الحرب تقود 90 % من صحافيي السودان إلى البطالة

تخريب المؤسسات الإعلامية وبيع أجهزتها في الأسواق العشوائية

صحافيون سودانيون في مقر النقابة قبل الحرب (أرشيفية - متداولة)
صحافيون سودانيون في مقر النقابة قبل الحرب (أرشيفية - متداولة)
TT

الحرب تقود 90 % من صحافيي السودان إلى البطالة

صحافيون سودانيون في مقر النقابة قبل الحرب (أرشيفية - متداولة)
صحافيون سودانيون في مقر النقابة قبل الحرب (أرشيفية - متداولة)

أخرج الصحافي السوداني، علي فارساب، نفساً ساخناً، وهو يجلس على شاطئ البحر الأحمر عند مدينة بورتسودان، وراح يندب و«يحلل» أوضاع البلاد، الناجمة عن حرب الجيش و«الدعم السريع»، التي بلغت شهرها التاسع وأزهقت خلالها أرواح آلاف المدنيين، دون تحقيق نصر حاسم لأحد طرفيها.

انتقل فارساب من الواقع العام إلى الواقع المرير الذي يعيشه مع زملائه الصحافيين بسبب الحرب: «فقد باعدت بينهم وبين أقلامهم وأوراقهم، وفقدت أعداد كبيرة منهم وظائفها، وظلّوا بلا عمل منذ خروج أول رصاصة من البنادق منتصف أبريل (نيسان) الماضي».

يقول بحزن: «الصحافيون يعيشون ظروفاً قاسية بعد اندلاع القتال. عدد كبير منهم غادر البلاد عبر المعابر الجوية والبحرية والبرية، فيما يتعرض من بقي لمخاطر كبيرة، ويعيشون على مبعدة خطوات من الموت».

سكان يغادرون منازلهم في جنوب العاصمة السودانية الخرطوم وسط قتال بين الجيش وقوات «الدعم السريع» (أرشيفية - رويترز)

أعداد كثيرة من الصحافيين في مدينة بورتسودان انتظروا على مدى شهور «سمات» دخول تمكنهم من اللجوء إلى دول الجوار، لكن من دون جدوى... وضاعف الانتظار من معاناتهم، وعدم امتلاكهم المال الكافي للانتظار. ويقول نقيب الصحافيين، عبد المنعم أبو إدريس، لـ«الشرق الأوسط»: «90 بالمائة من الصحافيين والصحافيات أصبحوا عاطلين عن العمل بعد اندلاع الحرب، بعضهم سافر خارج السودان وعمل في مهن أخرى للوفاء بالتزاماتهم تجاه أسرهم، وبعض آخر من أعضاء النقابة يعيشون أوضاعاً اقتصادية صعبة لأنهم لم يجدوا فرص عمل».

 

بانتظار «سمة دخول»

مثل زميلها فارساب، جاءت الصحافية ثريا إبراهيم إلى بورتسودان منذ شهر لعبور البحر الأحمر إلى المملكة العربية السعودية بانتظار الحصول على تأشيرة دخول... تعيش ثريا مع زميلاتها، وتقول لـ«الشرق الأوسط»: «للأسف مضطرة لترك مهنتي التي بدأتها منذ عام 2005، لذلك أنا حزينة وخائفة من مستقبل مجهول لا أدري كنهه، بل لا أدري متى أغادر إلى السعودية».

شعار النقابة كما يظهر على موقعها الرسمي

ويشار برغم ذلك، إلى أن أوضاع الصحافيين السودانيين بشكل عام، لم تكن جيدة قبل الحرب، حيث فقد نحو 250 منهم وظائفهم بسبب الظروف الاقتصادية التي ترتبت بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021، ما أدى إلى توقف عدد من المؤسسات عن العمل، بينما اضطرت الباقية المتبقية لخفض العمالة.

لكن بعد الحرب أصبح الواقع أكثر حرجاً. توقفت كل المؤسسات الإعلامية الواقعة في مناطق الاشتباكات عن العمل، بما فيها التلفزيون والإذاعة الحكوميان، بعد سيطرة قوات «الدعم السريع» على مقراتها، قبل أن تعود للبث من خارج الخرطوم. كما اضطرت الوكالة الرسمية «سونا» للتوقف قبل أن تستأنف البث من خارج الخرطوم هي الأخرى، بعد 4 أشهر، إلى جانب الصحف اليومية، ومكاتب المراسلين، والمطابع، وشركات التوزيع، كلها توقفت لأنها تقع في مناطق الاشتباكات.

ووفقاً لنقيب الصحافيين، عبد المنعم أبو إدريس، فإن 90 بالمائة من المؤسسات الإعلامية فقدت بنيتها التحتية ونهبت أجهزتها ومعداتها، ما تسبب في التأثير على شكل التغطية الصحافية أثناء الحرب، بل يمكن أن تترتب على ذلك أزمة طويلة بعد انتهاء الحرب، بسبب فقدان الصحافيين لوظائفهم.

نقيب الصحافيين عبد المنعم أبو إدريس (موقع النقابة)

في بيان أصدرته «نقابة الصحافيين» الأسبوع الماضي، فإن قوات «الدعم السريع» حوّلت مباني الإذاعة والتلفزيون القومي إلى مقر اعتقال، وإن بعض الأجهزة والمعدات الخاصة بالبث التلفزيوني والإذاعي شوهدت معروضة للبيع بأسواق أم درمان. ووصفت النقابة ذلك بأنه «سلوك غير مسؤول، يعرض أرشيف البلاد المصور والصوتي، لخطر الدمار والخراب، والاندثار للأبد».

وإلى جانب التلفزيون والإذاعة، تعرضت فضائيتا «سودانية 24»، و«البلد» للتخريب، ونهبت كل معداتهما، فضلاً عن نهب مكاتب «بي بي سي» بالخرطوم، وشوهدت أجهزة ومعدات تخص فضائية «النيل الأزرق» معروضة للبيع بإحدى أسواق أم درمان أيضاً.

وطالبت النقابة قوات «الدعم السريع» بالخروج من تلك المؤسسات، وحضّت المنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بحرية الإعلام على إدانة تلك الانتهاكات.

حين اندلع القتال في شوارع الخرطوم، كان عمر نقابة الصحافيين 6 أشهر، كأول نقابة «منتخبة» في البلاد بعد أكثر من 30 عاماً من حل النقابات. وعلى حداثة سنّها، حاولت البحث عن موارد تساعد أعضائها، من بينها توفير العلاج لنحو 12 منهم يعانون أمراضاً مزمنة، وتقديم مساعدات شهرية لنحو 20 آخرين يعانون أمراضاً مزمنة أيضاً.

الدخان يتصاعد نتيجة القتال في العاصمة السودانية الخرطوم (أرشيفية - أ.ف.ب)

يقول نقيب الصحافيين: «إن 80 عضواً في النقابة بولاية الجزيرة وسط، والبحر الأحمر شرق، تلقوا دورات تدريبية ومساعدة مالية، وينتظر أن يتلقى 40 صحافياً آخرون دورات تدريبية ومنحاً مالية في ولاية نهر النيل شمال، وكذلك في ولايات القضارب شرق».

وتعمل «نقابة الصحافيين»، بالتواصل مع منظمات الصحافيين المعنية بالحريات، على إطلاق حملة لإعادة تأهيل المؤسسات التي تضررت بالحرب، ويتابع النقيب: «الواقع يقول إذا توقفت الحرب، فإن احتمال عودة تلك المؤسسات للعمل ضعيف جداً، خاصة المملوكة منها للقطاع الخاص، وذلك بسبب الظروف الاقتصادية»، مشيراً إلى «أن إحدى الفضائيات قيّمت المعدات التي تم نهبها بما يعادل مليوناً ونصف مليون دولار». ويتابع: «أما على المستوى الفردي، فقد خسر 4 صحافيين حياتهم، وبعضهم فقد أفراداً من أسرهم، وفقد معظمهم ممتلكاتهم».

ويرجع أبو إدريس انتشار الأخبار الكاذبة والمضللة وذيوع خطاب الكراهية إلى «غياب الإعلام المحلي»، فمن بين نحو 2000 صحافي يعمل 10 بالمائة فقط، جلّهم في الإعلام الخارجي، أو الحكومي، وبعض المواقع الإلكترونية، ويضيف: «الصحافيون لا يستطيعون التغطية الميدانية، وبالتالي يغيب الطرف الثالث المحايد الذي ينقل الحقائق».


مقالات ذات صلة

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

شمال افريقيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أديس أبابا (رويترز)

ماكرون يدعو إلى «إلقاء السلاح ووقف إطلاق النار» في السودان

دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، طرفي النزاع في السودان إلى «إلقاء السلاح» بعد عام ونصف العام من الحرب التي تعصف بالبلاد.

«الشرق الأوسط» (أديس أبابا)
شمال افريقيا من داخل أحد الصفوف بمدرسة «الوحدة» في بورتسودان (أ.ف.ب)

الحرب تحرم آلاف الطلاب السودانيين من امتحانات «الثانوية»

أعلنت الحكومة السودانية في بورتسودان عن عزمها عقد امتحانات الشهادة الثانوية، السبت المقبل، في مناطق سيطرة الجيش وفي مصر، لأول مرة منذ اندلاع الحرب.

وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا لقاء حاكم اقليم دارفور و نائب وزير الخارجية الروسي في موسكو (فيسبوك)

مناوي: أجندتنا المحافظة على السودان وليس الانتصار في الحرب

قال حاكم إقليم دارفور ورئيس حركة «جيش تحرير السودان»، مني أركو مناوي، إن أجندة الحركة «تتمثل في كيفية المحافظة على السودان، وليس الانتصار في الحرب».

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا 
أرشيفية لمتظاهرين في واشنطن يطالبون البيت الأبيض بالتدخل لوقف حرب السودان في أبريل 2023 (أ.ف.ب)

سودانيون يحيون ذكرى ثورة 19 ديسمبر بـ«احتجاجات إسفيرية»

تحولت مواقع التواصل الاجتماعي السودانية إلى «ساحة نزال لفظي عنيف» في الذكرى السادسة لثورة 19 ديسمبر (كانون الأول) التي أنهت حكم البشير بعد 30 عاماً في السلطة.

أحمد يونس (كمبالا)
المشرق العربي مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك (إ.ب.أ)

مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان

قال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الجمعة، إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
TT

إيران ترسل إشارات جديدة لتعزيز مسار «استكشاف» العلاقات مع مصر

وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)
وزير الخارجية الإيراني يزور مساجد «آل البيت» في القاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على «إكس»)

أرسلت إيران إشارات جديدة تستهدف تعزيز مسار «العلاقات الاستكشافية» مع مصر، بعدما أجرى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، جولة داخل مساجد «آل البيت»، وبعض المناطق التاريخية والأثرية في القاهرة، عادّاً أن «ما يجمع طهران والقاهرة هوية وثقافة مشتركة».

جاءت إشارات عراقجي الجديدة على هامش زيارته الثانية للقاهرة، ومشاركته مع الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في القمة الحادية عشرة لمجموعة «الثماني النامية» للتعاون الاقتصادي، التي استضافتها مصر، الخميس.

وقطع البلدان علاقاتهما الدبلوماسية عام 1979، قبل أن تُستأنف من جديد بعد ذلك بـ11 عاماً، لكن على مستوى القائم بالأعمال ومكاتب المصالح، وشهدت الأشهر الماضية لقاءات بين وزراء مصريين وإيرانيين في مناسبات عدة، لبحث إمكانية تطوير العلاقات بين البلدين، وذلك عقب توجيه رئاسي إيراني لوزارة الخارجية في طهران، في مايو (أيار) من العام الماضي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لـ«تعزيز العلاقات مع مصر».

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الإيراني، الخميس، على هامش قمة «الثماني النامية»، وبحث الجانبان «الجهود المشتركة لاستكشاف آفاق تطوير العلاقات الثنائية، بما يحقق مصلحة الشعبين، ويسهم في دعم استقرار المنطقة»، حسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية».

ووصل بزشكيان، مساء الأربعاء الماضي، إلى القاهرة في أول زيارة لرئيس إيراني منذ 11 عاماً، وسبق أن التقى الرئيس السيسي على هامش قمة تجمع «بريكس»، التي استضافتها مدينة قازان الروسية، في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

عراقجي خلال زيارته لمسجد "السيدة نفسية" بالقاهرة (حساب وزير الخارجية الإيراني على "إكس")

وزار عراقجي بعض مساجد «آل البيت» في القاهرة، منها «الحسين»، و«السيدة زينب»، و«السيدة نفيسة»، إلى جانب بعض المناطق التاريخية، منها جامع محمد علي باشا، وأشار عبر حسابه الرسمي على موقع «إكس»، مساء الجمعة، إلى أن «ما يجمع بلاده ومصر، حكومة وشعباً، هوية وثقافة مشتركة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ».

وهذه ثاني زيارة لوزير الخارجية الإيراني للقاهرة، بعد زيارته الأولى التي كانت ضمن جولة إقليمية.

وبعث عراقجي برسائل جديدة لتعزيز مسار العلاقات الإيرانية-المصرية، وقال إن «ما فرقته المسافات، جمعه حب آل البيت»، الذي «وحّد البلدين اللذين ترسخ بداخلهما حب آل البيت»، مؤكداً أن «الكلام مع الشعب المصري حفر ذكرى أعترف بها بصدق».

وسبق أن تجول وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته الأولى للقاهرة، وسط العاصمة المصرية، وحرص على تناول «الكشري»، أحد أشهر الأطباق المصرية الشعبية.

ووفق تقدير أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور طارق فهمي، فإن «هناك سعياً إيرانياً للانفتاح في العلاقات مع مصر»، مشيراً إلى أن «المساعي الإيرانية ترجمتها زيارات كبار المسؤولين في طهران إلى القاهرة أخيراً، وخصوصاً زيارة الرئيس الإيراني نهاية الأسبوع الماضي لمصر»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «مضمون الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني يصب في مصلحة تطوير العلاقات مع مصر».

ويرى فهمي أن مسار تطور العلاقات المصرية-الإيرانية «مرتبط بتحفظات مصرية تتعلق بتباين الموقف تجاه القضايا العربية»، مشيراً إلى أن «القاهرة تتجاوب مع التحركات الإيرانية لتعزيز العلاقات»، لكنه عدَّ هذا التجاوب «مرتبطاً برؤية مصر تجاه عدد من القضايا العربية، وخصوصاً التطورات في سوريا ولبنان واليمن والعراق».

وتبادل السيسي وبزشكيان، خلال لقائهما، الخميس، وجهات النظر حول التطورات الإقليمية، وسبل استعادة السلام بالمنطقة، وأيضاً الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ولبنان وسوريا.

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقاء نظيره الإيراني في القاهرة الخميس الماضي (الرئاسة المصرية)

ولا يرجح طارق فهمي «تطور العلاقات بين القاهرة وطهران إلى مستوى إعادة فتح السفارات، وتبادل السفراء، في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «مرحلة العلاقات الاستكشافية سوف تتواصل بما يخدم مصالح المنطقة».

في سياق ذلك، يرى الخبير في الشؤون الإيرانية، الدكتور محمد عباس ناجي، أن «هناك تطلعاً إيرانياً لرفع مستوى العلاقات مع مصر إلى مستوى السفراء، بدلاً من مكتب رعاية المصالح»، مشيراً إلى أن «رسائل الإعلام الإيراني أخيراً تدعم هذا الاتجاه».

وقال عباس لـ«الشرق الأوسط» إن زيارة عراقجي لمساجد «آل البيت» والمناطق التاريخية بالقاهرة، «رسالة من طهران بوجود قواسم مشتركة بين البلدين، يمكن البناء عليها لتحسين مستوى العلاقات»، إلى جانب التأكيد على أنه «لا توجد إشكالية في البعد المذهبي على مسار العلاقات».

ويعتقد عباس أن «طهران مهتمة بتعزيز علاقاتها مع القاهرة، وقد زادت تلك الأهمية في الفترة الأخيرة، في ضوء الضغوط التي تتعرض لها إيران على خلفية تطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصاً في غزة ولبنان وسوريا».

ويرتبط تطور العلاقات المصرية-الإيرانية بمجموعة من الأبعاد السياسية والأمنية والاستراتيجية، وفق خبير الشؤون الإيرانية، الذي أشار إلى أن القاهرة «ما زالت تقف عند مرحلة استكشاف العلاقات لوضع النقاط فوق الحروف تجاه بعض القضايا»، موضحاً أن «هناك ملفات محل نقاش بين الجانبين، ومصر ما زالت معنية باستيضاح مواقف إيران في بعض الملفات، مثل ما يحدث في البحر الأحمر، والوضع في اليمن».