«الاستقرار» الليبية لعقد مؤتمر دولي لإعمار المناطق المنكوبة

منح القوات الأجنبية مهلة 48 ساعة للخروج من مصراتة

حكومة الاستقرار خلال زيارة مقر انعقاد المؤتمر الدولي لإعمار درنة (حكومة الاستقرار)
حكومة الاستقرار خلال زيارة مقر انعقاد المؤتمر الدولي لإعمار درنة (حكومة الاستقرار)
TT

«الاستقرار» الليبية لعقد مؤتمر دولي لإعمار المناطق المنكوبة

حكومة الاستقرار خلال زيارة مقر انعقاد المؤتمر الدولي لإعمار درنة (حكومة الاستقرار)
حكومة الاستقرار خلال زيارة مقر انعقاد المؤتمر الدولي لإعمار درنة (حكومة الاستقرار)

على الرغم من الدعوات الدولية للحكومتين المتنافستين على السلطة في ليبيا بضرورة تنسيق الجهود بشأن إعادة إعمار المناطق المتضررة شرق البلاد جراء إعصار «دانيال» المدمر، أعلنت حكومة الاستقرار «الموزاية»، برئاسة أسامة حماد، مضيها قدما وبشكل منفرد في إقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار مدينة درنة.

حكومة الاستقرار أعلنت مضيها قدماً وبشكل منفرد في إقامة مؤتمر دولي لإعادة إعمار مدينة درنة (رويترز)

وقالت حكومة حماد، التي لا تحظى بأي اعتراف دولي، مساء أمس (الجمعة)، إن اللجنة التحضيرية العليا للمؤتمر تفقدت مساء الجمعة بمدينة درنة مقر إقامة فعاليات اليوم الأول من المؤتمر للاطلاع على سير العمل، ومتابعة آخر التجهيزات والاستعدادات، مشيرة إلى إبداء اللجنة بعض الملاحظات، وتأكيدها على ضرورة توفير بعض الأمور اللوجيستية المهمة.

كما أشادت بتقديم الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، ورئيس وأعضاء الغرفة العسكرية الأمنية بدرنة التسهيلات كافة، التي من شأنها إنجاح أعمال المؤتمر، الذي سيعقد يومي الأول والثاني من الشهر المقبل بمدينتي درنة وبنغازي في شرق البلاد.

فرق الإغاثة ما تزال تواصل البحث عن جثث قتلى إعصار دانيال (أ.ب)

في المقابل، رصدت وسائل إعلام محلية وصول بارجة تركية إلى ميناء طبرق البحري، وعلى متنها مساعدات للمحتاجين والمتضررين من الفيضانات جراء كارثة درنة في مناطق شرق ليبيا، تزامنا مع إعلان محمد كبلان، مدير مركز طب الطوارئ والدعم بطرابلس، في بيان مقتضب، مساء أمس (الجمعة)، انتشال 38 من جثامين ضحايا كارثة «دانيال».

وكان رئيس حكومة الوحدة «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، قد نقل عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال اجتماعهما بمدينة إسطنبول، أمس (الخميس)، استعداد بلاده للمساهمة في إعادة إعمار درنة والبلديات المجاورة في كل المجالات، والاستفادة من الخبرة التركية في التعامل مع مثل هذه التداعيات.

إردوغان خلال لقائه الدبيبة على مأدبة غداء في قصر وحيد الدين في إسطنبول أمس الجمعة (الرئاسة التركية)

إلى ذلك، عاد صلاح بادي، أحد أبرز قادة الميلشيات المسلحة بمدينة مصراتة (غرب)، إلى المشهد السياسي بعد طول غياب، بإعلانه منح القوات الأجنبية مهلة 48 ساعة للخروج من مقر الكلية الجوية في مصراتة. وشن بادي هجوما عنيفا على الدبيبة. عادّا يوم (الأحد) إنذاراً نهائياً لحكومة الدبيبة.

لكن وسائل إعلام محلية نقلت عن مصادر أن «مسؤولي القواطع العسكرية الأجنبية بقاعدة مصراتة الجوية العسكرية رفضوا مقابلة بادي». وأبلغوا الدبيبة في المقابل أن «من سيتجاوز الخطوط الحمراء باتجاه القاعدة سيكون هدفا مشروعا لقواتهم».

وفرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عقوبات، بموجب قرار لمجلس الأمن الدولي عام 2018 ضد بادي، مسؤول لواء الصمود، واتهمته بـ«العمل على تقويض الحل السياسي في ليبيا، والتورط في الاشتباكات التي وقعت في طرابلس في العام نفسه، وتسببت في مقتل 120 شخصا على الأقل، أغلبهم من المدنيين».

من جهة أخرى، قالت المفوضية العليا للانتخابات إنها ناقشت في إطار الاستعدادات لتنفيذ انتخابات المجالس البلدية، مع مسؤولي الإدارات الفنية، بحضور خبراء البعثة الأممية، اللائحة التنفيذية لانتخاب هذه المجالس.

وأشارت المفوضية اليوم (السبت) إلى بحث التفاصيل المتعلقة بلائحة تسجيل الناخبين والمرشحين، بهدف رفع نسب المشاركين في الانتخابات، بالإضافة إلى جداولها الزمنية والملاحظات الفنية، التي وردت من الإدارات المختصة، والعمل على وضع الخطط التنفيذية اللازمة لاستئناف انتخاب المجالس البلدية، وفقاً للائحة بعد اعتمادها في شكلها النهائي.


مقالات ذات صلة

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

شمال افريقيا أنصار القذافي يُنزلون صورة الملك إدريس السنوسي (أرشيفية متداولة على صفحات أنصار النظام السابق)

«دماء ورصاص» في الذكرى الـ55 لـ«ثورة القذافي»

مناشدات بالتحرك الفوري لحقن الدماء وتهدئة الأوضاع في المدينة التي تشهد اضطرابات واسعة دفعت بعض أهالي المقتولين إلى إضرام النار في منزل أحد المتهمين بقتله.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا صورة لحقول نفط تم إعادة تشغيلها في ليبيا (القوات البرية بـ«الجيش الوطني»)

ليبيا: استئناف الإنتاج بحقول نفطية بضغط أميركي

قال منسّق «حراك فزان في ليبيا» بشير الشيخ، إنه تم استئناف إنتاج النفط في بعض حقول الجنوب الشرقي «بضغط أميركي».

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا عناصر من هيئة البحث عن المفقودين يتفقدون موقعاً لمقابر جماعية تم العثور عليها في ترهونة (الهيئة)

مطالب أممية بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان في ترهونة الليبية

حذّر تقرير للأمم المتحدة من أن غياب المساءلة، والسنوات الطويلة من إفلات المتسببين في انتهاكات حقوق الإنسان، والتجاوزات المرتكبة في مدينة ترهونة الليبية

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا محافظ المصرف المركزي الجديد خلال اجتماع بمساعديه (المصرف المركزي)

«النواب» الليبي يُصر على رفض محافظ «المركزي»... ويدعو للتهدئة

دخلت أزمة المصرف المركزي الليبي، مرحلة جديدة، السبت، وسط محاولة من حكومة الوحدة المؤقتة في العاصمة طرابلس، لاحتواء لانتقادات أميركية.

خالد محمود (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء سابق يجمع صالح والمشري وستيفان ويليامز المبعوثة الأممية بالإنابة (المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب الليبي)

ليبيون يعلّقون آمالهم على تقارُب صالح والمشري لإحياء المسار الانتخابي

تدفع أزمة المصرف المركزي الليبي بإمكانية العودة إلى بحث العملية السياسية، في ظل عقد البعض آمالاً على عودة التقارب بين مجلسَي النواب و«الأعلى للدولة».

جاكلين زاهر (القاهرة)

الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا

متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)
متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)
TT

الأمن السوداني يفرق بالذخيرة الحية احتجاجات في كسلا

متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)
متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)

قال شهود عيان إن قوات الأمن السودانية أطلقت الذخيرة لتفريق المئات من المتظاهرين احتجاجاً على مقتل أحد الشباب تحت التعذيب في معتقلات جهاز الأمن والمخابرات بمدينة كسلا (شرق السودان).

وحاصر متظاهرون غاضبون (الأحد) مقر الأمن في المدينة، وطالبوا بتقديم المسؤولين المتورطين من رجال الأمن إلى العدالة فوراً.

ويتحدر القتيل، ويدعى الأمين محمد نور، من إحدى أكبر المجموعات السكانية بإقليم شرق السودان، الذي ظلّ لسنوات طويلة يعاني من الصراعات ذات الطابع القبلي.

وأظهرت تسجيلات مصورة، متداولة بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي، أعداداً كبيرة من المتظاهرين يفرون من أصوات الذخيرة الحية التي تُسمع بوضوح.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن المئات من المحتجين الغاضبين تجمّعوا منذ الصباح الباكر، وأغلقوا كل الطرق والمداخل المؤدية إلى مقرَي النيابة العامة، وجهاز الأمن والمخابرات بالمدينة.

وردّد المحتجون هتافات تطالب بتسليم الجناة للعدالة، وإقالة مدير جهاز الأمن والمخابرات على الفور ومحاسبته على هذه الجريمة.

وقالت مصادر محلية، إن قوات أمن بالزي المدني، وأخرى ترتدي الأزياء الرسمية للشرطة، أطلقت الذخيرة الحية بكثافة لتفريق المئات من المتجمهرين حول المناطق الأمنية.

ولم يتسنَّ التأكد من وقوع قتلى أو إصابات وسط المحتجين، في حين أصدر «تجمع شباب قبائل البني عامر والحباب» بولاية كسلا ليل السبت - الأحد بياناً أكد فيه أن الشاب القتيل، الأمين محمد نور، جرى اعتقاله من قبل مجموعة تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، و«فارق الحياة نتيجة للتعذيب الذي تعرّض له». وأضاف أن «تقرير التشريح بمستشفى كسلا أظهر وجود كدمات على أجزاء واسعة من جسده».

الشاب القتيل الأمين محمد نور (مواقع التواصل )

وذكر البيان، أن مدير جهاز الأمن والمخابرات بالولاية، العميد رضوان، أبلغ ناظر قبيلة البني عامر، بخبر وفاة الشاب المعتقل، زاعماً بوجود علاقة بين القتيل و«قوات الدعم السريع»، ومدعياً في الوقت نفسه، أن الوفاة «نتيجة لضيق التنفس». وقال «التجمع القبلي» إن تقرير الطب الشرعي فنّد ادعاءات مدير جهاز الأمن، مؤكداً أن وفاته حدثت بسبب التعذيب.

وأعلن «التجمع» خطوات تصعيدية بإغلاق السوق الرئيسية بالمدينة، مؤكداً أنه لن يتم تسلم جثمان القتيل إلا بعد القبض على المتهمين وتسليمهم للشرطة ومثولهم أمام النيابة. كما طالب بإقالة مدير جهاز الأمن بولاية كسلا، وتحميله كامل المسؤولية عن الحادثة.

بدورها، قالت «لجان مقاومة كسلا» (مجموعة محلية)، إن جهاز الأمن «يتحمل المسؤولية كاملة عن هذا الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان الذي أدى إلى مقتل المعتقل».

من جانبه، قال «تحالف قوى الحرية والتغيير»، وهو أكبر التكتلات السياسية في البلاد: «نتيجة لإعادة سلطات القمع والاعتقال لجهاز الأمن، قامت عناصره باعتقال وتعذيب المواطن الأمين محمد نور بصورة وحشية حتى فاضت روحه».

ودان في بيان هذه الجريمة، مطالباً «بتسليم المتهمين فوراً لمحاكمة علنية وعادلة لينالوا الجزاء، وترك القضاء العادل يقول كلمته من دون أي تدخلات سياسية لعرقلة وصول القضية إلى نهايتها».

متظاهرون حول مقر الأمن في كسلا (مواقع التواصل)

وأعادت الحادثة إلى الأذهان اغتيال المعلم أحمد الخير عوض الكريم تحت التعذيب الشديد داخل المقر نفسه إبان الاحتجاجات الشهيرة في 2019 التي أطاحت بنظام الرئيس المعزول، عمر البشير، الموالي للإسلاميين.

وخرج وقتها مدير عام الشرطة بولاية كسلا ليقول إن المعلم أحمد الخير توفي «نتيجة تسمم حدث مع آخرين من القوات النظامية بعد تناولهم وجبة فول بالجبن»، لكن تقرير الطبيب الشرعي أكد أنه تعرّض للتعذيب الشديد والضرب بآلة حادة، بما أدى إلى وفاته.

وأعاد رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، بأمر تنفيذي بعد أقل من شهر على انقلابه على الحكومة المدنية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، جهاز الأمن والمخابرات بكامل صلاحياته السابقة، ومنحه سلطة القبض والاعتقال على الأشخاص، والتفتيش والحجز على الأموال.

ونصّ الأمر على «عدم اتخاذ أي إجراءات في مواجهة أفراد القوات النظامية، التي تتولى تنفيذ قانون الطوارئ وحماية السلامة العامة لسنة 1997».

ويقول مراقبون «إن جهاز الأمن والمخابرات السوداني، اتُّهم في حقبة البشير على مدى 3 عقود، بارتكاب أبشع الجرائم والانتهاكات ضد المعارضين لحكم الإسلاميين، وقُتل داخل معتقلاته المئات من المواطنين؛ بسبب التعذيب».

وأصدرت محكمة سودانية في ديسمبر (كانون الأول) حكماً بإعدام 31، وتبرئة 7 من منسوبي جهاز الأمن، بتهمة قتل المعلم أحمد الخير، بعد تعرضه للتعذيب.