«اتحاد القبائل» الليبية يطالب بمؤتمر «وطني جامع» يؤسس للانتخابات

نظّم وقفة احتجاجية أمام مقر «البعثة الأممية»

جانب من وقفة احتجاجية لـ«اتحاد القبائل الليبية» أمام مقر البعثة الأممية بجنزور (اتحاد القبائل)
جانب من وقفة احتجاجية لـ«اتحاد القبائل الليبية» أمام مقر البعثة الأممية بجنزور (اتحاد القبائل)
TT

«اتحاد القبائل» الليبية يطالب بمؤتمر «وطني جامع» يؤسس للانتخابات

جانب من وقفة احتجاجية لـ«اتحاد القبائل الليبية» أمام مقر البعثة الأممية بجنزور (اتحاد القبائل)
جانب من وقفة احتجاجية لـ«اتحاد القبائل الليبية» أمام مقر البعثة الأممية بجنزور (اتحاد القبائل)

طالب «اتحاد القبائل الليبية»، البعثة الأممية لدى البلاد بـ«تمكين الشعب الليبي من الاحتكام إلى صناديق الانتخابات، واختيار سلطته السياسية من خلال استحقاق حر وشفاف من دون إقصاء، بإشراف أممي وأفريقي»، داعياً إلى عقد مؤتمر «وطني جامع» للعمل على إنجاز الانتخابات المؤجلة.

جانب من وقفة احتجاجية لاتحاد القبائل الليبية أمام مقر البعثة الأممية بجنزور الليبية (اتحاد القبائل)

وكان «اتحاد القبائل» نظم وقفة احتجاجية، الأحد، قبالة مقر البعثة الأممية بمدينة جنزور (12 كيلومتراً عن مدينة طرابلس) موجهاً انتقادات لاذعة للبعثة، مشيراً إلى أن «الشعب الليبي ضاق ذرعاً بالحلقة المفرغة التي أدارت بها البعثة الأزمة مما أدى إلى إطالة أمدها».

وأبدى الاتحاد، الموالي لنظام الرئيس الراحل معمر القذافي، رفضه لـ«التدخل الخارجي في الشأن الليبي بأشكاله السياسية والعسكرية كافة»، وقال إن «الشعب قادر على تأسيس دولته بعيداً عن تدخل القوى الخارجية».

وبشأن المؤتمر «الوطني الجامع» المُقترح، قال إنه «يضم القبائل الليبية والأحزاب السياسية المعتمدة، ومنظمات المجتمع المدني والنقابات، وإن ذلك، يستهدف إفراز مجلس تأسيسي يتولى مهمة الإعداد والإشراف على التجهيز للانتخابات».

جانب من الوقفة الاحتجاجية أمام مقر البعثة الأممية (اتحاد القبائل)

وأشار «الاتحاد» إلى أن الشعب الليبي الممثل في «قبائله التي تتجاوز ألفي قبيلة ومكون اجتماعي، وبعد مضي 13 عاماً على سقوط الدولة، وانطلاق المرحلة الانتقالية، واستمرار العبث السياسي وإقصاء القوى العمومية للشعب في تقرير مستقبلها؛ سيستعيد قراره».

وقال خالد الغويل، مستشار «اتحاد القبائل الليبية» للعلاقات الخارجية، إن هناك «تقاعساً من المجتمع الدولي، بجانب وضع حجج واهية لعدم تحديد موعد للانتخابات»، لافتاً إلى أنهم «لاحظوا مماطلة خاصة بعد ما أنتجت لجنة (6+6) القوانين الخاصة بالانتخابات والتصويت عليها من قبل مجلس النواب، إلا أن الطبقة السياسية المدعومة بالأجندات الخارجية تريد إطالة أمد الأزمة وزيادة معاناة الشعب الليبي».

خالد الغويل مستشار «اتحاد القبائل الليبية» للعلاقات الخارجية (الشرق الأوسط)

ورأى الغويل في حديث إلى «الشرق الأوسط» أن الوقفة الاحتجاجية من قبل مكونات اتحاد القبائل «جاءت تلبية لكل المكونات»، متوعداً بـ«التصعيد بعد هذه الوقفة والدخول في عصيان مدني، وستكون هناك تحركات داخل الوطن لأخذ قرارات لأجل ليبيا».

وكانت قبائل ليبية أيدت قرار فريق سيف الإسلام، نجل الرئيس الراحل معمر القذافي، تعليق المشاركة في اجتماعات «المصالحة الوطنية»، التي يرعاها «المجلس الرئاسي» راهناً، لأسباب عديدة، من بينها «عدم إطلاق سراح السجناء السياسيين من أنصار النظام السابق».

وقال إن «الوضع أصبح لا يطاق... مطالبنا هي الانتخابات، وحكومة مصغرة تكون مهمتها التهيئة لتلك الانتخابات».


مقالات ذات صلة

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

تحليل إخباري جانب من احتجاجات مواطنين في طرابلس ضد حكومة الدبيبة بعد تصريحات المنقوش (أ.ف.ب)

لماذا تنتهي الاحتجاجات ضد «الوحدة» الليبية إلى «لا شيء»؟

شهدت بعض مناطق بغرب ليبيا مظاهرات متكررة بعضها جاء الأسبوع الماضي على خلفية اتهام حكومة «الوحدة» المؤقتة بـ«التطبيع مع إسرائيل».

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا  القائم بأعمال سفارة أميركا خلال لقائه مع مسؤول المنطقة الحرة بمصراتة (القائم بالأعمال)

البعثة الأممية تدعو لـ«تحقيق فوري» في تعذيب محتجزين شرق ليبيا

دعت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، اليوم الأربعاء، للتحقيق في «مقاطع فيديو متداولة، تُظهر تعذيب وسوء معاملة لعدد من المحتجزين في سجن قرنادة».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا إردوغان مستقبلاً الدبيبة بالقصر الرئاسي في أنقرة (الرئاسة التركية)

إردوغان يبحث مستجدات الأزمة الليبية مع رئيس «الوحدة»

أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، تناولت المستجدات في ليبيا، والعلاقات التركية - الليبية.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
TT

جزائريون يشنّون حملة بفرنسا ضد «تمجيد» أحد رموز الاستعمار

مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)
مظاهرة لجزائريين بمدينة ليون بفرنسا لإزالة اسم المارشال بيجو من شارع رئيسي (ناشطون جزائريون بفرنسا)

في حين تغرق العلاقات بين الجزائر وباريس في دوامة من التوترات، جدّد جزائريون يعيشون بوسط فرنسا حملة سبق أن أطلقوها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، لنزع اسم حاكم عسكري بالجزائر خلال القرن الـ19، اشتهر بالبطش ضد قبائل قادت ثورات عسكرية، بهدف طرد الاستعمار الفرنسي من البلاد.

مبادرة الجالية الجزائرية في فرنسا تأتي في وقت تتفاقم فيه التوترات بين الرئيسين الجزائري والفرنسي (الرئاسة الجزائرية)

القصة بدأت قبل عدة أسابيع، عندما بدأت «جمعية فرنسيين من أصول جزائرية» تنشط بمدينة ليون، تضغط على عمدتها غريغوري دوسيه، من أجل استبدال اسم المارشال توماس بيجو (1784-1849) من شارع رئيسي بالدائرة السادسة بالمدينة، بحجة أن «الإبقاء عليه تمجيدٌ لمجرم حرب، وإهانة لنا، ولجميع الفرنسيين الذين يؤمنون بقيم الجمهورية والقيم الإنسانية لبلدنا فرنسا»، وفق ما كتبه ناشطو الجمعية في حساباتهم بالإعلام الاجتماعي.

ونظم مئات الأشخاص، عدد منهم يحمل جنسيتي البلدين، وآخرون هاجروا من الجزائر إلى فرنسا في بداية الألفينات، مظاهرة الأحد الماضي في الشارع، الذي يحمل اسم بيجو، لمطالبة رئيس البلدية دوسيه بإلغاء اسمه من المكان، على أساس أنه «عرف بمجازره التي ارتكبها في الجزائر في القرن التاسع عشر».

ووصف المتظاهرون أنفسهم بأنهم «أبناء مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال، الذين تم خنقهم وحرقهم أحياء على يد مارشال فرنسا توماس بيجو»، الذي حكم الجزائر من 1830 إلى 1840.

اسم المارشال بيجو على اللوحة في باريس قبل نزعه (متداولة)

ويناضل المحتجون ليحمل الشارع، الذي يقع بالقرب من القنصلية الجزائرية، اسم «شارع 17 أكتوبر 1961»، تكريماً لـ297 جزائرياً نكّل بهم محافظ شرطة باريس، موريس بابون، عندما خرجوا في مظاهرات في ذلك التاريخ لدعم ثورة التحرير (1954-1962)، التي كانت على وشك الحسم مع الاستعمار.

ووفق الصحافة المحلية في ليون، فقد أعلن غريغوري دوسيه منذ فترة عن دعمه لفكرة تغيير تسمية شارع بيجو، وأكدت أنه «من المتوقع أن تطلق مدينة ليون في الأسابيع المقبلة لجنة من الخبراء لإجراء جرد للشارع والتماثيل، وكذا اللوحات والمواقع التي تُثير الجدل، وتقديم حلول لكل منها».

عمدة مدينة ليون غريغوري دوسيه (حسابه الخاص بالإعلام الاجتماعي)

من جهته، أعلن «الاتحاد الجزائري»، وهو جمعية للمهاجرين الجزائريين في فرنسا، عزمه رفع دعوى قضائية ضد دوسيه بتهمة «تمجيد جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية»، مقترحاً أن يصبح شارع بيجو «شارع كاميل بلان»، عمدة إيفيان-ليه-بان، الذي جرى اغتياله عام 1961 من قِبَل «منظمة الجيش السري»، في حين كان يناضل من أجل السلام في الجزائر.

وقتلت هذه المنظمة المئات من الأشخاص في الجزائر غداة الإعلان عن استقلالها عام 1962، رافضة فكرة خروج فرنسا منها.

عمدة باريس تشرف على إعادة تسمية الشارع بالدائرة 16 (بلدية باريس)

وفي حين يستمر الجدل في ليون، حسمت عمدة باريس، آن هيدالغو، القضية نفسها عندما نزعت في 14 من أكتوبر الماضي، اسم المارشال بيجو من طريق رئيسي بالدائرة رقم 16 «بسبب دوره السيئ في الجزائر؛ حيث ارتكب ما يمكن أن يعد اليوم جرائم حرب»، وفق بيان للعمدة التي تنتمي لليسار، والتي سمّت الطريق نفسه باسم هوبرت جيرمان، أحد رموز تحرير فرنسا من ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية.

وتتزامن هذه التطورات مع اقتراب العلاقات بين البلدين من القطيعة، بعد أن اشتدت الأزمة بين البلدين في يوليو (تموز) الماضي، عندما أعلنت باريس دعمها خطة الحكم الذاتي المغربية للصحراء، وهو ما أثار سخط الجزائر، التي سحبت سفيرها فوراً، وألغت ترتيبات زيارة كانت ستقود الرئيس عبد المجيد تبون إلى فرنسا في خريف العام الماضي.

جانب من المظاهرة بدعم من الحزب الشيوعي الفرنسي (متداولة)

ومع ذلك ظل هدير الأزمة صامتاً، على الرغم من الحملات التي شنّها اليمين الفرنسي المتطرف بهدف إلغاء «اتفاق الهجرة 1968»، الذي يؤطر مسائل الإقامة والدراسة والعمل والتجارة، و«لمّ الشمل العائلي»، بالنسبة للجزائريين في فرنسا.