميلتها على الصور من هاتف الطالبة المنتحرة»، وروّج فريق ثالث لرواية تفند انتحارها، وتزعم أنها «ماتت مسمومة».

وقالت نادية الزغبي شقيقة الراحلة لـ«الشرق الأوسط» إنهم في انتظار نتيجة تقرير الطب الشرعي بعدما استمعت إليهم النيابة وتابعوا ما جرى تنفيذه، لافتة إلى أن والديها في حالة نفسية سيئة منذ استخراج الجثمان لتحديد أسباب الوفاة.

وأرجعت النيابة العامة، في بيانها، نفي الشبهة الجنائية بواقعة الوفاة في البداية والتصريح بدفن جثمان المجني عليها، إلى «انتفاء وجود شبهة جنائية بعد الاستماع إلى الضابط مجري التحريات ومناظرة جثمان الضحية»، مع التأكيد على أن إعادة فتح التحقيقات جاءت من «النيابة بناء على ما جرى تداوله إعلامياً وبمواقع التواصل الاجتماعي».

ويؤكد العوضي أنه حال ثبوت وجود علاقة بين أصدقاء نيرة ووفاتها، فإن تجاوز أعمارهم 18 عاماً يجعلهم يعاقبون أمام محكمة الجنايات بشكل اعتيادي، مع تطبيق العقوبات وفقاً للائحة الاتهام التي ستستند إليها النيابة العامة، مشيراً إلى أن مسألة تخفيف العقوبة لحداثة أعمارهم تكون سلطةً تقديريةً للمحكمة التي ستنظر القضية ولا يعنيها الرأي العام.


مقالات ذات صلة

«الشيوخ» المصري لمناقشة «آليات الانضباط» بالمدارس

شمال افريقيا طلاب في طابور صباحي بإحدى المدارس المصرية (وزارة التربية والتعليم)

«الشيوخ» المصري لمناقشة «آليات الانضباط» بالمدارس

مع بداية العام الدراسي بمصر، في سبتمبر (أيلول) الماضي، تعهد وزير التربية والتعليم المصري، محمد عبد اللطيف، بالعمل على «عودة الانضباط في المدارس».

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي يستقبل وزير الخارجية والتعاون الإقليمي لجمهورية بوركينا فاسو (الخارجية المصرية)

مصر تُعمّق علاقاتها الأفريقية باتصالات ومشاورات متنوعة

تتواصل اتصالات ومشاورات مصرية - أفريقية بين مختلف جوانب القارة السمراء شملت جيبوتي شرقاً وبوركينا فاسو غرباً وجنوب أفريقيا والكونغو والكاميرون وسطاً.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا وزير الري المصري خلال اجتماع متابعة موقف منشآت ومخرّات السيول في البلاد (مجلس الوزراء المصري)

القاهرة تواجه «أخطار سيول متوقعة» بمراجعة مشروعات المياه

شددت وزارة الري المصرية على «ضرورة تحديث البرامج الزمنية لتحسين عملية إدارة وتوزيع المياه».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مدبولي خلال مؤتمر صحافي مع مديرة صندوق النقد الدولي (مجلس الوزراء المصري)

مصريون يتخوفون من «تعويم» جديد للجنيه وتصاعد الغلاء

أثارت تصريحات رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، حول «تطبيق سعر صرف مرن للجنيه» مخاوف مصريين.

أحمد إمبابي (القاهرة )
شمال افريقيا المشاركون في افتتاح «المنتدى الحضري» بمصر (الرئاسة المصرية)

مصر لتوسيع دورها في مشروعات إعادة إعمار «دول النزاعات» في المنطقة

تسعى الحكومة المصرية إلى استثمار استضافة القاهرة النسخة الثانية عشرة من «المنتدى الحضري العالمي» لتوسيع دورها في مشروعات إعادة الإعمار بالدول التي تشهد صراعات.

أحمد إمبابي (القاهرة)

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
TT

حمدوك يحذر من إبادة جماعية على غرار ما شهدته رواندا

رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك (غيتي)

أطلق رئيس وزراء السودان السابق، عبد الله حمدوك، تحذيراً من انزلاق الوضع في السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في تسعينات القرن الماضي، مرجعاً ذلك إلى تعدد الجيوش وأمراء الحرب، وتحشيد وتجنيد المدنيين، وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي.

وأعرب حمدوك الذي يرأس تحالف «تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية» (تقدم)، عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤراً جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.

وقالت «تنسيقية تقدم» في بيان، إن حمدوك شارك في الفترة من 3 إلى 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في اجتماع مجلس «مؤسسة مو إبراهيم» التي تعنى بالحكم الرشيد في أفريقيا، وتسلط الضوء على نماذج لقيادات ناجحة، ومجلس «مؤسسة أفريقيا وأوروبا»، وهو منتدى مستقل يعنى بالتعاون بين الجانبين تأسس عام 2020. وحضر الاجتماع عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية.

تحذير من موجة نزوح الى أوروبا

وقال حمدوك إن الحرب تسببت في قتل أكثر من 150 ألف مواطن، وتشريد 12 مليوناً، نزوحاً ولجوءاً، وتدمير قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية والقطاعات الإنتاجية. وأضاف: «إن الكارثة الإنسانية الكبرى ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي، في مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة».

الدكتور عبد الله حمدوك خلال ندوة في لندن الأربعاء 30 أكتوبر (موقع «تقدم» على فيسبوك)

وحذر رئيس الوزراء السابق، من أن استمرار الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجئ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط.

وطالب حمدوك المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين، عبر تفعيل قرار الجمعية العمومية المعني بمبدأ مسؤولية الحماية.

وكرر دعوته إلى إنشاء مناطق آمنة، ونشر قوات حماية، والبدء في عملية إنسانية موسعة عبر دول الجوار وخطوط المواجهة كافة دون عوائق، ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.

وطالب مجدداً بفرض حظر الطيران الحربي فوق كل السودان، من أجل حماية المدنيين العزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيّرات.

وقالت «تنسيقية تقدم» في البيان إن المشاركين في الاجتماعات أبدوا اهتماماً وتوافقوا على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.

وذكر البيان أن حمدوك التقى على هامش الاجتماعات بالممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوزيف بوريل، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل.

تجدد المعارك

ودارت اشتباكات عنيفة الجمعة بين الجيش السوداني و«قوات الدعم السريع» في منطقة الحلفايا شمال مدينة الخرطوم بحري، استخدما فيها المدفعية الثقيلة والمسيّرات، وهز دوي الانفجارات القوية ضواحي مدن العاصمة الخرطوم.

آثار الدمار في العاصمة السودانية جراء الحرب (د.ب.أ)

وقال سكان في بحري إنهم «شاهدوا تصاعد أعمدة الدخان في سماء المنطقة، مع سماع أصوات الأسلحة الثقيلة وتحليق مكثف لطيران الجيش».

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الجيش نفذت فجر الجمعة هجوماً واسعاً على دفاعات «قوات الدعم السريع» في منطقة السامراب.

في المقابل، قالت «الدعم السريع» إنها شنت هجوماً مباغتاً على قوات الجيش المتمركزة في محور الحلفايا، ودمرت عدداً من السيارات القتالية.

وفي يونيو (حزيران) الماضي، تمكن الجيش السوداني من عبور جسر الحلفايا الذي يربط بين مدينتي أم درمان وبحري، والوصول إلى عمق المناطق التي كانت تسيطر عليها «الدعم السريع».

من جهة ثانية، قالت كتلة منظمات المجتمع المدني بدارفور إن الطيران الحربي للجيش السوداني قصف مدينة الكومة شمال غربي الإقليم بـ6 صواريخ استهدف مدرسة لإيواء النازحين، أسفر عن مقتل عدد من الأطفال وتدمير مصدر المياه، وعدد من المنازل السكنية.

واستنكر التجمع في بيان حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه تكرار القصف الجوي الذي يستهدف المدنيين، مطالباً المجتمع الدولي باتخاذ التدابير كافة لحظر الطيران الحربي.