«حرب غزة»: مصر تسابق الزمن لإدراك «هدنة» قبل رمضان

أجواء «صعبة» خيمت على «محادثات القاهرة»

الدخان يتصاعد من البريج بقطاع غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد من البريج بقطاع غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (إ.ب.أ)
TT

«حرب غزة»: مصر تسابق الزمن لإدراك «هدنة» قبل رمضان

الدخان يتصاعد من البريج بقطاع غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (إ.ب.أ)
الدخان يتصاعد من البريج بقطاع غزة بعد قصف إسرائيلي في وقت سابق (إ.ب.أ)

تسابق جهود الوساطة المصرية الزمن لإدراك «هدنة» بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، قبل حلول شهر رمضان، بحسب مصدر مصري مطلع، وصف في حديثه لـ«الشرق الأوسط» جولة المحادثات التي عقدت في القاهرة، الثلاثاء، بأنها كانت «صعبة»، فيما أفاد إعلام إسرائيلي بـ«انتهاء الاجتماع ومغادرة الوفد الإسرائيلي لمصر».

واستضافت القاهرة، الثلاثاء، اجتماعاً رباعياً «لبحث موقف التهدئة في غزة»، شارك فيه مدير وكالة «الاستخبارات المركزية الأميركية، وليام بيرنز، ورئيس الموساد، ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل.

ونقلت قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية، عن مصدر رسمي رفيع المستوى، مساء الثلاثاء، قوله: إن «الاجتماع بحث الإفراج عن أسرى فلسطينيين، مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار بغزة»، مضيفاً أن «الاجتماع دار في (أجواء إيجابية)». ونفى المصدر، الذي لم تسمه القناة، «وجود خلافات في الاجتماع»، الذي ذكر أنه «سيستمر على مدار الأيام الثلاثة المقبلة».

في حين أكد المصدر المصري المطلع، الأربعاء، «مغادرة الوفد الإسرائيلي لمصر». وقال إن «المباحثات كانت صعبة لا سيما مع تمسك كل طرف (إسرائيل وحركة حماس) بموقفه، ووضعه شروطاً لتنفيذ الصفقة لا يقبل بها الطرف الآخر»، لافتاً إلى أن «المباحثات ستستمر خلال الفترة المقبلة على أمل التوصل إلى اتفاق (هدنة) بحلول شهر رمضان».

وأشار المصدر المصري المطلع إلى أن «إسرائيل لم تكن ترغب في المشاركة باجتماع القاهرة، لكنها تحت ضغط أميركي أرسلت وفداً للاستماع فقط، من دون أي تغيير في موقفها بشأن المقترحات التي طرحتها (حماس) حول الهدنة».

وكانت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية ذكرت، الثلاثاء، أن الاجتماع الرباعي «انتهى»، وغادر الوفد الإسرائيلي القاهرة، مشيرة إلى أن «تل أبيب لم تُقدم ردها الرسمي على اقتراح حركة (حماس) حول تبادل الأسرى»، مؤكدة أن الوفد الإسرائيلي ذهب إلى اجتماع القاهرة «للاستماع» فقط.

بدوره، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، حسام بدران، مساء الثلاثاء، إنه «من المبكر» الحديث عن تفاصيل ما جرى في مفاوضات القاهرة، بحسب ما نقلته «إذاعة الأقصى» الفلسطينية.

وجاء اجتماع القاهرة الرباعي، في ظل تعثر جهود الوساطة المصرية - القطرية بشأن التوصل إلى «هدن» في قطاع غزة، مع دخول الحرب بالقطاع شهرها الخامس، لا سيما مع رفض إسرائيل لما طرحته «حماس» من بنود، رداً على الإطار المقترح الذي تم التوافق عليه في اجتماع استخباراتي مماثل عقد في باريس الشهر الماضي.

وأكد المصدر المصري المطلع أن «مصر والولايات المتحدة تضغطان معاً لتحقيق الاتفاق قبل شهر رمضان لا سيما أن طبيعة الشهر من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين في الضفة والعالم الإسلامي، ما قد يؤثر بشكل كبير على استقرار المنطقة».

مسعفون يفرغون جثث الفلسطينيين الذين قُتلوا في شمال قطاع غزة (أ.ب)

وفي هذا السياق، نقل موقع «أكسيوس» الإخباري عن مسؤول أميركي وآخر إسرائيلي، مساء الثلاثاء، قولهما إن «الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأنه يتعين عليه في أي صفقة جديدة لتبادل المحتجزين إطلاق سراح المزيد من السجناء الفلسطينيين مقابل كل محتجز تفرج عنه حركة (حماس)». وبحسب المسؤولين فإن «بايدن ونتنياهو يعتبران طلب (حماس) الإفراج عن آلاف الأسرى بمن فيهم المدانون بقتل إسرائيليين مبالغاً فيه».

كما نسب المسؤولان إلى نتنياهو قوله إن «بلاده مستعدة لإطلاق سراح ثلاثة فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي يتم إطلاق سراحه، وهي نفس النسبة المستخدمة في الصفقة السابقة لتبادل الأسرى»، بحسب موقع «أكسيوس»، الذي أشار نقلاً عن مسؤول إسرائيلي إلى أن «مباحثات القاهرة انتهت دون تقدم ملموس، وإن تم إحراز تقدم في فهم الثغرات، التي يجب سدها من أجل الدخول في مفاوضات قد تؤدي إلى اتفاق».

وكانت هيئة البث الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق على الاجتماع أن «نتنياهو أرسل مستشاره أوفير فالك إلى اجتماع القاهرة لمنع رئيس جهاز الموساد من تجاوز التفويض الممنوح له بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع (حماس)». وقالت الهيئة إن فالك تواجد ضمن الوفد «لمنع أي تنازل لا يتفق مع رأي نتنياهو».

عودة إلى المصدر المصري المطلع الذي قال إن «المفاوضات التي تجري حالياً تتم في إطار المبادرة التي طرحتها مصر للحل، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وتم تطويرها خلال (اجتماع باريس)»، موضحاً أنه «من المقرر عقد سلسلة اجتماعات لحلحلة الموقف والوصول إلى صيغة توافق مشتركة».

وكانت مصر أعلنت في ديسمبر الماضي تقديمها إطاراً مقترحاً لوقف الحرب في غزة، وقال رئيس هيئة الاستعلامات في مصر، ضياء رشوان، في حينه، إن مصر طرحت مقترحاً يتضمن 3 مراحل تنص على هدن قابلة للتمديد والإفراج التدريجي عن عشرات الأسرى الذين تحتجزهم «حماس» في مقابل الإفراج عن أسرى فلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى التوصل لوقف الأعمال القتالية.

ونقلت وكالة «الصحافة الفرنسية»، عن مصدر في حركة «حماس»، الأربعاء، قوله، إن «وفداً من حركة (حماس) توجه إلى القاهرة، برئاسة مسؤول المكتب السياسي للحركة خليل الحية لإجراء لقاء محتمل، الأربعاء، مع رئيسي الاستخبارات المصرية والقطرية».

فلسطينيون يتفقدون دراجة نارية محترقة بعد غارة إسرائيلية على مخيم الفارعة للاجئين بالقرب من طوباس في وقت سابق (إ.ب.أ)

ولم تشارك «حماس» في الاجتماع الرباعي في القاهرة، بحسب المصدر المصري المطلع، الذي أشار إلى أن «وفداً من الحركة كان في القاهرة قبيل الاجتماع»، مشدداً على أنه «لا توجد مباحثات بشأن الهدنة الآن، لكن جولة أخرى ستعقد قريباً»، مرجحاً عقدها مطلع الأسبوع المقبل.

وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مساء الثلاثاء، في واشنطن، «نعمل بشكل مكثّف مع مصر وقطر بشأن مقترح للإفراج عن الرهائن».

وتقدّر إسرائيل أنّ نحو 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، من بينهم 29 يعتقد أنهم لقوا حتفهم، من بين نحو 250 شخصا اختطفوا في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وسمحت الهدنة التي استمرت أسبوعاً في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بإطلاق سراح 105 رهائن في مقابل 240 معتقلا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»
TT

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

الحكومة المصرية لإعداد مساكن بديلة لأهالي «رأس الحكمة»

تشرع الحكومة المصرية في إعداد مساكن بديلة لأهالي مدينة «رأس الحكمة»، الواقعة في محافظة مرسى مطروح (شمال)، وشددت على «ضرورة سرعة تنفيذ الطرق والمرافق بمنطقة شمس الحكمة»، المخصصة لإقامة الأهالي.

و«رأس الحكمة»، مدينة ساحلية تقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط، على بُعد 350 كيلومتراً تقريباً شمال غربي القاهرة، وتبلغ مساحتها نحو 170 مليون متر مربع.

ودشّن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ونظيره الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مطلع الشهر الماضي، مشروع «رأس الحكمة»، وأكد الرئيسان حينها «أهمية المشروع في تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين، لكونه يُمثل نموذجاً للشراكة التنموية البناءة بين مصر والإمارات»، وفق إفادة رسمية لـ«الرئاسة المصرية».

ووقّعت مصر اتفاقاً لتطوير وتنمية مدينة «رأس الحكمة» بشراكة إماراتية، في فبراير (شباط) الماضي، بـ«استثمارات قدرت بنحو 150 مليار دولار خلال مدة المشروع»، (الدولار الأميركي يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية).

وزير الإسكان ومحافظ مطروح خلال تفقد أعمال الطرق والمرافق بـ"شمس الحكمة" (مجلس الوزراء المصري)

وتفقد وزير الإسكان المصري، شريف الشربيني، ومحافظ مطروح، خالد شعيب، السبت، أعمال الطرق والمرافق للأراضي البديلة لـ«رأس الحكمة» بمنطقة «شمس الحكمة».

وأوضح الوزير المصري أن الأراضي البديلة بمنطقة «شمس الحكمة» مخصصة لأصحاب الأراضي بمدينة «رأس الحكمة»، وتشتمل المنطقة البديلة، وفقاً للمخطط، على مناطق سكنية وخدمية، وأنشطة تجارية واستثمارية، إضافة إلى شبكة الطرق الرئيسية.

ونهاية الشهر الماضي، أكدت الحكومة المصرية أنها تتابع مستجدات تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع «رأس الحكمة» مع الشريك الإماراتي. وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي، في وقت سابق، إنه يتابع بصورة يومية مستجدات الموقف في مدينة «رأس الحكمة»، والعقود الخاصة بالمستحقين للتعويضات من أهالي المنطقة.

مصطفى مدبولي خلال زيارته لـ«رأس الحكمة» اغسطس الماضي (مجلس الوزراء المصري)

كما زار مدبولي مدينة «رأس الحكمة» منتصف أغسطس (آب) الماضي للوقوف على «سير إجراءات تسليم التعويضات المخصصة للمستحقين». وقال حينها إن رأس الحكمة «تحظى بمقومات مميزة، تجعل منها نقطة جذب للاستثمارات ومختلف المشروعات على مدار العام».

وأكدت الشركة القابضة الإماراتية (ADQ) من جانبها في وقت سابق أن مشروع تطوير منطقة «رأس الحكمة» يستهدف ترسيخ مكانتها، بوصفها وجهة رائدة لقضاء العطلات على شواطئ البحر الأبيض المتوسط، ومركزاً مالياً، ومنطقة حرة مجهزة ببنية تحتية عالمية المستوى، لتعزيز إمكانات النمو الاقتصادي والسياحي في مصر، وفق بيان لـ«وكالة الأنباء الإماراتية».

وشدد وزير الإسكان المصري، اليوم السبت، على ضرورة الإسراع بمعدلات تنفيذ أعمال الطرق والمرافق بمنطقة «شمس الحكمة»، وتكثيف أعداد العمالة والمعدات، مؤكداً «اهتمام الدولة المصرية بتوفير الخدمات لأهالي المنطقة، وتوفير حياة كريمة لهم في مجتمعات حضارية».