حكومة «الاستقرار» الليبية تدخل على أزمة مُرزق «المُهجّرة»

جانب من اجتماع حماد وزير حكومة «الاستقرار» الليبية بقيادات سياسية ومحلية من جنوب البلاد (الحكومة)
جانب من اجتماع حماد وزير حكومة «الاستقرار» الليبية بقيادات سياسية ومحلية من جنوب البلاد (الحكومة)
TT

حكومة «الاستقرار» الليبية تدخل على أزمة مُرزق «المُهجّرة»

جانب من اجتماع حماد وزير حكومة «الاستقرار» الليبية بقيادات سياسية ومحلية من جنوب البلاد (الحكومة)
جانب من اجتماع حماد وزير حكومة «الاستقرار» الليبية بقيادات سياسية ومحلية من جنوب البلاد (الحكومة)

دخلت حكومة «الاستقرار» الليبية المكلفة من مجلس النواب، على خط أزمة مُرزق، وقال: إن رئيسها أسامة حمّاد، بحث مع أعضاء المجلس التسييري لبلديتها، سبل حل الأزمة، والوقوف على أحوال الخدمات الحكومية المقدمة للمواطنين هناك.

وكان سكان مُرزق، الواقعة (جنوب ليبيا)، تعرّضوا للتهجير عام 2019 إثر اشتباكات قبلية دامية، قضى فيها 90 شخصاً، وجُرح أكثر من 200 آخرين.

ومنذ ذلك الحين يوجه سكان بالمدينة اتهامات لجماعة من «تبو أوزو التشادية» تقيم في مُرزق، بأنها تعاونت مع أبناء عمومتهم من تبو ليبيا وتشاد والنيجر، في الاشتباكات التي دامت قرابة ثمانية أشهر أدت إلى إجبار المواطنين على نزوحهم بالكامل عن أراضيهم.

وسعت الحكومات المتعاقبة على ليبيا منذ اندلاع الاشتباكات على حل الأزمة وإعادة المواطنين إلى ديارهم، وفق اتفاق، تحفظت عليه بعض الأطراف في مُرزق.

حماد وزير حكومة «الاستقرار» الليبية يلتقي بقيادات سياسية ومحلية من جنوب البلاد (الحكومة)

وضم الوفد الذي التقاه حماد، مساء (الأحد) محمد عثمان آدم، رئيس المجلس التسييري لمُرزق المُكلف، وعبد الله اللاكي بازن، رئيس مجلس الاجتماعي لمُرزق، ومحمد حماد، «مُختار المحلة» للبلدية.

ولفت حكومة «الاستقرار»، إلى أن اللقاء تضمن سبل دعم مُرزق وتعزيزها بما ينعكس على واقع المواطنين اليومي ويلبي طموحاتهم، بالإضافة إلى العمل من أجل تسريع عجلة التنمية والإعمار والاستثمار في عموم الجنوب الليبي.

كما نوهت الحكومة إلى أن اللقاء تطرق إلى استعراض ملف «المصالحة الوطنية»، وجهود «جبر الضرر» لحل المشاكل الاجتماعية وتوطيد السلم المجتمعي بما ينعكس إيجابياً ويحقق المزيد من الاستقرار.

وقال حماد، إن حكومته وضعت مدن الجنوب الليبي كغيره من مناطق البلاد «نصب أعينها؛ وستسخر كل إمكاناتها من أجل دعم مواطنيه في النواحي كافة».

إلى ذلك، بحث حماد، أيضاً بمقر حكومته في بنغازي، الاثنين، مع عضوَي مجلس النواب عن الكفرة عبد السلام شوها، ومجلس حكماء منطقة ربيانة الشيخ علي شو، ومدير جهاز تنمية وتطوير المدن ناجي المعداني، الأوضاع في ربيانة بـ(جنوب شرق الكفرة)، وما تم إنجازه من مشروعات بالمنطقة.



زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
TT

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا في الرابع من الشهر الحالي، حالة من الجدل في البلاد، بعدما وصف بأنه «مزيف».

«الوزير الغيني» يتوسط الحويج ودومة والفضيل (يسار) (وزارة الخارجية)

وكان وزير الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب عبد الهادي الحويج، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة استقبلا ما وصف بـ«وزير الدولة والمستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو أمادو لامين سانو»، قبل أكثر من أسبوعين، غير أن نشطاء وإعلاميين شككوا في شخصية الأخير، وعدوه «شخصاً مزيفاً».

وانتشر بيان منسوب لوزارة الخارجية الغينية، لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد منه، ينفي صلة «أمادو لامين سانو» برئيس الجمهورية والحكومة الغينية، وأنه «ليس مستشاراً للرئيس، ولم يُكلَّف من طرفه بنقل أي رسالة».

وعدّ الإعلامي الليبي خليل الحاسي، الواقعة «اختراقاً أمنياً مذهلاً في حكومة حمّاد في قلب بنغازي»، كما وصفها بأنها «فضيحة دبلوماسية سياسية مزلزلة في خارجيته».

وقال الحاسي، الذي كان أول المتناولين للواقعة عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «شخصاً اسمه أمادو لامين سانو استطاع أن ينتحل صفة وزير الدولة والمستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو، وأن يضحك على الحكومة، وحظي باستقبال رسمي ومراسم وأرتال وفنادق وجولات سياسية».

«الوزير الغيني» خلال استقباله في شرق ليبيا (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

وأمام تصاعد الجدل حول حقيقة «الوزير المزعوم» خرج وزير الخارجية الحويج، في مداخلة لقناة «الحدث» الليبية (الخميس)، ليدافع عن موقف حكومته، ويؤكد أن أمادو لامين سانو هو «وزير غيني تم استقباله في ليبيا بشكل رسمي».

واتهم الحويج حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بالوقوف وراء هذه «الشائعات»، وأرجع ذلك لأن حكومته «تحقق اختراقات» رغم الاعتراف الدولي بحكومة طرابلس، التي قال إن «لديها مشاكل».

بل إن الحويج قال إن أمادو لامين سانو يشغل أيضاً منصب وزير مكلف بشؤون الحج والعمرة لدولة غينيا بيساو، كما أنه مسؤول عن الشؤون الإسلامية والعربية في برلمانها.

وكان أمادو لامين سانو بحث في اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس ديوان مجلس النواب عبد الله المصري الفضيل، سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.

ومع تواصل أصداء هذه الواقعة، قال رئيس تحرير جريدة «الوسط»، بشير زعبية إن حادثة «(الوزير الغيني المزعوم) ليست الأولى».

وذكّر زعبية بحادثة مماثلة كانت أحداثها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 عندما استقبل عدد من مسؤولي حكومة «الوفاق الوطني» آنذاك شخصاً من مالطا وقد انتحل صفة مبعوث رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، قبل أن تكشف أمره الحكومة المالطية.

وقد قال خليل الحاسي: «لم يكتشف الأمن الداخلي ولا المخابرات في بنغازي ذلك الاختراق الأمني، بل دولة غينيا بيساو التي أرسلت مذكرة عاجلة رداً على احتجاج سفارة ليبيا على الزيارة؛ لأنها تعني الاعتراف بحكومة حماد وليس الدبيبة».

يُشار إلى أنه في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أجرى حماد اتصالاً هاتفياً مع روي دوارتي دي باروس رئيس وزراء جمهورية غينيا بيساو.

وقالت الحكومة حين ذلك، إنهما تبادلا وجهات النظر حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التعاون في المجالات ذات الأهمية المشتركة.