مصر: بدء العمل بنظام «الأونلاين» للموظفين بهدف «ترشيد الكهرباء»

يطبق أيام الأحد خلال أغسطس وسط جدل اقتصادي

مركبات وأشخاص يسيرون في طرق مظلمة بالقاهرة (رويترز)
مركبات وأشخاص يسيرون في طرق مظلمة بالقاهرة (رويترز)
TT

مصر: بدء العمل بنظام «الأونلاين» للموظفين بهدف «ترشيد الكهرباء»

مركبات وأشخاص يسيرون في طرق مظلمة بالقاهرة (رويترز)
مركبات وأشخاص يسيرون في طرق مظلمة بالقاهرة (رويترز)

وسط جدل حول جدواه الاقتصادية، بدأت مصر تطبيق نظام العمل عن بعد «الأونلاين» للموظفين بالوزارات والهيئات الحكومية، أيام (الأحد) فقط خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، بهدف ترشيد استهلاك الكهرباء، حيث تعاني البلاد من أزمة وصفها المسؤولون بـ«المؤقتة».

وترك قرار مجلس الوزراء المصري، الذي صدر الأسبوع الماضي، لكل وزير تحديد آليات تطبيقه في وزارته، كما استثنى عدداً من الوزارات والهيئات منها، التموين والصحة والبنك المركزي والبنوك العامة، والنقل والاتصالات وشركات المياه، والموظفون الذين يقدمون الخدمات للجمهور.

ويأتي القرار ضمن استراتيجية حكومية لمواجهة ارتفاع معدلات استهلاك الكهرباء الذي تزامن مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وتشمل خطة تخفيف الأحمال، جدولاً لقطع الكهرباء عن المدن والأحياء المختلفة في توقيتات زمنية محددة مدتها ساعة واحدة في كل مرة.

وبدأت وزارات عدة الإعلان «منفردة» عن آلياتها لبدء تطبيق قرار العمل «أونلاين» على موظفيها طبقاً للمواعيد التي حددها قرار مجلس الوزراء، وعلى ذلك سيعمل الموظفون بالقطاعات الحكومية 4 أيام أسبوعياً من مقار العمل، إذ إن معظم الموظفين يحصلون على عطلة أسبوعية يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع.

وأثار قرار العمل عن بُعد جدلاً اقتصادياً، خصوصاً بشأن ما إذا كان سيسهم بالفعل في ترشيد الكهرباء، وقلل الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده من تأثير القرار وقال لـ«الشرق الأوسط»: «عندما يذهب آلاف الموظفين إلى العمل بالوزارة سيجري تشغيل جهاز تكييف مركزي واحد، لكن إذا عملوا من المنزل، فقد يقوم كل موظف بتشغيل جهاز تكييف في منزله، بالإضافة إلى الأجهزة الأخرى».

وخلال اجتماع لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، السبت، لمناقشة حصاد جهود منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمجلس الوزراء، قال مدير المنظومة الدكتور طارق الرفاعي إنه «من بين 131 ألف شكوى تلقتها المنظومة خلال شهر يوليو (تموز) الماضي، أظهر التصنيف أن قطاعات الكهرباء والإسكان والصحة والرعاية الاجتماعية والتعليم العالي والتموين والاتصالات هي الأكثر نصيباً من شكاوى المواطنين حيث مثلت نسبة 68% من مجموع الشكاوى».

وأوضح الرفاعي في إفادة رسمية أنه «جرى توجيه شكاوى تخفيف الأحمال إلى فرق الطوارئ بوزارة الكهرباء للتعامل معها».

وتطرق الخبير الاقتصادي الدكتور وائل النحاس إلى جانب آخر بشأن قرار العمل عن بُعد، متسائلاً: «هل الوزارات والجهات الحكومية جاهزة تكنولوجياً لتمكين الموظفين من العمل من خارج مقراتها؟»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «سيستم العمل الإلكتروني بكل الجهات الحكومية يعمل بنظام خاص لا يمكن الولوج إليه من خارج المقر منعاً لسرقة البيانات ذات الحساسية، فكيف سيعمل الموظف من الخارج؟».

وعبّر النحاس عن اعتقاده أن «قرار العمل عن بُعد لا يرتبط بتخفيف أحمال الكهرباء، بل «تجربة حكومية لتطبيق نظام العمل عن بُعد للموظفين أسوة ببعض الدول مثل بريطانيا».


مقالات ذات صلة

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

شمال افريقيا مدبولي خلال تفقد المشروعات في العلمين الجديدة (مجلس الوزراء المصري)

مصر تُسرّع إجراءات تعويضات أهالي منطقة «رأس الحكمة»

تُسرّع الحكومة المصرية من «إجراءات تعويض أهالي منطقة (رأس الحكمة) في محافظة مرسى مطروح (شمال البلاد)».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مناقشات «الحوار الوطني» في مصر لملف «الحبس الاحتياطي» (الحوار الوطني)

«الحوار الوطني» لعرض تعديلات «الحبس الاحتياطي» على الرئيس المصري

يراجع «مجلس أمناء الحوار الوطني» في مصر مقترحات القوى السياسية وتوصياتها على تعديلات بشأن ملف «الحبس الاحتياطي»، عقب مناقشات موسعة.

أحمد إمبابي (القاهرة)
شمال افريقيا وزير التموين خلال جولته في الإسكندرية (وزارة التموين)

مسؤولون مصريون يواجهون «الغلاء» بجولات مفاجئة على الأسواق

يواصل مسؤولون مصريون جولاتهم المفاجئة على الأسواق للتأكد من توافر السلع بـ«أسعار مناسبة»، عقب زيادة أسعار الوقود.

أحمد عدلي (القاهرة)
شمال افريقيا مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة.

أحمد عدلي (القاهرة)
يوميات الشرق «الحضرة» تنشد على المسرح (الشرق الأوسط)

فرقة «الحضرة» المصرية تدخل عامها العاشر بطموحات كبيرة

تحتفل فرقة «الحضرة» المصرية للإنشاد الديني بعيد ميلادها التاسع خلال فعاليات الموسم الصيفي للموسيقى والغناء في دار الأوبرا؛ بإحيائها حفلاً على «المسرح المكشوف».

نادية عبد الحليم (القاهرة)

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)
مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)
TT

تحقيقات تؤكد تسبب «ماس كهربائي» في حرائق أسواق بالقاهرة

مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)
مصري يسير بالقرب من المتاجر المتضررة في الحريق الذي شهدته منطقة «الموسكي» (رويترز)

حلّ الماس الكهربائي بوصفه «متهماً أول» في الحرائق التي اندلعت أخيراً بأسواق تجارية «شهيرة» في وسط القاهرة، بعدما أفادت تحقيقات أولية، السبت، بأن «الماس الكهربائي أحد الأسباب المسؤولة عن اشتعال النيران في حادثي (الموسكي) و(حارة اليهود)»، وهما الحريقان اللذان تسببا في سقوط 7 قتلى، إضافة إلى 6 مصابين، فضلاً عن خسائر مالية كبيرة.

وأشارت التحقيقات في الحادثين إلى أن الشرارة الأولى للنيران نتجت عن «ماس كهربائي»، قبل أن تمتد النيران لأماكن أخرى بسبب «وجود مواد قابلة للاشتعال نتيجة البضائع المخزنة في بعض العقارات».

وأخلت النيابة المصرية، السبت، سبيل صاحب مخزن الأحذية، الذي اشتعلت فيه النيران بعد توقيفه، الجمعة، عقب اندلاع حريق في بنايتين بمنطقة العتبة في حي الموسكي. وتبيّن لسلطات التحقيق «عدم حصول صاحب مخزن الأحذية على تصريح بتحويل شقته إلى مخزن للأحذية».

و«الماس الكهربائي أو الشرر الاحتكاكي مسؤول عن 18.4 في المائة من إجمالي مسببات الحرائق بمصر العام الماضي»، وفق «الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء»، الذي رصد في تقريره السنوي، الصادر في فبراير (شباط) الماضي، تراجع معدلات الحرائق في مصر من «51963 حريقاً عام 2020 إلى 45345 حريقاً في 2023»، وبنسبة انخفاض عن عام 2022 الذي شهد اندلاع «49341 حريقاً».

سيارات الإطفاء عقب إخماد حريق كبير أدى إلى تدمير متاجر «شهيرة» في وسط القاهرة (رويترز)

وأرجع الخبير الأمني المصري، محمد عبد الحميد، تكرار وقوع حوادث «الماس الكهربائي» لـ«عدم الالتزام بضوابط الحماية المدنية، في حين يتعلق بالأكواد المنظمة لعمليات التشغيل والحمل الكهربائي، مع وجود محال ومخازن تحتاج إلى تغيير العدادات، ووصلات الكهرباء الخاصة بها، نتيجة زيادة الأحمال بإضافة أجهزة وتشغيلها بشكل مستمر»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أن «غياب الرقابة والتفتيش الدوري على هذه الأماكن يعزز من فرص زيادة المخالفات المرتكبة».

وبحسب الخبير الأمني المصري، فإن «شبكات الكهرباء في المنازل تختلف عن المخصصة للمخازن، إضافة إلى أن بعض السلع والأدوات التي يجري تخزينها تكون بحاجة إلى درجة حرارة معينة»، لافتاً إلى أن بعض الأجهزة الحديثة، التي يجري استخدامها على غرار «غلايات المياه»، أو أجهزة تسخين الطعام، تكون بحاجة لضغط كهربائي عالٍ، الأمر الذي يؤدي لحدوث «شرارات»، ومع وجود مواد قابلة للاشتعال بجوارها «يتحول الأمر لحريق لا يمكن السيطرة عليه عن طريق الشخص؛ لكن يتطلب قوات الإطفاء المدربة».

ورأى عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، النائب أيمن محسب، أن «الحرائق تزداد عادة خلال الأيام التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير»، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» ضرورة «تنفيذ ضوابط مراقبة، ومتابعة التزام جميع المواقع بإجراءات الحماية المدنية». وأضاف عضو «النواب» أنه قدّم إحاطة برلمانية في مارس (آذار) الماضي لرئيس مجلس الوزراء عن «خطة الحكومة بشأن توافر وسائل الأمان لإخماد حوادث الحرائق، من دون حدوث أضرار ضخمة، وذلك بعد الحريق الذي نشب في استوديو (الأهرام) بالجيزة».

وتسبب «ماس كهربائي» في حريق هائل باستوديو «الأهرام»، أسفر عن تدمير بلاتوهات تصوير عدة داخل الاستوديو، إضافة إلى امتداد النيران للعقارات المجاورة، وتدمير عدد من الشقق السكنية.

سيارة إطفاء خلال إخماد حريق «الموسكي» الجمعة (رويترز)

عودة إلى الخبير الأمني المصري، الذي أكد وجود أسباب عدة لحدوث «الماس الكهربائي»، من بينها «عدم انتظام تيار الضغط الكهربائي لأي سبب من الأسباب، أو انصهار أسلاك بسبب تهالكها، وعدم تجديدها، خصوصاً في المباني القديمة بوسط القاهرة، التي لا تشهد عادة إعادة تأهيل، بما يتناسب مع طبيعة الأنشطة التي تمارس داخلها»، مشدداً على «ضرورة الالتزام بوجود التجهيزات اللازمة لإطفاء الحرائق حال حدوثها، وبما يتناسب مع المواد القابلة للاشتعال التي تكون موجودة بهذه الشقق».

كما شدد النائب البرلماني على «تطبيق الاشتراطات الخاصة بالأمن الصناعي في مختلف الأسواق، وعدم الاكتفاء بتحرير محاضر مخالفات من دون متابعة ما يجري بعد ذلك من إجراءات».