تجدد الحرائق في غابات شرق الجزائر

«مصلحة الأرصاد» حذرت من موجة حر تضرب شمال شرقي البلاد

TT

تجدد الحرائق في غابات شرق الجزائر

اندلاع النيران بأحد بلدات بداية (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)
اندلاع النيران بأحد بلدات بداية (حسابات ناشطين بالإعلام الاجتماعي)

اندلعت ليل أمس الجمعة - السبت حرائق هائلة بولايتي بجاية وتيزي وزو المتجاورتين شرق الجزائر، وفي حين تم إخماد حرق تيزي وزو، تتواصل العمليات للسيطرة على حريق بجاية، بحسب بيان للحماية المدنية نُشر اليوم (السبت).

وأفاد مدير الحماية المدنية لولاية بجاية، الواقعة شمال الجزائر، بنشوب حريق بإحدى غابات منطقة عش الباز ببوليمات. وأضاف المسؤول الجزائري، بحسب تقرير لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أنه تم تسخير رتل متنقل تابع للولاية، وأرتال من البويرة وسطيف وبرج بوعريريج، مشيراً إلى أنه لم يتم تسجيل أي خسائر. كما تم إخلاء المناطق الآهلة تفادياً لأي مخاطر.

كما اندلع حريق في غابة مهوي قرب مدينة تيشي، وحريق آخر في غابة عش الباز بولاية بجاية، وحريق ثالث في غابة قرية إيغداسن بولاية تيزي وزو. وذكرت الحماية المدنية أنه «تم إخماد حريق غابة مهوي وهو تحت الحراسة»، بينما تتواصل عمليات الإخماد «في غابة عش الباز... والحريق متحكَّم فيه». أما في تيزي وزو فقد تم إخماد الحريق و«عملية الحراسة متواصلة». واندلعت الحرائق ليلاً، وشاركت في مواجهتها فرق للتدخل من ولايات برج بوعريريج وسطيف والبويرة المجاورة، وكذلك من العاصمة. وأوضحت التقارير الجزائرية أن مساحة النيران اتسعت نحو المناطق المأهولة بعش الباز وبوليماط، حتى الحدود مع بلدية توجة.

وتدخلت فرق الوحدة الرئيسية للحماية المدنية مدعومةً بفرق المركز المتقدم بالطاهير لإخماد الحريق الذي نشب في المنطقة بالطريق الوطنية 43 واد منشة في ولاية جيجل. كما تدخلت مروحيات الإسعاف الجوي أيضا، بحسب «الحماية المدنية» التي لم تشر إلى سقوط ضحايا. وفي نهاية يوليو (تموز) شهدت المناطق نفسها حرائق هائلة أدَّت إلى مصرع 34 شخصاً، وأتت على مساحات شاسعة من الغابات والأشجار المثمرة، علماً بأن شمال الجزائر وشرقها يشهدان سنوياً حرائق غابات، وهي ظاهرة تتفاقم عاماً بعد آخر بسبب تأثير التغير المناخي، الذي يؤدي إلى جفاف وموجات حر شديد. وكانت «مصلحة الأرصاد الجوية» قد حذرت في نشرة خاصة من موجة حر في مناطق شمال شرقي البلاد، منها بجاية وتيزي وزو يومي السبت والأحد، حيث قد تصل درجات الحرارة إلى 43 درجة.

وشهدت الجزائر، خلال العام الحالي، العديد من الحرائق التي نشبت في الغابات، وحسب إحصاءات وزارة الداخلية عن حرائق الجزائر 2023، فقد بلغ تعداد ما جرى رصده 97 حريقاً في غابات 16 ولاية، وسط محاولات من قوات الجيش الجزائري وقوات الحماية المدنية للسيطرة على حرائق الغابات، حيث جرت مشاركة طائرات «بيرييف 200» التابعة للجيش، وأخرى مستأجرة في عمليات جهود الإطفاء، إلى جانب 8 آلاف رجل إطفاء، و529 شاحنة من مختلف الأحجام في عمليات الإخماد.

فرق الدفاع المدني يحاول إخماد النيران التي اندلعت بمحافظة جيجل الصيف الماضي (الدفاع المدني)

وخلال موجة الحرائق التي ضربت شرق البلاد في أواخر يوليو الماضي، أبدى كثير ممن تكبدوا خسائر جراء النيران غضباً من ضعف الإمكانيات الخاصة بمواجهة الحرائق محلياً. كما أكَّد بعضهم، في شهادات للصحافة، أن فرق الإنقاذ وصلت «بعد فوات الأوان»، أو لم تأتِ أصلاً في بلدات أخرى. كما تساءل آخرون عن «مصير» وعود الحكومة بشراء طائرات إخماد النيران، قبل عامين، عندما أكلت الحرائق محافظات بالشرق، مخلفةً وراءها 42 قتيلاً ودماراً هائلاً في الأملاك.


مقالات ذات صلة

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي جو بايدن خلال جولته في الأمازون (أ.ف.ب)

بايدن في زيارة غير مسبوقة للأمازون

يزور جو بايدن الأمازون ليكون أول رئيس أميركي في منصبه يتوجه إلى هذه المنطقة، في وقت تلوح فيه مخاوف بشأن سياسة الولايات المتحدة البيئية مع عودة دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (أمازوناس)
الولايات المتحدة​ امرأة وزوجها وسط أنقاض منزلهما الذي أتى عليه الحريق في كاماريللو (أ.ب)

حرائق كالفورنيا «تلتهم» أكثر من 130 منزلاً

أكد عناصر الإطفاء الذين يعملون على إخماد حريق دمّر 130 منزلا على الأقل في كالفورنيا أنهم حققوا تقدما في هذا الصدد الجمعة بفضل تحسن أحوال الطقس.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
الولايات المتحدة​ رجل إطفاء يوجه خرطوم مياه نحو النار في منزل دمّره حريق «ماونتن فاير» قرب لوس أنجليس (أ.ف.ب)

السيطرة على حرائق غابات مدمّرة قرب لوس انجليس

بدأ رجال الإطفاء السيطرة على حريق غابات استعر قرب مدينة لوس انجليس الأميركية وأدى إلى تدمير ما لا يقل عن 132 مبنى.

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)
المشرق العربي زراعة 3 آلاف غرسة في غرب حمص أواخر العام الماضي قام بها طلبة متطوعون (مواقع)

موجة حرائق تلتهم مساحات واسعة من قلب سوريا الأخضر

صور الحرائق في سوريا هذه الأيام لا علاقة لها بقصف حربي من أي نوع تشهده البلاد وجوارها، بعيدة عن الاهتمام الإعلامي وقريبة من ساحات الحرب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
الولايات المتحدة​ رجال الإطفاء يخمدون حريقاً  ألحق أضراراً بالعديد من المباني في أوكلاند بكاليفورنيا (رويترز)

كاليفورنيا: المئات يخلون منازلهم بسبب حريق غابات

أعلن مسؤول في إدارة الإطفاء الأميركية إنه تم إصدار أوامر للمئات من سكان شمال ولاية كاليفورنيا بإخلاء منازلهم في أحد أحياء مدينة أوكلاند بسبب حريق ينتشر سريعاً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

وصول أولى المساعدات الإنسانية إلى الخرطوم

السودان التزم بتقديم جميع التسهيلات المعنية «بانسياب تدفق المساعدات الإنسانية» (وسائل إعلام سودانية)
السودان التزم بتقديم جميع التسهيلات المعنية «بانسياب تدفق المساعدات الإنسانية» (وسائل إعلام سودانية)
TT

وصول أولى المساعدات الإنسانية إلى الخرطوم

السودان التزم بتقديم جميع التسهيلات المعنية «بانسياب تدفق المساعدات الإنسانية» (وسائل إعلام سودانية)
السودان التزم بتقديم جميع التسهيلات المعنية «بانسياب تدفق المساعدات الإنسانية» (وسائل إعلام سودانية)

وصلت شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية إلى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم، للمرة الأولى بعد 21 شهراً من اندلاع الحرب في البلاد بين الجيش و«قوات الدعم السريع».

ويعاني مواطنو منطقة الحزام الأخضر الواقعة جنوب الخرطوم، من وضع كارثي في ظل أزمة الجوع وتفشي الأمراض، ما دفع منظمات إنسانية محلية ودولية في وقت سابق إلى إطلاق تحذيرات من بوادر ظهور مجاعة حادة تهدد مئات الآلاف من السكان.

وقال المتحدث باسم غرفة طوارئ جنوب الحزام، محمد عبد الله، إن 26 شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية وصلت مساء الخميس إلى جنوب الحزام. وأضاف: «سيتم تفريغ الشاحنات في نقاط رئيسية لتوزيعها على المواطنين في كل أحياء جنوب الخرطوم». وأوضح أن قافلة المساعدات الميسرة من برنامج الغذاء العالمي تم تأمين وصولها باتفاق بين الجيش و«قوات الدعم السريع»، كلٍ في مناطق سيطرته. وتضم منطقة جنوب الحزام، أحياء الإنقاذ، والسلمة، والأزهري، وعد حسين، ومايو، وسوبا، ومربعات سكنية أخرى، تقع تحت سيطرة «قوات الدعم السريع» منذ اندلاع الحرب في أبريل (نيسان) 2023.

من جانبها، قالت «قوات الدعم السريع» في بيان على «تلغرام»: «وصلت الإعانات عبر تسهيل من الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية والإدارة المدنية بالخرطوم». وأضافت: «ينتظر أن تتواصل عمليات انسياب المعونات الإنسانية، بوصول 54 شاحنة أخرى خلال الأيام المقبلة».

وذكر المتحدث الرسمي باسم «الدعم السريع» الفاتح قرشي، في البيان، أن الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات التابعة لهم، سهلت الأسبوع الماضي دخول 104 شاحنات عبر معبر أدري الحدودي بين السودان وتشاد. وأكد استعداد «الدعم السريع» للتعاون الكامل مع المنظمات لتوفير الحماية للعاملين في المجال الإنساني.

من جانبه، وصف المتحدث الرسمي باسم تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية «تقدم»، جعفر حسن، وصول أول شحنة مواد إغاثية إلى مناطق جنوب الخرطوم، بأنها «خطوة إيجابية» لإنقاذ الأرواح. وقال في بيان إن هذه الخطوة تلبي الاحتياجات الملحة للمواطنين في المناطق المحاصرة، وعلى وجه الخصوص أحياء جنوب الحزام التي تعاني من أوضاع إنسانية كارثية بسبب الحصار والاقتتال المستمر.

ودعا أطراف النزاع إلى الاستمرار في التنسيق المشترك مع المنظمات الإنسانية لضمان إيصال المساعدات إلى جميع المناطق المتضررة.

وقال المتحدث باسم «تقدم» إن هذه الخطوة تعد بداية إيجابية نحو الالتزام بحماية المدنيين، مطالباً جميع الأطراف بمضاعفة الجهود لضمان استمرار المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وأشار إلى أن ارتفاع معدلات الوفيات وسط الأطفال وكبار السن نتيجة الجوع وسوء التغذية الحاد، مما يجعل إدخال وتوزيع المساعدات الإنسانية أولوية قصوى لإنقاذ حياة الملايين المتضررين من الحرب.