الرئيس الصومالي يستعين بقادة البلاد السابقين لترتيب «أوضاع البلاد»

مقتل عناصر من حركة «الشباب» من بينهم قيادي بارز

جانب من اجتماع الرئيس الصومالي بالقادة السابقين للبلاد (وكالة الصومال الرسمية)
جانب من اجتماع الرئيس الصومالي بالقادة السابقين للبلاد (وكالة الصومال الرسمية)
TT

الرئيس الصومالي يستعين بقادة البلاد السابقين لترتيب «أوضاع البلاد»

جانب من اجتماع الرئيس الصومالي بالقادة السابقين للبلاد (وكالة الصومال الرسمية)
جانب من اجتماع الرئيس الصومالي بالقادة السابقين للبلاد (وكالة الصومال الرسمية)

في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، افتتح الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، الأربعاء، اجتماعاً نادراً في العاصمة مقديشو لقادة البلاد ورؤسائها السابقين، بمَن فيهم رؤساء الحكومات السابقون. وقال وزير الإعلام داود جامع، إن الاجتماع «سيسلّط الضوء على مناقشة وضع البلاد»، في حين يستمع قادة الدولة لنصائح القادة السابقين بشأن «مصير الجمهورية الفيدرالية»، لافتاً إلى أنها المرة الأولى التي تعقد فيها البلاد هذا الاجتماع، وذلك من أجل تنفيذ سياسة الدولة الفيدرالية القائمة على التشاور مع جميع قطاعات المجتمع.

وقالت «وكالة الأنباء الصومالية» الرسمية إن الاجتماع، الذي وصفته بـ«التشاوري والمهم»، سيستمر لمدة يومين لمناقشة وضع البلاد، مشيرة إلى أنه يأتي في إطار برنامج الحكومة الفيدرالية من أجل تبادل النصائح فيما يتعلق باتخاذ القرارات المصيرية.

ويخوض الصومال منذ سنوات حرباً شرسة ضد عناصر حركة «الشباب» المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، التي تأسست مطلع عام 2004، وتبنّت تفجيرات عدة داخل البلاد. وفي غضون ذلك، قتلت القوات الخاصة بالجيش الصومالي المعروفة باسم «دانب»، الأربعاء، قائداً ميدانياً مكلفاً بالهجمات الانتحارية في صفوف حركة «الشباب» واثنين من مساعديه بضاحية منطقة «ويل مارو» بمحافظة جوبا الوسطى.

جنود صوماليون خلال عملية عسكرية في محافظة شبيلي السفلى (وكالة الأنباء الصومالية)

وقالت الوكالة الرسمية، إن العملية العسكرية شهدت وقوع قتلى وجرحى، لم تحدد عددهم، في صفوف الحركة، وتدمير المعدات العسكرية التي كانت بحوزتهم.

وفي عملية أخرى، أعلن التلفزيون الحكومي الصومالي، مقتل 50 عنصراً من عناصر حركة «الشباب» بينهم قيادات ميدانية في عملية عسكرية جنوبي البلاد، وقال إن قوات الجيش وقوات ولاية جوبالاند المحلية، نفذت مساء الثلاثاء عملية مشتركة في بلدة ويلمرو بإقليم جوبا السفلى الوحيد الذي يخضع لسيطرة حركة «الشباب» منذ 2008، مشيراً إلى أنها اشتبكت مع عناصر «الشباب» في البلدة، ما أدى إلى مقتل 50 من مقاتلي «الشباب» بينهم قيادات ميدانية، دون الإفصاح عن هوياتهم.

قوات الأمن الصومالية على طريق في مقديشو (أ.ف.ب)

وقال إن القوات المشتركة دمرت معاقل للحركة، كما صادرت معدات عسكرية كانت بحوزة الإرهابيين. ولم يصدر أي تعليق عن الحركة حول العملية العسكرية للجيش، علماً بأن الحكومة الصومالية تخوض منذ سنوات حرباً ضد الحركة المرتبطة بتنظيم «القاعدة»، وتأسست مطلع عام 2004، وتبنّت تفجيرات عدة داخل البلاد.

بدوره، ناقش وزير الدفاع الصومالي عبد القادر نور، مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأردني يوسف الحنيطي، تعزيز العلاقات بين البلدين في مجال الدفاع. وقال بيان حكومي، إن نور الذي يزور الأردن حالياً، أطلع الحنيطي على آخر التطورات العسكرية للجيش الصومالي ضد الإرهاب الذي يهدد أمن البلاد واستقرارها.


مقالات ذات صلة

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

أفريقيا ضباط صوماليون يشاركون في عرض عسكري خلال احتفالات بالذكرى الـ62 لتأسيس القوات المسلحة الوطنية 12 أبريل 2022 (رويترز)

الجيش الصومالي يقضي على 15 إرهابياً

تمكّنت قوات الجيش الصومالي، في عملية عسكرية، من القضاء على 15 عنصراً إرهابياً ‏من «حركة الشباب» بمحافظة مدغ بولاية غلمدغ وسط البلاد.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أفريقيا دورية للشرطة الصومالية بالقرب من موقع هجوم انتحاري في مقهى بمقديشو في الصومال الخميس 17 أكتوبر 2024 (أ.ب)

الجيش الصومالي يقضي على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً ‏

تمكّن الجيش الصومالي من القضاء على أكثر من 30 عنصراً إرهابياً بينهم قياديان بارزان، ‏وأصيب نحو 40 آخرين في عملية عسكرية مخطَّط لها جرت في جنوب محافظة مدغ.

شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

هجوم مقديشو يخلّف 32 قتيلاً... و«الشباب» تتبنى مسؤوليتها

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروحٍ في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
شمال افريقيا أشخاص يحملون جثمان سيدة قُتلت في الانفجار الذي وقع على شاطئ في مقديشو (رويترز)

مقتل 32 شخصاً بهجوم لـ«الشباب» على شاطئ في مقديشو

قُتل 32 شخصاً على الأقل وأصيب العشرات بجروح في العملية الانتحارية التي تلاها إطلاق نار على شاطئ شعبي في العاصمة الصومالية مقديشو، على ما أفادت الشرطة اليوم.

«الشرق الأوسط» (مقديشو)
أشخاص يتجمعون بالقرب من حطام المركبات المدمرة بمكان انفجار خارج مطعم حيث كان الزبائن يشاهدون المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأوروبية 2024 على شاشة التلفزيون في منطقة بونديري بمقديشو الصومال في 15 يوليو 2024 (رويترز)

الجيش الصومالي يُحبط هجوماً إرهابياً في جنوب البلاد

أحبط الجيش الصومالي، صباح الاثنين، هجوماً إرهابياً شنّته عناصر «ميليشيات الخوارج» على منطقة هربولي في مدينة أفمدو بمحافظة جوبا السفلى

«الشرق الأوسط» (مقديشو)

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
TT

زيارة «وزير غيني» لحكومة حمّاد تفجر جدلاً في ليبيا

الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)
الحويج و«الوزير الغيني» (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

أحدثت زيارة أجراها «وزير دولة في غينيا بيساو» لحكومة شرق ليبيا في الرابع من الشهر الحالي، حالة من الجدل في البلاد، بعدما وصف بأنه «مزيف».

«الوزير الغيني» يتوسط الحويج ودومة والفضيل (يسار) (وزارة الخارجية)

وكان وزير الخارجية بالحكومة المكلفة من مجلس النواب عبد الهادي الحويج، والنائب الثاني لرئيس مجلس النواب مصباح دومة استقبلا ما وصف بـ«وزير الدولة والمستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو أمادو لامين سانو»، قبل أكثر من أسبوعين، غير أن نشطاء وإعلاميين شككوا في شخصية الأخير، وعدوه «شخصاً مزيفاً».

وانتشر بيان منسوب لوزارة الخارجية الغينية، لم يتسن لـ«الشرق الأوسط» التأكد منه، ينفي صلة «أمادو لامين سانو» برئيس الجمهورية والحكومة الغينية، وأنه «ليس مستشاراً للرئيس، ولم يُكلَّف من طرفه بنقل أي رسالة».

وعدّ الإعلامي الليبي خليل الحاسي، الواقعة «اختراقاً أمنياً مذهلاً في حكومة حمّاد في قلب بنغازي»، كما وصفها بأنها «فضيحة دبلوماسية سياسية مزلزلة في خارجيته».

وقال الحاسي، الذي كان أول المتناولين للواقعة عبر حسابه على منصة «إكس»، إن «شخصاً اسمه أمادو لامين سانو استطاع أن ينتحل صفة وزير الدولة والمستشار الخاص لرئيس جمهورية غينيا بيساو، وأن يضحك على الحكومة، وحظي باستقبال رسمي ومراسم وأرتال وفنادق وجولات سياسية».

«الوزير الغيني» خلال استقباله في شرق ليبيا (وزارة الخارجية بحكومة حماد)

وأمام تصاعد الجدل حول حقيقة «الوزير المزعوم» خرج وزير الخارجية الحويج، في مداخلة لقناة «الحدث» الليبية (الخميس)، ليدافع عن موقف حكومته، ويؤكد أن أمادو لامين سانو هو «وزير غيني تم استقباله في ليبيا بشكل رسمي».

واتهم الحويج حكومة «الوحدة الوطنية» المؤقتة برئاسة عبد الحميد الدبيبة، بالوقوف وراء هذه «الشائعات»، وأرجع ذلك لأن حكومته «تحقق اختراقات» رغم الاعتراف الدولي بحكومة طرابلس، التي قال إن «لديها مشاكل».

بل إن الحويج قال إن أمادو لامين سانو يشغل أيضاً منصب وزير مكلف بشؤون الحج والعمرة لدولة غينيا بيساو، كما أنه مسؤول عن الشؤون الإسلامية والعربية في برلمانها.

وكان أمادو لامين سانو بحث في اللقاء الذي حضره أيضاً رئيس ديوان مجلس النواب عبد الله المصري الفضيل، سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.

ومع تواصل أصداء هذه الواقعة، قال رئيس تحرير جريدة «الوسط»، بشير زعبية إن حادثة «(الوزير الغيني المزعوم) ليست الأولى».

وذكّر زعبية بحادثة مماثلة كانت أحداثها في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018 عندما استقبل عدد من مسؤولي حكومة «الوفاق الوطني» آنذاك شخصاً من مالطا وقد انتحل صفة مبعوث رئيس الوزراء المالطي جوزيف موسكات، قبل أن تكشف أمره الحكومة المالطية.

وقد قال خليل الحاسي: «لم يكتشف الأمن الداخلي ولا المخابرات في بنغازي ذلك الاختراق الأمني، بل دولة غينيا بيساو التي أرسلت مذكرة عاجلة رداً على احتجاج سفارة ليبيا على الزيارة؛ لأنها تعني الاعتراف بحكومة حماد وليس الدبيبة».

يُشار إلى أنه في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أجرى حماد اتصالاً هاتفياً مع روي دوارتي دي باروس رئيس وزراء جمهورية غينيا بيساو.

وقالت الحكومة حين ذلك، إنهما تبادلا وجهات النظر حول تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل التعاون في المجالات ذات الأهمية المشتركة.