تونس: القبض على 13 مداناً بالإرهاب وتوقيف مئات في قضايا مخدرات وعنف

اتهامات خطيرة بالتآمر ضد الوزير السابق المهدي بن غربية (متداولة -
وسائل الإعلام التونسية)
اتهامات خطيرة بالتآمر ضد الوزير السابق المهدي بن غربية (متداولة - وسائل الإعلام التونسية)
TT

تونس: القبض على 13 مداناً بالإرهاب وتوقيف مئات في قضايا مخدرات وعنف

اتهامات خطيرة بالتآمر ضد الوزير السابق المهدي بن غربية (متداولة -
وسائل الإعلام التونسية)
اتهامات خطيرة بالتآمر ضد الوزير السابق المهدي بن غربية (متداولة - وسائل الإعلام التونسية)

كشف المحامي ووزير حقوق الإنسان السابق سمير ديلو لـ«الشرق الأوسط» أن اتهامات جديدة وُجهت إلى الموقوفين في قضايا «التآمر على أمن الدولة والإرهاب والفساد المالي» التي شملت حتى الآن مئات الشخصيات وعشرات من بين المسؤولين السابقين في الدولة والأحزاب وفي الأجهزة الأمنية وفي عالم المال والأعمال.

سمير ديلو وزير حقوق الإنسان ومحامي المتهمين في قضايا التآمر والإرهاب (متداولة - وسائل الإعلام التونسية)

وأورد سمير ديلو أن قضايا جديدة رُفعت ضد سياسيين سابقين ووزراء في حكومات العشرية الماضية بينهم المهدي بن غربية رجل الأعمال والمستشار المقرب لرئيس الحكومة الأسبق يوسف الشاهد.

وكشف المحامي والقاضي السابق أحمد صواب أن من بين المشتبه بهم الذين فُتحت ضدهم قضايا لدى الدوائر المختصة بالإرهاب وتبييض الأموال والفساد، عشرات المحامين والقضاة والسياسيين والإعلاميين والشبان.

اتهامات خطيرة

كما قررت النيابة العمومية توجيه اتهامات خطيرة جديدة لعدد من أبرز الموقوفين في قضايا أحيلت على «قطب مكافحة الإرهاب» وعلى «القطب المالي»، من بينهم رئيسة الحزب الدستوري المحامية عبير موسي، وقياديون في «جبهة الخلاص الوطني» المعارضة التي يتزعمها المحامي والسياسي المخضرم أحمد نجيب الشابي.

وشمل توسيع الأبحاث والاتهامات محامين وسياسيين وجامعيين لعبوا دوراً في الصفوف الأولى في عهد حكومتي الياس الفخفاخ وهشام المشيشي عامي 2020 و2021، بينهم جوهر بن مبارك وغازي الشواشي ونور الدين البحيري وعصام الشابي ورجل الأعمال والمال المثير للجدل منذ عقود كمال اللطيف.

محكمة تونس الكبرى تنظر في مزيد من قضايا الإرهاب والفساد (متداولة - وسائل الإعلام التونسية)

في الوقت نفسه أذنت السلطات القضائية للبنوك بالتثبت في شبهات تبييض الأموال والتهريب والحصول على تمويلات أجنبية والفساد والإرهاب، وُجهت لنحو عشرين شخصية سياسية بارزة بينها وزراء سابقون للسياحة والتجارة ورجال أعمال لعبوا دوراً سياسياً في العقدين الماضيين، وبينهم من ترشح للانتخابات الرئاسية في 2014 أو أعلن أنه ينوي الترشح في الانتخابات المقبلة.

إيقاف 13 إرهابياً

في السياق ذاته، كشفت مصادر أمنية أن قوات مكافحة الإرهاب المركزية ومصالح أمنية تابعة للحرس الوطني قبضت على 13 «تكفيرياً» سبق أن صدرت ضدهم أحكام غيابية بتهم إرهابية مختلفة وبطاقات تفتيش أمنية.

وأورد المحامي المختص في القضايا الإرهابية سمير بن عمر لـ«الشرق الأوسط» أن مئات من الشباب والكهول صدرت ضدهم في الأعوام والأشهر الماضية أحكام غيابية بالسجن «ضمن ملفات شبهات الإرهاب». وأوضح أن إصدار برقيات تفتيش ضدهم يجعل قوات الأمن توقفهم وتحيلهم على المحاكم.

محامي قضايا الإرهاب الوزير السابق سمير بن عمر (متداولة - وسائل الإعلام التونسية)

لكن أغلبهم يعترض على الحكم الغيابي، وكثيراً ما يقع تعديل الحكم الصادر ضد المتهم في اتجاه التخفيض أو التبرئة من قبل المحكمة التي تنظر في الملف مجدداً بحضوره.

مئات الموقوفين الجدد

كما كشفت وزارة الداخلية في بلاغ رسمي أنه «في سياق التصدّي للجريمة والمظاهر المُخلة بالأمن العام، والعناصر الإجراميّة المُفتش عنها»، نظمت قوات الأمن والحرس الوطني في محافظة سوسة الساحلية حملات أمنية أسفرت عن إيقاف 424 شخصاً صدرت ضدهم بطاقات تفتيش في جرائم مختلفة بينها المخدرات والعنف والإرهاب.

وأعلن المصدر نفسه حجز 8 بنادق صيد ومسدس و50 طلقة، لا يمتلك أصحابها ترخيصاً لحمل السلاح والذخيرة.

كمال الفقي وزير الداخلية التونسي (متداولة - وسائل الإعلام التونسية)

من جهة أخرى، كشفت مصادر مطلعة أن وزير الداخلية كمال الفقي سيعقد جلسة عمل الاثنين القادم مع أعضاء لجان البرلمان، وبينها لجنة الأمن والدفاع، لمناقشة عدد من الملفات والمشاريع القانونية الأمنية، وبينها مشروع اعتماد بطاقات الهوية وجوازات السفر البيومترية الجديدة. وتشترط مؤسسات الأمن العالمية وبينها الأوروبية على المسافرين القادمين من الخارج، الاستظهار بنسخة الجواز «البيومتري الجديد». وسبق لها أن هددت بعض البلدان وبينها تونس بعدم قبول مسافريها إذا لم يكونوا حاملين جواز السفر الجديد.

وسبق لعدد كبير من الحقوقيين والسياسيين أن عارضوا هذا الإجراء، بحجة أنه سوف يتسبب في تقديم المعلومات الأمنية السرية الخاصة بكل مسافر وغالبية المواطنين إلى سلطات الأمن الأوروبية والعالمية، بما في ذلك «المعطيات الشخصية».


مقالات ذات صلة

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

آسيا صورة أرشيفية لهجوم سابق في كابول (رويترز)

مقتل 10 أشخاص في هجوم على مزار صوفي بأفغانستان

قتل 10 مصلين عندما فتح رجل النار على مزار صوفي في ولاية بغلان في شمال شرقي أفغانستان، وفق ما أفاد الناطق باسم وزارة الداخلية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية أكراد يرفعون صور أوجلان في مظاهرة للمطالبة بكسر عزلته (رويترز)

تركيا: أوجلان إلى العزلة مجدداً بعد جدل حول إدماجه في حل المشكلة الكردية

فرضت السلطات التركية عزلة جديدة على زعيم حزب «العمال الكردستاني» عبد الله أوجلان بعد دعوة رئيس حزب «الحركة القومية» دولت بهشلي للسماح له بالحديث بالبرلمان

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الخليج يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية».

غازي الحارثي (الرياض)
أفريقيا جنود نيجيريون مع جنود من القوة الإقليمية المختلطة لمحاربة «بوكو حرام» (صحافة محلية)

​نيجيريا... مقتل 5 جنود وأكثر من 50 إرهابياً

سبق أن أعلن عدد من كبار قادة الجيش بنيجيريا انتصارات كاسحة في مواجهة خطر «بوكو حرام»

الشيخ محمد (نواكشوط)
أوروبا القاتل النرويجي أندرس بيرينغ بريفيك (إ.ب.أ)

«سفاح النرويج» يطلب الإفراج المشروط للمرة الثانية

مَثُل القاتل النرويجي، أندرس بيرينغ بريفيك، الذي قتل 77 شخصاً في حادث تفجير وإطلاق نار عشوائي عام 2011، أمام المحكمة، الثلاثاء، لحضور جلسة استماع بشأن إطلاق

«الشرق الأوسط» (أوسلو)

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
TT

مقتل العشرات في هجوم لـ«قوات الدعم السريع» بولاية الجزيرة

سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)
سودانيون فارُّون من منطقة الجزيرة السودانية يصلون إلى مخيم للنازحين في مدينة القضارف شرق البلاد 31 أكتوبر (أ.ف.ب)

قُتل 5 أشخاص وأصيب آخرون بالرصاص في قرية في ولاية الجزيرة (وسط السودان) إثر هجوم شنّه عناصر من «قوات الدعم السريع» الأربعاء، ليضاف إلى 40 آخرين قُتلوا في بلدات أخرى بالولاية التي تشهد أعمال عنف منذ نحو شهر في وسط البلاد الذي دمّرته الحرب الدائرة منذ عام ونصف العام، على ما أفادت مصادر طبية ومحلية في الولاية، الأربعاء.

ولليوم الثاني على التوالي، عاود عناصر من «قوات الدعم السريع» الهجوم على قرية «التكينة» (وسط الجزيرة)، مستخدمة بعض الأسلحة الثقيلة، مخلّفة 5 قتلى، كما نفذ الطيران الحربي للجيش ضربات جوية لوقف تقدمها من اقتحام المنطقة. وفي وقت سابق، حذَّر كيان «مؤتمر الجزيرة» الذي يرصد انتهاكات الحرب، من وقوع مجزرة وشيكة تخطط لها «قوات الدعم السريع» تستهدف أهالي المنطقة، التي تحتضن أعداداً كبيرة من النازحين الفارين من القرى المجاورة. وقال سكان في التكينة إن المسلحين من أبناء المنطقة تصدُّوا للقوة التي حاولت التوغل من جهة الحي الغربي.

«الدعم»: مؤامرة لخلق مواجهة مع المدنيين

بدورها، قالت «قوات الدعم السريع»، إنها ترصد أبعاد مؤامرة يقودها عناصر من النظام السابق (الحركة الإسلامية) وما تسميه «ميليشيات البرهان» تقوم بحشد المواطنين وتسليحهم في ولاية الجزيرة بهدف «خلق مواجهة بين قواتنا والمدنيين». وأضافت في بيان باسم المتحدث الرسمي، الفاتح قرشي، أن هناك فيديوهات موثقة على وسائل التواصل الاجتماعي تكشف عن وجود «مخطط لتسليح المواطنين في قرى الجزيرة وتظهر الفلول (عناصر النظام السابق) وبعض المخدوعين من قرية التكينة وقرى أخرى، يتوعدون بمهاجمة قواتنا».

عائلة نازحة بعد مغادرتها منزلها في جزيرة توتي في الخرطوم 10 نوفمبر 2024 (رويترز)

وناشدت أهالي القرى النأي بأنفسهم عن «مخطط الفلول ومحاولات الزج بالمواطنين في القتال باسم المقاومة الشعبية»، مؤكدة أنها لن تتهاون في التعامل بحزم مع المسلحين و«كتائب فلول الحركة الإسلامية».

في هذا السياق، أكد طبيب في مستشفى ود رواح إلى الشمال من قرية ود عشيب التي تعرضت للهجوم، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» مقتل 40، مشيراً إلى أن «القتلى الأربعين أصيبوا إصابة مباشرة بالرصاص». وطلب الطبيب عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته بعد تعرّض الفرق الطبية لهجمات. وقال شهود في قرية ود عشيب إن «قوات الدعم السريع» التي تخوض حرباً مع الجيش السوداني منذ منتصف أبريل (نيسان) 2023، شنَّت هجومها مساء الثلاثاء على القرية الواقعة على بعد 100 كلم شمال عاصمة الولاية ود مدني. وقال شاهد في اتصال هاتفي مع الوكالة إن «الهجوم استُؤنف صباح» الأربعاء، موضحاً أن المهاجمين يرتكبون «أعمال نهب».

الأمم المتحدة قلقة

ويندرج الهجوم الأخير في سلسلة هجمات نفذتها «قوات الدعم السريع» خلال الشهر الماضي على قرى بولاية الجزيرة، في أعقاب انشقاق قائد كبير فيها انضم إلى الجيش في أكتوبر (تشرين الأول).

مشهد للدمار في أحد شوارع أم درمان القديمة نتيجة الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» (رويترز)

ومنذ ذلك التاريخ، وثَّقت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 340 ألف شخص من سكان الولاية وهي منطقة زراعية رئيسة كانت تُعدّ سلة الخبز في السودان. وحذَّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الجمعة، من أن اندلاع أعمال العنف هناك «يعرّض حياة عشرات الآلاف من الأشخاص للخطر».

وتعرَّضت قرى شرق محافظة الجزيرة لحصار كامل في الأسابيع الأخيرة؛ مما تسبب بكارثة إنسانية فيها، بحسب الأمم المتحدة وشهود عيان وجماعات حقوقية. وفي قرية الهلالية، لم يعد بإمكان السكان الحصول على الضروريات الأساسية وأُصيب العشرات منهم بالمرض. ويصل الكثير من النازحين إلى الولايات المجاورة بعد «السير لأيام عدة... وليس عليهم سوى الملابس التي يرتدونها»، وفق ما قال دوجاريك، الجمعة. وحتى في المناطق التي نجت من القتال، يواجه مئات الآلاف من النازحين الأوبئة، بما في ذلك الكوليرا والمجاعة الوشيكة، في غياب المأوى الملائم أو وسائل الرعاية. وقال دوجاريك: «إنهم مضطرون إلى النوم في العراء، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن والمرضى».

80 % من المرافق الصحية مغلقة

وتقدّر الأمم المتحدة ومسؤولون صحيون أن النزاع تسبب بإغلاق 80 في المائة من المرافق الصحية في المناطق المتضررة. وتقول الأمم المتحدة إن السودان يواجه حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة، حيث يعاني 26 مليون شخص الجوع الحاد.

من جهة ثانية، شنَّ الطيران الحربي للجيش السوداني سلسلة من الغارات الجوية على مواقع «الدعم السريع» شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وفقاً لمصادر محلية. وعاد الهدوء النسبي، الأربعاء، إلى الفاشر التي تشهد منذ أسابيع مستمرة معارك ضارية بعد توغل «قوات الدعم السريع» إلى وسط الفاشر.

مشروع توطين ألماني

من جهة ثانية، قالت وزيرة التنمية الألمانية، سفينيا شولتسه، خلال زيارتها لتشاد، الأربعاء، إن برلين تعتزم دعم مشروع يهدف إلى دمج اللاجئين السودانيين في تشاد. وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، تعتزم حكومة تشاد تخصيص 100 ألف هكتار من الأراضي مجاناً، ليتم منح نصفها لأسر اللاجئين والنصف الآخر للأسر المعوزة في المجتمعات المضيفة. ومن المقرر أن يتم تخصيص هكتار واحد لكل أسرة.

صورة جوية لملاجئ مؤقتة للسودانيين الذين فرّوا من الصراع بدارفور بأدري في تشاد (رويترز)

ومن المقرر أن يقدم برنامج الأغذية العالمي الدعم لهذه الأسر؛ لجعل الأراضي صالحة للاستخدام. وقالت شولتسه، خلال زيارتها لمعبر أدري الحدودي شرق تشاد: «للأسف، علينا أن نفترض أن العودة إلى السودان لن تكون ممكنة لمعظم اللاجئين في المستقبل المنظور». وأضافت شولتسه أن المساعدات الإنسانية ليست حلاً دائماً. وقالت: «لهذا السبب يُعدّ هذا النهج، الذي يمنح اللاجئين والمجتمعات المضيفة الأراضي ويجعلها صالحة للاستخدام مجدداً كالحقول والمراعي، خطوة رائدة، حيث إن الذين يمتلكون أراضي خصبة يمكنهم توفير احتياجاتهم بأنفسهم». وقالت مديرة منظمة «وورلد فيجن ألمانيا»، جانين ليتماير، إن نحو 250 ألف لاجئ يعيشون حالياً ظروفاً صعبة، بمساكن مؤقتة بدائية في منطقة أدري وحدها. وأضافت ليتماير أن الأشخاص في كثير من الحالات يعيشون تحت أغطية من القماش المشمع المشدود على جذوع الأشجار أو الأعمدة.