مقتل 45 عنصراً من «الشباب» في عمليات للجيش الصومالي

القائم بأعمال رئيس الحكومة الصومالية يتفقد جرحى تفجير مقديشو (وكالة الأنباء الصومالية)
القائم بأعمال رئيس الحكومة الصومالية يتفقد جرحى تفجير مقديشو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT

مقتل 45 عنصراً من «الشباب» في عمليات للجيش الصومالي

القائم بأعمال رئيس الحكومة الصومالية يتفقد جرحى تفجير مقديشو (وكالة الأنباء الصومالية)
القائم بأعمال رئيس الحكومة الصومالية يتفقد جرحى تفجير مقديشو (وكالة الأنباء الصومالية)

أكدت وزارة الدفاع الصومالية (الأربعاء) «مقتل 45 (إرهابياً) من (حركة الشباب) المتطرفة في عمليات منفصلة، نفذتها قوات الجيش بالقرب من جوفجادود، في منطقة باي وواجد في منطقة باكول، بدعم من شركاء الأمن الدوليين الصوماليين».

إلى ذلك، كشفت مصادر صومالية النقاب عن «توقيف أجهزة الأمن والاستخبارات ثلاثة ضباط، على خلفية واقعة (التفجير الانتحاري) الذي استهدف كلية (جالي سياد) العسكرية في العاصمة مقديشو، وأودى بحياة 25 جندياً وجرح أكثر من 70 آخرين» الاثنين الماضي عندما «أقدم انتحاري من (حركة الشباب) يرتدي سترة ناسفة، على تفجير نفسه في أكاديمية تدريب عسكري بالقرب من وزارة الدفاع».

حقائق

25 جندياً صومالياً

قتل وجرح أكثر من 70 آخر في تفجير انتحاري داخل أكاديمية تدريب عسكري الاثنين

ونقلت إذاعة «صوت أميركا» عن مصادر عسكرية، أن «الضباط الثلاثة مشتبه بهم فقط، وأنه سيتم استجوابهم حول كيفية تمكن (الانتحاري) من الوصول إلى القاعدة».

ووفق المصادر فقد «أصرّ أحد الضباط على أن (الانتحاري) لم يكن من عناصر الجيش الصومالي؛ لكن ضابطاً ثانياً من قاعدة تُستخدم من قِبل وحدات مختلفة، بما في ذلك عناصر من القوات البرية وقطاعات النقل العسكري التابعة للجيش، ومن الممكن أن يكون (الانتحاري) قد استغل نقص المعرفة بين الجنود في القاعدة».

ولم تعلق السلطات الصومالية رسمياً على هذا، لكن رئيس مجلس الشعب، شيخ آدم مدوبي، القائم بأعمال الرئيس الصومالي، قال إنه «يشتبه في أن من وصفهم بـ(الخائنين) ربما يكونون قد سهلوا التفجير». ووجّه مدوبي الجهات الأمنية إلى «سرعة التحقيق في الحادثة، وتقديم كل من ساهم في تقديم تسهيلات إلى العدالة لكي ينال جزاء فعلته». وعدّ أنه من «غير المقبول على الإطلاق دخول وتنفيذ تفجير في موقع يشهد إجراءات أمنية مشددة»، مضيفاً أنه «ينبغي تقديم تفسير مقنع لما حدث».
 

وأدان رئيس الحكومة الصومالية حمزة عبدي بري بشدة التفجير «الانتحاري»، وذلك خلال لقائه بالجالية الصومالية المقيمة في تنزانيا التي يزورها حالياً. كما تفقد القائم بأعماله صالح أحمد جامع، برفقة وزراء وأعضاء بمجلسي الشعب والشيوخ، مصابي التفجير.

وأدان الاتحاد الأوروبي بشدة الهجوم الإرهابي على منشأة جالي سياد العسكرية في مقديشو. وقال في بيان عبر «تويتر»: «نقف متضامنين مع الأعضاء الشجعان في الصومال، ولا سيما (لواء 14 أكتوبر) الذي تدعمه بعثة الاتحاد الأوروبي»، مؤكداً أنه «سيظل ملتزماً بالسلام والاستقرار». كما أدانت بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال الهجوم. وأكدت فى بيان أن «الهجمات المتزايدة التي تشنها (حركة الشباب) الإرهابية في جميع أنحاء البلاد لن تردع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتحقيق الاستقرار في الصومال». وأشارت إلى «التزامها بمكافحة (الإرهاب) ومواصلة العمل من كثب مع الحكومة الفيدرالية في تأمين الصومال».

إلى ذلك، قالت الشرطة الصومالية: إن 13 شخصاً على الأقل قتلوا في هجومين بسيارتين ملغومتين قرب مدخل مطار في مقديشو، بالقرب من قاعدة لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي. وأعلنت «حركة الشباب» أنها «تقف وراء التفجيرات». وتخوض الحكومة الصومالية منذ سنوات حرباً ضد «الشباب» التي أُسست مطلع عام 2004، وتبنّت تفجيرات عدّة داخل البلاد.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

أفريقيا ضباط صوماليون يشاركون في عرض عسكري خلال احتفالات بالذكرى الـ62 لتأسيس القوات المسلحة الوطنية 12 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

تمكّنت قوات الجيش الصومالي، في عملية عسكرية، من القضاء على 15 عنصراً إرهابياً ‏من «حركة الشباب» بمحافظة مدغ بولاية غلمدغ وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا دورية للشرطة الصومالية بالقرب من موقع هجوم انتحاري في مقهى بمقديشو في الصومال الخميس 17 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً ‏

تمكّن الجيش الصومالي من القضاء على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً بينهم قياديان بارزان، ‏وأصيب نحو 40 آخرين في عملية عسكرية مخطَّط لها جرت في جنوب محافظة مدغ.

شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

هجوم مقديشو يخلّف 32 قتيلاً... و«الشباب» تتبنى مسؤوليتها

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروحٍ في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

مقتل 32 شخصاً بهجوم لـ«الشباب» على شاطئ في مقديشو

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة بمكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 على شاشة التلفزيون في منطقة بونديري بمقديشو الصومال في 15 يوليو 2024 (رويترز)

الجيش الصومالي يُحبط هجوماً إرهابياً في جنوب البلاد

أحبط الجيش الصومالي، صباح الاثنين، هجوماً إرهابياً شنّته عناصر «ميليشيات الخوارج» على منطقة هربولي في مدينة أفمدو بمحافظة جوبا السفلى

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
TT

​ليبيون يأملون في إخضاع المتورطين بـ«جرائم حرب» للمحاكمة

صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)
صلاة جنازة على اثنين من ضحايا المجازر الجماعية في ترهونة غرب ليبيا) (رابطة ضحايا ترهونة)

يأمل ليبيون في إخضاع متهمين بـ«ارتكاب جرائم» خلال السنوات التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي إلى «محاكمة عادلة وسريعة».

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، تحدث ضمن إحاطة أمام مجلس الأمن الأسبوع الماضي، عن «خريطة طريق» لمحاكمة المتهمين في ليبيا من بينهم المتورطون في «المقابر الجماعية» في ترهونة (غرب البلاد).

وقفة احتجاجية لعدد من أهالي ضحايا ترهونة بغرب ليبيا (رابطة ضحايا ترهونة)

ورغم تعهد خان في إحاطته، بالعمل على «قدم وساق لتنفيذ خريطة طريق لاستكمال التحقيقات في جرائم حرب حتى نهاية 2025»، فإنه لم يوضح تفاصيلها، إلا أن عضو «رابطة ضحايا ترهونة» عبد الحكيم أبو نعامة، عبّر عن تفاؤل محاط بالتساؤلات على أساس أن «4 من المطلوبين للجنائية الدولية في جرائم حرب وقعت بالمدينة منذ سنوات لا يزالون خارج قبضة العدالة».

ويقصد أبو نعامة، في تصريح إلى «الشرق الأوسط» قائد الميليشيا عبد الرحيم الشقافي المعروف بـ«الكاني»، إلى جانب فتحي زنكال، ومخلوف دومة، وناصر ضو، فيما يخضع عبد الباري الشقافي ومحمد الصالحين لتصرف النيابة، بعد القبض على الأخير السبت.

ومن بين ملفات اتهام متنوعة في ليبيا، قفزت منذ أشهر إلى مقدمة أجندة المحكمة الدولية جرائم «مقابر جماعية» ارتكبت في ترهونة (غرب ليبيا) إبان سيطرة ما تعرف بـ«ميليشيا الكانيات» بين أبريل (نيسان) 2019 ويونيو (حزيران) 2020، علماً بأن الدائرة التمهيدية لـ«الجنائية الدولية» قرّرت رفع السرية عن ستة أوامر اعتقال لمتهمين في الرابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وينتاب من يتهمون بهذا الملف وأسر ضحايا في ترهونة، القلق مما يرونه «تسييس عمل المحكمة الدولية، وغياب الآلية الفعّالة لتنفيذ مذكرات القبض ضد المتهمين، في ظل وجودهم في بعض الدول»، وفق ما أفاد علي عمر، مدير «منظمة رصد الجرائم في ليبيا» لـ«الشرق الأوسط».

يُشار إلى أن خان، أبلغ مجلس الأمن الدولي عن اتفاقه مع النائب العام الليبي المستشار الصديق الصور، على آلية جديدة للتعاون بين الطرفين، لكنه لم يكشف عن تفاصيلها.

إلى جانب مخاوف «التسييس»، يبدو أن تحديد المدعي العام للجنائية الدولية إطاراً زمنياً للانتهاء من التحقيقات نهاية العام المقبل، قد يكون مثار قلق أكبر لعائلات الضحايا.

ووفق عمر: «قد يفاقم الإفلات من العقاب ويشجع مرتكبي الجرائم الدولية على مواصلة أفعالهم»، مع إيحاء سائد لدى البعض «بعدم وجود نية لملاحقة مرتكبي الجرائم أو فتح جميع ملفات الجرائم التي تندرج تحت اختصاص المحكمة».

ومن بين الاتهامات التي تلاحق «ميليشيا الكانيات» كانت تصفية أغلب نزلاء سجن «القضائية»، و«الدعم المركزي» بترهونة، في 14 سبتمبر (أيلول) 2019، في رواية نقلتها «رابطة ضحايا ترهونة».

ويلاحظ متابعون، أن ظلال الانقسام السياسي انعكست على زيارة خان إلى طرابلس، وفق أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الواحد القمودي. وعلى نحو أكثر تفصيلاً، يشير مدير «منظمة رصد الجرائم في ليبيا» علي عمر، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن غياب التعاون من قِبل السلطات في شرق ليبيا وغربها، من بين عراقيل أخرى تقف أمام «نزاهة التحقيقات».

مقبرة جماعية مكتشفة بترهونة (غرب ليبيا) (هيئة التعرف على المفقودين في ليبيا)

في غضون ذلك، فرض الدور الروسي الزائد في ليبيا نفسه على إحاطة خان، أمام مجلس الأمن، بعدما شككت مندوبة روسيا في ولاية المحكمة على الملف الليبي، مذكرة بأن ليبيا «ليست طرفاً في نظام روما الأساسي».

وفي حين يستبعد أمين «المنظمة العربية لحقوق الإنسان» في ليبيا عبد المنعم الحر دوراً روسياً معرقلاً للمحاكمات، فإنه يتفق مع مندوبة روسيا في أن «الإحالة من جانب مجلس الأمن لم تعط المحكمة الجنائية الدولية ولاية مطلقة على ليبيا»، مشيراً إلى أنها «اقتصرت على جرائم حصلت قبل تاريخ 19 فبراير (شباط) 2011».

ويستند الحر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى نظام روما الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية الذي أجاز «التحقيق في جريمة أو أكثر ارتكبت»، وهو «ما يجعل القضايا التي وقعت بعد هذا التاريخ خارج ولاية المحكمة».

وقد يبدو «التفاؤل محدوداً» بمثول المطلوبين في جرائم الحرب بليبيا أمام المحكمة في لاهاي، وفق «مدير منظمة رصد الجرائم»، لكنه يشير إلى مخرج من هذا المأزق، وهو «اتخاذ خطوات أكثر جرأة، تشمل دعماً دولياً لضمان استقلالية التحقيقات، ووضع آلية فعّالة لتنفيذ مذكرات القبض».

وعلى نحو يبدو عملياً، فإن أمين المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ليبيا يقترح «حلاً قانونياً بتشكيل محكمة خاصة مختلطة يترأسها قاض ليبي تضم في هيئتها قضاة ليبيين ودوليين، على غرار المحكمة الدولية التي تم إنشاؤها للتحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005».