معبر رفح... مساعدات غذائية وطبية عالقة بانتظار الانفراج

اصطفاف شاحنات تحمل آلاف الأدوية ومواد الإغاثة أمام الجانب المصري

جانب من القوافل الإغاثية أمام معبر رفح (الشرق الأوسط)
جانب من القوافل الإغاثية أمام معبر رفح (الشرق الأوسط)
TT

معبر رفح... مساعدات غذائية وطبية عالقة بانتظار الانفراج

جانب من القوافل الإغاثية أمام معبر رفح (الشرق الأوسط)
جانب من القوافل الإغاثية أمام معبر رفح (الشرق الأوسط)

في حين تتحرك القاهرة على محاور دولية وإقليمية بهدف التوصل إلى اتفاق يسمح بـ«إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة»، اصطفت عشرات الشاحنات على الجانب المصري من معبر رفح في انتظار الانفراجة، أملاً في هدنة إنسانية.

وبسبب المسافة القصيرة بين بوابتي المعبر من الجانب الفلسطيني والمصري، التي لا تتجاوز 500 متر تقريباً، يمكن للموجودين بالجانب المصري سماع دوي القصف الإسرائيلي على القطاع ومشاهدة بعض آثاره. وقال شهود عيان التقتهم «الشرق الأوسط» أمام المعبر من الجانب المصري، إن «الجانب الفلسطيني تعرض لقصف جوي إسرائيلي عدة مرات خلال وجود قوافل الإغاثة (الثلاثاء)».

بدوره، طالب وزير الخارجية المصري سامح شكري إسرائيل بـ«التوقف عن استهداف الجانب الفلسطيني من معبر رفح الذي استهدفته إسرائيل (الثلاثاء) 4 مرات»، وأكد أن بلاده «لم تغلق قط المعبر بشكل رسمي، بينما تعرض المعبر من الجانب الفلسطيني لقصف إسرائيلي ما حال دون عمله بالشكل المعتاد».

الشاحنات تمتد أمام المعبر (الشرق الأوسط)

ووصلت شاحنات محملة بمواد غذائية وطبية إلى معبر رفح الحدودي (فجر الثلاثاء) تمهيداً لإدخالها إلى قطاع غزة.

وأفاد «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» (هو تجمع مؤسسات وجمعيات مدنية مصرية)، في بيان، بأن القوافل التي وصلت المعبر ضمت 106 شاحنات محملة بمواد غذائية وطبية متنوعة، منها نحو ألف طن من المواد الغذائية، و40 ألف بطانية، وأكثر من 300 ألف علبة أدوية ومستلزمات طبية، بالإضافة إلى الملابس والاحتياجات اللازمة، يرافقها طاقم طبي من جميع التخصصات. ويشارك في القوافل عدد من الجمعيات الأهلية والمؤسسات التنموية، منها مؤسسة «حياة كريمة»، وجمعية «مرسال»، و«الهلال الأحمر المصري»، ومجلس القبائل العربية في سيناء.

متطوعون مصريون أمام المعبر (الشرق الأوسط)

وامتدت قوافل الإغاثة لنحو 4 كيلومترات أمام المعبر مباشرة، فيما أفاد مشاركون بأن «القوافل تحركت من مدينة العريش المصرية في الواحدة من صباح (الثلاثاء)، بعدما سمحت لها السلطات المصرية، ووصلت فجراً إلى قبل المعبر بنحو 3 كيلومترات، لتبدأ إجراءات جديدة وترتيبات لضمان سلامة المشاركين استمرت نحو ساعتين، سمح للقوافل بعدها بالوجود أمام المعبر مباشرة».

وقال محافظ شمال سيناء، محمد عبد الفضيل شوشة، (الثلاثاء) إنه «جار العمل على إتمام إصلاحات معبر رفح من الجانب الفلسطيني».

وافترش سائقو الشاحنات الأرض أمام المعبر. وقال سائق شاحنة – تحفظ على ذكر اسمه – لـ«الشرق الأوسط»، إن «كثيرا من السائقين رفضوا الحصول على مقابل خلال عملهم في توصيل المساعدات إلى الفلسطينيين».

جانب من أعضاء قوافل الإغاثة المصرية أمام معبر رفح (الشرق الأوسط)

في السياق ذاته، قال رئيس مجلس القبائل العربية بسيناء، كامل مطر، لـ«الشرق الأوسط» إن «المشهد يبدو مرعباً وغير إنساني على الجانب الفلسطيني من المعبر بسبب القصف والدمار، بينما يبدو مختلفاً على الجانب المصري؛ حيث يوجد إصرار على إدخال القوافل، وحماس كبير من الشباب المتطوعين».

أما المدير الطبي بمؤسسة مرسال «الخيرية»، عبد الله عرفة فقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المؤسسة تشارك في القافلة بطاقم طبي يضم 9 أطباء و5 من التمريض، بجانب الفرق الطبية المساعدة»، مضيفا: «بدأنا استعدادات للمبيت أمام المعبر على اعتبار أنه من المرجح عدم السماح لنا بالعبور إلى غزة (الثلاثاء)».

مصريون يترقبون فتح المعبر (الشرق الأوسط)

وبحسب عرفة، فإن «فرق الأطباء الموجود بالقافلة تضم عدداً من التخصصات المطلوبة في ظل ظروف القصف، منها جراحة عامة، أطفال، تخدير، عناية مركزة، مخ وأعصاب»، معرباً عن أمله في أن «تتمكن الفرق الطبية من البقاء في غزة لبعض الوقت كي تتمكن من تقديم الرعاية الطبية اللازمة خاصة للحالات الحرجة».

إلى ذلك، وصلت شحنات جوية من المساعدات الإنسانية من عدة دول ومنظمات دولية. وكان أحدثها في مطار العريش الدولي الذي استقبل (الثلاثاء) طائرة مساعدات إماراتية.


مقالات ذات صلة

عائلة فلسطينية تنشد العدالة بعد مقتل أطفالها في غارة إسرائيلية بالضفة الغربية

المشرق العربي فتاة فلسطينية تقف أمام منزلها في مخيم جنين بالضفة الغربية المحتلة (رويترز)

عائلة فلسطينية تنشد العدالة بعد مقتل أطفالها في غارة إسرائيلية بالضفة الغربية

كانت بتول بشارات تلعب مع شقيقها رضا في قريتهما بالضفة الغربية المحتلة. وخلال لحظات، قتلت غارة إسرائيلية بطائرة مسيّرة الطفل مع اثنين من أبناء عمومتهما.

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي نازحون فلسطينيون ينتظرون دورهم للحصول على المياه في دير البلح وسط قطاع غزة (د.ب.أ)

وسط «تحديات كبيرة»... بلدية غزة تكافح لتأمين لتأمين المياه للمواطنين

أعلنت بلدية غزة، اليوم (السبت)، أنها تواصل جهودها لتأمين المياه للمواطنين في ظل انقضاء 463 يوماً من الحرب على القطاع.

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيون يحملون جريحاً في موقع غارة جوية إسرائيلية على مأوى للنازحين وسط قطاع غزة (رويترز)

«هدنة غزة»: ازدياد فرص الوصول لـ«صفقة»

رغم تسريبات عن «شروط جديدة» فإن عدة مؤشرات تشي بأن الاتجاه نحو «صفقة» في قطاع غزة يزداد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
تحليل إخباري جنود إسرائيليون داخل قطاع غزة في وقت سابق (رويترز)

تحليل إخباري مصر ترفض وجود قوات أجنبية في غزة... ما البدائل؟

وسط حديث يتصاعد عن خطط «لليوم التالي» في غزة، جددت مصر رفضها وجود قوات أجنبية في قطاع غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
المشرق العربي نتنياهو يلتقي مجندين في الجيش (إكس)

عائلات جنود إسرائيليين تناشد نتنياهو إنهاء الحرب في غزة

دعت مجموعة من عائلات الجنود الإسرائيليين الخميس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإنهاء الحرب في قطاع غزة حفاظاً على حياة أبنائهم متّهمين إياه بإطالة أمد هذا النزاع

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)

ليبيا: كيف بدأ الخلاف بين «النواب» و«الرئاسي»... وإلى أين سينتهي؟

المجلس الرئاسي والدبيبة في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)
المجلس الرئاسي والدبيبة في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)
TT

ليبيا: كيف بدأ الخلاف بين «النواب» و«الرئاسي»... وإلى أين سينتهي؟

المجلس الرئاسي والدبيبة في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)
المجلس الرئاسي والدبيبة في لقاء سابق (المجلس الرئاسي)

تجددت التوترات بين مجلسي «النواب» و«الرئاسي» في ليبيا، بعد اعتراض الأخير على إقرار الأول مشروع قانون «المصالحة الوطنية» خلال جلسته الأخيرة الأسبوع الماضي.

واندلعت الخلافات بين المجلسين قبل إقرار البرلمان مشروع «المصالحة» لأسباب عدة، من بينها الصراع على «الصلاحيات»، لكن ومع تعقد العملية السياسية بات السؤال: إلى أن سيتجه هذا الخلاف؟ وكيف سينتهي؟

* مواجهة سياسية

يرى رئيس الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية، أسعد زهيو، أن البرلمان ماضٍ في تفعيل قراره، الذي صدر في أغسطس (آب) الماضي، بإنهاء ولاية «السلطة التنفيذية»، التي جاء بها «اتفاق جنيف»؛ وهي المجلس الرئاسي وحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وعدّ زهيو في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، مشروع قانون «المصالحة الوطنية»، الذي أقره البرلمان، «مجرد حلقة في سلسلة خلافات الطرفين»، لافتاً إلى أن المجلس الرئاسي، رغم أنه ظل بعيداً عن التجاذبات السياسية بين أفرقاء الأزمة، فإن «البرلمان اعتاد النظر إليه وعدّه طرفاً محسوباً على حكومة الدبيبة».

من جلسة سابقة لمجلس النواب (المجلس)

وانتقد المجلس الرئاسي، نهاية الأسبوع الماضي، إقرار البرلمان مشروع قانون «المصالحة الوطنية»، ما عدّه تجاهلاً للقانون، الذي سبق أن تقدم به قبل نحو عام.

وتفيد مخرجات «ملتقى الحوار السياسي» في جنيف، الذي رعته الأمم المتحدة قبل نحو 4 سنوات، بأن ملف المصالحة في مقدمة صلاحيات المجلس الرئاسي. وبينما يتمسك الطرفان بأحقية كل منهما بإدارة ملف «المصالحة الوطنية»، يرى سياسيون أن المواجهة بينهما أبعد من ذلك، وتتصل بمعارك أخرى خاضاها حول «الصلاحيات القانونية» لكل منهما داخل الساحة الليبية، سعياً لتعزيز مواقفهما وحلفائهما.

ويشير زهيو إلى أن مجلس النواب «سحب البساط من الرئاسي»، في خطوة أولى قبل 4 أشهر، عندما أعلن نهاية «السلطة التنفيذية»، وسحب صفة القائد الأعلى للجيش الليبي من المجلس الرئاسي، وأعادها لرئيس مجلس النواب، واليوم يتخذ الخطوة الثانية، عبر إقرار قانون المصالحة ليسترد بذلك الملف الرئيسي المعني به المجلس الرئاسي، وفقاً لمخرجات «ملتقى الحوار السياسي بجنيف».

عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي (رويترز)

وانتهى زهيو إلى أن المناكفات والخلافات بين أفرقاء الأزمة، وإن تصاعدت حدتها مع أزمة رئاسة المصرف المركزي؛ فإنها «قد لن تنتهي إلا مع وجود اتفاق سياسي جديد، قد ينتج عبر مسار البعثة الأممية».

ولفت مراقبون أيضاً إلى خلاف المجلسين حول قانون المحكمة الدستورية قبل شهرين، حيث اعترض المجلس الرئاسي في خطاب رسمي على إصدار البرلمان لهذا القانون، وطالب بإلغائه.

* أزمة المصرف المركزي

يعتقد البعض أن أزمة المصرف المركزي هي التي عمقت الصراع بين المجلسين، وهنا يشير عضو المجلس الأعلى للدولة، علي السويح، إلى هذه الأزمة التي بدأت في أغسطس الماضي، بتغيير المجلس الرئاسي إدارة المصرف المركزي، وتعيين محافظ جديد، ليتم الاتفاق بعد ذلك على تعيين محافظ جديد.

وقال السويح لـ«الشرق الأوسط»: «تلك كانت البداية؛ لكن لا نبرئ ساحة أحد من محاولة القفز على صلاحيات الآخرين، في ظل عدم الالتزام بالمسؤولية، وغياب التنسيق وتواصل الصراع على السلطة».

وأضاف السويح متسائلاً: «أفرقاء الأزمة يرفضون الجلوس على طاولة حوار، ويتبادلون الاتهامات بالمسؤولية عن تدهور الأوضاع، فكيف يمكن الوثوق بقدرة أي منهم على إنتاج قانون للمصالحة يحقق تطلعات الليبيين؟».

واجهة البنك المركزي بطرابلس (رويترز)

وانتقد السويح التعامل مع ملف المصالحة «بوصفه ورقة سياسية يتم التنازع عليها بين الأفرقاء، لتظل تراوح مكانها، وتتم مواصلة إهدار وقت الليبيين، خصوصاً المتضررين الذين ينتظرون الحصول على حقوقهم».

أما الناشط السياسي الليبي، أحمد التواتي، فيرى أن «هناك إشكالات جمة تحيط بملف المصالحة، الذي يتصارع عليه المجلسان منذ فترة، دون الالتفات إلى ضيق الليبيين، بسبب إنفاق كل واحد منهما الأموال على لجان ومؤتمرات ولقاءات، دون رصد نتائج على الأرض».

وأوضح التواتي لـ«الشرق الأوسط»، أنه من «الأجدى ترك المجلسين ملف المصالحة لحين إجراء الانتخابات لتجديد الشرعية في السلطات القائمة، وحتى تكون الدولة قد حققت قدراً من الاستقرار، يمكنها من معالجة مشكلات تصعب معالجتها ببيئة الصراع الراهنة».

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة الوطنية» ويرأسها الدبيبة، وتتخذ من العاصمة طرابلس بالغرب الليبي مقراً لها، والثانية مدعومة من البرلمان و«الجيش الوطني»، بقيادة المشير خليفة حفتر، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مناطق الجنوب.