تأجيل نظر دعوى منع جمال وعلاء مبارك من الترشح للمناصب بمصر

النجل الأكبر للرئيس الراحل عدّ حكم «قصور الرئاسة» هدفه «العزل السياسي»

لافتات تأييد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شوارع القاهرة خلال انتخابات 2018 (الشرق الأوسط)
لافتات تأييد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شوارع القاهرة خلال انتخابات 2018 (الشرق الأوسط)
TT

تأجيل نظر دعوى منع جمال وعلاء مبارك من الترشح للمناصب بمصر

لافتات تأييد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شوارع القاهرة خلال انتخابات 2018 (الشرق الأوسط)
لافتات تأييد للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شوارع القاهرة خلال انتخابات 2018 (الشرق الأوسط)

مع اقتراب موعد الإعلان عن بدء إجراءات الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، تتردد أنباء وإشاعات بشأن ترشح جمال نجل الرئيس الراحل حسني مبارك، وتندلع على هامش هذه الأنباء تفاعلات وتراشقات عديدة.

وقررت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر اليوم (السبت): «تأجيل نظر دعوى تطالب بمنع علاء وجمال مبارك من الترشح لمناصب في الدولة المصرية، إلى أغسطس (آب) المقبل».

وأقام الدعوى مدير المركز القومي لدعم المواطنة وحقوق الإنسان، عبد السلام إبراهيم إسماعيل، وطالب فيها بـ«إلغاء قرار الامتناع عن فتح تحقيق وإحالة جمال وعلاء مبارك إلى النيابة العامة لاتهامهما بـ(الكسب غير المشروع)، واسترداد جميع الأموال المهربة من أنحاء العالم كافة، ومنع عائلة مبارك من الترشح لأي منصب رفيع بالدولة المصرية».

وكانت محكمة «النقض المصرية» قد أصدرت حكماً نهائياً في يناير (كانون الثاني) عام 2016، بتأييد معاقبة مبارك ونجليه علاء وجمال بـ«السجن المشدد لمدة 3 سنوات»، وذلك «لإدانتهم بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية لـ(القصور الرئاسية)». وهو ما يستند إليه المطالبون بـ«عدم جواز ترشح جمال مبارك لانتخابات الرئاسة في مصر، طبقاً لتعديلات قانون انتخابات الرئاسة، الصادرة في مارس (آذار) 2014، التي تشترط، في البند الخامس من المادة الأولى: «ألا يكون (المرشح) قد حُكم عليه في جناية أو جريمة مخلة بالشرف أو الأمانة ولو كان قد رُد إليه اعتباره».

مبارك ونجلاه أمام محكمة مصرية في سبتمبر 2013 (أ.ب)

لكن علاء النجل الأكبر لمبارك، وصف قضية «قصور الرئاسة» في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»، (مساء الجمعة)، بأنها قضية هدفها «العزل السياسي».

وقبل أيام، قال المنسق العام للحوار الوطني المصري، ضياء رشوان، رداً على تساؤل بشأن احتمالات ترشح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية، إن «الأمر يجب أن ينظر إليه من الزاوية القانونية بشأن حظر ترشح أي شخص مدان في جريمة ولو رد إليه اعتباره».

وتساءل المنسق العام للحوار الوطني في مقابلة تلفزيونية مع قناة «العربية» أذيعت الأسبوع الماضي: «لماذا لا يعلن السيد جمال مبارك الترشح إن كان يريد الترشح؟ لماذا لا يحسم أمره في هذه المدة القصيرة؟»، ووجه حديثه إلى جمال مبارك مستطرداً: «إنت عايز تترشح؟! يا ريت تعلن لنا».

وحينها رد علاء مبارك على تصريحات رشوان عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر» بخشونة. وقال: «وإنت ما لك؟ عايز ولا مش عايز؟ أما حشري صحيح حاجة متخصكش ومالك ومال الشعب»، وفق تعبيره.

ومع اقتراب موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، في ديسمبر (كانون الأول) المقبل، تثار تساؤلات حول فُرص جمال مبارك في الترشح، في ضوء النصوص القانونية التي تنظم الاستحقاق الرئاسي. ويرى الباحث المتخصص في الشؤون القانونية، محمد بصل، أن «النص الخاص بشروط الترشح في قانون انتخابات الرئاسة (غير حاسم) بذاته في مسألة جواز ترشح أشخاص بعينهم من عدمه». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن التفسير البسيط للنص «يمنع من صدر بحقه حكم في جنحة تبديد منقولات زوجية، أو جنحة سرقة تيار كهربائي من الترشح للرئاسة»، لأن هذه الجرائم «تنطوي على إخلال بالأمانة أو الشرف». ويشير بصل إلى أن «أمر (ترشح أي شخص) بيد الهيئة الوطنية للانتخابات التي تبت في أحقية المتقدمين – أيا كانوا - في الترشح للرئاسة المصرية».

أيضاً قال عضو مجلس النواب المصري (البرلمان)، مصطفى بكري، لـ«الشرق الأوسط»، إن أمر الفصل في الترشح لانتخابات الرئاسة المصرية «يرجع إلى الهيئة الوطنية للانتخابات التي ستصدر خلال الفترة القادمة تفاصيل الجدول الزمني للترشح»، لافتاً إلى أنه «بالتأكيد ستكون دعوة للعديد من المصريين الراغبين في الترشح لتقديم أوراقهم». وبيّن بكري أن إعلان الهيئة عن مواقيت العملية الانتخابية، سوف يشمل إعلان شروط الترشح كاملة.

وتحدد المادة 142 من الدستور المصري الشروط اللازمة للترشح للرئاسة، التي تتضمن أن «يزكي المرشح 20 عضواً على الأقل من أعضاء مجلس النواب، أو أن يؤيده ما لا يقل عن 25 ألف مواطن ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة على الأقل، وبحد أدنى ألف مؤيد من كل محافظة منها. وفي الأحوال جميعها، لا يجوز تأييد أكثر من مرشح، وذلك على النحو الذي ينظمه القانون».


مقالات ذات صلة

مصر تواصل البحث عن 7 مفقودين في حادث «مركب البحر الأحمر»

شمال افريقيا أحد السائحين الناجين في حادث غرق المركب السياحي «سي ستوري» خلال إنقاذه (المتحدث العسكري للقوات المسلحة المصرية)

مصر تواصل البحث عن 7 مفقودين في حادث «مركب البحر الأحمر»

لليوم الثالث على التوالي، تواصلت عمليات البحث والإنقاذ عن 7 مفقودين في حادث غرق المركب السياحي «سي ستوري»، قبالة سواحل مدينة مرسى علم بمحافظة البحر الأحمر.

محمد عجم (القاهرة)
العالم العربي خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)

الرئيس المصري وملك الأردن يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي (متداولة)

قائد الجيش المصري يتفقد جاهزية الوحدات العسكرية «المخطط إشراكها بإحدى مهام الاتحاد الأفريقي»

قال بيان للمتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية، إن قائد الجيش المصري تفقد جاهزية الوحدات العسكرية «المخطط إشراكها بإحدى مهام الاتحاد الأفريقي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا رجل يُلوح بعلم لبنان في مدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

مصر ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

أفاد بيان لوزارة الخارجية المصرية، الأربعاء، بأن القاهرة تُرحب بوقف إطلاق النار في لبنان، مشيرة إلى أنه «سيسهم في بدء مرحلة خفض التصعيد بالمنطقة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق الفعاليات تنوّعت ما بين مختلف الثقافات المصرية (الشرق الأوسط)

الثقافات المصرية تحصد تفاعلاً في «حديقة السويدي» بالرياض

شهدت فعاليات «أيام مصر» في «حديقة السويدي» بالعاصمة السعودية الرياض، حضوراً واسعاً وتفاعلاً من المقيمين المصريين في السعودية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

المغرب يدين بشدة «أي دعم للحركات الانفصالية والإرهابية»

السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأفريقي محمد عروشي (الشرق الأوسط)
السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأفريقي محمد عروشي (الشرق الأوسط)
TT

المغرب يدين بشدة «أي دعم للحركات الانفصالية والإرهابية»

السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأفريقي محمد عروشي (الشرق الأوسط)
السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأفريقي محمد عروشي (الشرق الأوسط)

دان المغرب بشدة، الثلاثاء بأديس أبابا، أمام مجلس السلم والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، أي دعم للحركات الانفصالية والإرهابية. وأكد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الأفريقي واللجنة الاقتصادية لأفريقيا، محمد عروشي، في كلمة خلال اجتماع لمجلس السلم والأمن حول «تعزيز آليات مكافحة استغلال الموارد الطبيعية من قبل الجماعات المسلحة والإرهابية»، العلاقةَ السببية بين استغلال الموارد الطبيعية والديناميات الأمنية في أفريقيا، ودور الأنشطة غير المشروعة المرتبطة بهذه الموارد في تعزيز قدرات الجماعات المسلحة والإجرامية، وتداعياتها الخطيرة على استقرار الدول المتضررة.

وأوضح عروشي أن الجماعات المسلحة والإرهابية تتغذى على غياب سلطة الدولة في المناطق التي تنشط فيها، وتسعى إلى السيطرة على هذه الأخيرة، منتهكة الوحدة الترابية للدول، وذلك في تعدٍّ صارخ على سيادتها، مشدداً على الاتجاه المثير للقلق الذي يتطور «في إطار العلاقة بين الإرهاب والانفصال، والذي لا يؤدي إلا إلى زيادة حجم التهديد الذي يتربص بقارتنا بشكل يومي».

كما أدان الدبلوماسي المغربي تهديد استقرار الدول الناجم، ليس فقط عن الجماعات المسلحة الإرهابية والانفصالية، ولكن أيضاً عن «السياسات العدوانية للأنظمة الاستبدادية التي تسعى إلى خلق وتعبئة ودعم حركات انفصالية، بهدف خدمة أجندات غادرة، ومزعزعة للاستقرار لآيديولوجيات عفا عليها الزمن، وذلك في انتهاك صارخ لمبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وآليات المنظمة الأفريقية».

وقال في هذا الصدد إنه «إذا كان نجاح أي استراتيجية لمكافحة الاستغلال غير القانوني للموارد الطبيعية من قبل الجماعات المسلحة الانفصالية والإرهابية يرتكز على تعبئة متناسبة لقدراتنا الأمنية، فإنه يظل أيضاً رهيناً بتفعيل رافعات التنمية والمرونة المجتمعية، ومن هنا تبرز أهمية اعتماد مقاربة مندمجة تقوم على الارتباط بين السلم والأمن والتنمية».

كما دعا المسؤول المغربي إلى تعزيز آليات مكافحة استغلال الجماعات المسلحة والإرهابية للموارد الطبيعية في أفريقيا، وتعزيز دورها في الحفاظ على استقرار الدول الأفريقية ووحدتها الوطنية، مبرزاً أهمية المكافحة الفعالة للتعاون والروابط بين الإرهابيين وباقي الجماعات الإجرامية، فضلاً عن الحركات الانفصالية المرتبطة بالجريمة المنظمة العابرة للحدود.