الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في القرى المتضررة من زلزال المغرب

السكان يستأنفون أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية... واستعدادات لاستقبال السياح

بائع للمنتجات التقليدية في انتظار عودة السياح للمنطقة (رويترز)
بائع للمنتجات التقليدية في انتظار عودة السياح للمنطقة (رويترز)
TT

الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها في القرى المتضررة من زلزال المغرب

بائع للمنتجات التقليدية في انتظار عودة السياح للمنطقة (رويترز)
بائع للمنتجات التقليدية في انتظار عودة السياح للمنطقة (رويترز)

بدأت الحياة تعود بشكل تدريجي إلى طبيعتها في مختلف دواوير (كفور) منطقة تحناوت بإقليم الحوز، الذي تضرر جراء الزلزال الذي ضرب أخيرا بعض مناطق المغرب. وبدأ السكان يستأنفون في تحناوت ونواحيها أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية، ويعملون على النهوض بالمنطقة، متطلعين إلى وضع أفضل.

كما جرى تسجيل عودة تدريجية لمختلف الأنشطة الاقتصادية، لا سيما في القطاع السياحي، الذي يميز هذه المنطقة، بغية تقديم الخدمات ومواكبة مرحلة ما بعد الزلزال، وتحقيق التعافي واسترجاع الأنشطة لزخمها المعهود. وتأتي الدينامية المسجلة بتحناوت، كما هي الحال بباقي المناطق والقرى المتضررة من زلزال الحوز، بفضل المجهودات المبذولة من مختلف المصالح المعنية من أجل عودة الحياة إلى طبيعتها، لا سيما في الدواوير الأكثر تضرراً جراء هذه الكارثة الطبيعية. كما تعد ثمرة للتعبئة المتواصلة من قبل جميع الفاعلين المحليين والسلطات العمومية.

حلاق يستأنف عمله في الخلاء بعد تهدم محله في بلدة ثلاث يعقوب (إ.ب.أ)

في هذا السياق، يستعد مختلف المعنيين بالمجال السياحي لاستقبال الوافدين من داخل المملكة المغربية وخارجها، والذين سبق أن ضربوا موعداً مع المنعشين السياحيين والفاعلين المحليين في هذا المجال لزيارة المنطقة قبل الزلزال، معلنين بدء التحضيرات التي تسبق مثل هذه المبادرات في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) من كل سنة. فيما ضاعف السكان وأصحاب المشاريع الاقتصادية، لا سيما السياحية منها، مجهوداتهم لكي تسترجع المنطقة عافيتها، وجاذبيتها الاقتصادية. يقول ياسين آيت أوفقير، وهو فاعل سياحي من تحناوت، إن «الاستعدادات جارية لاستعادة الأنشطة السياحية في المنطقة»، مشيرا إلى أن مسلسل التعافي من آثار الزلزال «مستمر في ظل التعبئة المتواصلة، المتسمة بعودة المبادرات الاقتصادية إلى سابق عهدها». ومؤكدا أنه «تم تجاوز مرحلة صدمة الزلزال، وبدأت الحركة السياحية تعود بالتدريج لنشاطها المعهود».

من جهته، قال محمد، الذي ينشط في المجال السياحي بدوار الصوالح (ضواحي تحناوت)، إن «المواطنين عادوا إلى ممارسة أنشطتهم الاعتيادية، في ظل التفاؤل السائد، بعد المبادرات التضامنية، والمساعدات التي أشرفت السلطات على توزيعها». وأكد محمد أن السلطات المحلية قامت بكثير من المجهودات لمساعدة الناس على النهوض مجددا، والسير قدما في الأنشطة الاقتصادية المعتادة بالمنطقة.

من جانبها، كشفت عائشة، وهي إحدى الفاعلات في تعاونية نسائية لإنتاج زيت الأركان بتحناوت، أن العمل في هذه التعاونية رجع إلى سابق عهده، وأكدت أن نساء التعاونية مقتنعات بضرورة استئناف العمل من أجل تحسين دخلهن ووضعهن الاجتماعي، لا سيما وأن هذه الوحدة الاقتصادية تضطلع بدور فعال في مساعدة النساء للحصول على دخل قار.

في سياق ذلك، تواصلت بالمنطقة عملية نقل 630 تلميذاً من مؤسسات تعليمية ببعض جماعات (قرى) إقليم تارودانت المتضررة من الزلزال، إلى داخلية الثانوية التأهيلية محمد السادس ببلدة تلاوين حتى يتمكنوا من مواصلة تحصيلهم الدراسي، حيث سيشرف على تأطيرهم أساتذة وأطر تربوية وإدارية، إلى جانب متخصصين في المساعدة الاجتماعية والمواكبة النفسية، حفاظاً على السير العادي لتحصيلهم الدراسي.

أطفال مدارس بإقليم الحوز يستأنفون دراستهم في خيام نصبتها السلطات بعد تهدم مدارسهم (إ.ب.أ)

وفي بلدة أمزميز، يواصل المخيم الميداني العسكري للقوات المسلحة الملكية عمله الهادف إلى التكفل بالأسر المتضررة من الزلزال، والذي تبلغ طاقته الاستيعابية 2500 شخص، حيث يوفر للمتضررين المواد الأساسية، والدعم الطبي والصحي والمواكبة النفسية. كما تم إحداث حضانة لفائدة 80 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاث وخمس سنوات.

في هذا المخيم يتم توزيع 18 ألف وجبة يوميا، وذلك بفضل مطابخ ومخابز متنقلة قادرة على إنتاج ما يصل إلى 35 ألف خبزة، منها 12 ألف خبزة يتم توزيعها يوميا. ويمكن أن تصل سعة تخزين سلسلة تبريد المنتجات سريعة التلف إلى 45 طناً، وهو نظام يشرف عليه طبيب متخصص في السلامة الغذائية، وفقاً للمعايير الأكثر صرامة في هذا المجال. كما يتم التنسيق مع مختبرات القوات المسلحة الملكية لضمان المواءمة الميكروبيولوجية للمواد الغذائية. ومن جهتها، تقوم الوحدة الطبية في هذا المخيم بتقديم العلاج للمرضى وتوجيههم، كلما اقتضى الأمر ذلك، إلى المستشفيات الموجودة بالجهة، كما يتم تقديم مساعدة اجتماعية للعائلات التي تم إيواؤها بالمخيم.

متضررون من الزلزال يتلقون وجبات غذائية داخل المخيم الميداني العسكري للقوات المسلحة الملكية (رويترز)

وفضلاً عن الجهود اليومية المبذولة من أجل استقبال السكان في أفضل الظروف الممكنة، تم القيام بتخطيط واستشراف يمكنان من تلبية الاحتياجات المتعلقة بالتساقطات المطرية، أو بموجات البرد المحتملة. تقول نجاة، وهي من الأشخاص الذين تم إيواؤهم بهذا المخيم إنها تشعر بالأمان «بفضل جهود القوات المسلحة الملكية التي تتكفل بنا». مضيفة «نعرب عن امتناننا للملك محمد السادس للعناية السامية والاهتمام الخاص، الذي يوليه للسكان المتضررين... كما نشيد أيضاً بجهود القوات المسلحة الملكية، التي جعلتنا لا نحتاج شيئا في هذا المخيم».

أطفال يلعبون كرة القدم رغم الدمار الذي خلفه الزلزال (أ.ف.ب)

بدوره، قال الشاب علي: «من المؤكد أن منطقة أمزميز تأثرت بشكل كبير بالزلزال، لكن بفضل المجهودات المبذولة تمكنا من تجاوز هذه المحنة. لقد عمل الجميع بجد لمواجهة تداعيات هذه الكارثة الطبيعية بشكل فعال». وخلص إلى القول إنه «بالإضافة إلى توفر الخدمات الضرورية كافة، فإنه يتم القيام بعملية مراقبة متواصلة لضمان جودتها».


مقالات ذات صلة

10 زلازل متتالية تضرب تايوان أقواها بدرجة 6.1

آسيا فندق مائل بفعل الزلازل في هولين بتايوان 23 أبريل (نيسان) 2024 (أ.ف.ب)

10 زلازل متتالية تضرب تايوان أقواها بدرجة 6.1

ضربت 10 هزّات على الأقلّ تايوان في الساعات الأولى من صباح السبت، بالتوقيت المحلي، بلغ أقواها 6.1 درجة على مقياس ريختر.

«الشرق الأوسط» (تايبيه)
شؤون إقليمية شخص ينظر إلى الأنقاض والحطام بعد زلزال في كهرمان مرعش، تركيا 8 فبراير 2023 (رويترز)

زلزال بقوة 5.6 درجة يهز إقليم توكات التركي

قالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) إن زلزالاً بقوة 5.6 درجة هزَّ إقليم توكات بشمال تركيا، اليوم (الخميس).

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
آسيا صورة من مدينة نوتو بمحافظة إيشيكاوا اليابانية  بعد 3 أشهر من وقوع زلزال بلغت شدته 7,5 درجات (أرشيفية - أ.ف.ب)

ثمانية جرحى في زلزال بقوة 6.3 درجات ضرب غرب اليابان

أصيب ثمانية أشخاص بجروح طفيفة من جراء زلزال بقوة 6,3 درجات ضرب ليل الأربعاء جنوب غرب اليابان من دون أن يتسبب بصدور تحذير من خطر حدوث تسونامي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا محطة إيكاتا للطاقة النووية (رويترز)

زلزال بقوة 6.3 درجة يضرب غرب اليابان

ضرب زلزال تبلغ قوته بحسب المعطيات الأولية 6.3 درجة مساء اليوم (الأربعاء) جنوب غربي اليابان، على ما أعلن مركز المسح الجيولوجي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
آسيا صورة لمبنى مدرسة منهار بعد زلزال في سيانجور بمقاطعة جاوا الغربية بإندونيسيا يوم 21 نوفمبر 2022 (رويترز)

زلزال بقوة 6.5 درجة يضرب شمال بحر مولوكا قبالة إندونيسيا

قال مركز الأبحاث الألماني لعلوم الأرض إن زلزالا بقوة 6.5 درجة ضرب شمال بحر مولوكا قبالة إندونيسيا اليوم.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)

واقعة اعتداء جديدة تعيد الجدل حول تطبيقات النقل الذكي في مصر

العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)
العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)
TT

واقعة اعتداء جديدة تعيد الجدل حول تطبيقات النقل الذكي في مصر

العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)
العاصمة المصرية القاهرة (غيتي)

أثارت واقعة جديدة لسائق تابع لأحد تطبيقات النقل الذكي في مصر، حالة من الغضب والاستياء، بعد ما تم تداوله حول محاولة اختطاف والاعتداء على إحدى السيدات خلال رحلة في شرق القاهرة.

وتأتي الواقعة بعد أقل من شهرين على وفاة الشابة حبيبة الشماع المعروفة إعلامياً بـ«فتاة الشروق»، التي شغلت الرأي العام المصري، بعد أن قفزت من سيارة أجرة تابعة لتطبيق «أوبر» تسير بسرعة، وتعرضت لإصابات خطيرة سقطت على إثرها في غيبوبة لمدة 21 يوماً، ثم توفيت، وكانت آخر إفادة قالتها لمن حاول إنقاذها إن «السائق كان يحاول اختطافها».

وتداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي في مصر خلال اليومين الماضيين، واقعة تعرضت لها السيدة نبيلة عوض (40 عاماً) وهي أم لطفلين، حيث استقلت سيارة تابعة لتطبيق «أوبر» من منطقة التجمع (شرق القاهرة) إلى منطقة الشيخ زايد في الجيزة، وطلب منها السائق إلغاء الرحلة والدفع له نقداً، وحين رفضت، اصطحبها السائق إلى مكان مهجور في صحراء التجمع الثالث وحاول الاعتداء عليها تحت تهديد سلاح أبيض، ولكنها تمكنت من الفرار.

ومن جانبها، نشرت وزارة الداخلية المصرية عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» بياناً ذكرت فيه ملابسات الحادث وجاء فيه: «بالفحص تبين أنه بتاريخ 12 مايو (أيار) الجاري تبلغ للأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة من إحدى الفتيات بأنها حال استقلالها سيارة (تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي) قام قائدها باصطحابها لإحدى المناطق بدائرة قسم شرطة مدينة نصر ثان، وحاول التعدي عليها وبحوزته سلاح أبيض (كتر)، مما أسفر عن حدوث إصابتها، وتمكنت من الفرار».

وأضاف البيان: «عقب تقنين الإجراءات أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة في حينه، وتبين أنه (مقيم بدائرة قسم شرطة المقطم)، كما تم ضبط السلاح الأبيض والسيارة المستخدمين في الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية».

وقالت شقيقة السيدة عوض في مداخلة هاتفية مع برنامج «الحكاية» على قناة «إم بي سي مصر»، مساء أمس، إنها طلبت الرحلة من هاتفها لشقيقتها لتوصيلها من التجمع إلى حي الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة لحضور حفل زفاف. وأكملت سالي، شقيقة الضحية، أنه بعد نزول شقيقتها بدقائق اتصلت بها «نبيلة» تسألها فيما إذا كان من الممكن أن تقوم بإلغاء الرحلة، فرفضت «سالي»، وعند سؤالها عن السبب أجابتها أختها بأن السائق طلب منها الدفع نقداً بعيداً عن «أوبر»، فرفضت «سالي»، معلقة بأن «أوبر» حذرت مراراً من هذا الأمر.

وقالت «سالي» إنه بعد مرور 10 دقائق تواصلت مع أختها «نبيلة» ولكنها لم تجد أي رد، مضيفة: «بعدها تواصل معايا أكتر من سواق أوبر بيقولي أنا تحت البيت»، الأمر الذي أثار قلق «سالي» مجيبة: «تحت البيت إزاي أنا أختي في أوبر تاني أخدها إزاي رقمي معاكوا؟».

وأضافت «سالي» أنه «في تمام الساعة 10:20 دقيقة تواصل معها سائق آخر من الشركة، وقامت بسؤاله عن مكان أختها وأبلغته بأن أختها تم اختطافها»، مشيرة إلى أن السائق عرض عليها الذهاب لها لمساعدتها لكنها رفضت، مما أصابها بالفزع والخوف من مصير شقيقتها الحالي.

وبعدها بقليل تلقت سالي اتصالاً من هاتف شقيقتها، ووجدت أن المتصل شاب يخبرها بأنهم وجدوا شقيقتها في الصحراء بالتجمع الثالث، وفي تلك اللحظة ظنت أن السائق قام بقتل أختها.

وأكملت سالي في تصريحاتها بأن السائق قام بالتعدي على أختها بالضرب، وأحضر آلة حادة ووضعها على رقبة «نبيلة» في محاولة لاغتصابها والتعدي عليها جسدياً، ولم يستطع اغتصابها، حيث قامت شقيقتها بالإمساك بـالسلاح الأبيض بيدها اليمنى لمنعه، ما أدى لحدوث تهتك وقطع بأوتار يدها، واستطاعت أن تلوذ بالفرار بإصابتها البالغة في يديها، بعدما ظهر سائق سيارة نقل «لوري» بالقرب منهم، فخاف سائق «أوبر» وألقى حقيبتها وهاتفها وفر مسرعاً.

وفي أول تعليق لها على حادث «نبيلة، قالت شركة «أوبر» في بيان لها إنها «تعرب عن حزنها العميق إزاء حادث الاعتداء الذي تم الإبلاغ عنه مؤخراً، الصادر من سائق (أوبر) الذي حاول خطف فتاة واغتصابها بمدينة نصر، حيث تم وصفه بأنه ليس له مكان على تطبيق (أوبر)، وتدين بشدة مثل هذا السلوك الخطير»، مؤكدة على اتخاذها جميع الإجراءات اللازمة ضد السائق.

وأضاف البيان: «وتم إيقاف حساب السائق على التطبيق، وبمجرد أن تم إبلاغها بالحادث تم التواصل مع أحد أفراد عائلة الضحية لتقديم كل الدعم الممكن، كما يتم العمل مع كل السلطات المحلية لتوفير جميع المعلومات اللازمة لإتمام عملية التحقيق»، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام مصرية.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي في مصر ظهرت دعوات لمقاطعة استخدام «أوبر» للنقل الذكي بعد تكرار حوادث الاختطاف والاعتداء منذ بداية العام الجاري، ومن ضمنها الفنانة المصرية عبير صبري التي دعت عبر حسابها لوقف استخدام التطبيق، وكذلك مبادرة «أنتِ الأهم»، وهي مبادرة أهلية تهتم بالصحة والتنمية المستدامة.

ومن جانبها، قررت النيابة العامة المصرية حبس السائق أربعة أيام على ذمة التحقيقات، بتهمة التعدي على سيدة وإصابتها، كما أمرت النيابة بعرض المتهم على الطب الشرعي لإجراء تحليل كشف المخدرات.

واستمعت النيابة لأقوال المجني عليها التي تعرفت على المتهم بسرايا النيابة، وقالت إن المتهم توقف بسيارته في الشارع بحجة أنه يريد شرب مياه، ثم فوجئت بتهديده لها بسلاح أبيض، وحاول الاعتداء عليها، ولكنها تمكنت من الهرب، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام محلية.

وفي أقل من شهرين، تأتي واقعة «نبيلة» بعد حادث الفتاة «حبيبة» التي توفيت في منتصف مارس (آذار) الماضي، بعد 21 يوماً في الغيبوبة إثر قفزها من سيارة تابعة لتطبيق «أوبر» خوفاً من اختطاف السائق لها، واهتم الرأي العام في مصر حينها بالحادث والتطبيق الذي يستخدم في مصر بكثرة من قبل السيدات والفتيات، ودخل البرلمان المصري على خط الأزمة بعد أن قدمت النائبة في البرلمان، أمل سلامة، وقتها بطلب إحاطة عاجل حول الواقعة، وطالبت بتشديد الإجراءات والقواعد اللازمة لاختيار السائقين.

وفتح الحادث ملف اشتراطات السلامة والأمان في تطبيقات النقل الذكي، والشروط التي يحددها القانون المصري ويجب توافرها في السائقين للحصول على تراخيص عمل بشركات النقل الذكي، من بينها التزام الشركة بحسن اختيار السائقين خلقياً ومهنياً، وأن تقوم الشركة بإجراء فحص مخدرات على عينة عشوائية شهرياً للسائقين، لا تقل نسبتها عن «0.5 في المائة».


توترات المنطقة... هل تذيب «جليد التباينات» بين القاهرة وطهران؟

الرئيسان المصري والإيراني خلال محادثاتهما في الرياض على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة (الرئاسة المصرية)
الرئيسان المصري والإيراني خلال محادثاتهما في الرياض على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة (الرئاسة المصرية)
TT

توترات المنطقة... هل تذيب «جليد التباينات» بين القاهرة وطهران؟

الرئيسان المصري والإيراني خلال محادثاتهما في الرياض على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة (الرئاسة المصرية)
الرئيسان المصري والإيراني خلال محادثاتهما في الرياض على هامش القمة العربية - الإسلامية الطارئة (الرئاسة المصرية)

بين مربّعي «الثقة» و«التشكيك» تأرجحت قراءات سياسية لتصريحات وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، عن «تقارب وتفاهم» مع مصر، في ظل ظرف دولي صعب يعمق هامش عزلة طهران.

وتحدث وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، لوكالة أنباء «إرنا» الرسمية، الأحد، عن رؤية استراتيجية للحوار والتعاون تشمل مصر، وقال إن لقاءات واتصالات مسؤولي البلدين تحمل مؤشراً على «تفاهم سياسي» في طريق تعزيز العلاقات الثنائية التي تتوقف عند مستوى القائم بالأعمال منذ عام 1991.

وتأتي تصريحات عبداللهيان الذي لا تنقطع اتصالاته ومشاوراته مع نظيره المصري سامح شكري، وكان آخرها قبل أسبوعين، مع مسار تقارب متدرج يسلكه البلدان، منذ أشهر.

وأعادت تصريحات عبداللهيان الاهتمام لمسار تقارب جمع القاهرة وطهران، وشهد محطات مختلفة في الفترة الماضية، بين لقاءات منخفضة المستوى، ثم قمة تاريخيّة، فاتصال هاتفي، لكن إكمال المهمة بحاجة لوضع كثير من الحبر على الورق، وفق خبراء مصريين وإيرانيين تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».

محمد عباس ناجي، رئيس تحرير مجلة «مختارات إيرانية»، بمركز الأهرام الاستراتيجي في مصر، يقول في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إن هناك نقاط تباين بين البلدين أبرزها الملف الفلسطيني الذي تعمل طهران على توظيفه بما يتوافق مع مصالحها، على عكس موقف مصر الداعم والمحوري من قبل اندلاع حرب غزة وقبل عقود».

ورغم ذلك، يتابع ناجي: «تعكس التصريحات الإيرانية المتكررة تحسناً في العلاقات بين مصر وإيران، وبدا ذلك منذ فترة في لقاءات على مستوى رئيسيْ البلدين، وأخرى وزارية، وهذا يبرز وجود نقاط اتفاق أيضاً».

وترجم البلدان مسار التقارب المتدرج عبر لقاء جمع رئيس مجلس الشورى، محمد باقر قاليباف، مع رئيس البرلمان المصري حنفي جبالي، في سبتمبر (أيلول) 2023، وجرى أول لقاء يجمع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، بنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، بالرياض في نوفمبر (تشرين الأول) 2023، وأعقبه بعد شهر واحد أول اتصال هاتفي يجمعهما؛ إذ خيمت قضايا غزة، وحل القضايا العالقة على المحادثات.

ويتوقع الخبير في الشؤون الإيرانية أن «تكون هناك ملفات أساسية تتمتع باهتمام خاص من البلدين الفترة المقبلة، بخلاف القضية الفلسطينية، أولها الملف الأمني بالبحر الأحمر، وإيران ليست بعيدة عنه، في ظل تصعيد حوثي ضد السفن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وثانيها، علاقات طهران مع دول الخليج، على أساس أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي».

الملفات محور الاهتمام الخاص، تفسر وفق ناجي، «مساعي تذويب التباينات، والتوافق على وضع ثوابت لبناء علاقات على مستوى أعلى، عبر لقاءات واتصالات وحديث عن خريطة طريق لوضع البلدين على مسار صحيح قائم على أفعال تدعم الاستقرار على الأرض وليس الأقوال».

الأمر أقرب للتوافق

ويقف رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، على مسافة متقاربة من ناجي، ويقول في حديث مع «الشرق الأوسط»، إن «الواقع يشير إلى أن الطرق باتت ممهدة نحو تطبيع شامل للعلاقات المصرية الإيرانية مع كثافة الاتصالات واللقاءات التي لم تحدث بهذا الشكل في تاريخ علاقات البلدين من قبل، وتؤشر على وجود توافق وتقارب في ملفات عديدة».

ولا يستبعد أبو النور أن تكون التوترات بالمنطقة سبباً في دعم التقارب، قائلاً: «الجميع يريد أن يتوافق ضد قوى ما تريد أن تسيطر على الإقليم، ومصر وإيران لديهما نقاط شبه متطابقة فيما يخص الحرب الإسرائيلية على غزة».

إيران، وفق أبو النور، «تبدو حالياً مقتنعة بوجهة نظر مصر بضرورة وقف إطلاق النار في غزة دون تصعيد مع إسرائيل، أو توسيع نطاق المعركة معها بالمنطقة».

وفي الاتجاه نفسه، يؤكد أبو النور، أن «قادة إيران باتوا أيضاً مقتنعين بأن العلاقات مع مصر حالياً تخدم المصالح الاستراتيجية الإيرانية، وتخدم مصالح الشعبين، وهو ما يقرب عودة العلاقات».

معوقات

بينما يرى الكاتب الأحوازي أحمد رحمة العباسي، أن «تصريحات إيران بشأن إعادة العلاقات مع مصر رغبة قد تعرقلها أذرعها في المنطقة بما فيها الحوثيون؛ لأنها تهدد الملاحة الدولية، وتؤثر في دخل قناة السويس».

وأوضح أنه «نظراً للظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تمر بها طهران، فإنه من الممكن أن يكون لمسؤولي هذا النظام بعض التصريحات هنا وهناك، لكنها ليست استراتيجية».

كما يستبعد المحلل الإيراني، وجدي عبد الرحمن عفراوي، تحسن العلاقات بين القاهرة وطهران، وعلل ذلك بأن «إيران ليس لديها ما تقدمه للقاهرة اقتصادياً في ظل العقوبات الدولية ضدها، بينما تدعم سياسياً وعسكرياً أذرعاً مسلحة بالمنطقة».

وأضاف عفراوي لـ«الشرق الأوسط»، أن «تحركات إيران ليست عن قناعة بضرورة عودة العلاقات مع مصر، بقدر ما هي مساعٍ لتقليل الحصار الدولي المفروض عليها، والبحث عن موطئ قدم في البحر المتوسط كما تواجدت بالأحمر».

الأكثر من ذلك، أن عفراوي يرى أن مصر «تدرك ذلك، وتعلم أن نقاط التباينات كثيرة، لا سيما أن طهران تُعَدُّ سبباً في إلحاق أضرار اقتصادية بها، في ظل ما تقوم به ذراعها الحوثية في البحر الأحمر، ما أثر في قناة السويس بالسلب».


نقيب «هيئة التدريس» في جامعة طرابلس لـ«الوحدة»: مطالبنا أو الاعتصام

الدكتور أسامة الأزرق نقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس الليبية (الشرق الأوسط)
الدكتور أسامة الأزرق نقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس الليبية (الشرق الأوسط)
TT

نقيب «هيئة التدريس» في جامعة طرابلس لـ«الوحدة»: مطالبنا أو الاعتصام

الدكتور أسامة الأزرق نقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس الليبية (الشرق الأوسط)
الدكتور أسامة الأزرق نقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس الليبية (الشرق الأوسط)

رسم الدكتور أسامة الأزرق، نقيب أعضاء هيئة التدريس في جامعة طرابلس الليبية، صورة قاتمة للأوضاع في الجامعات هناك، واتهم حكومة «الوحدة» المؤقتة، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بـ«عدم الوفاء» بتعهدات قطعتها في السابق على نفسها بالاستجابة لمطالب أساتذة الجامعات.

وقال الأزرق، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» من العاصمة طرابلس، إن هيئة التدريس بجامعة طرابلس قررت التصعيد ضد الحكومة بسبب «عدم وفاء الحكومة بوعودها السابقة لنا»، مشيراً إلى أنه كان هناك اتفاق مبرم بين الحكومة والنقابة العامة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بحضور ورعاية الصديق الصور النائب العام، تم بموجبه وقف النقابة للاعتصام والعودة للدراسة، مقابل أن تلتزم الحكومة بمطالبنا.

وتتمثل هذه المطالب في تطبيق قرار إيفاد المعيدين وأعضاء التدريس من حملة الماجستير إلى الخارج لاستكمال الدراسة، وكذلك تطبيق القانون الخاص بشأن زيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس، والشروع في تنفيذ الإجازة العلمية، وهي إيفاد أعضاء هيئة التدريس لفترة 6 شهور، وفق القانون لحضور المؤتمرات العلمية والندوات وزيادة التحصيل العلمي.

وأضاف الأزرق: «للأسف، نقترب من منتصف مايو (أيار)، ولم تنفذ الحكومة الاتفاق، الذي وعدت به، ولهذا نقرر العودة للاعتصام»، لكنه لفت إلى وجود انفراجة نسبية في الأزمة، «من بينها الموافقة على تنفيذ قرار الإيفاد، وهناك أيضاً مساعٍ لتطبيق قانون زيادة المرتبات».

ومضى إلى القول: «بالتالي، منحنا مهلة أخرى للحكومة، إلى منتصف يونيو (حزيران) المقبل، فإذا لم تنفذ أو تلتزم الحكومة بتطبيق هذه المطالب، سيكون هناك اجتماع في 22 من الشهر ذاته في جامعة طبرق، لربما يتم من خلاله الإعلان عن الاعتصام».

وعن مبررات عدم تحقيق هذه المطالب، رغم وعود الحكومة والمجلس الرئاسي سابقاً بتنفيذها، أوضح الأزرق أنه «في الاعتصام السابق لأعضاء هيئة التدريس، جادل (جهاز الأمن الداخلي) التابع لحكومة (الوحدة)، بأن هذا الاعتصام يؤثر على الأمن القومي».

وفيما أشيع عن خطفه، قال إنه «لم يكن صحيحاً؛ فلم تكن عملية خطف، بل مجرد تحقيق وأعلن عنه الجهاز في بياناته الرسمية».

وقال: «ليست لنا علاقة بالوضع السياسي، وهدفنا تحقيق مطالبنا فقط»، لافتاً إلى أن «الأوضاع في الجامعة مستقرة وليست هناك أي مشاكل أو احتكاكات مع أي تشكيلات عسكرية»، لافتاً إلى أن العمل في الجامعة «يتم بشكل جيد، وليس هناك أي تدخل من أي جهة، فقط نطالب بحقوقنا».

وتابع نقيب أعضاء هيئة التدريس بجامعة طرابلس الليبية: «ليست لدينا علاقة بأي أجندة أو أغراض سياسية، الهدف الأساسي هو المطالبة بتحقيق حقوقنا وتنفيذها؛ والنقابة العامة تشمل كل ليبيا، سواء في المنطقة الشرقية أو الجنوبية أو الوسطى، أي لم يطلها التقسيم السياسي الحاصل، وليست لدينا أي أجندة أخرى».

ورداً على سؤال بشأن حال الجامعات الليبية في ظل الأوضاع الحالية؟ قال الأزرق إن وضع الجامعات سيئ جداً، ووصف البيئة التعليمية بأنها تعاني بشدة، لافتاً إلى وجود نقص شديد في المعامل وأجهزة ومعدات الكمبيوتر ومواد التشغيل والتجارب، خصوصاً في العلوم التطبيقية الطبية والهندسية والزراعية.

وتابع: «للأسف جامعاتنا تفتقر للمعامل، التي أصبحت الآن شبه خاوية، ومعظم الدراسات تتم بشكل نظري فقط، ولهذا نطالب بتحسين بيئة العمل، وإيفاد أعضاء التدريس حتى يطوروا أنفسهم ويعودوا بإمكانات أفضل لمتابعة العملية التعليمية».

وأضاف: «كذلك نطلب الصرف على الجامعات وتحسين البيئة العلمية، لأن بدون الجامعات لن تتحقق أي فائدة أو تنمية للوطن والمجتمع والدولة».

وختم الأزرق حديثه بأن الحكومة الحالية «أهملت بند الإنفاق على الجامعات، واختصرته في الصرف فقط على المرتبات؛ ولكن كبنية تحتية وشبكات اتصالات وتوأمة مع الجامعات الأوروبية والأميركية والأجنبية، للأسف كل هذا تم إيقافه، ما ينعكس بشكل سيئ على مردود العملية التعليمية، وأيضاً على الأستاذ الجامعي والطالب، ثم الدولة بصفة عامة».


السيسي: نفكر في زراعة محاصيل أكثر ربحاً من القمح

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
TT

السيسي: نفكر في زراعة محاصيل أكثر ربحاً من القمح

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (إ.ب.أ)

قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اليوم (الاثنين)، إن زراعة محاصيل أكثر ربحية وقابلية للتصدير من القمح قد تعود بالنفع على البلاد.

وقال السيسي في حفل بمناسبة موسم حصاد القمح المحلي الحالي: «متقوليش النهاردة أنا عندي أقدر أزرع مليون فدان بالقمح يطلعولي بنص مليون طن أو حاجة، وأنت تقدر تزرع بيهم منتجات أخرى تساوي قيمة القمح ثلاث مرات، دا نقاش بنتكلم فيه».

وأضاف أن مصر يمكنها تصدير هذه المحاصيل المربحة واستخدام عائداتها في استيراد القمح.

ومصر واحدة من أكبر مستوردي القمح في العالم، وعادة ما تستورد ما يقرب من 10 ملايين طن سنوياً. وتستورد الحكومة نحو نصف هذه الكمية لتوفير الخبز المدعوم لعشرات الملايين من المصريين.

وتمثل محدودية الموارد المائية وازدياد عدد السكان تحديات أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح في مصر.


النيابة التونسية تمدد التحفظ على إعلاميَين معارضيَن

محامون تونسيون يرفعون لافتات احتجاجية يوم الاثنين اعتراضاً على اعتقال زميلتهم (إ.ب.أ)
محامون تونسيون يرفعون لافتات احتجاجية يوم الاثنين اعتراضاً على اعتقال زميلتهم (إ.ب.أ)
TT

النيابة التونسية تمدد التحفظ على إعلاميَين معارضيَن

محامون تونسيون يرفعون لافتات احتجاجية يوم الاثنين اعتراضاً على اعتقال زميلتهم (إ.ب.أ)
محامون تونسيون يرفعون لافتات احتجاجية يوم الاثنين اعتراضاً على اعتقال زميلتهم (إ.ب.أ)

مددت النيابة العامة في تونس، الاثنين، التحفظ على إعلاميين اثنين بعد توقيفهما يوم السبت الماضي، بينما بدأ المحامون إضراباً عن العمل ليوم واحد في أرجاء البلاد احتجاجاً على إلقاء القبض على محامية بارزة تنتقد الرئيس بشدة، وسط أزمة سياسية في البلاد.

واقتحمت الشرطة التونسية، يوم السبت، مبنى هيئة المحامين تنفيذاً لقرار قضائي، واعتقلت المحامية سنية الدهماني المعروفة بتصريحاتها المنتقدة لسياسات الرئيس قيس سعيد بسبب تصريح قالت فيه إن «تونس بلد لا يطيب فيه العيش». وفي اليوم نفسه، تم أيضاً توقيف إعلاميين في إذاعة «آي إف إم»، وهما مراد الزغيدي وبرهان بسيس، بسبب «تعليقات إذاعية ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي»، وفقاً لمحامين.

وتجمع عشرات المحامين الاثنين أمام قاعة المحكمة، حيث بدأ القاضي الاستماع إلى الدهماني، رافعين شعارات «حريات حريات لا قضاء التعليمات»، و«يا للعار المحامين في الحصار»، و«يا سنية لا تهتمي الحريات تفدى بالدم».

وقالت المسؤولة في نقابة الصحافيين أميرة محمد: «المحاماة والصحافة هما من ركائز الحرية، واليوم الصحافيون والمحامون يواجهون قيوداً مستمرة ويلاحَقون فقط بسبب آرائهم».

وتجمع مئات المتظاهرين في العاصمة تونس، الأحد، للمطالبة بالإفراج عن الصحافيين والناشطين وشخصيات المعارضة المسجونين، وكذلك تحديد موعد لإجراء انتخابات رئاسية نزيهة وتنقية المناخ السياسي. وجاء الاحتجاج وسط أزمة اقتصادية وسياسية وموجة من الاعتقالات طالت صحافيين ومحامين وناشطين ومعارضين.

ويقبع أغلب قيادات المعارضة خلف القضبان منذ أشهر، ومن بينهم عبير موسي زعيمة «الحزب الدستوري الحر»، وراشد الغنوشي رئيس «حزب النهضة الإسلامي» (إخوان تونس)، بالإضافة إلى قيادات بارزة من المعارضة من بينهم جوهر بن مبارك، وغازي الشواشي، ورضا بلحاج، وعصام الشابي، وعبد الحميد الجلاصي، وخيام التركي، بشبهة «التآمر على أمن الدولة»

وتولى سعيد منصبه بعد انتخابات حرة في عام 2019، لكنه سيطر بعد عامين على أغلب الصلاحيات عندما حل البرلمان المنتخب، وانتقل إلى الحكم بمراسيم، وهي خطوات وصفتها المعارضة بـ«الانقلاب». ويرفض سعيد هذا الاتهام ويقول إن خطواته «قانونية» وتهدف إلى إنهاء «سنوات من الفوضى والفساد» والبدء في محاسبة جميع المتورطين بغض النظر عن مناصبهم أو انتماءاتهم السياسية.


السيسي يؤكد أن تكلفة «المقيمين» في مصر تصل إلى 10 مليارات دولار

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي يؤكد أن تكلفة «المقيمين» في مصر تصل إلى 10 مليارات دولار

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (الرئاسة المصرية)

جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي التأكيد أن التكلفة المباشرة لاستضافة اللاجئين والمهاجرين والمقيمين الأجانب داخل مصر تصل إلى 10 مليارات دولار سنوياً، وهو الرقم الذي أعلنه للمرة الأولى رئيس الوزراء، مصطفى مدبولي نهاية الشهر الماضي في مؤتمر اقتصادي.

ووفق تقديرات حكومية مصرية ودولية، فإن أعداد اللاجئين والأجانب المقيمين على أراضيها تتعدى 9 ملايين أجنبي، من نحو 133 دولة.

وخلال افتتاحه عددا من المشروعات الزراعية، الاثنين، قال الرئيس المصري إن الضيوف يستهلكون مياهاً تصل إلى 4.5 مليار متر سنوياً، إذا ما تم احتساب متوسط استهلاك المياه في مصر بنحو 500 متر، معتبراً أن ذلك يمثل عبئاً كبيراً على استهلاك 106 ملايين مصري.

وشدد السيسي على أن المياه تشكل تحدياً كبيراً جداً لمصر، في ظل ثبات مواردها، ما دفع الحكومة للتوسع في محطات التحلية والمعالجة رغم تكلفتها المرتفعة.

واعتبر السيسي أثناء افتتاح «مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة»، أن الدولة لم يكن لها خيار ثانٍ سوى إنشاء محطات رفع المياه لاستصلاح الأراضي للاستفادة من 7.5 مليون متر مياه، موضحاً أن تكلفة إنشاء محطات رفع المياه لنقلها إلى الأراضي الزراعية المستصلحة في الصحراء بلغت نحو 300 مليار جنيه (الدولار 47.3 جنيهاً).

وتعكس هذه الأرقام جزءاً مما تتحمله الدولة في مسألة المياه فقط مع الأعداد الكبيرة من اللاجئين التي دخلت مصر في السنوات الأخيرة، وفق عضو مجلس النواب (البرلمان) الدكتورة ألفت المنزلاوي، التي تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن «الوضع بات يتجاوز ما يمكن قبوله بالنظر لموارد الدولة المصرية والأعباء التي تواجهها».

ويحتاج كل شخص لنحو ألف متر مكعب من المياه سنوياً، وفق أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، الدكتور عباس شراقي الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن هذه النسبة تكون موزعة ما بين 820 متراً يستخدمها بشكل مباشر في الحياة اليومية والباقي ما يعادل قيمته محاصيل يتم استيرادها من الخارج.

وأضاف أن حصة مصر من مياه النيل تصل لنحو 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، بينما يصل إجمالي كميات المياه داخل مصر المتاحة للاستخدام لنحو 82 مليار متر مكعب من الأمطار ومياه الصرف المعالجة والمياه الجوفية، مشيراً إلى أن تكلفة تحلية متر مياه البحر المكعب تصل إلى دولار، وتكلفة معالجة متر المياه لإعادة الاستخدام تصل إلى نحو 33 سنتاً.

وتواجه مصر تدفقات مستمرة من مهاجرين اضطروا إلى ترك بلادهم؛ بسبب الصراعات أو لأسباب اقتصادية ومناخية، خصوصاً من دول الجوار العربي والأفريقي، ومنها سوريا، واليمن، والسودان وفلسطين، فيما أعلنت الحكومة المصرية في يناير (كانون الثاني) الماضي بدء عملية شاملة لـ«حصر أعداد اللاجئين والأجانب المقيمين على أراضيها، وتقدير تكلفة استضافتهم والأعباء التي تتحملها الدولة نظير رعايتهم»، خاصة الخدمات التعليمية والصحية وتوفير السلع الأساسية لهم.

عودة إلى عضوة مجلس النواب التي تشير إلى أن جزءاً رئيسياً من الأزمة أن غالبية الذين وفدوا إلى مصر يبحثون عن فرص عمل ولديهم ظروف اقتصادية صعبة وبحاجة للبحث عن قوت يومهم في بلد تتجاوز نسبة الشباب فيه 52 في المائة وعدد ليس بالقليل منهم يبحث عن فرص عمل ولديه التزامات يسعى لتوفيرها.

وأشارت إلى أن تحمل الحكومة لعبء تكلفة الاستضافة بهذه الأرقام الكبيرة أمر يحتاج إلى مراجعة ووقفة، خصوصاً بظل الأوضاع الاقتصادية العالمية بالغة السوء، وحاجة المصريين للاستفادة من اقتصاد بلادهم، وشعورهم بتحسن الوضع الاقتصادي.

وفي مارس (آذار) الماضي، أكد وزير الموارد المائية والري المصري، هاني سويلم، أن «مصر تُعد مثالاً للبلدان التي تواجه التحديات المزدوجة المتمثلة في ندرة المياه وتغير المناخ، حيث يبلغ نصيب الفرد من موارد المياه المتجددة بمصر 50 في المائة من خط الفقر المائي العالمي».

ويؤكد أستاذ الموارد المائية والري أن الزيادة السكانية مع محدودية موارد المياه تدفع البلاد نحو البحث عن حلول غير تقليدية لتوفير المياه الأمر الذي يتكلف مزيداً من الأموال ويضغط على موازنة الدولة.


روسيا تدافع عن وجودها العسكري في شرق ليبيا

لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)
لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)
TT

روسيا تدافع عن وجودها العسكري في شرق ليبيا

لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)
لقاء سابق بين خالد نجل حفتر مع سفير روسيا (رئاسة أركان الوحدات الأمنية بـ«الجيش الوطني»)

دافع السفير الروسي لدى ليبيا أيدار أغانين، عن وجود بلاده العسكري في شرق وجنوب البلاد، تزامناً مع زيارة يقوم بها مسؤولون من الغرب الليبي، إلى موسكو.

وقال أغانين، في تصريحات تلفزيونية مساء الأحد، إن الوجود العسكري الروسي يتم بالتنسيق مع مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني»، المتمركز في شرق البلاد.

وبعدما أشار السفير في حواره مع قناة «ليبيا الأحرار» إلى أن أي وجود عسكري في الشرق والجنوب «تم بالتنسيق مع الجهات الليبية الرسمية»، وهي مجلس النواب والقيادة العامة للجيش، «تساءل هل هذا خارج إرادة الليبيين؟»، لافتاً إلى أن وجود روسيا العسكري في ليبيا صار أقرب لـ«البعبع» الذي يُخيف الأولاد، على حد تعبيره، وأضاف: «كل ما يحدث في ليبيا، يتم بالتنسيق مع الجهات الرسمية، سواء في الشرق أو الغرب».

وفى الإطار نفسه، من المقرر أن يتوجه عبد الله اللافي عضو «المجلس الرئاسي» إلى موسكو، الاثنين، برفقة محمد الحداد رئيس أركان القوات الموالية لحكومة «الوحدة» المؤقتة (المُسيطرة في غرب البلاد)، في زيارة عمل رسمية سيلتقي خلالها عدداً من القيادات العسكرية وكبار المسؤولين في وزارة الدفاع الروسية بموسكو لإجراء مباحثات في عدد من القضايا تهم الجانبين الليبي والروسي.

سياسياً، وبينما ينتظر الليبيون تحرك نائبة مبعوث الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ستيفاني خوري، لجهة لم شمل الأفرقاء السياسيين، وجه رئيس «المجلس الأعلى للدولة» محمد تكالة، اتهامات للمبعوث الأممي عبد الله باتيلي (المستقيل) بأنه «لم يصمد أمام التدخل الأجنبي فقدم استقالته». ورأى تكالة في حديث إلى شبكة «بي بي سي» أن باتيلي «لم يقدم شيئاً لإدارة المشهد السياسي والحوار في ليبيا».

اجتماع سابق للدبيبة مع رئيس شركة الخدمات (حكومة «الوحدة»)

وفي شأن آخر، أعلنت شركة الخدمات العامة بالعاصمة طرابلس، والمسؤولة عن منظومة جمع المخلفات، في بيان مقتضب، الاثنين، عودة جميع فروعها وإداراتها لأعمالها الطبيعية والمكلفة بها، بناءً على تعليمات الدبيبة، بعد يوم من تعليق الشركة عملها، عقب ما تردد عن قيام «اللواء 444 قتال» التابع للحكومة، بحبس مجموعة من عمال وسائقي الشركة، التي قامت في المقابل بسحب جميع الآليات إلى مقراتها وأعلنت الإضراب عن العمل.

ووزعت الشركة الاثنين، صوراً لخروج آلياتها وعمالها لمباشرة أعمالهم، بما في ذلك جمع القمامة من طريق عين زارة الرئيسية في طرابلس.

وقالت حكومة «الوحدة»، الاثنين، في بيان مماثل، إن الدبيبة وجه تعليماته لرئيس ومدير الشركة بمباشرة أعمالهما، وإصدار التعليمات لموظفي الشركة بمباشرة أعمالهم، وذلك رداً على تقرير الشركة، بشأن ما وصفته بـ«العراقيل الأمنية» التي واجهت سير عمل موظفيها وأدت إلى تعليق أعمالهم.

ورصد سكان محليون تكدس القمامة في أنحاء العاصمة، بعد إضراب الشركة وسحب جميع سياراتها من الشوارع.

من جهة أخرى، أعلن عماد الطرابلسي وزير الداخلية المكلف بحكومة «الوحدة»، ترقية 5 ضباط من «جهاز الأمن العام»، من بينهم شقيقه عبد الله الطرابلسي الشهير بـ«الفراولة»، الذي منحه رتبة لواء بدلاً من عميد، كترقية استثنائية.

صورة وزعتها حكومة «الاستقرار» لاجتماع وزيرها للاتصالات مع مسؤول شركة سعودية

وعلى صعيد آخر، قالت حكومة «الاستقرار» برئاسة أسامة حماد، إن وزيرها للاتصالات والمعلوماتية سالم الدرسي، بحث الاثنين في مدينة بنغازي، مع المهندس محمد سيد تقي، مدير منتجات شركة «ريناد المجد السعودية» (RMG)، سُبل الاستفادة من خبراتها في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات.

وأوضحت الحكومة في بيان، أن تقى قدم عرضاً مرئياً عن اختصاصات الشركة في مجالات تقنية المعلومات المختلفة وأعمالها المتميزة في دعم عملية التحول الرقمي بالمملكة العربية السعودية وفقاً لرؤية المملكة 2030، كما استعرض الشراكات الاستراتيجية للشركة السعودية مع كبرى الشركات العالمية المختلفة المصنعة للتقنية، معرباً عن رغبتهم في دخول السوق الليبية ضمن الاستراتيجية الوطنية الليبية للاتصالات والتحول الرقمي 2025 - 2029.


وقائع الإطاحة بمسؤولين ليبيين تورطوا بتهريب 26 طن ذهب

جانب من سبائك ذهب عثر عليها قبل تهريبها إلى الخارج (مكتب النائب العام)
جانب من سبائك ذهب عثر عليها قبل تهريبها إلى الخارج (مكتب النائب العام)
TT

وقائع الإطاحة بمسؤولين ليبيين تورطوا بتهريب 26 طن ذهب

جانب من سبائك ذهب عثر عليها قبل تهريبها إلى الخارج (مكتب النائب العام)
جانب من سبائك ذهب عثر عليها قبل تهريبها إلى الخارج (مكتب النائب العام)

وضع النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور حداً لقصة محاولة تهريب «كمية كبيرة» من الذهب، التي جرت وقائعها في منتصف ديسمبر (كانون الأول) 2023، وتسببت في وقف مؤقت لحركة الطيران بمطار مصراتة الدولي حينها.

وأعلن مكتب النائب العام، في وقت متأخر من مساء (الأحد)، جانباً من هذه القصة، التي أثارت لغطاً وجدلاً واسعين في البلاد خلال الأشهر الخمسة الماضية، وقال إن جهة التحقيق انتهت إلى حبس مدير عام مصلحة الجمارك؛ ورؤساء مركز جمرك مطار مصراتة، والمراجعة، ولجنة التصدير المؤقت للذهب، وذلك لـ«تآمرهم مع آخرين على إخراج نحو 26 ألف كيلوغرام من سبائك الذهب بالمخالفة للتشريعات الناظمة».

النائب العام الليبي الصديق الصور (مكتب النائب العام)

وكانت الأوساط الليبية قد انشغلت بالحديث حول تورط مجموعات مسلحة في محاولة تهريب «أكبر كمية من الذهب» خارج البلاد، وذلك بعد إغلاق منظومة الجوازات وتوقف حركة الطيران بمطار مصراتة الدولي، إثر خلافات حادة اندلعت بين الأجهزة الأمنية القائمة على إدارته.

في تلك الأثناء، التزمت السلطات الرسمية في طرابلس العاصمة الصمت حيال الوقعة، بينما تصاعدت اتهامات «جهاز الأمن الداخلي» لـ«القوة الأمنية المشتركة بمصراتة» بالضلوع في عملية تهريب الذهب إلى تركيا. علماً بأن القوتين تتبعان حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة.

ومع إثارة هذه القضية دوامة واسعة من الجدل، طالب سياسيون وحقوقيون ليبيون النائب العام بفتح تحقيق للكشف عن ملابسات «تهريب ثروات ليبيا إلى الخارج وسرقة المال العام ومحاسبة المسؤولين».

وتعاني ليبيا من تفشي الفساد في جُل مؤسسات الدولة، بالنظر إلى الانقسام السياسي الذي تعانيه ويلقي بظلاله على منافذ البلاد الجوية والبرية والبحرية.

وقال رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، أحمد عبد الحكيم حمزة، إن واقعة تهريب الذهب التي شغلت الرأي العام «تعدّ شكلاً من أشكال الفساد الذي استشرى في جميع المرافق والجهات السيادية والأمنية والخدمية؛ وهذا ناتج عن سياسة الإفلات من العقاب التي سادت خلال الفترات الماضية»، منوهاً بأن مثل هذه العمليات ممن يسيئون استغلال سلطاتهم الوظيفية، «تضرّ باقتصاد ليبيا وبأمنها القومي، فضلاً عن استنزاف ثرواتها الثمينة وتجريفها».

وفي إطار ما بات ملحوظاً لعموم الليبيين من جهود يضطلع بها مكتب النائب العام لمكافحة مثل هذه الجرائم، لفت حمزة، في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن جهود النيابة العامة والأجهزة الضبطية «باتت تترصد لمثل هذه الممارسات التي يجرمها القانون ويعاقب عليها».

ومع كشف النيابة العامة عن أبعاد هذه القضية، فإن بعض الليبيين لا يزالون يتحدثون عن «تورط شخصيات كبيرة في هذه الواقعة، لكن لم تطلها بعد يد السلطة القضائية».

جانب من سبائك ذهب عثر عليها قبل تهريبها إلى الخارج (مكتب النائب العام)

وسبق أن تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تسجيلاً صوتياً، يوثّق محادثة بين مسؤولين من جمارك مصراتة وآخرين من «القوة الأمنية المشتركة»، حول سبل تهريب كميات كبيرة من الذهب خارج ليبيا.

في تلك الأثناء علّق سياسيون ليبيون كثيرون على الواقعة، وقال عضو «المؤتمر العام» السابق محمود عبد العزيز، إنه «استمع مثل غيره لتسريبات حول تهريب الذهب من مطار مصراتة... شيء مخجل أن يحدث هذا من أجهزة كنا نأمل أن تكون هي التي تكافح التهريب واستنزاف موارد البلاد».

وتحتل ليبيا المرتبة الثالثة في احتياطي الذهب بامتلاكها 117 طناً خلال العام الماضي، بحسب موقع «بيزنس إنسايدر أفريكا»، لكنها تحتل المرتبة 170 في مؤشر مدركات الفساد للعام ذاته، مرتفعة مرتبة واحدة عن عام 2022 حين جاءت في المرتبة 171 من أصل 180 دولة يشملها المؤشر.

ووصف مكتب النائب العام التورط في جريمة تهريب الذهب من قبل مسؤولي الشؤون الجمركية بالمطار، في معرض الكشف عنها، بأنها «تآمر وممارسة سلوكيات غير رشيدة»، متوعداً بمواصلة التصدي لمثل هذه الجرائم.

وكان النائب العام قد أعلن، في مستهل العام الحالي، أن النيابة العامة بدأت التحقيق في قضية تهريب الذهب عبر مطار مصراتة، وقال في مؤتمر صحافي، إن «جهاز الأمن الداخلي» أحال إليه تقريراً حول واقعة التهريب، متوعداً بأنه «إذا ثبت أن إدارة الجمارك بالمطار ارتكبوا جرائم سوف تتخذ ضدهم الإجراءات القانونية».

وبجانب تهريب الذهب والوقود من ليبيا، لم تسلم البلاد من عمليات تنقيب غير شرعية عن هذا الخام، إذ تتبنى تقارير غير رسمية أن دولاً ومنظمات تعمل على ذلك. وفي نهاية العام الماضي، قالت النيابة الليبية إن مأمور الضبط القضائي، بجهاز الاستخبارات الليبية، لاحظ وجود أربعة أشخاص يحملون الجنسية الصينية دخلوا ليبيا بشكل غير قانوني انخرطوا مع آخرين من ليبيا وتشاد في التنقيب عن الذهب في الجنوب الليبي.


حرب السودان: الحرائق الناجمة عن القتال دمرت أو ألحقت الضرر بـ 72 قرية

لقطة من فيديو تظهر دخانا أسود وحريقا في سوق مدينة أم درمان بالسودان 15 مايو 2023 (رويترز)
لقطة من فيديو تظهر دخانا أسود وحريقا في سوق مدينة أم درمان بالسودان 15 مايو 2023 (رويترز)
TT

حرب السودان: الحرائق الناجمة عن القتال دمرت أو ألحقت الضرر بـ 72 قرية

لقطة من فيديو تظهر دخانا أسود وحريقا في سوق مدينة أم درمان بالسودان 15 مايو 2023 (رويترز)
لقطة من فيديو تظهر دخانا أسود وحريقا في سوق مدينة أم درمان بالسودان 15 مايو 2023 (رويترز)

قالت منظمة حقوقية مقرها المملكة المتحدة، اليوم (الاثنين)، إن الحرائق الناجمة عن القتال في السودان دمرت أو ألحقت أضراراً بـ72 قرية الشهر الماضي، ما سلط الضوء على استخدام النار كسلاح حرب في الصراع في الدولة الأفريقية.

ويقول محققون من موقع «سودان ويتنس»، وهو مشروع يديره «مركز الصمود» غير الربحي، إن عدد الحرائق أكبر من أي شهر آخر منذ بدء الحرب في منتصف أبريل (نيسان)، ويرفع أيضاً العدد الإجمالي للحرائق إلى 201 في السودان منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني والقوة شبه العسكرية المنافسة في السودان، حسبما أفادت وكالة «أسوشييتد برس».

ولم يقدم التحليل أي أرقام للضحايا من الحرائق.

وفي الحرب في السودان، كثيراً ما استخدمت قوات «الدعم السريع» شبه العسكرية النار، مما أدى إلى اشتعال النيران في قرى بأكملها، خاصة في منطقة دارفور غرب السودان.

دمرت الحرب البلاد ودفعت سكانها إلى حافة المجاعة. وقُتل أكثر من 14 ألف شخص وجُرح الآلاف. ونزح مئات الآلاف. وقال مركز «الصمود المعلوماتي» إن عدد الحرائق ارتفع خاصة في شمال وغرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تواجه هجوماً وشيكاً.

وشهدت مدينة الفاشر، الجمعة، قتالاً عنيفاً بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» شبه العسكرية وحلفائهما. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) إن ما لا يقل عن 27 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات. ونزح أكثر من 800 شخص.


تحقيق جزائري في وفاة 5 أطفال غرقاً

«متنزه الصابلات» الجزائري (فيسبوك)
«متنزه الصابلات» الجزائري (فيسبوك)
TT

تحقيق جزائري في وفاة 5 أطفال غرقاً

«متنزه الصابلات» الجزائري (فيسبوك)
«متنزه الصابلات» الجزائري (فيسبوك)

أفاد القضاء الجزائري، الاثنين، بتوقيف 7 أشخاص، ووضعهم تحت المراقبة على خلفية وفاة 5 أطفال غرقاً في «منتزه الصابلات» بالعاصمة الجزائرية، مساء السبت.

وكشف مجلس القضاء الجزائري في بيان له عن «فتح تحقيق ابتدائي معمق ودقيق إثر وفاة الأطفال الخمسة غرقاً أثناء رحلتين للنزهة خاصتين بالأطفال؛ الأولى نُظمت من قِبل دار الشباب الشهيد مزاري الحسن ببلدية عين بوسيف، والثانية من قبل جمعية المرجان، بولاية المدية التي تقع على مسافة 90 كيلومتراً جنوب العاصمة الجزائرية».

وأوضح المجلس في بيانه أن «نيابة الجمهورية لدى محكمة حسين داي تحقق في الواقعة والظروف والملابسات التي صاحبتها، خصوصاً مدى توافر الشروط القانونية والتنظيمية المتعلقة بحماية الأطفال المعنيين بمثل هذه الأنشطة، والمحافظة على سلامتهم الجسدية، مع تحديد مسؤولية كل من يثبت ضلوعه في واقعة الحال».

وأفاد بأن «النتائج الأولية للتحقيق الابتدائي أسفرت عن توقيف 7 أشخاص جرى وضعهم تحت النظر، والتحفظ عليهم في انتظار استكمال إجراءات التحقيق».

وسبَّبت واقعة غرق الأطفال صدمة في الشارع الجزائري، وتعاطفاً كبيراً مع أسر الضحايا، بينما وصفها رئيس البلاد عبد المجيد تبون في رسالة تعزية لعائلات الأطفال الذين شيعوا إلى مثواهم الأخير في أجواء مهيبة، الأحد، بأنها «فاجعة مروعة».