عبد الرحمن شلقم: القذافي كان يرى أن صدام دفع ثمن تصرفاته وأهدر مقدرات العراق

وزير خارجية ليبيا السابق: الحروب التي دخلناها كانت بقرار منّا وليس من الآخرين

شلقم ممثلاً بلاده في احدى جلسات مجلس الأمن الدولي
شلقم ممثلاً بلاده في احدى جلسات مجلس الأمن الدولي
TT
20

عبد الرحمن شلقم: القذافي كان يرى أن صدام دفع ثمن تصرفاته وأهدر مقدرات العراق

شلقم ممثلاً بلاده في احدى جلسات مجلس الأمن الدولي
شلقم ممثلاً بلاده في احدى جلسات مجلس الأمن الدولي

شغل وزير الخارجية الليبي السابق والسياسي والكاتب الليبي المعروف عبد الرحمن شلقم مواقع مهمة في القرار الليبي إلى جانب معمر القذافي؛ من مسؤول عن الإعلام في مجلس قيادة الثورة، إلى سفير لبلاده لفترة طويلة في روما، ثم وزير خارجية، rnوصولاً إلى تمثيل بلاده في الأمم المتحدة خلال الفترة لتي سبقت سقوط نظام القذافي. وظل شلقم قريباً من الرئيس الليبي يدافع عنه إلى انفجرت موجة الاحتجاجات ضد النظام المخلوع، عندما أعلن شلقم رفضه قمع الاحتجاجات بالقوة، ووافق على القرار الدولي رقم 1970 الذي فرض عقوبات على ليبيا، ووصفه شلقم بأنه سيساعد على إنهاء «النظام الفاشي» في طرابلس.rnفي هذه المقتطفات من مذكرات عبد الرحمن شلقم التي ستصدر عن دار الفرجاني بعنوان «سنواتي مذكرات»، يعرض مراحل مختلفة من بدايات معرفته وقربه من القذافي، ولا يُخفي إعجابه بشخصية الزعيم الليبي السابق، ويتطرق في مذكراته إلى حدثين يقول إنهما كانا الأكثر تأثيراً على القذافي: الغارات الأميركية على طرابلس وبنغازي رداً على تفجير الطائرة الأميركية فوق بلدة لوكربي الأسكوتلندية سنة 1988، أما الحدث الثاني فهو الغزو الأميركي للعراق، الذي أثار مخاوف القذافي من أن تمتد ذيول الغزو إلى أنظمة عربية أخرى بهدف تغييرها بالقوة. ومما ينقله شلقم عن القذافي رأيه في الرئيس العراقي السابق صدام حسين يقول فيه إن صدام كان مهتماً بمجده الشخصي وليس بمجد العراق.

غلاف مذكرات عبد الرحمن شلقم
غلاف مذكرات عبد الرحمن شلقم

قُلْ ما تشاء عن معمر القذافي، تستطيع أن تنتقد شخصيته بلسان أو قلم سياسي أو آيديولوجي، إلا أنه لا أحد يستطيع أن يُنكر أنه كان قارئاً من الطراز الأول، بل هو دارس يتعمق في ما يقرأ ويختار كتبه بعناية. درس مبكراً وبعناية كتاب ميكيافلي «الأمير» ولم يفارقه طوال حياته، وكذلك كتاب هتلر «كفاحي»، و«الكتاب الأحمر» للزعيم الصيني ماوتسي تونغ، إضافةً إلى «مقدمة ابن خلدون»، وكتب التاريخ القديم والحديث، لكنه في كتابه الأخضر لم يقتبس مباشرة شيئاً من تلك الكتب ولم يستعن بأي شخص في التأليف، وإنما اصطاد فكرة تأليف كتاب يحوي أفكاره وأعطاه عنوان النظرية العالمية الثالثة باللون الأخضر من خضمّ أحداث عاشها. في سنة 1982 أبلغني المهندس إبراهيم علي أن الأخ العقيد يريد تأسيس مكتبة نوعية ضخمة في القيادة وطلب أن أتعاون معهم في اختيار العناوين. التقيت المهندس إبراهيم علي وأردت أن أعرف منه بالتحديد الموضوعات التي يريد الأخ العقيد الاطّلاع عليها، وقلت له: لا أظن أن لديه من الوقت ما يسمح له بقراءة المجلدات كاملة، وإن من الأفضل أن نختار الكتب التي تعالج موضوعات عصرية خصوصاً الاجتماعية والسياسية والدينية والفلسفية والاقتصادية، وألا نهمل كتب التاريخ ونحن نعلم مدى عشقه للتاريخ وغوصه فيه. باشرت جمع فهارس الإصدارات العربية الحديثة واخترت منها عدداً كبيراً من العناوين في مختلف الموضوعات وسلّمتها للمهندس إبراهيم الذي عبّر لي عن شكره وامتنانه وباشر التواصل مع الجهات المعنية لجلب الكتب المطلوبة.

لقد صارت المكتبة من الأماكن المفضلة للأخ العقيد حيث يقضي وقتاً طويلاً بها. فيها يستقبل الضيوف ويعقد الاجتماعات ويقتنص الوقت لقراءة بعض الكتب. أذكر أنه تحدث معي مرات حول بعض الكتب والكتّاب العرب، خصوصاً الأستاذ المغربي عبد الله العروي الذي كتب عدداً من المؤلفات تحت عنوان المفاهيم، وعبد المجيد الشرفي المفكر التونسي، والمفكر العراقي علي الوردي وغيرهم. في تقديري أن الأخ العقيد كان يعيش حالات من القلق الثقافي، كان ميالاً إلى القراءة والاطلاع على الإصدارات الفكرية الحديثة العربية والأجنبية، لكنّ مخاض السياسة والأزمات الداخلية والخارجية كثيراً ما كانت يَحول بينه وبين تخصيص وقت للقراءة. معمر القذافي المثقف غير ذلك الثائر والسياسي، فهو في غاية الديمقراطية والانفتاح في أحاديثه ومناقشاته الفكرية، ويحرص على أن يستمع إلى أي معلومة لم يسبق أن مرّت به وكثيراً ما يقوم بكتابتها في مذكرته. حدث مرات ومرات أن استدعاني لأمر سياسي ووجدته غاضباً منفعلاً لكن بمجرد الدخول إلى منعرج فكري أو أدبي خصوصاً الشعر والفلسفة يتحول إلى شخصية هادئة محاورة ومستمعة بل في كثير من الأحيان إلى مستفسر.

القذافي وصدام وغزو العراق

بعد الغزو الأميركي للعراق وإسقاط صدام ونظامه البعثي، تنازعت الأخ العقيد مشاعر وهواجس عدَّة. لم يكن آسفاً على صدام ونظامه لكن السؤال بالنسبة إليه كان، هل سيكون ما حدث ضربة أميركية استثنائية أم سيكون لها امتداد وتفتح باباً لسياسة تغيير الأنظمة بقوة السلاح، وفي القمة العربية التي عُقدت في دمشق سنة 2008 قال في خطابه أمام القمة: «لقد غزت أميركا العراق وأعدمت رئيسه ونحن نتفرج، والدور جاي عليكم كلكم». في خضمّ ما حدث للعراق التقيت الأخ العقيد وكان يضع يده على خده ويطرح الكثير من الأسئلة حول مواقف الدول العربية والأجنبية مما حدث، وماذا يمكن أن نفعل، وفي سياق حديثه قال: «لم يعمل صدام من أجل العراق بل سخَّر إمكانات بلاده لمجده الشخصي، وخاض معارك عبثية مع الأكراد ومع إيران، وغزوه للكويت أضاع فيه المئات من أرواح العراقيين، وأهدر فيه مقدرات العراق الهائلة»، وقال إنه «لا فائدة من أن ندخل في صدامات سياسية مع أحد بسبب ما حدث، لقد دفع صدام ثمن تصرفاته الطائشة».

هزّه ذلك الحدث بقوة، وبدأ يراجع سياساته وتوجهاته. لأول مرة أسمع منه عبارة صاغها في سؤال مكثف يقرع جدران الماضي، ويلقي حجراً ضخماً في بحيرة صبَّت فيها روافد تدفقت عبر سنوات طويلة من العداء والمواجهة الكلامية والسياسية والعسكرية مع أميركا، قال: «لا أعرف ما الذي دفعنا للدخول في عداء وصراع عنيف وطويل مع أميركا». طبعاً لم أنطق بالإجابة التي أعرفها. هو يعلم أكثر من أي شخص آخر الدافع الذي جعله يخوض معارك عن قُرب وبُعد مع الولايات المتحدة الأميركية رغم تغير رؤسائها الجمهوريين والديمقراطيين.

معركة أسلحة الدمار الشامل

يوم 19 ديسمبر (كانون الأول) سنة 2003، كان من أطول الأيام في حياتي. هو خاتمة معركة أو نهاية رحلة لم تغب عن فجاجها المفاجآت والتوتر العنيف. نقاش طويل مع الأميركيين والبريطانيين حول التطبيع الكامل للعلاقات بين ليبيا وهاتين الدولتين. بعد تحقيق اختراقات فعلية في الملفات الملتهبة الأخرى وأكبرها ملف لوكربي، كان موضوع أسلحة الدمار الشامل الليبية، كما يسميها الأميركيون والبريطانيون، الملف الذي لا يغيب عن كل اجتماع أو اتصال. بعد اجتماعات طويلة بيننا كفريق ليبي وتحديد موقفنا، التقيتُ مع الأخ العقيد صحبة عبد العاطي العبيدي ومحمد بلقاسم الزوي وعرضنا عليه آخر ما تم التوصل إليه مع الطرفين الأميركي والبريطاني. اقترح الطرفان أن يظهر الأخ العقيد مباشرةً وعلى الهواء على شاشة التلفزيون الليبي ويعلن تخلي ليبيا عن كامل برامجها النووية والكيماوية وكذلك الصواريخ بعيدة المدى، وأن يخرج بعده الرئيس جورج بوش الابن، ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، يرحبان بما جاء في تصريحه، لكنه رفض ذلك بشدة، وقال إن «هذه مؤامرة خطيرة من طرفهما، وهدفهما تسجيل اعترافنا الرسمي بامتلاكنا أسلحة دمار شامل ليقوما بعمل عسكري مباشر ضدنا». أصرَّ على موقفه، وكان الأميركيون والبريطانيون يصرون على رأيهم ولا يتوقفون عن الاتصال بنا ينتظرون ردنا العاجل، لكن الأخ العقيد لم يتزحزح عن موقفه. ذهبت له يوم 18 ديسمبر وكان في منزله بباب العزيزية وأبلغته بآخر مستجدات تواصلنا مع الطرفين. ردَّ بغضب وقال: «لن أخرج، ولن أتحدث، وليكن ما يكون». تركني ودخل إلى غرفة الطعام فلحقتُ به، فقال لنوري المسماري مدير المراسم: «أبعده عنّي، خلاص لن أتحدث»، لكنه عاد وقال: «لنسجل أنا والرؤساء الاثنان فيديوهات بما نتفق عليه ونتبادلها وتوضع بالترتيب على شاشات التلفزيون».

يوم 19 ديسمبر التقيتُ صباحاً عبد العاطي والزوي في مكتبي والتحق بنا موسى كوسا رئيس جهاز الأمن الخارجي، وبدأنا الاتصالات مع الطرفين الأميركي والبريطاني وأبلغناهما اقتراح الأخ العقيد، لكنهما رفضا ذلك بشدة. انتقل العبيدي والزوي إلى منطقة المربعات، حيث يوجد الأخ العقيد، وبقيت في مكتبي بوزارة الخارجية ومعي موسى كوسا نتواصل مع الأميركان والبريطانيين. الساعات تمر بسرعة ونال منّا التعب والتوتر وشعرنا أننا وصلنا إلى باب مغلق. الأخ العقيد يتصل بي هاتفياً دون توقف مستفسراً عن آخر ما توصنا إليه مع الطرفين. الساعة السابعة مساءً، قال الأميركيون إن الأخبار بدأت تتسرب إلى وسائل الإعلام وذلك سيحرق المشروع بمجمله. بعد نقاش طويل قال الأخ العقيد: «قولوا لهم لدينا الدقيق والماء والنار ولكننا لم نصنع الخبز».

رددتُ عليه مازحاً بما قاله الشاعر أبو نواس عندما قُبض عليه وهو يحمل حلَّة لصناعة الخمر، وقيل له سنقيم عليك حدّ شارب الخمر، فقال لهم: أنا أحمل عدة صناعتها، لكنني لم أصنعها، وكلكم تحملون عدة الزنى ولم تزنوا، إذن فليقام عليكم جميعا حد الزنى. ردَّ الأخ العقيد ضاحكاً: «ترجم هذا الكلام إلى الإنجليزية وأرسله لهم». موسى كوسا خرج من المكتب خجلاً. كتبنا مشروع بيان عُرض على الأخ العقيد لكنه أبدى بعض الملاحظات عليه، وبعد النقاش والتعديل تم الاتفاق على أن أقوم بإعلانه في مؤتمر صحافي ويُثني عليه مباشرةً الأخ العقيد، ويظهر بعده مباشرة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وبعده الرئيس الأميركي جورج بوش، يرحّبان بالبيان الذي ينتظران.

بعد إلقائي البيان مباشرةً أدلى الأخ العقيد بتصريح لوكالة الجماهيرية للأنباء أيَّد فيه بوضوح البيان الذي أدليتُ به في المؤتمر الصحافي، وبشكل عاجل صرح رئيس الوزراء البريطاني مرحباً بتصريح الأخ العقيد، وبعده قام الرئيس الأميركي بذات الشيء. فوراً اتصل بي الأخ العقيد وقال في ابتهاج كبير: «مبروك لقد نجحتم، والله لم أكن أصدّق أن بلير شخصياً وكذلك بوش سيخرجان سريعاً ويباركان بياننا».

مشروع القنبلة الذرية الليبية

حدثان هزَّا الأخ العقيد معمر القذافي، رغم أن كل واحد منهما دفعه في اتجاه مغاير للآخر؛ الأول كان الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على طرابلس وبنغازي سنة 1986 واستهدفته شخصياً. والآخر الاجتياح الأميركي للعراق.

في أثناء وقوع الحدث الأول، كنت سفيراً في روما ولم أعش ارتدادات ذلك الزلزال عن قرب، لكنني راقبت بشكل أو آخر أعاصير الانفعالات التي لم تتوقف رداً على تلك الغارات الأميركية. بالطبع كان ذلك أمراً متوقعاً لكي يؤكد النظام قوته وتماسكه وقدرته على المواجهة مع الخارج المعتدي الذي تمثله الولايات المتحدة الأميركية. صباح الغارة سَرَت أخبار في الشارع الليبي تفيد بأن بعض أعضاء اللجان الثورية هاجموا مثاباتهم وأحرقوا، السجلات ومنهم من غادر طرابلس إلى واحته أو قريته تحسباً لانهيار النظام برمّته. بعد أن استعاد الأخ العقيد السيطرة على كامل المشهد بدأ مرحلة جديدة من التفكير في إعادة تأهيل البلاد دفاعياً.

تحدث الأخ العقيد مع عدد من رجال الحلقة الأولى عن ضرورة التحرك عملياً لتصنيع سلاح نوعي رادع وهو القنبلة النووية. شخصيات مهمة جمعت بين الخبرة الهندسية والعلمية وعملت مع الأخ العقيد عن قرب لسنوات أبدت تحفظاً مبرراً على هذا التوجه، ورأت أنه قد يكون هو المحرك لعمل عدواني مسلح من الطرف الآخر، في حين تحمست أطراف أخرى وأيَّدت التحرك نحو امتلاك السلاح النووي.

استمر التفكير في الموضوع سنوات، وفي النصف الثاني من عقد تسعينات القرن الماضي تقرر المضيّ عملياً في تنفيذ المشروع. البداية كانت التواصل مع العلماء الذين عُرف باعهم في هذا المجال وكان أبرزهم الباكستاني عبد القدير خان الذي يوصف بأنه أبو القنبلة الذرية الباكستانية، وكذلك مع علماء آخرين من أوروبا وآسيا. كان الكثير من العلماء في هذا المجال تعجّ بهم السوق العالمية.

تولى عبد المجيد القعود، المشروع، وهو مهندس لعب دوراً في مشاريع التنمية الزراعية مبكراً ورافق الأخ العقيد في جولاته الطويلة والكثيرة في أنحاء البلاد، وتولى رئاسة الحكومة، وكذلك إدارة مكتب الأخ العقيد وبلدية طرابلس. اختيار المهندس عبد المجيد القعود لإنجاز المشروع له أكثر من دلالة، أولاها جدية توجه الأخ العقيد الجازم إلى اقتناء القنبلة الذرية، فالقعود رجل المهام العملية وإن كانت صعبة. الدلالة الثانية هي أن تصنيع السلاح النووي هو مشروع الأخ العقيد شخصياً والقعود من حلقة الثقة المباشرة له. لماذا لم يكلف الأخ العقيد المهندس جاد الله عزوز الطلحي بالمشروع، وهو مهندس صناعي وتولى وزارة الصناعة ورئاسة الحكومة مرتين وكذلك إدارة مكتب الأخ العقيد؟ الطلحي شخصية لها تكوينها وله القدرة على معالجة الكثير من القضايا بأسلوبه الذي ركّبه عبر سنوات.

كنت أجلس معه مرة في مكتبه برئاسة الحكومة واتصل به الأخ العقيد هاتفياً وطلب منه الشروع في بناء مصنع للدبابات. شعرتُ أن من الأفضل أن أستأذن وأخرج من المكتب وهممت بذلك ولكنه أشار إليّ بالبقاء. تحدث جاد الله مطولاً مع الأخ العقيد عن متطلبات المشروع العلمية والتصنيعية وأهمية الجودة والتسويق. بعد انتهاء المكالمة حدّثني المهندس جاد الله عن شروط أساسية لتوطين الصناعة بصفة عامة والعسكرية بصفة خاصة وتحدث عن تجارب الكثير من الدول في هذا المجال ما نجح منها وما فشل.

بالنسبة إلينا في ليبيا، ماذا كان الدافع الذي يجعلنا نعمل على امتلاك سلاح نووي؟ لا أحد يحتل أرضنا أو يهدد أمننا وليس لنا عدو يخطط لمهاجمتنا واحتلال بلادنا. منذ أن وقَّعت إسرائيل اتفاقية السلام مع مصر انتهى الخيار العسكري في الصراع العربي – الإسرائيلي، وتأكد ذلك بعد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهل تستطيع ليبيا مواجهة إسرائيل بمفردها أو مع غيرها من العرب من دون مصر؟ وهل كان الهدف من امتلاك ليبيا القنبلة الذرية استعمالها سلاحاً لتحرير فلسطين من النهر إلى البحر؟


مقالات ذات صلة

​خلافات أفرقاء ليبيا «لا تزال تعرقل» التوصّل لـ«ميزانية موحدة»

شمال افريقيا جلسة سابقة لمجلس النواب الليبي (المجلس)

​خلافات أفرقاء ليبيا «لا تزال تعرقل» التوصّل لـ«ميزانية موحدة»

يتصاعد الجدل في ليبيا راهناً بشأن مدى إقرار «ميزانية موحدة» لضبط عملية الإنفاق المالي بين الحكومتين المتنازعتين على السلطة

جاكلين زاهر
شمال افريقيا جانب من محادثات المنفي وتيتيه (المجلس الرئاسي)

«الأوروبي» لدعم البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في ليبيا

بحث رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي مع رئيسة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا هانا تيتيه تكثيف المساعي الرامية إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة بالبلاد

خالد محمود (القاهرة )
شمال افريقيا لجنة السياسة النقدية بالمصرف المركزي برئاسة عيسى (المصرف المركزي الليبي)

حجم إنفاق حكومتي ليبيا يثير تساؤلات حول إنجازاتهما

وسط مطالب بسرعة تشكيل «حكومة موحدة»، وإقرار ميزانية عامة لكل ليبيا، لا تزال صدمة «الإنفاق الكبير» للحكومتين تلقي بظلالها على البلاد.

جاكلين زاهر (القاهرة)
تحليل إخباري من اجتماع سابق للمشير خليفة حفتر مع المبعوث الأممي السابق عبد الله باتيلي وعقيلة صالح (الجيش الوطني)

تحليل إخباري ما أسباب تعقّد الأزمة الليبية رغم توالي المبعوثين الأمميين؟

منذ قدوم الخطيب وزير الخارجية الأردني الأسبق، إلى ليبيا مروراً بتسعة مبعوثين آخرين وصولاً إلى الدبلوماسية الغانية تيتيه، والليبيون يعتصرون الصبر علّهم يجدون حلا

جمال جوهر (القاهرة)
شمال افريقيا لقاء الدبيبة مع تيتيه (حكومة «الوحدة»)

الدبيبة يتهم خصومه السياسيين بـ«تفجير الأزمة الاقتصادية» في ليبيا

وجّه الدبيبة حديثه لصالح والبرعصي وبلقاسم حفتر، ومن وصفه بـ«الكومبارس» الرابع المعروف، وقال: «حربكم على حكومتنا حرب على الدولة الليبية التي ستنهار بسببكم».

خالد محمود (القاهرة)

تزايد الجهود الدولية لدعم السودان في مواجهة الأزمات الإنسانية

جانب من المساعدات الدولية (الشرق الأوسط)
جانب من المساعدات الدولية (الشرق الأوسط)
TT
20

تزايد الجهود الدولية لدعم السودان في مواجهة الأزمات الإنسانية

جانب من المساعدات الدولية (الشرق الأوسط)
جانب من المساعدات الدولية (الشرق الأوسط)

في ظل استمرار الأزمة الإنسانية بالسودان وتصاعُد الاحتياجات الأساسية للسكان داخل البلاد وفي دول الجوار، تتزايد أهمية الجهود الدولية في دعم الشعب السوداني بمحنته المتواصلة منذ اندلاع النزاع، عام 2023.

وقد أظهرت تقارير أن السودان بات بحاجة ماسَّة إلى مساعدات إنسانية عاجلة تشمل الغذاء، والرعاية الصحية، والإيواء، والتعليم، خصوصاً مع تزايد أعداد المتضررين واللاجئين داخل وخارج البلاد.

المنظمات الإنسانية

وخلال العام الماضي، وصلت المنظمات الإنسانية إلى أكثر من 15.6 مليون شخص في جميع أنحاء السودان، بدعم قدره 1.8 مليار دولار. وشملت المساعدات المقدمة دعم الغذاء وسبل العيش لأكثر من 13 مليون شخص، بالإضافة إلى دعم المياه والصرف الصحي والنظافة والصحة والتغذية ومساعدة المأوى.

وقدمت المنظمات الإنسانية العاملة في البلدان المجاورة مساعدات مُنقِذة للحياة، من خلال توصيل الغذاء لأكثر من مليون شخص، والدعم الطبي لنصف مليون شخص، وخدمات الحماية لأكثر من 800 ألف شخص.

الأوضاع المتدهورة

وفي هذا السياق، قدمت السعودية والإمارات دعماً للسودان مند بدء الأزمة الإنسانية؛ حيث قدمت المملكة دعماً للسودان بأكثر من 3 مليارات دولار، شمل مساعدات إنسانية بلغت قيمتها 132 مليون دولار موزعة على العديد من المناطق الجغرافية والقطاعات الإنسانية؛ حيث كانت ضمن جهود «مركز الملك سلمان للإغاثة»، التي كانت تميل قبل اندلاع الأزمة في أبريل (نيسان) 2023 نحو تنفيذ تدخلات أكثر استدامة.

وبيَّن المركز، في وقت سابق، أن الأوضاع الإنسانية المتدهورة بسبب هذا الصراع بدَّدت تلك المكاسب؛ الأمر الذي اضطر للعودة لتقديم المساعدة الفورية، وضاعف المركز جهوده في نطاقات الاحتياج بالسودان، حيث نفذ، منذ أبريل (نيسان) 2023، أكثر من 70 مشروعاً إنسانياً، بتكلفة تجاوزت 73 مليون دولار بالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى.

مساعدات سعودية تُنقل جواً للسودان (الشرق الأوسط)
مساعدات سعودية تُنقل جواً للسودان (الشرق الأوسط)

مشاريع تنموية

إلى ذلك، كشفت إحصاءات حديثة صادرة عن وزارة الخارجية الإماراتية عن تقديم دولة الإمارات مساعدات إنسانية وتنموية بقيمة 3.5 مليار دولار خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2025، بما في ذلك 600.4 مليون دولار تم تخصيصها منذ اندلاع النزاع في 2023. استفاد منها بشكل مباشر أكثر من مليوني شخص.

وتعهَّدت الإمارات، ضمن هذه الجهود، بمبلغ 200 مليون دولار في المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل السودان الذي عُقِد في أديس أبابا، فبراير (شباط) 2025، كما ساهمت الإمارات في إيصال المساعدات من خلال 162 طائرة وشحنة بحرية واحدة، شملت 12.6 ألف طن من المواد الغذائية والطبية والإغاثية، منها 6388 طناً داخل السودان، و280 طناً من المساعدات الطبية.

كما تم إرسال 6 آلاف طن إلى تشاد لدعم اللاجئين السودانيين، و200 طن إلى أوغندا، إضافة إلى توفير دعم لمركز صحي، وحفر 3 آبار، وإنشاء 10 مرافق صحية. وقدمت الإمارات أيضاً 300 طن من المساعدات إلى اللاجئين في جنوب السودان.

قطاع الرعاية الصحية

وفي قطاع الرعاية الصحية، أنشأت الإمارات مستشفيين ميدانيين في تشاد (في أمدجراس وأبشي)، قدَّما الخدمات الطبية لأكثر من 90889 حالة، إلى جانب افتتاح مستشفى في منطقة مادول بولاية بحر الغزال، جنوب السودان. كما تم دعم 127 منشأة صحية في 14 ولاية سودانية.

وأوضحت الإحصاءات أن الإمارات قدمت 70 مليون دولار لوكالات ومنظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان، و30 مليون دولار أخرى للاجئين السودانيين في الدول المجاورة. وقد شملت هذه المساعدات 25 مليون دولار لبرنامج الأغذية العالمي.

المساعدات الإماراتية شملت مواد متنوعة لمساعدة المتضررين في السودان (وام)
المساعدات الإماراتية شملت مواد متنوعة لمساعدة المتضررين في السودان (وام)

وتوزعت المساهمات المالية على عدد من البرامج والجهات، حيث قدمت لبرنامج الأغذية العالمي 25 مليون دولار، وللمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نحو 20 مليون دولار، ولـ«منظمة الصحة العالمية» نحو 8 ملايين دولار، بالإضافة إلى تقديم «منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)» مبلغ 7 ملايين دولار، و«منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو)» نحو 5 ملايين دولار، و«مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية» نحو 5 ملايين دولار.

دعم إضافي

كما قدمت الإمارات دعماً إضافياً بقيمة 10.25 مليون دولار لصالح اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة؛ حيث قدمت لـ«منظمة الصحة العالمية» نحو 3 ملايين دولار، ولـ«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» نحو 3 ملايين دولار، ومليوني دولار لـ«صندوق الأمم المتحدة للسكان»، ومثلها لـ«صندوق المرأة للسلام والعمل الإنساني»، بالإضافة إلى 250 ألف دولار لـ«برنامج الاستجابة المبنية على النوع الاجتماعي» في تشاد.

وفي إطار دعم التعليم، وقّعت الإمارات اتفاقاً مع منظمة «يونيسف» لتقديم دعم بقيمة 4 ملايين دولار لصالح تعليم اللاجئين السودانيين في تشاد.

وتؤكد هذه الجهود أن السودان لا يزال بحاجة إلى المزيد من الدعم الدولي المنسق لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، وسط تفاقم الظروف المعيشية لملايين الأشخاص، سواء داخل البلاد أو في مخيمات اللجوء.