«الصليب الأحمر»: الأمل بالعثور على أحياء في ليبيا ما زال قائماً

لقطة عامة لمدينة سوسة في أعقاب الفيضانات فيها في 15 سبتمبر (رويترز)
لقطة عامة لمدينة سوسة في أعقاب الفيضانات فيها في 15 سبتمبر (رويترز)
TT

«الصليب الأحمر»: الأمل بالعثور على أحياء في ليبيا ما زال قائماً

لقطة عامة لمدينة سوسة في أعقاب الفيضانات فيها في 15 سبتمبر (رويترز)
لقطة عامة لمدينة سوسة في أعقاب الفيضانات فيها في 15 سبتمبر (رويترز)

أكد تامر رمضان المسؤول عن عمليات المساعدة لليبيا في «الصليب الأحمر» (الجمعة)، أنه «لا يزال هناك أمل بالعثور على أحياء»، وذلك بعد الفيضانات الكارثية التي ضربت هذا البلد، وأسفرت عن سقوط آلاف القتلى والمفقودين في نهاية الأسبوع الماضي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رمضان من الاتحاد الدولي لجمعيات «الصليب الأحمر» و«الهلال الأحمر» خلال مشاركته من القاهرة في مؤتمر صحافي عقد في جنيف: «الأمل قائم والأمل بالعثور على أحياء لا يزال قائماً».

وفي المقابل، رفض إعطاء حصيلة بعدد القتلى، مؤكداً أنها «لن تكون نهائية أو دقيقة».

وثمة وقائع مختلفة ومؤقتة جداً تشير إلى سقوط ما لا يقل عن 3800 قتيل، لكن يجمع المراقبون على أن الحصيلة سترتفع كثيراً في الأيام المقبلة مع قيام فرق الإغاثة بإزالة الركام وتنظيف المناطق المنكوبة.

وشدد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث خلال المؤتمر الصحافي نفسه من جنيف على أن حجم الكارثة المحدد في شرق ليبيا «لا يزال مجهولاً».

ويلف هذا الغموض خصوصاً مدينة درنة حيث جرفت مياه دفاقة بلغ ارتفاعها 7 أمتار صفوفاً كاملة من المنازل ليل الأحد - الاثنين عندما انهار سدان متداعيان بسبب هطول أمطار طوفانية.

وقال غريفيث متحدثاً عن حجم الكارثة في مؤتمر صحافي في جنيف: «أعتقد أن المشكلة بالنسبة إلينا هي في تنسيق جهودنا مع الحكومة ومع السلطات الأخرى في شرق البلاد، ثم اكتشاف حجم الكارثة... لم نتوصل إلى ذلك بعد. لا نعرف ذلك».

كما أشار إلى أن «مستوى الحاجات وعدد القتلى لا يزال مجهولاً».

ويواجه تنظيم المساعدات ونقلها صعوبات بسبب الوضع السياسي في ليبيا أيضاً.

وليبيا غارقة في الفوضى منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011، وتتنافس على السلطة فيها حكومتان، الأولى تتخذ من طرابلس في الغرب مقراً ويرأسها عبد الحميد الدبيبة ومعترف بها من الأمم المتحدة، وأخرى في شرق البلاد الذي ضربته العاصفة، يرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب.

وأوضح غريفيث أنه نقل فريق خبراء في تنسيق المساعدة الإنسانية مؤلفاً من نحو 15 شخصاً من المغرب إلى ليبيا.

وجرفت الأمطار الغزيرة والفيضانات جزءاً كبيراً من الطرقات والجسور ما يجعل الوصول إلى المنطقة صعباً.

وأشاد مسؤول الأمم المتحدة باقتراح رئيس بلدية درنة لمساعدة المتضررين من البحر.

وأكد غريفيث أن «هذا منطقي بالكامل» خصوصاً لنقل كميات كبيرة من المساعدات، لكنه شدد على أن الاستراتيجية الفضلى «تقوم على عدم تفضيل طريق وصول إلى آخر».

وأكد أنه من المهم مواصلة السعي عبر البر والتفتيش أيضاً عن «أشخاص فروا من درنة باتجاه الجنوب (...) وهم بحاجة إلى مساعدة أيضاً».


مقالات ذات صلة

ساسة ليبيا ينقسمون بين تشكيل «حكومة جديدة» والعودة لـ«الدستور»

شمال افريقيا الدبيبة مستقبلاً أعضاء هيئة الدستور الليبي (حكومة «الوحدة»)

ساسة ليبيا ينقسمون بين تشكيل «حكومة جديدة» والعودة لـ«الدستور»

تعمل السلطة بطرابلس الليبية على الدفع بالبلاد باتجاه إجراء «استفتاء على الدستور». في مقابل ذلك، تنشط جبهة شرق ليبيا ممثلة في مجلس النواب لتشكيل حكومة جديدة.

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس مجلس النواب الإيطالي لورينزو فونتانا مستقبلاً عقيلة صالح (مكتب صالح)

ليبيون يتساءلون عن أهداف زيارة رئيس «النواب» إلى إيطاليا

انشغلت الأوساط السياسية في ليبيا بالزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس مجلس النواب، عقيلة صالح، إلى العاصمة الإيطالية، الأسبوع الماضي.

جاكلين زاهر (القاهرة)
شمال افريقيا رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في لقاء سابق مع رئيس «الوحدة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

«الرئاسي» الليبي يتحدى «النواب» بشأن «مفوضية الاستفتاء»

أعلن المجلس الرئاسي الليبي، الأربعاء، اعتزامه «تفعيل عمل (المفوضية الوطنية للاستفتاء والاستعلام الوطني) رغم اعتراضات مجلس النواب».

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا رئيس حكومة «الوحدة» خلال زيارة سابقة إلى تاورغاء وبجواره عميد البلدية عبد الرحمن الشكشاك (الوحدة)

ليبيا: عودة الاحتقان إلى تاورغاء بعد 6 أعوام من «المصالحة» مع مصراتة

وسط دعوات لوقفات احتجاجية يرفض سكان مدينة تاورغاء قراراً أصدره رئيس حكومة «الوحدة» المؤقتة عبد الحميد الدبيبة بضمها بوصفها فرعاً بلدياً إلى جارتها مصراتة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا صورة وزعها مجلس النواب لاجتماع رئيسه صالح مع خوري في القبة

ترقب ليبي بعد إعلان صالح وخوري اتفاقهما على تشكيل «حكومة موحدة»

في ظل الصراع على السلطة في ليبيا، أعلن صالح، رئيس مجلس النواب، اتفاقه مع المبعوثة الأممية بالإنابة على تشكيل حكومة «موحدة»، دون توضيح آلية تشكيل هذه الحكومة.

خالد محمود (القاهرة)

الرئيس سعيد يشدد على تعزيز أمن تونس «السيبراني»

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)
TT

الرئيس سعيد يشدد على تعزيز أمن تونس «السيبراني»

الرئيس قيس سعيد (رويترز)
الرئيس قيس سعيد (رويترز)

أكد رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيد، على ضرورة تطهير وزارة «تكنولوجيات الاتصال» ممن «تسللوا إليها ووظّفوا التكنولوجيات الحديثة لخدمة جهات كانت تتهافت منذ سنة 2011 للسيطرة على مصالح هذه الوزارة». مشدداً على الأهمية البالغة للأمن السيبراني، باعتباره «جزءاً من الأمن القومي التونسي»، كما شدد على ضرورة تأمين هذا الفضاء، ليس على المستوى الوطني فحسب، ولكن أيضاً على المستوى الدولي؛ «لأن الفضاء الافتراضي ليست له حدود تقف عند حدود الدول، بل يشمل العالم كلّه».

جاء ذلك خلال استقبال رئيس الجمهورية، أمس الأربعاء بقصر قرطاج، وزير تكنولوجيا الاتصال سفيان الهميسي، حيث أشار الرئيس إلى الوضعية المتردية لعدد من الأقطاب التكنولوجية، التي «لم تعد سوى أقطاب للفساد، والتكنولوجيا لم توظف فيها لخدمة الوطن، بل على النقيض لذلك تماماً»، وفق ما جاء في بلاغ لرئاسة الجمهورية.

وأمر رئيس الجمهورية، خلال هذا اللقاء، بفتح ملفّ مركز البحوث والدراسات للاتصالات، الذي شهد بدوره تجاوزات تمسّ بالأمن القومي للبلاد. كما شدد رئيس الجمهورية كذلك على ضرورة الإسراع بتحسين الخدمات في عدد من مكاتب البريد وانتداب أعوان لتقديم الخدمات للمواطنين في أحسن الظروف.

على صعيد غير متصل، قال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، نور الدين الطبوبي، إنّ تونس «تعيش اليوم حالة مخاض في كل التنظيمات السياسية والاجتماعية، وتشهد كذلك أزمة اجتماعية بسبب إغلاق باب الحوار الاجتماعي من قبل السلطة التنفيذية الموجودة».

ودعا الطبوبي في تصريح لوسائل إعلام محلية، على هامش تجمّع عمالي ومسيرة نقابية نُظمت بمُناسبة إحياء ذكرى اغتيال الزعيم النقابي والوطني فرحات حشّاد، إلى «الحوار الجاد والشفاف لفضّ كل الإشكاليات الاجتماعية القائمة قبل فوات الأوان»، مشيراً إلى أنّ «تدهور المقدرة الشرائية اليوم غير مسبوق، ولا بد من إيجاد مخارج للأزمة من خلال انتهاج براغماتية سياسية، وإرساء نضج سياسي كبير»، وفق تعبيره.