إردوغان يزور الجزائر مستهدفاً تعزيز العلاقات الاقتصادية

زخم واضح منذ تولي تبون الرئاسة

الرئيس التركي مستقبلاً الرئيس تبون خلال زيارته الأخيرة لتركيا (أرشيفية- الرئاسة الجزائرية)
الرئيس التركي مستقبلاً الرئيس تبون خلال زيارته الأخيرة لتركيا (أرشيفية- الرئاسة الجزائرية)
TT

إردوغان يزور الجزائر مستهدفاً تعزيز العلاقات الاقتصادية

الرئيس التركي مستقبلاً الرئيس تبون خلال زيارته الأخيرة لتركيا (أرشيفية- الرئاسة الجزائرية)
الرئيس التركي مستقبلاً الرئيس تبون خلال زيارته الأخيرة لتركيا (أرشيفية- الرئاسة الجزائرية)

​يزور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الجزائر، الثلاثاء، بدعوة من الرئيس عبد المجيد تبون. وحسب مصادر تركية، فإن المحادثات «ستركز على مزيد من تعزيز العلاقات مع الجزائر، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الأهمية المشتركة، وفي مقدمتها العدوان الإسرائيلي على غزة»، لافتة إلى «تطابق مواقف البلدين من الممارسات الإسرائيلية الوحشية بحق الشعب الفلسطيني».

وشهدت العلاقات التركية- الجزائرية تطوراً كبيراً على جميع المستويات في السنوات الأخيرة؛ لكنها اكتسبت زخماً متزايداً بعد تولي الرئيس عبد المجيد تبون السلطة عام 2019.

الرئيس إردوغان مستقبلاً تبون في قصر دولمه بهشه في يوليو الماضي (د.ب.أ)

وعقب توليه الرئاسة، قام تبون بأول زيارة إلى تركيا في مايو (أيار) 2022، بعد 17 عاماً من آخر زيارة قام بها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة لأنقرة، وأعقبتها زيارة ثانية في 22 يوليو (تموز) الماضي، بينما قام الرئيس رجب طيب إردوغان بزيارة للجزائر في يناير (كانون الثاني) 2020.

وتم خلال زيارة إردوغان التوقيع على إعلان مشترك بشأن إنشاء «مجلس تعاون رفيع المستوى» بين البلدين. بعد أن وقَّع البلدان «اتفاقية الصداقة والتعاون» عام 2006 لتحسين العلاقات بينهما.

وتواصلت اللقاءات بين إردوغان وتبون؛ حيث التقيا على هامش اجتماعات الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في 19 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وتحافظ تركيا والجزائر على تنسيق كامل في إطار جهودهما لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والقضايا الإقليمية. وقال إردوغان في تصريحات في طريق عودته من الرياض، عقب مشاركته مؤخراً في القمة الإسلامية العربية الاستثنائية حول فلسطين، إنه يولي أهمية كبيرة لزيارته للجزائر.

ولفت إلى أن «الجزائر تعد دولة يمكنها دائماً التعبير عن موقفها بوضوح، وهي ذات تأثير واسع في أفريقيا»، ولهذا السبب فإنه يعلِّق أهمية كبيرة على الزيارة واللقاء مع تبون.

تبون يصافح بعض الوزراء الأتراك في إسطنبول (أرشيفية- الرئاسة التركية)

وستركز محادثات إردوغان في الجزائر على تعزيز العلاقات في جميع المجالات؛ لا سيما تعزيز العلاقات الاقتصادية.

ونقلت وسائل إعلام تركية، الاثنين، عن سفير تركيا لدى الجزائر، محمد مجاهد كوتشوك يلماظ، أن هناك كثيراً من الخطوات التي يتعين اتخاذها بين البلدين «وأن إمكانات تركيا والجزائر، وبخاصة في المجالات الاقتصادية، عالية للغاية».

وأضاف أن الاستثمارات التركية تجاوزت 6 مليارات دولار في الجزائر، كما بلغ حجم التجارة بين البلدين 5.3 مليار دولار في عام 2022، متوقعاً أن تتجاوز 6 مليارات دولار في العام الحالي؛ مشيراً إلى أن قيادتي البلدين تخططان لزيادتها إلى 10 مليارات دولار.

وتابع السفير التركي بأن على جدول الأعمال أكثر من 10 اتفاقيات، بعضها يتعلق بالجانب الاقتصادي، وبعضها بالجانب الثقافي، من بينها افتتاح فرع لـ«البنك الزراعي التركي» ومدرسة «المعارف» و«المركز الثقافي لمعهد يونس إمره» في الجزائر.

ولفت كوتشوك يلماظ إلى «التضامن الذي أبدته الجزائر مع تركيا في مواجهة كارثة الزلزال في 6 فبراير (شباط) الماضي، وإعلانها تقديم دعم بقيمة 30 مليون دولار لتركيا بعد الزلزال».

حقائق

6 مليارات دولار

حجم الاستثمارات التركية في الجزائر


مقالات ذات صلة

التركي توبراك يعتزل بابتسامة بعد مسيرة حافلة في البوندسليغا

رياضة عالمية عمر توبراك (الشرق الأوسط)

التركي توبراك يعتزل بابتسامة بعد مسيرة حافلة في البوندسليغا

أعلن المدافع التركي عمر توبراك، الذي خاض أغلب مسيرته في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم، الخميس، اعتزال كرة القدم الاحترافية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
شؤون إقليمية الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (د.ب.أ)

إردوغان تعليقاً على وفاة غولن المتهم بمحاولة انقلاب 2016: لاقى «ميتة مشينة»

قال الرئيس التركي إردوغان، الثلاثاء، عن وفاة الداعية الإسلامي المعارض المنفي فتح الله غولن، إنه لاقى «ميتة مشينة»، وإنه «شيطان على هيئة بشر».

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
أوروبا مجمع المحاكم  في إسطنبول (أ.ف.ب)

مطالبات بإلغاء قانون يستهدف الكلاب الضالة في تركيا

تقدم حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، بطلب إلى المحكمة الدستورية اليوم الخميس لإبطال قانون لحماية الحيوانات.

«الشرق الأوسط» (أنقرة )
شؤون إقليمية لقاء أكشنار المفاجئ مع إردوغان في 5 يونيو الماضي فجر أزمة مع حليفها السابق كليتشدار أوغلو (الرئاسة التركية)

صدام حاد بين أكشنار وكليتشدار أوغلو على خلفية زيارتها لإردوغان

طغت على السطح السياسي في تركيا معارك بين الحلفاء السابقين في المعارضة دارت حول اتهامات بـ"الخيانة" لرئيسة حزب "الجيد" السابقة ميرال أكشنار.

سعيد عبد الرازق (أنقرة:)
شؤون إقليمية عناصر من الشرطة التركية تقتاد منفذ هجوم حديقة مسجد إسكي شهير إلى التحقيقات (إكس)

مخابرات تركيا تضبط خلية سيبرانية باعت معلومات لتنظيمات إرهابية

أعلنت المخابرات التركية عن تفكيك خلية تجسس سيبراني مؤلفة من 11 شخصاً استولت على بيانات شخصية لآلاف الأشخاص في تركيا وكثير من دول العالم، والقبض على أعضائها.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
TT

تفاعل مصري مع بكاء السيسي خلال لقائه قادة القوات المسلحة

السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)
السيسي أكد أن المنطقة تمر بظروف صعبة ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة (الرئاسة المصرية)

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع لحظات بكاء وتأثر للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه، الخميس، قادة القوات المسلحة المصرية في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة).

وتصدر وسم «#السيسي_القايد» الترند في مصر، مع مشاركة مقاطع فيديو من لقاء السيسي، والاحتفاء بكلماته.

اللقاء الذي حضره القائد العام للقوات المسلحة المصرية، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الفريق أول عبد المجيد صقر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، الفريق أحمد خليفة، وقادة الأفرع الرئيسية، تناول، حسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، تطوّرات الأوضاع على الساحتَين الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط».

وخلال اللقاء طلب السيسي من المتحدث العسكري، العقيد غريب عبد الحافظ، أن يسدي له نصيحة، قائلاً: «تنصحني بإيه؟»، ليرد الأخير: «هون على نفسك يا فندم».

وتعليقاً على رد المتحدث العسكري، قال السيسي، الذي بدا عليه التأثر حابساً دموعه: «هما يومان في الدنيا، وبعد ذلك سنموت... يا رب يقبلني».

وأضاف الرئيس المصري مخاطباً المتحدث العسكري أنه «عندما تفهم الحكاية التي نتواجد بسببها في الأرض... لن تهون عليك أبداً»، وتابع: «عندما جاءت السيدة فاطمة أثناء وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، قالت له: (واكرباه). فرد عليها الرسول وهو ينتقل إلى الرفيق الأعلى: (لا كرب بعد اليوم على أبيكِ)».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال إن سياسة بلاده الخارجية تتمتع بالاعتدال (الرئاسة المصرية)

وحرص رواد مواقع «التواصل» على مشاركة مقطع الفيديو، الذي يظهر فيه تأثر الرئيس المصري وهو يرد على المتحدث العسكري، من بينهم الإعلامي المصري أحمد موسى.

بينما دعا مغردون أن يعين الله الرئيس المصري ويؤيده بنصره.

وكتب آخرون، متمنين أن يحمي الله السيسي من «كيد الحاقدين».

كما عد حساب آخر بكاء الرئيس «دليلاً على ثقل الحمل الذي يتحمله».

في المقابل، ظهرت تعليقات و«هاشتاغات» ناقدة ومشككة في المشهد الذي تم بثه عبر القنوات التلفزيونية الرسمية.

وهو ما عده الخبير العسكري المصري، اللواء سمير فرج، «محاولة للتقليل من مكانة البلاد عبر الادعاء بأن حديث السيسي وتأثره هدفهما استعطاف المصريين»، مشيراً إلى أن «وراء هذه الادعاءات جماعات تسعى باستمرار للتشكيك في كل شيء، وفي كل تصريح، بهدف إثارة البلبلة وتحريض الرأي العام».

وأكد فرج لـ«الشرق الأوسط» أن «كلمات الرئيس خلال لقائه قادة القوات المسلحة حظيت بتفاعل واسع في الداخل والخارج»، مشيراً إلى أن «تأثر السيسي خلال اللقاء يعكس حجم التحديات التي تواجهها البلاد». وقال إن «السيسي سبق وقال له إنه كمن يمسك جمراً في يده، نظراً لحجم المخاطر التي تحيط بالبلاد، لا سيما خلال الفترة الأخيرة منذ اندلاع حرب غزة».

وأضاف فرج: «نعيش فترة عصيبة تحتاج حنكة وحكمة في اتخاذ القرارات». وأوضح أن «السيسي تحدث خلال اللقاء عن التهديد الذي يواجه مصر عبر جبهاتها الاستراتيجية الثلاث؛ سيناء شرقاً، وليبيا غرباً، والسودان واليمن جنوباً»، وأكد الرئيس المصري «ضرورة التأني في اتخاذ القرارات حتى لا تفقد البلاد ما بنته من تسليح وتدريب خلال السنوات الماضية».

الرئيس المصري خلال لقاء قادة القوات المسلحة المصرية (الرئاسة المصرية)

ولم يقتصر التفاعل على لحظات التأثر، بل امتد لتصريحات السيسي خلال اللقاء. وقال الإعلامي وعضو ومجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، عبر حسابه على «إكس»، إن «حديث الرئيس السيسي مع قادة القوات المسلحة يعكس حرصه على التشاور معهم بشأن التحديات التي تواجه مصر في الوقت الراهن على كافة الاتجاهات الاستراتيجية».

ولفت بكري إلى أن الرئيس المصري أرسل خلال اللقاء رسائل عدة؛ من أبرزها «التأكيد على أن إدارة مصر المتزنة ساهمت في الاستقرار، وأن مصر ليست في معزل عما يدور حولها من أزمات وتحديات، مع التشديد على ضرورة الحفاظ على التدريب والجاهزية للقوات المسلحة للحفاظ على أمن مصر القومي».

من جانبه، أشار الخبير العسكري المصري إلى أن «لقاء السيسي مع الجيش هذه المرة مختلف، حيث حضره قادة الفرق واللواءات، على غير المعتاد في مثل هذه الاجتماعات التي يحضرها (المجلس الأعلى للقوات المسلحة) وقادة الجيوش، ما يعني أن الرئيس أراد أن تصل رسالته لكل جندي».

وحمل لقاء السيسي مع قادة القوات المسلحة «رسائل عدة للداخل والخارج، ملخصها أن الجيش جاهز ومتيقظ»، حسب سمير فرج.

تناول اللقاء، «جهود القوات المسلحة في تأمين جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة ومدى جاهزيتها لتنفيذ المهام التي تُوكل إليها»، حيث أكد الرئيس المصري أن «القوات المسلحة هي أهم ركيزة للاستقرار في مصر والمنطقة في ظل الأزمات والصراعات التي تحيط بالبلاد على كافة حدودها»، معرباً عن «اطمئنانه تجاه الدور الحيوي الذي يلعبه الجيش في الحفاظ على استقرار البلاد».

وقال السيسي إن «المنطقة تمر بظروف صعبة، ومصر تعد عامل استقرار مهماً في ظل الأحداث الراهنة والتطورات الجارية في الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة، في كافة حدود الدولة الغربية والجنوبية والشرقية والشمال الشرقي».

وأضاف أن «سياسة مصر الخارجية تتمتع بالاعتدال»، مشيراً إلى أن «مهمة القوات المسلحة لا تقتصر على التدريب العسكري فحسب، بل تتفاعل أيضاً مع الوضع السياسي والأمني في الداخل والخارج»، وشدد على «أهمية اتخاذ القرارات السليمة مهما كانت جاهزية القوات للحفاظ على كل المكتسبات التي تحققت خلال 10 سنوات مضت».