عبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عن تأثر بلاده الواضح جراء التوترات الإقليمية على حدود مصر في قطاع غزة والسودان وليبيا، معلناً تراجع معدل دخل قناة السويس بنسبة 40 إلى 50 في المائة.
وقال السيسي، خلال جلسة حوارية على هامش مؤتمر ومعرض مصر الدولي السابع للطاقة (إيجبس 2024)، الاثنين، إن «معدل دخل الممر الملاحي (قناة السويس) الذي كان يدخل لمصر تقريباً نحو 10 مليارات دولار سنوياً، تراجع بنسبة من 40 إلى 50 في المائة».
وتعاني مصر أزمة حادة في ظل تضخم قياسي لأسعار السلع والخدمات، مع تراجع قيمة الجنيه مقابل الدولار، ونقص العملة الأجنبية، فضلاً عن ارتفاع مستويات الاقتراض الخارجي في السنوات الأخيرة.
وفاقمت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، الأزمة الاقتصادية في مصر؛ حيث تراجعت توقعات السياحة، وانخفضت إيرادات قناة السويس بعد هجمات شنها الحوثيون في اليمن، على سفن تجارية في البحر الأحمر.
من جهة أخرى، حمَّل السيسي في خطابه، الاثنين، «بعض الدول المتقدمة» مسؤولية تفاقم أزمة التغير المناخي الموجود في العالم»، لافتاً إلى «عدم التزام بعض الدول المتقدمة تنفيذ التعهدات التي قطعتها على نفسها خلال مؤتمر باريس عام 2015 لصالح قطاع الطاقة والمناخ بنحو 100 مليار دولار»، وأكد أن «القارة الأفريقية تتمتع بقدرات هائلة في مجال الطاقة المتجددة منها المائية، لكنها في حاجة إلى أموال ضخمة لتنفيذ الكثير من المشروعات خصوصاً في ظل عدم قدرتها على مواجهة مخاطر الائتمان، إذ تطلب البنوك ومؤسسات التمويل أرقاماً هائلة نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة».
وأضاف السيسي: «الدول المتقدمة في أوروبا وأميركا ودول أخرى، حينما تضع تعهدات تستطيع أن تنفّذ هذه التعهدات لأن قدراتها التنظيمية والاقتصادية تُمكّنها من أن تفي بتلك التعهدات».
وشدد على ضرورة توفير التمويل اللازم للدول منخفضة الدخل، لافتاً إلى الالتزامات التي تقع على عاتق الدولة مع شركات بترول وشركاء تنمية ومؤسسات تمويل.
وأكد السيسي «حرص مصر على تنفيذ بعض التعهدات التي كلّفتها أموالاً طائلة حتى يتم ضخها في عدة مجالات، من ضمنها تحويل نحو 15 مليون وحدة سكنية ونصف مليون سيارة أو أكثر للعمل بالغاز الطبيعي»، مشدداً على استعداد الدولة المصرية للعمل أكثر من ذلك إذا توفر التمويل اللازم.
وأضاف: «مصر كانت تفقد نحو 9 - 10 مليارات دولار سنوياً، نتيجة سوء البنية الأساسية والطرق... وخلال 7 سنوات استطاعت التغلب على هذه المشكلة، من خلال إنفاق أموال ضخمة جداً».
وخلال استقباله الرئيس التنفيذي لشركة «بريتش بتروليوم» موراي أوشينكلوس، على هامش المؤتمر، أعرب السيسي عن «تطلع مصر لتعزيز التعاون القائم مع الشركة البريطانية، خصوصاً في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر سعياً لتعظيم استفادة الدولة من مواردها لصالح الأجيال الحالية والقادمة».
وحسب المتحدث باسم الرئاسة المصرية، فإن السيسي أثنى على النشاط المميز للشركة وحجم استثماراتها المتنامي في مصر، ومشروعاتها الاستكشافية في قطاعي الغاز والبترول التي تتسق وجهود تحول مصر إلى مركز إقليمي لإنتاج وتداول الطاقة، مؤكداً الأهمية التي توليها الدولة لتيسير عمل الشركات العالمية والقطاع الخاص في هذا المجال.
ويقام مؤتمر ومعرض «إيجبس 2024» هذا العام خلال الفترة من 19 إلى 21 فبراير (شباط)، تحت شعار «تحفيز الطاقة: تأمين الإمدادات والتحول الطاقي وخفض الانبعاثات». ويشارك في المؤتمر هذا العام نحو 35 ألف مشارك من 120 دولة ونحو 2200 عضو وفود وأكثر من 40 شركة مصرية وعالمية للطاقة والبترول والغاز وتكنولوجيا الطاقة، حسب هيئة الاستعلامات المصرية.