النائب العام السوداني رئيساً للجنة رصد الانتهاكات

غموض حول اختفاء صفحة قوات «الدعم السريع» من «فيسبوك»

لقطة من فيديو تُظهر جنوداً من القوات المسلّحة السودانية يقودون مركبات عسكرية في أحد شوارع أمدرمان (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو تُظهر جنوداً من القوات المسلّحة السودانية يقودون مركبات عسكرية في أحد شوارع أمدرمان (أ.ف.ب)
TT
20

النائب العام السوداني رئيساً للجنة رصد الانتهاكات

لقطة من فيديو تُظهر جنوداً من القوات المسلّحة السودانية يقودون مركبات عسكرية في أحد شوارع أمدرمان (أ.ف.ب)
لقطة من فيديو تُظهر جنوداً من القوات المسلّحة السودانية يقودون مركبات عسكرية في أحد شوارع أمدرمان (أ.ف.ب)

تواصلت الاشتباكات بين طرفي القتال في السودان؛ الجيش وقوات «الدعم السريع»، الجمعة، في مناطق متفرقة من مدن العاصمة الخرطوم، فيما أصدر رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، قراراً بتعيين النائب العام خليفة أحمد خليفة، رئيساً للجنة رصد الانتهاكات والجرائم التي ارتكبتها قوات «الدعم السريع» ضد المدنيين خلال الحرب الدائرة حالياً بالبلاد.

ووجه القرار رئيس اللجنة والأعضاء والأمانة العامة لمجلس السيادة ووزارتي المالية والخارجية والجهات ذات الصلة بوضع القرار موضع التنفيذ. والأسبوع الماضي، أصدر البرهان قراراً بتشكيل لجنة لحصر الجرائم التي ارتكبتها قوات «الدعم السريع» منذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل (نيسان) الماضي. ودونت اللجنة بلاغات تحت المواد من 189 إلى 192 من القانون الجنائي السوداني لعام 1991 تعديل 2019 شملت الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب والإبادة العرقية في ولاية غرب دارفور. وكلفت اللجنة باتخاذ كافة الإجراءات القانونية في مواجهة قيادات وأفراد قوات «الدعم السريع» داخلياً وخارجياً، وكل من يثبت تورطه بالاشتراك أو التحريض أو المعاونة.

الدخان يتصاعد فوق المباني بعد قصف جوي خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم (رويترز)
الدخان يتصاعد فوق المباني بعد قصف جوي خلال اشتباكات بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني في الخرطوم (رويترز)

تقديم بلاغات

ومن المقرر أن تشرع اللجنة في إجراء التحقيقات والتحري لحصر الانتهاكات والجرائم توطئة لمحاكمة المتورطين من قيادات وأفراد «الدعم السريع» في الجرائم والانتهاكات ضد المدنيين وتقديمهم لمحاكمة عادلة. وتضم عضوية اللجنة ممثلين لوزارة العدل والقوات المسلحة والشرطة وجهاز المخابرات العامة والمفوضية القومية لحقوق الإنسان. وكانت اللجنة دعت المواطنين بالإسراع في تقديم بلاغات الحق الخاص فيما يلي الانتهاكات التي تعرضوا لها في كافة مراكز النيابة العامة بالولايات المختلفة. وفي مطلع يوليو (تموز) الماضي، أصدرت النيابة العامة قراراً إدارياً بكافة النيابات باتخاذ الإجراءات قيد البلاغات دون التقيد بالاختصاص المكاني.

احتدام المعارك

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة في محيط معسكر المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم، قد احتدمت بشكل متواصل. وذكر سكان من المناطق المجاورة سماع دوي انفجارات هزت المنازل بالتزامن مع تحليق كثيف للطيران الحربي ومسيرات تابعة للجيش. وبدورها، أكدت غرفة طوارئ ضاحية الكلاكلة القبلة، حدوث اهتزازات أرضية عنيفة تأثرت بها المنازل السكنية جراء دوي القذائف الجوية والمدفعية الثقيلة، مشيرة إلى أن القتال يتركز حول سلاح المدرعات والذخيرة.

فتيات سودانيات فررن من الصراع في الجنينة بمنطقة دارفور السودانية يصطففن عند نقطة مياه في أدري بتشاد (رويترز)
فتيات سودانيات فررن من الصراع في الجنينة بمنطقة دارفور السودانية يصطففن عند نقطة مياه في أدري بتشاد (رويترز)

ومن جهة ثانية، أفادت مصادر محلية باندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين في مناطق متفرقة من مدينة أمدرمان، ثاني أكبر مدن العاصمة الخرطوم، مضيفة أن مواجهات قوية ومستمرة بين القوتين المتحاربتين وسط الأحياء السكنية لأكثر من أسبوع دون توقف.

وقال الجيش السوداني على صفحته بموقع «فيسبوك» إن قواته هاجمت قوات «الدعم السريع» «المتمردة» في منطقة بين مدينتي الأبيض وبارا بولاية شمال كردفان، وأوقعت 26 قتيلاً وعدداً كبيراً من الجرحى في صفوف «الدعم السريع»، بجانب تدمير سيارتين مدرعتين.

واختفت منذ صباح الجمعة الصفحة الرسمية الموثقة بالعلامة الزرقاء لقائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو الشهير باسم «حميدتي»، والصفحة الرسمية المعتمدة لقوات «الدعم السريع» التي تنشر عبرها بياناتها الرسمية، وعزت ذلك لعطل فني يجرى إصلاحه بالتواصل مع إدارة «فيسبوك»، لكن ناشطين أشاروا إلى أن الموقع حجب كل الصفحات التابعة لقوات «الدعم السريع».


مقالات ذات صلة

البرهان يعين رئيس وزراء ووزير خارجية

شمال افريقيا رئيس الوزراء دفع الله الحاج علي عثمان (أرشيفية - سونا)

البرهان يعين رئيس وزراء ووزير خارجية

واعتمد البرهان أيضاً قرارات من مجلس الوزراء بتكليف السفير عمر محمد أحمد صديق، وزيراً للخارجية، ودكتور التهامي الزين حجر وزيراً للتربية والتعليم.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
الخليج عناصر من قوات الأمن الإماراتية (أرشيفية- الشرق الأوسط)

الإمارات: إحباط محاولة غير مشروعة لتمرير أسلحة للجيش السوداني

أفادت وكالة أنباء الإمارات، اليوم، بأن أجهزة الأمن في البلاد أحبطت ما وصفتها بأنها محاولة «غير مشروعة» لتمرير أسلحة وعتاد عسكري إلى القوات المسلحة السودانية.

«الشرق الأوسط» (دبي)
شمال افريقيا لقطة من فيديو بثه «الدعم السريع» لعناصر في الفاشر عبر «تلغرام» الثلاثاء

«الدعم السريع» توجه نداءً للجيش والقوة المشتركة بإخلاء الفاشر

عاد الهدوء الحذر يخيم على الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد يوم من هجوم كبير شنته «قوات الدعم السريع» على المدينة من كل المحاور، وصده الجيش.

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا البرهان متحدثاً في مؤتمر الخدمة المدنية ببورتسودان الثلاثاء (أ.ف.ب)

البرهان ينفي دور «إخوان بورتسودان» في التحريض على الحرب

نفى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان وجود «أي دور للإسلاميين وأنصار النظام السابق في بورتسودان في استمرار الحرب».

أحمد يونس (كمبالا) وجدان طلحة (بورتسودان)
شمال افريقيا أشخاص يسيرون أمام مركبات مدمرة في الخرطوم يوم 28 أبريل 2025 (أ.ف.ب)

أكثر من 20 قتيلاً في قصف مدفعي لـ«الدعم السريع» على مخيم للنازحين غرب السودان

قُتل أكثر من 20 مدنياً وجُرح 40 آخرون في الأيام الثلاثة الأخيرة في قصف لـ«قوات الدعم السريع» على مخيم للنازحين تضربه المجاعة في غرب السودان.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)

بدائل الدبيية لرفع الدعم عن المحروقات تثير مخاوف الليبيين

رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
TT
20

بدائل الدبيية لرفع الدعم عن المحروقات تثير مخاوف الليبيين

رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)
رئيس حكومة الوحدة الليبية «المؤقتة» عبد الحميد الدبيبة (الوحدة)

على الرغم من طرح رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية «المؤقتة»، عبد الحميد الدبيبة، «ثلاثة بدائل»، سيتم اللجوء إليها حال «رفع الدعم عن الوقود»، فإن ذلك لم يبدد حالة القلق المتزايدة لدى قطاعات واسعة من الليبيين.

وقوبل مقترح الدبيبة الأسبوع الماضي بتحول الدعم العيني للمحروقات إلى نقدي، بهدف تقليل الأعباء الاقتصادية، والحيلولة دون تهريب الوقود، بانتقادات واسعة من قبل نخب سياسية واقتصادية.

وطرح الدبيبة ثلاثة بدائل، تبدأ بمنح دعم نقدي للمواطنين، أو زيادة الرواتب، أو تخصيص حصة لكل مواطن من الوقود المدعم، تُصرف ببطاقات، وقال إن السعر المدعوم للبنزين راهناً «يشجع على تهريبه إلى دول الجوار، ودول أوروبية».

الحديث عن رفع الدعم عن الوقود يثير مخاوف الليبيين (الشرق الأوسط)
الحديث عن رفع الدعم عن الوقود يثير مخاوف الليبيين (الشرق الأوسط)

وانتقد عضو المجلس الأعلى للدولة، علي السويح، البدائل المطروحة، وقال إن العمل على إضافة أي بديل نقدي للرواتب سيتبعه ارتفاع أسعار السلع، مشيراً إلى أن «الغالبية لا تضمن استمرار الحكومة في توفير تلك الزيادة؛ والأهم أن تطبيق القرار بمنطقة نفوذ حكومة ما دون الأخرى سيؤدي للتهريب الداخلي للوقود».

ويرى السويح أن «حجم إنفاق الحكومتين المتنازعتين على السلطة بلغ العام الماضي نحو 224 مليار دينار»، رافضاً تحميل المواطن مسؤولية تعويض تلك الأموال المهدرة عبر قرار رفع الدعم. (الدولار يساوي 5.45 دينار في السوق الرسمية).

وقال السويح لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن إقناع المواطن بصحة أي إجراءات تقشفية تستهدفه، تحت ذريعة الإصلاح الاقتصادي؛ فيما يتواصل إهدار المال على كم كبير من السفارات والقنصليات الليبية، دون حاجة فعلية لها»، وتحدث عن «تمتع كبار الموظفين برواتب كبيرة وامتيازات عديدة؛ دون وجود خطة رشيدة لإدارة موارد البلاد من عوائد النفط ومكافحة الفساد». عادّاً أن «عدم وجود ثقة بين المواطن والحكومتين الموجودتين، نظراً لارتفاع الأسعار وتكرار الأزمات المعيشية، يعيق أي محاولة للتفكير في البدائل، التي طرحها الدبيبة».

في المقابل، تبنى رؤية الدبيبة بعض الأصوات السياسية، من بينهم زياد دغيم، مستشار رئيس المجلس الرئاسي للشؤون التشريعية، الذي دعا في تصريحات صحافية إلى الاستبدال بدعم الوقود دعماً نقدياً مباشراً في حدود 10 ألف دينار لكل فرد سنوياً.

السويح أكد أنه لا يمكن إقناع المواطن بصحة أي إجراءات تقشفية تستهدفه تحت ذريعة الإصلاح الاقتصادي (أ.ف.ب)
السويح أكد أنه لا يمكن إقناع المواطن بصحة أي إجراءات تقشفية تستهدفه تحت ذريعة الإصلاح الاقتصادي (أ.ف.ب)

ولم يكتف عضو مجلس النواب رئيس غرفة التجارة، محمد الرعيض، بحصر رفع الدعم عن الوقود، بل طالب أيضاً بأن يمتد الأمر للمياه والكهرباء، مما أثار موجة استياء حادة، سرعان ما تحولت لحملة مقاطعة شعبية لمنتجات شركة غذائية يمتلكها.

من جانبه، سلط أستاذ الاقتصاد بجامعة بنغازي، أيوب محمد الفارسي، الضوء على افتقاد الساحة الليبية للشروط المطلوبة لإحداث الإصلاحات المتعلقة بدعم الطاقة، وفي مقدمتها تحقق استقرار سياسي واقتصادي، وعدم وجود شبكة قوية للحماية الاجتماعية.

وتساءل الفارسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن «جدية البدائل التي طرحتها حكومة الوحدة، لافتاً إلى «تضخم بند الرواتب في الباب الأول بالميزانية العامة، الذي يلتهم أكثر من نصفها، حيث تبلغ 67 مليار دينار، فكيف ستعمد الحكومة إلى زيادتها؟».

وأضاف الفارسي موضحاً: «تطبيق البدل النقدي يحتاج إلى دولة مستقرة ونظام مؤسساتي قوي... وفكرة البطاقة الإلكترونية تحتاج إلى حكومة معنية ومهتمة بالتكنولوجيا؛ ورقمنة محطات توزيع الوقود؛ أي أن الأمر يحتاج إلى سنوات حتى يطبق».

ودعا الأكاديمي الليبي إلى ضرورة «مراعاة نظرة الليبيين لأنفسهم بوصفهم أبناء دولة، تملك ثاني احتياطي نفطي بالقارة الأفريقية، دون أن يتمتعوا بمستوى معيشي يوازي هذه الثروة»، منوهاً إلى أن «دعم الوقود يعد امتيازاً وحيداً يشعرهم بالمساواة مع غيرهم من أبناء الدول الريعية».

ورغم إقراره بأن كلا الحكومتين أعلنت موافقتها على مقترح «رفع الدعم»، استبعد الفارسي حدوث توافق بينهما على تطبيقه، وقال بهذا الخصوص: «إذا شرعت أي منهما في إقراره بشكل رسمي فستسارع الأخرى إلى انتقاد الأمر لتعزيز وضعيتها، والظهور بصورة الطرف المراعي لأوضاع المواطنين».

وتعتمد الميزانية الليبية على عوائد تصدير النفط، إلا أن نحو ثلث الإنتاج تمت مبادلته بالمحروقات بالمخالفة للقانون المالي للبلاد، ووفقاً لتقرير ديوان المحاسبة فقد تجاوزت تكلفة المبادلة أكثر من 40 مليار دينار.

ويباع لتر الوقود بنحو 0.150 دينار، مما يجعله ثاني أرخص سعر في العالم وفقاً لموقع «غلوبال بترول برايسيز».

من جهته، شكك رئيس الاتحاد الوطني للأحزاب الليبية، أسعد زهيو، في إقدام حكومة الدبيبة على تنفيذ هذا المقترح، بسبب ما يواجهه من رفض وتحفظات من قبل قطاع من أعضاء مجلسي النواب و«الأعلى للدولة»، وكثير من الأصوات السياسية وخبراء الاقتصاد.

أسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار الموازية (الاستقرار)
أسامة حماد رئيس حكومة الاستقرار الموازية (الاستقرار)

وتتنازع على السلطة في ليبيا حكومتان: الأولى «الوحدة» التي تتخذ من العاصمة طرابلس بالغرب الليبي مقراً لها، والثانية مكلفة من البرلمان، وتدير المنطقة الشرقية وبعض مدن الجنوب، بقيادة أسامة حماد.