كشف المنسق العام لـ«الحوار الوطني» المصري، ضياء رشوان، عن محاولات تنظيم «الإخوان»، الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً»، «الانضمام لجلسات (الحوار الوطني)».
وقال رشوان إن «تنظيم (الإخوان) حاول بكل السبل المشاركة في الحوار، والهجوم عليه بشكل عنيف قبل بدايته». مضيفاً أن «التنظيم فوجئ بأن المشهد الافتتاحي للحوار في مايو (أيار) الماضي ضم جميع التيارات السياسية»، وأن «الحركة المدنية المشاركة في الحوار أكدت في بيانها في يوليو (تموز) الماضي عدم مشاركة كل مَن مَارسَ العنف، وعلى رأسهم (الإخوان)».
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد دعا خلال حفل إفطار رمضاني في أبريل (نيسان) من العام الماضي، لإجراء «حوار وطني» حول مختلف القضايا، «يضم جميع الفصائل السياسية باستثناء واحد»، في إشارة إلى تنظيم «الإخوان».
وافتتح «الحوار الوطني» جلساته مطلع الشهر الماضي. وتٌعقد جلساته على مدى ثلاثة أيام أسبوعياً من خلال 19 لجنة فرعية تندرج تحت المحاور الرئيسية الثلاثة: «السياسي والاقتصادي والمجتمعي»، التي تم التوافق عليها بين أعضاء مجلس أمناء «الحوار».
وشهد المحور السياسي نقاشات موسعة حول النظام الانتخابي الأمثل، كما حفلت مناقشات المحور المجتمعي لقضية التعليم والسكان بالكثير من التوصيات، الداعية إلى إدخال تعديلات تشريعية.
وأعلن المنسق العام لـ«الحوار الوطني»، الاثنين الماضي، «إرجاء جميع جلسات (الحوار) التي كانت مقررة الأسبوع الحالي لتتم خلال الأسبوع القادم بنفس المتحدثين فيها»، وأرجع ذلك إلى «الأضرار التي أصابت مقر انعقاد جلسات (الحوار) بمركز مؤتمرات مدينة نصر (شرق القاهرة) بسبب الظروف المناخية خلال الفترة السابقة».
وأوضح رشوان خلال تصريحات متلفزة مساء أمس (الثلاثاء)، أن «تنظيم (الإخوان) كان يظن أن رفض (الحوار الوطني) إشراكهم فيه مناورة»، موضحاً أن «التنظيم توقف عن الهجوم على (الحوار الوطني) بعد بدايته لثبوت مصداقيته وجديته». مبرزاً أن «التنظيم لم يرفض (الحوار الوطني) حتى الآن، ما عدا جناح وحيد، وهو جناح محمد كمال (تيار الكماليين)»، لافتاً إلى أن عناصر الإخوان في إسطنبول، و(إخوان لندن) «حاولوا الالتحاق بـ(الحوار الوطني)، وهذا مؤشر مُهم للغاية، فالتنظيم يظن حتى الآن أن في (الحوار الوطني) متسع له، والبعض منهم حاول أن يُفهم الناس أن هذا نوع من أنواع المصالحة الوطنية، مع الاعتذار لتعبير المصالحة الوطنية، بينما كل التيارات المصرية المختلفة أجمعت على رفض (الإخوان)».
وخلال الأشهر الماضية تجدد الحديث من بعض عناصر «الإخوان» حول «المصالحة مع السلطات المصرية»، لكن هذا الحديث الإخواني أثار (ضجيجاً) على صفحات موالية لـ«الإخوان» على وسائل التواصل الاجتماعي؛ من «دون أي أثر يُذكر على الأرض في مصر، حيث قابلها تجاهل رسمي وشعبي في البلاد».
وحسب مصدر مطّلع على تحركات «الإخوان»، فإن «هناك أكثر من 8 محاولات سابقة منذ عزل (الإخوان) عن السلطة بمصر في يوليو 2013 لطرح فكرة (المصالحة مع السلطات المصرية)؛ لكنها تقابَل برفض من الدولة المصرية والمصريين، ومن بعض قيادات التنظيم في الخارج».
كما أوضح رشوان في تصريحاته أن «تنظيم (الإخوان) ما زال يطمع أن يكون (الحوار الوطني) مدخلاً للتسلل إلى مصر، فـ(الإخوان) نوعان: التنظيم والملتحق به، وهؤلاء الملتحقون قبل الجلسة الافتتاحية لـ(الحوار الوطني) أكدوا أنه لن ينجح، وآخرون حاولوا أن يقيموا حواراً بديلاً؛ لكن منذ 3 مايو الماضي، لم يأتِ هؤلاء على ذكر (الحوار الوطني)، لا بالفشل ولا بالنجاح، ولا حاولوا مهاجمته»، على حد قوله.
في السياق ذاته، أشار رشوان إلى أنه «للمرة الأولى توقف (تجنيد العناصر) في التنظيم لمدة 10 سنوات، فلا يوجد أعضاء جُدد، وللمرة الأولى أيضاً يعتزل 70 في المائة من قواعد (الإخوان) الشأن العام، اعتراضاً على ما يدور داخل التنظيم من صراعات خاصة بين (إخوان الخارج)، أو بسبب (ممارسة التنظيم للعنف)».