مصر تُكثف جهودها لوقف إطلاق النار في غزة وتأمين تدفق المساعدات

السيسي وملك البحرين أكدا ضرورة التحرك الدولي لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة

وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (واس)
وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (واس)
TT

مصر تُكثف جهودها لوقف إطلاق النار في غزة وتأمين تدفق المساعدات

وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (واس)
وصول الطائرة الإغاثية السعودية الـ27 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة (واس)

كثفت مصر تحركاتها مجدداً لوقف إطلاق النار وإتاحة تدفق المساعدات لقطاع غزة، فضلاً عن تقديم الخدمات العلاجية للفلسطينيين. وبينما توافقت مصر والبحرين على «ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوضع حد فوري للمأساة الإنسانية التي يعانيها الفلسطينيون»، تواصلت الجهود المصرية - التركية بشأن الخدمات العلاجية المقدمة للفلسطينيين.

وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً، الخميس، من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، للبحث في جهود وقف إطلاق النار في غزة. ووفق إفادة للمتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، أحمد فهمي، فإن الاتصال تطرق إلى الأوضاع في قطاع غزة، وجرى استعراض «الجهود الجارية للتوصل إلى وقف إطلاق النار، ونفاد المساعدات الإنسانية»، وتم التوافق على «ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإنفاذ مقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرارات مجلس الأمن الدولي، والجمعية العامة للأمم المتحدة، ذات الصلة، لوضع حد فوري للمأساة الإنسانية التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني».

قافلة شاحنات تحمل مساعدات تدخل قطاع غزة من معبر رفح (أرشيفية - د.ب.أ)

كما تناول الاتصال العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أثنى الرئيس المصري وملك البحرين على عمق العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين والقيادتين، وانعكاسها في التطور المطرد في العلاقات. وأكد الزعيمان «أهمية استمرار العمل على توسيع مجالات التعاون في مختلف المجالات».

وكانت مصر أكدت عقب عدم تمديد الهدنة التي جرى التوصل إليها في 24 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بوساطة مصرية - قطرية - أميركية، ولم تصمد سوى أسبوع واحد، أنها «ستواصل السعي من أجل التوصل إلى هدنة جديدة، وسط تفاقم للأزمة الإنسانية في قطاع غزة».

في سياق ذلك، بحث وزير الصحة المصري، خالد عبد الغفار، مع نظيره التركي، فخر الدين قوجه، الخميس، عبر تقنية «الفيديو كونفرنس»، في تعزيز سبل التعاون في المجالات الطبية بين البلدين، فضلاً عن استكمال تقديم الخدمات العلاجية لمصابي غزة.

ووفق وزارة الصحة المصرية وجه وزير الصحة التركي التحية لفريق العمل التركي، الذي يعمل جنبا إلى جنب مع فريق العمل المصري من أجل «إغاثة وإنقاذ مصابي وجرحى غزة من الشيوخ والأطفال الرضع والنساء ممن يتلقون الخدمة الطبية والعلاجية في مستشفيات محافظة شمال سيناء».

كما أطلع وزير الخارجية المصري، سامح شكري، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقيه، الخميس، على الجهود التي تبذلها مصر والدول العربية والإسلامية في مجلس الأمن، لاعتماد قرار يُعزز من القدرة على إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، لا سيما في «ضوء الأوضاع الإنسانية المتأزمة، وبهدف التغلب على المعوقات المرتبطة بدخول المساعدات إلى القطاع».

معبر رفح من الجانب المصري (أرشيفية - رويترز)

إلى ذلك، استمر تدفق المساعدات الإنسانية والطبية لقطاع غزة. وقال رئيس «الهلال الأحمر المصري» بشمال سيناء، خالد زايد، إن «140 شاحنة مساعدات إنسانية وطبية عبرت معبر رفح، الخميس، إلى داخل قطاع غزة عقب إنهاء إجراءات التفتيش بمعبر (كرم أبو سالم)». وأضاف زايد وفق ما نقلت «وكالة أنباء العالم العربي» أن «334 من الأجانب ومزدوجي الجنسية وصلوا إلى معبر رفح للعبور إلى الجانب المصري». في حين أوضح المتحدث باسم محافظة شمال سيناء، محمد سليم سلام، أن «نحو 301 طائرة تحمل مساعدات إنسانية وطبية موجهة إلى غزة وصلت مطار العريش الدولي منذ 12 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي»، لافتاً إلى أن «هذه الطائرات نقلت نحو 8300 طن من المساعدات وسيارات الإسعاف والمستشفيات الميدانية والأدوية الموجهة إلى غزة».

دخان يتصاعد فوق قطاع غزة عقب قصف إسرائيلي (أ.ف.ب)

وجددت مصر في وقت سابق دعوتها إلى ضرورة إزالة العوائق التي تحول دون نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ لقطاع غزة وبصورة مستدامة. وأكد وزير الخارجية المصري، خلال لقاءات مكثفة مع مسؤولين ونواب أميركيين في واشنطن، أخيراً، «ضرورة إزالة العوائق التي تحول دون نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ للقطاع وبصورة مستدامة».

ووصلت إلى مطار العريش الدولي بمصر، الخميس، الطائرة الإغاثية السعودية الـ26 التي يسيّرها مركز «الملك سلمان للإغاثة» تحمل مساعدات إغاثية متنوعة شملت مواد طبية وإيوائية بوزن إجمالي يبلغ 24 طناً، تمهيداً لنقلها إلى المتضررين من الفلسطينيين داخل قطاع غزة.

وتدخل شاحنات المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، منذ 21 أكتوبر الماضي عبر معبر رفح البري، كما خصصت مطار العريش الدولي، وميناء بورسعيد لاستقبال المساعدات الإغاثية الدولية. إلا أن دخول المساعدات يصطدم بإجراءات إسرائيلية متغيرة «تؤدي إلى عرقلة انتظام تدفق المساعدات إلى داخل قطاع غزة»، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين مصريين.


مقالات ذات صلة

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)
تحليل إخباري فلسطينيون يبحثون عن ضحايا عقب غارة إسرائيلية وسط مدينة غزة (أ.ف.ب)

تحليل إخباري حديث إسرائيلي عن «إدارة عسكرية» لغزة يعقّد جهود «الهدنة»

الحديث الإسرائيلي عن خطط لإدارة غزة يراه خبراء، تحدثوا مع «الشرق الأوسط»، بمثابة «تعقيد خطير لجهود التهدئة المتواصلة بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي المندوب الأميركي البديل لدى الأمم المتحدة روبرت وود يرفع يده لنقض مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة خلال اجتماع لمجلس الأمن (أ.ف.ب)

أميركا تحبط الإجماع الدولي على المطالبة بوقف إطلاق النار فوراً في غزة

خرجت الولايات المتحدة عن إجماع بقية أعضاء مجلس الأمن لتعطيل مشروع قرار للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.

علي بردى (واشنطن)

«مفوضية الانتخابات» الليبية: نسب التصويت كانت الأعلى في تاريخ «البلديات»

السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)
السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)
TT

«مفوضية الانتخابات» الليبية: نسب التصويت كانت الأعلى في تاريخ «البلديات»

السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)
السايح خلال إعلان نتائج الانتخابات في 58 بلدية ليبية (مفوضية الانتخابات)

أعلن عماد السايح رئيس «المفوضية العليا للانتخابات» في ليبيا، أن نسبة المشاركة في الانتخابات البلدية للمجموعة الأولى، التي «تجاوزت 77.2 في المائة، هي الأعلى في تاريخ المحليات»، فيما برز خلاف جديد بين «الرئاسي» و«النواب» حول قانون المصالحة الوطنية.

وقال السايح في مؤتمر صحافي عقده الأحد بالعاصمة طرابلس، إن نسبة التصويت «هي أعلى نسبة تسجلها المفوضية حتى الآن»، مشيراً إلى أن نسبة المشاركين من الرجال في عملية التصويت بلغت 71.3 في المائة، و29 في المائة من النساء، وعد هذه الأرقام دلالة قطعية على «ارتفاع مستوى الوعي بأهمية العملية الانتخابية».

وأعلن السايح إلغاء الانتخابات في بلدية الشويرف، بسبب التعدي على أصوات الناخبين بمراكز الاقتراع، وأرجع التأخير في إعلان النتائج إلى «التدقيق»، موضحاً أن 92 حالة تطلبت المراجعة في 58 مركزاً، وهو ما استدعى زيادة ثلاثة أيام من أجل التدقيق، وليس بهدف الكشف عن التزوير، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية من الانتخابات ستجري في 25 يناير (كانون الثاني) المقبل.

وقال السايح: «نسعى لتطبيق صحيح للقانون، وأن تكون الآليات والإجراءات المتخذة تخدم مصلحة العملية الانتخابية، وليس لنا أي مصلحة في فوز طرف على طرف آخر أو قائمة على أخرى». وأضاف: «نعمل بمراحل انتقالية تخضع لها الدولة بشكل عام، ومبدأ الحياد هو الأساس في تواصلنا مع الأطراف السياسية».

صورة وزعها مكتب السايح لاجتماعه مع مبعوث ألمانيا الخاص بطرابلس

وقبل إعلان النتائج، أدرج السايح زيارة المبعوث الخاص للحكومة الألمانية كرستيان بوك، إلى مقر المفوضية بطرابلس، في «إطار دعم المجتمع الدولي للمسار الديمقراطي في ليبيا، والاطلاع على مستوى جاهزية المفوضية، لتنفيذ المرحلة الثانية من انتخابات المجالس البلدية».

ونقل السايح عن بوك: «تقدير حكومته لجهود المفوضية لإنجاح المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية»، وفق ما وصفه بـ«أعلى المعايير المعمول بها في العالم»، مجدداً «استعدادها لتقديم الدعم الفني والاستشاري مما يعزز جاهزية المفوضية لتنفيذ الاستحقاقات المرتقبة».

وكانت المفوضية، قد دعت مجدداً مرشحي الانتخابات البلدية، لتقديم تقرير مالي مفصل ومصدق من محاسب قانوني، يتضمّن إجمالي الإيرادات التي حصلوا عليها أثناء حملتهم الانتخابية والمصروفات خلال عشرة أيام من تاريخ يوم الاقتراع.

لقاء صالح بالقبة الليبية مع وفد المنطقة الغربية (مجلس النواب)

في المقابل، وبعد ساعات من إعلان رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، خلال لقائه مساء السبت، بمدينة القبة، مع وفد من المنطقة الغربية، أن مجلسه سيصدر في الأيام المقبلة قانون «العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية»، طالب رئيس «المجلس الرئاسي» محمد المنفي، صالح بإقرار قانون «المصالحة الوطنية» الذي أحاله في شهر فبراير (شباط) الماضي، في جلسة المجلس المزمع عقدها الاثنين.

وطالب المنفي، في رسالة وجهها مدير مكتبه إلى صالح: «بإقرار القانون دون إجراء أي تعديلات عليه في جلسة شفافة صحيحة الانعقاد»، وعدّ أن طبيعة المرحلة الانتقالية «لا تستلزم إصدار أي قوانين تمس حقوق الإنسان، أو البنية الاقتصادية والمالية للدولة»، ودعا إلى «العودة إلى الاتفاق السياسي والاحتكام إليه والتوقف عن الإجراءات الأحادية».

وكان صالح، قد أبلغ أعيان وحكماء ومكونات وأعضاء البلديات من المنطقة الغربية خلال اجتماع مساء السبت في مدينة القبة، أن تنفيذ قانون «العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية»، الذي سيصدره مجلس النواب في جلسته المقبلة، سينهي كثيراً من القضايا العالقة.

وعدّ، أن ليبيا في حاجة لنظام سياسي واقتصادي «لا يُظلم فيه أحد ولا يُقصى ولا يُهمش، وكل المدن والقرى لها الحق في التنمية والإعمار والتطوير والتحديث»، لافتاً إلى أن «الصراع السياسي لن يتوقف، فالوصول إلى السلطة مطلب الجميع المشروع».

ورأى أن «ذلك يتحقق بدستور وقوانين تحقق التداول السلمي عبر صناديق الانتخاب حتى لا يخرج الصراع عن جادة الصواب ويتحول إلى فوضى».

وقال إن «من يفرط في تراب الوطن وسيادة ليبيا التي لا تتجزأ، وكرامة أهلها، ويعمل بعقلية الغنيمة على حساب مصالح الوطن العليا، ويغلب النفع الخاص على النفع العام، ويعرقل المصالحة الوطنية ولم الشمل، فهو خائن لوطنه، وملعون على ألسنة الأنبياء والمرسلين والناس أجمعين»، مؤكداً أن «ليبيا ليست للمساومة، وهي غير قابلة للتصرف والتقسيم».

من جهة أخرى، أعلن «اللواء 444 قتال»، التابع لحكومة «الوحدة»، تمكنه من إلقاء القبض على المدعو محمد الصالحين، المطلوب لدى محكمة «الجنايات الدولية» ومكتب النائب العام، ومن أكبر المطلوبين في قضايا «المقابر الجماعية» بمدينة ترهونة، مشيراً إلى أنه متورط في تصفية 60 مواطناً في سجن ترهونة.

ولفت إلى أنه تم تسليمه إلى مكتب النائب العام، كما تعهد بمواصلة اعتقال على كل المطلوبين المتورطين فيما وصفه بـ«قضية العصر في ليبيا».

وكانت شعبة الإعلام بـ«الجيش الوطني» بقيادة المشير خليفة حفتر، أعلنت إرسال شحنة إغاثة ومساعدات إنسانية إلى المناطق المنكوبة في إسبانيا، في إطار تقديم الدعم للمتضررين وتخفيف معاناتهم في مواجهة الظروف القاسية، التي خلفتها كارثة الفيضانات المدمرة، وأسفرت عن خسائر بشرية ومادية كبيرة.