مصر تستضيف قمة دولية السبت لبحث القضية الفلسطينية

وسط تحركات دبلوماسية متواصلة لـ«خفض التصعيد» في غزة

السيسي يستقبل وزيرة خارجية فرنسا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل وزيرة خارجية فرنسا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تستضيف قمة دولية السبت لبحث القضية الفلسطينية

السيسي يستقبل وزيرة خارجية فرنسا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
السيسي يستقبل وزيرة خارجية فرنسا في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وسط تحركات دبلوماسية لاستعادة «الهدوء» في غزة، تستضيف القاهرة، السبت المقبل، قمة دولية لبحث «تطورات القضية الفلسطينية وعملية السلام».

وقالت مصادر مصرية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الرئاسة المصرية وجّهت دعوة رسمية للكثير من الدول المعنية بالقضية الفلسطينية، في مقدمتها الولايات المتحدة والصين وروسيا وتركيا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى الدول العربية ذات الصلة بالملف الفلسطيني، ومن المتوقع أن يشارك في القمة الكثير من قادة الدول العربية، وفي مقدمتها الأردن وفلسطين ودول الخليج، إضافة إلى دعوة ممثلي منظمات دولية وإقليمية منها الأمم المتحدة والجامعة العربية».

ووفق مصطفى بكري، عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، الذي تحدث لـ«الشرق الأوسط»، فإن «القمة ستُعقد (السبت) بحضور عربي ودولي رفيع، وستكون لديها مهمتان، الأولى وقف العدوان على غزة، ورفع المعاناة عن الفلسطينيين بشكل عاجل، أما المهمة الثانية فهي بحث أفق سياسي لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، ودعم السلطة الفلسطينية بوصفها طرفاً أساسياً للحل».

ويأتي انعقاد القمة تنفيذاً لمقررات اجتماع مجلس الأمن القومي المصري، الأحد، برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي وجّه الدعوة لاستضافة مصر قمة إقليمية دولية من أجل تناول تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، كما أعلن «مواصلة الاتصالات مع الشركاء الدوليين والإقليميين من أجل خفض التصعيد ووقف استهداف المدنيين»، وشدد على أنه «لا حل للقضية الفلسطينية إلا حل الدولتين، مع رفض واستهجان سياسة التهجير أو محاولات تصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار».

وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الفرنسية كاترين كولونا بالقاهرة، الاثنين، إن «هناك دوراً مصرياً دائماً لتحقيق التهدئة والسلام وهناك مخاطر لتوسع رقعة الأزمة ووقوع المزيد من الضحايا وتأثير ذلك على الأمن والاستقرار، وهو من المفترض أن يؤكَّد عليه مجدداً من خلال لقاء القادة في القمة بحيث يتحدث المجتمع الدولي كله بصوت واحد على أهمية التهدئة وإتاحة آفاق لتسوية الصراع على أساس تحقيق السلام والاستقرار». ولفت شكري إلى أن «هناك تركيزاً حالياً على التهدئة في هذا التوقيت، ولا بد من التركيز أيضاً على أهمية حل الدولتين وتحقيق السلام».

وأفادت وكالتا الأنباء القطرية والكويتية الرسميتان بتوجيه الدعوة من الرئيس المصري لكل من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر والشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت «للمشاركة في قمة لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، المقرر عقدها في القاهرة في 21 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي».

ومنذ اندلاع القتال في الأراضي الفلسطينية المحتلة كثفت مصر اتصالاتها الإقليمية والدولية من أجل السعي إلى الحد من التصعيد، والسعي لتخفيف وطأة القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، وشددت القاهرة على ضرورة فتح ممر إنساني لإدخال المساعدات لقطاع غزة، وحذرت من «التهجير القسري» لسكان القطاع باتجاه الحدود المصرية، وشددت على أن «سيادتها ليست مستباحة»، وأن «أمن مصر القومي خط أحمر، ولا تهاون في حمايته».

وتلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً، الاثنين، من نظيره الروسي فلاديمير بوتين، ناقشا فيه – وفق الرئاسة المصرية - مستجدات التصعيد في قطاع غزة، والتحركات الدبلوماسية الجارية لاحتواء الموقف، ومنع توسع رقعة العنف والصراع بما يهدد أمن واستقرار المنطقة.

وأكد البيان المصري توافق الزعيمين على «أهمية تغليب مسار دعم التهدئة واستعادة الاستقرار الأمني، وأولوية الحرص على حماية المدنيين ومنع استهدافهم، وكذلك خطورة الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وضرورة توفير النفاذ الآمن للمساعدات الإنسانية والإغاثية بصورة عاجلة».

وضمن التحركات المصرية، استقبل السيسي، الاثنين، في القاهرة، وزيرة خارجية فرنسا كاترين كولونا. ونقل المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أحمد فهمي، عن السيسي تأكيده «ضرورة خفض التصعيد في قطاع غزة»، مشدداً على «رفضه تعريض المدنيين لسياسات العقاب الجماعي من حصار وتجويع أو تهجير».

وعرض الجانب الفرنسي رؤيته إزاء الأحداث، ووفق البيان المصري، أشادت باريس بالدور المصري المحوري في التعامل مع هذا الملف الإقليمي الحيوي، بحكمة ومسؤولية، من مختلف جوانبه السياسية والإنسانية، وتم التوافق بشأن خطورة الموقف الحالي وتهديده أمن واستقرار المنطقة، وضرورة العمل على الحيلولة دون اتساع دائرة النزاع، فضلاً على حماية المدنيين ومنع استهدافهم واحترام القانون الدولي الإنساني.

وأضاف المتحدث أن الجانبين توافقا كذلك على أهمية العمل الدولي الحثيث نحو تسوية القضية الفلسطينية من خلال التوصل إلى حل عادل وشامل على أساس حل الدولتين وفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، وبما يحقق الأمن والاستقرار لجميع شعوب المنطقة.

وفي مؤتمر صحافي مع نظيرته الفرنسية، أكد وزير الخارجية المصري أن الحكومة الإسرائيلية لم تتخذ موقفاً يمكن من خلاله فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية. وأضاف شكري أن «الوضع الحالي لا يمكن استمراره بهذا الشكل، واستمرار سقوط الضحايا من المدنيين والممارسات التي تخرج عن إطار القانون الدولي والإنساني، يزيدان من الشعور بأن الشعب الفلسطيني ليس له الحقوق التي يستحقها، ولا تراعى الاحتياجات الإنسانية له».

ولفت إلى أنه «تحدث منذ قليل مع المبعوث الأممي حول ما إذا كانت الاتصالات قد آتت ثمارها، لكن حتى الآن لا جديد»، مؤكداً أن الأمر خطير في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، وهناك احتياج للمواد الطبية والغذائية والمأوى، حيث إن من تم إجبارهم على النزوح من شمال إلى جنوب القطاع لا مأوى لهم وهي كلها أمور متصلة بالقانون الدولي الإنساني، ويجب احترامه ومراعاته».

وفي السياق ذاته، كشفت وكالة الأنباء الألمانية عن زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس لمصر، ضمن جولة إقليمية تبدأ بإسرائيل الثلاثاء، وتتضمن الأردن كذلك. وفي الأسبوع الماضي، أجرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك محادثات في إسرائيل ومصر حول سبل نزع فتيل الأزمة.

يذكر أن مصر كانت قد استضافت قمة دولية طارئة في مدينة شرم الشيخ عُقدت في ظروف مشابهة، إبان العدوان الإسرائيلي على غزة في يناير (كانون الثاني) 2009 لبحث الأوضاع في غزة مع الدول الإقليمية والأوروبية، وشارك فيها قادة أوروبيون وعرب، وممثلو الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، وغاب عنها في ذلك الوقت الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نتيجة الإجراءات الإسرائيلية.


مقالات ذات صلة

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

المشرق العربي صبي جريح يجلس في مستشفى شهداء الأقصى عقب تعرضه للإصابة في غارة جوية إسرائيلية في مخيم البريج وسط غزة (إ.ب.أ)

حرب غزة: أكثر من 7 آلاف مجزرة إسرائيلية... و1400 عائلة مُحيت من السجلات

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن «قوات الاحتلال ارتكبت 7160 مجزرة بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر».

«الشرق الأوسط» (غزة)
المشرق العربي فلسطينيات يستخدمن طريقاً جافاً لنقل المياه إلى خيمتهن بعد هطول أمطار غزيرة بدير البلح وسط قطاع غزة الأحد (أ.ف.ب)

الغزيون يكابدون الأمطار والبرد

تسبب الانخفاض الجوي الذي تشهده غزة، هذه الأيام، في زيادة معاناة سكان القطاع الذين يعانون أصلاً ويلات الحرب منذ 14 شهراً.

«الشرق الأوسط» (غزة)
شؤون إقليمية جنود في مقبرة بالقدس خلال تشييع رقيب قُتل في غزة يوم 20 نوفمبر (أ.ب)

صرخة جندي عائد من غزة: متى سيستيقظ الإسرائيليون؟

نشرت صحيفة «هآرتس» مقالاً بقلم «مقاتل في جيش الاحتياط»، خدم في كل من لبنان وقطاع غزة. جاء المقال بمثابة صرخة مدوية تدعو إلى وقف الحرب.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
شمال افريقيا جانب من محادثات وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيره الإيراني في القاهرة الشهر الماضي (الخارجية المصرية)

مصر تطالب بخفض التوترات في المنطقة و«ضبط النفس»

أعرب وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من نظيره الإيراني، عباس عراقجي، مساء الخميس، عن قلق بلاده «من استمرار التصعيد في المنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
شؤون إقليمية وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير (رويترز)

ماذا نعرف عن «الخلية الفلسطينية» المتهمة بمحاولة اغتيال بن غفير؟

للمرة الثانية خلال ستة شهور، كشفت المخابرات الإسرائيلية عن محاولة لاغتيال وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، الذي يعيش في مستوطنة بمدينة…

نظير مجلي (تل ابيب)

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
TT

مقتل 3 مواطنين في اشتباكات بالزاوية الليبية

اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)
اجتماع المنفي ولجنة الحدود (المجلس الرئاسي الليبي)

عاد الهدوء النسبي إلى مدينة الزاوية الليبية، الواقعة غرب العاصمة طرابلس، اليوم (الثلاثاء)، بعد اشتباكات مفاجئة اندلعت بين ميليشيات تابعة لحكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة، ما أسفر عن مقتل 3 أشخاص، وإصابة 5 آخرين، وتعرض بعض الممتلكات العامة والخاصة لأضرار، وسط صمت رسمي.

وتوقفت الاشتباكات، التي جرت بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، مساء الاثنين، في جزيرة الركينة، بالقرب من مصفاة الزاوية بالمدينة، التي تقع على بعد 45 كيلومتراً غرب طرابلس، بين مجموعة «الكابوات» التابعة لعثمان اللهب، آمر «الكتيبة 103»، المعروفة بـ«كتيبة السلعة»، ومجموعة «الغويلات» التابعة لآمر «قوة الإسناد» الأولى محمد بحرون، الملقب بـ«الفأر»، وأدت بحسب وسائل إعلام محلية إلى خسائر في الممتلكات العامة، وإصابة عدد غير معلوم من الأشخاص، بالإضافة إلى مسجد في منطقة القتال.

ولم تعلق حكومة «الوحدة»، التي يرأسها عبد الحميد الدبيبة، أو وزارة داخليتها، على هذه الاشتباكات، التي تعد الأحدث من نوعها مؤخراً في المدينة، التي تشهد من حين لآخر اندلاع قتال مسلح بين ميليشياتها، المتنازعة على مناطق السيطرة والنفوذ.

في شأن مختلف، قال رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، إن محمد الحداد، رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة»، ولجنة ترسيم الحدود، قدّما خلال اجتماعهما مساء الاثنين بطرابلس، إحاطة شاملة حول آخر التطورات في ملف الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار، مشيراً إلى الجهود المبذولة في توثيق هذه الحدود، والحفاظ على السيادة الوطنية.

ونقل المنفي عن اللجنة تأكيدها أن الحدود البرية بين ليبيا ودول الجوار تم تحديدها، وفقاً لاتفاقيات تاريخية رسمية، من بينها اتفاقية 1910 بين الاستعمار الفرنسي والعثماني، التي تعدّ الإطار القانوني الأساسي لتحديد الحدود بين الدول، كما تم إعادة بناء النصب الحدودية بين ليبيا وتونس في عام 2020 لضمان وضوح الحدود، وتوثيقها باستخدام أحدث التقنيات الجغرافية.

ووفقاً للمنفي، فقد أشارت اللجنة إلى أنها تعمل بشكل مستمر بالتنسيق مع لجان حدودية مشتركة مع دول الجوار لضمان الحفاظ على استقرار الحدود، مع التركيز على تعزيز التنسيق الأمني والاقتصادي لمكافحة التهريب والهجرة غير المشروعة، بالإضافة إلى مواجهة أي تهديدات قد تؤثر على السيادة الوطنية. كما أكدت أن الحدود البرية والبحرية بين ليبيا ودول الجوار هي حدود ثابتة وفقاً للقانون الدولي، وأنها تعمل بشكل مستمر على ضمان استقرارها وحمايتها من أي تحديات قد تطرأ.

فرحات بن قدارة رئيس مؤسسة النفط الليبية (المؤسسة)

في غضون ذلك، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط، في بيان، الثلاثاء، ارتفاع إنتاج النفط والغاز، حيث سجل إجمالي الإنتاج 1572679 برميلاً يومياً، بزيادة 4775 برميلاً، بينما ارتفع إنتاج الغاز إلى 199776 برميلاً يومياً.

وأكدت المؤسسة أن الحقول النفطية تشهد عملاً مكثفاً منذ شهرين لزيادة الإنتاج، وفق استراتيجية تستهدف الوصول إلى مليوني برميل يومياً بحلول 2027، بشرط توفر الميزانية اللازمة.

وكانت المؤسسة قد أوضحت مساء الاثنين أنها حوّلت إيرادات النفط، البالغة أكثر من 14 مليار دولار منذ بداية العام، إلى المصرف المركزي دون تأخير، نافية مسئوليتها عن أي عوائق في صرف مرتبات القطاع العام. وأشارت إلى أن انخفاض الإيرادات مؤخراً نجم عن أزمة المصرف، وإغلاق بعض الحقول.