أعلنت المنظمة الدولية للهجرة ترحيل 144 مهاجراً غير نظامي من ليبيا إلى بنغلاديش، في إطار برنامج العودة الطوعية الذي ترعاه الأمم المتحدة.
وقالت المنظمة الدولية عبر مكتبها في ليبيا، اليوم (الخميس)، إن المهاجرين تم ترحيلهم من مدينة بنغازي إلى دكا، بدعم من برنامج المساعدة الإنسانية الطوعية للعودة التابع للمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا. وأشارت المنظمة إلى أن المرحلين «سيستمرون في تلقي المساعدة في إعادة الإدماج عقب عودتهم إلى دكا».
ودفع تكرار إعادة المهاجرين غير النظاميين من ليبيا إلى بلدانهم، وفقاً للبرنامج الأممي «العودة الطوعية»، المتابعين لهذا الملف إلى طرح عدة تساؤلات حول مدى مساهمة ترحيل المهاجرين في تقليص أعدادهم بمدن ليبيا.
وفي منتصف الأسبوع الماضي، أعلنت «المنظمة الدولية للهجرة» في ليبيا أنها أعادت أكثر من 9300 مهاجر إلى ديارهم هذا العام، عبر برنامج «الرحلات الإنسانية الطوعية»، الذي تعتمده آلية للحد من المهاجرين في البلاد. لكن لا يبدو أن «هذا الرقم، وآلية الخروج»، وفقاً لرؤية مراقبين حقوقيين ليبيين، هما الأنسب لمعالجة ملف المهاجرين، الذي يُشكّل تحدياً لأغلب الحكومات الليبية المتعاقبة.
وكانت دراسة في بنغلاديش قد كشفت عن وصول ما لا يقل عن 70 ألف شخص من مواطني الدولة الآسيوية إلى أوروبا بعد دخولهم ليبيا، وذلك خلال الـ14 سنة الأخيرة.
وعلى الرغم من إقراره بأن رحلات «العودة الطوعية»، التي تتكفل بها مالياً وإدارياً المنظمة الدولية، «تخفف عبئاً كبيراً عن كاهل الدولة الليبية»، فإن رئيس «المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان» في ليبيا، عبد المنعم الحر، يلفت إلى «اقتصارها على فئة المهاجرين الموجودين بمراكز الاحتجاز الرسمية فقط»، مشدداً على أن «هؤلاء ليسوا الشريحة الأكبر في كتلة المهاجرين».
ووفقاً لتقدير الحر، يوجد 29 مركز احتجاز للسلطات في ليبيا، تتباين فيها أعداد المهاجرين يومياً، تبعاً لعدد من يتم القبض عليهم ومَن يرحّلون لبلادهم، بينما تقدّر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، أعداد المهاجرين في عموم ليبيا، بقرابة 700 ألف مهاجر.
وعلى الرغم من إعادة آلاف المهاجرين من ليبيا إلى دولهم، إلى أن مصدراً بجهاز الهجرة غير النظامية في طرابلس، استند في حديث إلى «الشرق الأوسط» إلى ما نشرته وكالة «نوفا» الإيطالية، عن وصول 51 ألفاً و700 مُهاجر غير نظامي إلى السواحل الإيطالية، خلال العام الماضي.
ودافع المصدر ذاته عن «جهود الأجهزة المعنية بمكافحة الهجرة في ليبيا»، وقال إن «الأجهزة توقف عشرات العصابات المتاجرة بالبشر من وقت لآخر، وتنقذ مئات المهاجرين من براثن هذه العصابات».