الرئيس المصري وملك الأردن يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة

خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)
خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)
TT

الرئيس المصري وملك الأردن يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة

خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)
خلال لقاء سابق بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال قمة في القاهرة 27 ديسمبر 2023 (رويترز)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء، ضرورة الوقف الفوري للحرب الإسرائيلية على غزة.

جاء ذلك في لقاء عقده الطرفان في القاهرة، اليوم، وفق وكالة الأنباء الأردنية «بترا».

وشدد الجانبان، خلال لقاء ثنائي تبعه لقاء موسّع، على ضرورة مضاعفة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون اعتراض أو تأخير، وضمان وصولها؛ للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية، لافتين إلى الدور المحوري لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، في هذا الإطار.

كما أكدا أهمية البناء على مُخرجات القمة العربية والإسلامية غير العادية، التي عُقدت مؤخراً في الرياض، للتوصل إلى تهدئة شاملة بالمنطقة، ومنع توسع دائرة العنف، مُعربين عن التطلع إلى نجاح مؤتمر القاهرة الوزاري لدعم الاستجابة الإنسانية في غزة، الذي سيُعقَد في الثاني من ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وأعرب الملك الأردني عن تقديره جهود مصر لاستعادة الاستقرار في الإقليم، في حين ثمَّن الرئيس المصري الجهود الأردنية المستمرة لتقديم الدعم إلى الأشقاء الفلسطينيين.

وجدَّد الطرفان تأكيدهما الرفض الكامل لتصفية القضية الفلسطينية، أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، مشددين على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، هو متطلب أساسي لتنفيذ حل الدولتين، وضمان استعادة الاستقرار في المنطقة.

وأكد الملك الأردني ضرورة وقف الإجراءات الإسرائيلية أحادية الجانب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وشدد الجانبان على ضرورة الحفاظ على سيادة لبنان وسلامة أراضيه، ووقوف البلدين مع الشعب اللبناني.


مقالات ذات صلة

التحديات الجيوسياسية تدفع مصر وتركيا لمزيد من التقارب رغم التباينات

تحليل إخباري الحضور في جولة مشاورات سياسية بين مصر وتركيا عُقدت بالقاهرة يوم الاثنين (الخارجية المصرية)

التحديات الجيوسياسية تدفع مصر وتركيا لمزيد من التقارب رغم التباينات

استضافت مصر جولة مشاورات سياسية مع تركيا، بهدف الإعداد لعقد الاجتماع الأول لمجموعة التخطيط المشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لمتابعة التعاون.

هشام المياني (القاهرة)
الاقتصاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يلتقي رئيس الوزراء مصطفى مدبولي ووزير الكهرباء محمود عصمت الثلاثاء بمدينة العلمين (الرئاسة المصرية)

تراجع الدولار والذهب... هل تتجاوز مصر تداعيات الضربات الإسرائيلية - الإيرانية؟

مع دخول وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ، شهدت الأسواق المصرية تحسناً ملموساً عَكسه تراجع في سعر صرف الدولار مقابل الجنيه، وانخفاض في أسعار الذهب.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
رياضة عالمية وسام أبو علي مهاجم الأهلي لحظة إحرازه الهدف الأول لفريقه (صفحة الأهلي على «فيسبوك»)

انتقادات جماهيرية واسعة بعد خروج الأهلي من مونديال الأندية

لم يمر خروج النادي الأهلي من كأس العالم للأندية مروراً عابراً لدى الجماهير المصرية، إذ عبّر جانب كبير منها عن حسرته على الخروج.

محمد عجم (القاهرة )
شمال افريقيا مصر تستهدف تنشيط سياحة اليخوت الفاخرة (رئاسة مجلس الوزراء)

مصر تُنشّط قطاعات سياحية متنوعة لمواجهة خسائر التوترات الإقليمية

تسعى الحكومة المصرية إلى تخفيف الآثار السلبية المتوقعة على قطاع السياحة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة، وذلك بالترويج لقطاعات سياحية غير تقليدية.

رحاب عليوة (القاهرة)
شمال افريقيا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يشهد اصطفافاً عسكرياً للجيش الثاني الميداني (أرشيفية - الرئاسة المصرية)

السلطات المصرية تذكر بـ«إنجازات 30 يونيو»… وتؤكد «سلامة المسار»

تعتزم السلطات المصرية تدشين حملة إعلامية للتذكير بـ«إنجازات ثورة 30 يونيو» التي أطاحت بحكم تنظيم «الإخوان» عام 2013.

فتحية الدخاخني (القاهرة)

عودة الزخم إلى «هدنة غزة» بعد «انحسار» حرب إسرائيل وإيران

فتية وأطفال عند خيام نُصبت وسط البنية التحتية المدمرة بمدينة غزة يوم الاثنين (أ.ب)
فتية وأطفال عند خيام نُصبت وسط البنية التحتية المدمرة بمدينة غزة يوم الاثنين (أ.ب)
TT

عودة الزخم إلى «هدنة غزة» بعد «انحسار» حرب إسرائيل وإيران

فتية وأطفال عند خيام نُصبت وسط البنية التحتية المدمرة بمدينة غزة يوم الاثنين (أ.ب)
فتية وأطفال عند خيام نُصبت وسط البنية التحتية المدمرة بمدينة غزة يوم الاثنين (أ.ب)

عادت الأنظار تتجه إلى مساعي وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مع اتصالات ودعوات مكثفة من وسطاء ودول ومن ذوي الرهائن، تلت إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، اتفاقاً لإنهاء التصعيد بين إسرائيل وإيران.

تلك العودة إلى مفاوضات غزة بعد 12 يوماً من تصعيد إسرائيلي وإيراني، ستشهد بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» زخماً متواصلاً لتحقيق استقرار بالمنطقة، متوقعين العودة لمسار المحادثات قريباً والتوصل لإبرام هدنة مؤقتة أو صفقة شاملة حسب الموقف الأميركي وضغوطه على إسرائيل.

وبعد ساعات من إعلان ترمب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، كانت التهدئة بغزة حاضرة خلال اتصال هاتفي، الثلاثاء، بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بحثا خلاله «التنسيق المصري - القطري المكثف للتوصل إلى تهدئة ووقف إطلاق النار في قطاع غزة»، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

حزن ووجوم بعد مقتل فلسطينيين بالقرب من معبر زيكيم الحدودي الذي تسيطر عليه إسرائيل (أ.ف.ب)

وفي مؤتمر صحافي، الثلاثاء، مع نظيره اللبناني نواف سلام، قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن بلاده، وهي وسيط رئيسي في محادثات الهدنة في غزة، تعمل على استئناف المفاوضات غير المباشرة بين «حماس» وإسرائيل، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس وزراء قطر إن بلاده تحاول «البحث عن فرصة خلال اليومين المقبلين لتكون هناك مفاوضات غير مباشرة بين الطرفين للوصول إلى اتفاق»، مضيفاً: «نتمنى ألّا يستغل الجانب الإسرائيلي وقف إطلاق النار مع إيران لتفريغ ما يريد تفريغه في غزة، ويستمر (في) قصفه».

وأفادت قناة «آي 24 نيوز» الإسرائيلية، بأن مصر طالبت بإرسال وفد إسرائيلي إلى محادثات في القاهرة، بهدف دفع صفقة الرهائن بين الطرفين، وأكدت لإسرائيل أنه لم يعدّ هناك أي مبرر لعدم إرسال وفد بعد انتهاء الحرب مع إيران، مشيرة إلى أن وفداً من «حماس» يوجد في القاهرة أيضاً، ويشارك في محادثات حول هذه القضية، وهو ما لم تنفهِ أو تؤكده الحركة الفلسطينية أو القاهرة.

انحسار ربما يعيد الزخم

عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير رخا أحمد حسن، يعتقد أن انحسار الحرب في إيران سيعيد الزخم لمحادثات التوصل لاتفاق بشأن غزة، خاصة في ظل وجود وفد من «حماس» بالقاهرة، لافتاً إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في ظل انحسار كل جبهات الحرب «يخشى من حساب داخلي عسير ومستقبل سياسي، وقد يناور ضد أي تهدئة بالقطاع للحفاظ على مكاسبه السياسية».

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور سهيل دياب، أن «وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران بتدخل أميركي وبوساطة قطرية سيؤثر إيجاباً في إمكانية التقدم نحو أي تصور لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، ويمكن أن يؤدي إلى اتفاق»، مشيراً إلى أن نتنياهو «لم يعد لديه أي مخرج بعد أن هرب للأمام من الأزمات الداخلية نحو حرب لبنان، ثم إيران، ولم يعد لديه ملاذ إضافي الآن».

دمار واسع جراء غارات إسرائيلية على قطاع غزة (أ.ف.ب)

وأثار التحرك نحو وقف إطلاق نار نهائي في إيران، بعد إعلان ترمب، دعوات إسرائيلية متواصلة بإنهاء حرب غزة. وخاطب «منتدى أسر الرهائن والمفقودين» بإسرائيل حكومة نتنياهو، في بيان، الثلاثاء، قائلاً: «من أنهى الحرب مع إيران خلال 12 يوماً، يمكنه أن يُنهي أيضاً حرب غزة».

وأضاف المنتدى: «نطالب بمفاوضات عاجلة لإعادة جميع الرهائن وإنهاء النزاع المستمر».

وكتب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، على منصة «إكس»: «حان الوقت لإنهاء الحرب في غزة. أعيدوا الرهائن. أنهوا الحرب».

وطالبت الرئاسة الفلسطينية، الثلاثاء، بإنهاء الحرب بغزة على نحو ما تم مع طهران، وقالت في بيان: «التوصل إلى وقف إطلاق النار (بين إسرائيل وإيران) هو خطوة هامة على طريق تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. نطالب باستكمال هذه الخطوة عبر تحقيق وقف لإطلاق النار يشمل قطاع غزة».

كما قال المستشار الألماني، فريدرك ميرتس، في خطاب أمام البرلمان الألماني، إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب الدائرة في غزة، مشدداً على ضرورة عدم السماح للصراع الإقليمي مع إيران بأن يغرق المنطقة بأسرها في أتون حرب واسعة.

«المايسترو الأميركي»

ورغم تلك المواقف، لم يصدر عن الوسيط الأميركي أي موقف بشأن غزة، ولم تتطرق أحاديث ترمب ونتنياهو الأخيرة لتطورات غزة. وأكّد موقع «أكسيوس» الأميركي، الثلاثاء، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن ترمب اتصل بنتنياهو وطلب منه عدم مهاجمة إيران.

وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، الثلاثاء، أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية «الكابينت» ناقش صفقة شاملة مع قطاع غزة تشمل إعادة الرهائن، وهي أوسع من مخطط مبعوث الرئيس الأميركي لمنطقة الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وشهد الاجتماع، بحسب الصحيفة، «طرح إمكانية أن تقود واشنطن صفقة شاملة تنهي الحرب غزة، أو وقف إطلاق نار طويل الأمد وفقاً لخطة ويتكوف، وسط ميل من نتنياهو لقبول مخطط ويتكوف لصفقة تبادل الأسرى» إذا وافقت «حماس».

وقال رخا: «رغم كل الدعوات المتواصلة من إسرائيل وفلسطين والغرب، فإن الموقف في يد واشنطن حالياً. إن أرادت أن توقف قتل الفلسطينيين وجرائم الحرب التي ترتكب ضدهم فعليها أن تتخلى عن انحيازاتها وتكون وسيط سلام، وإلا ستدخل محادثات المفاوضات في حلقات مفرغة دون جدوى».

وأضاف: «الهدنة ووقف الحرب بغزة كلاهما جاهز للتنفيذ لو أرادت واشنطن، كما فعلت مع نتنياهو وأمرته بوقف حربه ضد إيران».

ويرى دياب أن «ردود الفعل تقول إننا إزاء نقاش حول اتفاق غزة سيتصاعد، وإننا كما رأينا ترمب مايسترو، يقود فصول بداية ونهاية الحرب بإيران، فقد نرى ذلك المشهد أيضاً في غزة؛ لكن حال كانت هناك إرادة أميركية جادة، خاصةً أنه لا قضايا وأزمات كبرى كغزة حالياً، ويجب وقف الحرب لاستقرار المنطقة».