جددت وزارة الخارجية الأميركية التأكيد على الموقف «الواضح والثابت» للولايات المتحدة إزاء قضية الصحراء المغربية، وقالت إنه «لم يتغير»، مجددة دعم واشنطن للمخطط المغربي للحكم الذاتي بعدّه «جاداً وذا مصداقية وواقعياً».
وأوضحت في بيان، صدر عشية زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال أفريقيا، جوشوا هاريس، إلى المغرب، أن هاريس «يجدد التأكيد»، خلال مباحثاته بالرباط، «على أنه ليس هناك أي تغيير بشأن الموقف الواضح والثابت للولايات المتحدة».
وجاء تجديد هذا التأكيد على ثبات موقف واشنطن، ليدحض بشكل قاطع ادعاءات بعض وسائل الإعلام الجزائرية، التي لمّحت، عقب الزيارة الأخيرة التي قام بها هاريس للجزائر، إلى تغيير في موقف الولايات المتحدة بشأن قضية الصحراء.
وأضاف البيان أن «الولايات المتحدة تدعم بشكل تام المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دي ميستورا، في تيسير عملية المفاوضات الرامية للتوصل إلى حل عادل ودائم ومقبول لدى الأطراف»، لنزاع الصحراء.
وبعد التذكير بأن الولايات المتحدة «ترى ضرورة التوصل، دون مزيد من التأخير، إلى حل سياسي متفاوض بشأنه»، أوضح البيان أن «نتيجة المفاوضات، التي تجري تحت رعاية الأمم المتحدة، والمتفق عليها من قبل الأطراف والتي تعكس التزامها بجهود الأمم المتحدة بروح من الواقعية والتوافق، ستشكل الحل النهائي لهذه القضية».
في السياق ذاته، يضيف البيان: «تجدد الولايات المتحدة التأكيد على عدّ المقترح المغربي للحكم الذاتي جاداً وذا مصداقية وواقعياً». وخلص إلى أن زيارة الدبلوماسي الأميركي إلى الرباط تركز أيضاً على «تعزيز الشراكة بين الولايات المتحدة والمغرب وعدد من الأولويات في مجال الأمن الإقليمي».
وكان هاريس، أعلن خلال زيارته أخيراً للجزائر، أن واشنطن «تؤيد مخطط الحكم الذاتي المغربي للصحراء»، وقال: «تعدّ الولايات المتحدة مقترح المغرب للحكم الذاتي جدياً وذا مصداقية وواقعياً».
ولم يخفِ الدبلوماسي الأميركي أن العودة إلى الأعمال العسكرية أصبحت مثيرة للقلق وتزيد من تعقيد الوضع. وقال: «تشعر حكومتي بقلق بالغ إزاء الأنشطة العسكرية، التي تبعدنا أكثر عن العملية السياسية».
وأضاف: «أي استهداف للمدنيين نعدّه غير مقبول على الإطلاق، ولذلك هناك حاجة ملحّة للغاية لعملية سياسية لمنع مزيد من التفكك».
على صعيد ذي صلة، جددت وزيرة الشؤون الخارجية لجمهورية مالاوي، نانسي تيمبو، الاثنين بالرباط، التأكيد على دعم بلادها «للوحدة الترابية للمملكة المغربية».
وجاء التعبير عن هذا الموقف في البيان المشترك الصادر بعد الاجتماع الذي عقده وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع نظيرته بجمهورية مالاوي.
وأوضح البيان أن مالاوي «تدعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وتؤيد جهود الأمم المتحدة بعدّها الإطار الحصري للتوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم للنزاع حول الصحراء». كما جددت مالاوي «دعمها الثابت لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة، بعدّها الحل الوحيد والأوحد الموثوق والواقعي لحل هذا النزاع».
وأعلنت تيمبو التي تقوم بزيارة رسمية للمغرب بين 17 و21 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، لتدشين سفارة بلادها بالرباط، وتفعيل القنصلية العامة لمالاوي بالعيون، أنها ستقوم بزيارة إلى الأقاليم الجنوبية (الصحراء)، وستكون فرصة للوقوف على الازدهار الاقتصادي والاجتماعي، وكذا على الدينامية السياسية والديمقراطية التي تشهدها هذه الجهة.
وستشكل هذه الزيارة، كذلك، مناسبة للاطلاع على أوجه التقدم التي تم إحرازها من أجل تنفيذ النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، الذي أطلقه الملك محمد السادس سنة 2015.