هل يُمهد انضمام أفرقاء ليبيا لاجتماع باتيلي طريق الانتخابات؟

عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)
عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)
TT

هل يُمهد انضمام أفرقاء ليبيا لاجتماع باتيلي طريق الانتخابات؟

عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)
عبد الله باتيلي (البعثة الأممية)

أثيرت تساؤلات في ليبيا أخيراً بشأن هل يُمهد انضمام أفرقاء ليبيا لاجتماع المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، طريق الانتخابات الليبية؟ ووفق تقديرات سياسيين، فإنه رغم «موافقة الأفرقاء على المشاركة بهذا الاجتماع الأممي، فإن نتائجه صعب توقعها»، في حين لم يرجح المراقبون «الوصول إلى الانتخابات».

عضو مجلس النواب الليبي، ربيعة أبو رأس، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إن «كل طرف من أفرقاء الأزمة ممن تمت دعوتهم سيحاول إظهار وتأكيد مدى ثقل وزنه وقوته بمواجهة الآخرين خلال هذا الاجتماع الأممي مما سيحوله لما يشبه المظاهرة السياسية»، مشيرة إلى «وجود رفض تام من قبل بعض تلك الأطراف للقوانين الانتخابية التي أعدتها لجنة مشتركة من قبل مجلسي النواب و(الأعلى للدولة) وهي لجنة (6 + 6) وأقرها البرلمان مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يعني إمكانية مطالبة هؤلاء بمراجعة شاملة لتلك القوانين لا مجرد إحداث تعديل بعض بنودها».

محمد المنفي (أ.ب)

وكان باتيلي قد دعا من وصفهم بالأطراف الخمسة الرئيسية في ليبيا ،أي رئيسي مجلسي النواب، عقيلة صالح، و«الأعلى للدولة»، محمد تكالة، وقائد «الجيش الوطني»، خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، ورئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، للالتحاق باجتماع يعقد برعايته لبحث القضايا العائقة للانتخابات.

وبحسب ربيعة فإن «عدم تحديد المبعوث الأممي أي أهداف سياسية واضحة، وجدول أعمال لهذا الاجتماع مثل الحديث عن تضمنه بندا للنقاش حول القوانين من عدمه، سيدفع كل طرف من الأطراف المجتمعة بطاولة التفاوض للتمسك بموقعه ومواقفه».

وكان كل من عقيلة صالح وحفتر قد أكدا مشاركتهما في اجتماع باتيلي، وذلك في أعقاب لقاء تشاوري جمعهما ومحمد المنفي في العاصمة المصرية القاهرة السبت الماضي، وهو ما عده مراقبون تراجعا عن الموقف والاشتراطات التي سبق وأعلن عنها مجلس النواب بالإصرار على دعوة رئيس الحكومة «الاستقرار» المكلفة من قبله برئاسة أسامة حماد لهذا الاجتماع، وتراجعا أيضا عن اشتراطه استبعاد مشاركة الدبيبة.

بالمقابل، لم يستبعد رئيس الهيئة التأسيسية لحزب «التجمع الوطني» الليبي، أسعد زهيو، إمكانية أن «يصل هؤلاء الأفرقاء لحد أدنى من التوافق فيما بينهم؛ بعد استنزاف قرابة العشرة أشهر في مناقشات وجولات تفاوضية».

المجلس الأعلى للدولة في ليبيا مستقبلاً عدداً من أعضاء مجلسي النواب و«الدولة» (المجلس)

وتوقع زهيو محاولة الدبيبة، «توظيف الأمر لصالحه بالتركيز على مناقشة قضايا يعرف جيدا أن البرلمان والقيادة العامة للجيش الوطني سيرفضان التطرق إليها، مثل الملاحظات التي أشار إليها باتيلي في بنود القوانين الانتخابية، مثل إلزامية خوض المرشحين الأوفر حظا في الانتخابات الرئاسية لجولة إعادة ثانية، والربط بين إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية».

وأوضح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجميع يعرف أن لجنة (6 + 6) اشترطت وجود جولة ثانية بغض النظر عن الأصوات التي يحصل عليها المرشح الأوفر حظاً بالجولة الأولى، ليكون هناك مدى زمني أمام من يحمل منهم جنسية ثانية وتصدر السباق لتقديم ما يفيد بتنازله عنها، وبالتالي إلغاء هذه الجولة الثانية قد يؤثر على حظوظ عدة مرشحين منافسين للدبيبة في مقدمتهم حفتر»، مضيفاً «سوف تستغرق ما يعرف بالمعارك التمهيدية لهذا الاجتماع الكثير من الوقت، قبل التطرق لقضية تشكيل حكومة جديدة موحدة تشرف على إجراء الانتخابات بعموم البلاد والتي كان البرلمان يشترط ضرورة تركز النقاش حولها، وهذا بالطبع يصب بمصلحة الدبيبة».

صالح مستقبلاً باتيلي في مكتبه بالقبة شرق ليبيا (مكتب صالح)

وكان البرلمان قد أقر في جلسته التي عقدت الشهر الحالي، الطلب المقدم من 39 نائباً، «برفض مشاركة المجلس في أي حوار سياسي بمشاركة الحكومة منتهية الولاية» في إشارة إلى دعوة الدبيبة للمشاركة في اجتماع باتيلي.

واستبعد زهيو «وجود ضغط دولي يدفع الأفرقاء لحسم نقاشاتهم وخلافاتهم سريعا»، موضحاً أن «الضغط الدولي من قبل حلفاء كل طرف ليبي تمثل في الدفع للانخراط بالمسار الأممي، لكن من المستبعد أن يمتد لدفع تلك الأطراف التي تتصارع منذ سنوات على السلطة، لتقديم تنازلات».

وخلافاً لتأكيدات عقيلة صالح على نفاذ القوانين الانتخابية التي أقرها مجلسه، دعا الدبيبة عند إعلان قبوله المشاركة باجتماع باتيلي إلى ضرورة أن «ترتكز كل النقاشات والحوارات من أجل هدف واحد محدد، وهو الوصول إلى أساس قانوني دستوري متين لضمان نجاح العملية الانتخابية برمتها».


مقالات ذات صلة

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

شمال افريقيا ليبيون يصطفون انتظاراً للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات البلدية نوفمبر الماضي (مفوضية الانتخابات)

ليبيا تترقب مرحلة ثانية من انتخابات محلية «أكثر تعقيداً»

يرجع متابعون أهمية خاصة لهذه الجولة الانتخابية كونها تستهدف «البلديات الأكبر وذات الأوزان السياسية المهمة وفي طليعتها طرابلس وبنغازي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا تدشين أولى رحلات الخطوط التركية بعد غياب دام سنوات (حكومة شرق ليبيا)

تركيا تواصل انفتاحها على شرق ليبيا بتدشين رحلات إلى بنغازي

دشنت وزارة الطيران المدني بحكومة شرق ليبيا وأعضاء بمجلس النواب وعدد من القيادات الأمنية والعسكرية مراسم عودة الرحلات الجوية بين تركيا وبنغازي بعد توقف دام سنوات

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا الدبيبة ووزيرة العدل في حكومته المؤقتة (وزارة العدل)

ليبيا: مطالب بالتحقيق في وقائع «تعذيب» بسجن خاضع لنفوذ حفتر

أدانت حكومة «الوحدة» الليبية على لسان وزارة العدل التابعة لها، «استمرار ممارسات التعذيب والإخفاء القسري» في إشارة إلى تسريبات سجن قرنادة في شرق ليبيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً وزير القوات المسلحة السنغالي (حكومة الوحدة)

الدبيبة يبحث تعزيز التعاون العسكري مع السنغال

قالت حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة إن رئيسها عبد الحميد الدبيبة ناقش سبل تعزيز التعاون العسكري بين ليبيا والسنغال.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور (مكتب النائب العام)

تسريبات «قديمة» لتعذيب سجناء تعيد مطالب فتح ملف المعتقلات الليبية

تداول ليبيون على نطاق واسع مقاطع فيديو قالوا إنها من داخل سجن «قرنادة» بمدينة شحّات بشرق البلاد وتظهر الاعتداءات على سجناء شبه مجردين من ملابسهم بالضرب.

جمال جوهر (القاهرة)

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تؤكد دعمها أمن واستقرار تشاد

استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)
استقبال السيسي لديبي في العلمين يوليو 2024 (الرئاسة المصرية)

أكدت مصر دعمها أمن واستقرار تشاد. وأعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره التشادي، محمد إدريس ديبي، الثلاثاء، عن «إدانة بلاده الكاملة للهجوم الذي استهدف أخيراً القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا»، بحسب إفادة رسمية للمتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير محمد الشناوي.

وقال الشناوي: «إن الرئيس المصري أشاد خلال الاتصال بالدور الذي يلعبه ديبي في قيادة جهود بلاده للتصدي ودحر الجماعات الإرهابية»، مشدداً على دعم القاهرة المُستمر للخطوات التشادية في مُكافحة الإرهاب والتصدي للفكر المتطرف.

كانت الحكومة التشادية أعلنت، في وقت سابق، أن الهجوم المسلّح الذي استهدف، مساء الأربعاء الماضي، القصر الرئاسي في العاصمة نجامينا خلّف 19 قتيلاً، بينهم 18 في صفوف المهاجمين. وقال وزير الخارجية المتحدث باسم الحكومة التشادية، عبد الرحمن كلام الله، إنّ المجموعة المسلّحة تألّفت من «24 شخصاً» سقطوا جميعاً بين قتيل وجريح.

وخلال المحادثة الهاتفية هنأ السيسي ديبي بمناسبة حصول حزبه على الأغلبية في الجمعية الوطنية في الانتخابات التشريعية التي جرت أخيراً، بحسب متحدث الرئاسة المصرية، الذي أشار إلى أن «الرئيس التشادي أعرب، من جانبه، عن تقديره البالغ للدعم المستمر الذي توليه مصر لأمن واستقرار بلاده»، مشيداً بالعلاقات الوثيقة والممتدة بين البلدين، ومؤكداً حرص بلاده على تطوير التعاون مع مصر في مختلف المجالات.

وقالت الهيئة المعنية بالانتخابات في تشاد، الأحد، إن حزب الرئيس ديبي، «حركة الخلاص الوطني»، حصل على 124 مقعداً من أصل 188 في الجمعية الوطنية، في الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي.

وفي 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي وصل وزير الخارجية والهجرة المصري، إلى العاصمة نجامينا في زيارة رسمية، بحث خلالها مع المسؤولين التشاديين المستجدات الإقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية، وأكد عبد العاطي آنذاك، «حرص بلاده على تقديم الدعم لتشاد لتعزيز قدرات المؤسسات الوطنية ذات الصلة بتحقيق الأمن والاستقرار ومكافحة الإرهاب والتطرف»، وأشار إلى «أهمية تبني مقاربة شاملة تراعي الأبعاد التنموية والاجتماعية والأمنية والفكرية».