الأمم المتحدة تتوقع ارتفاع عدد النازحين السودانيين إلى الدول المجاورة

نازحون سودانيون في كوفرون بدولة تشاد على الحدود مع السودان في 7 مايو 2023 (رويترز)
نازحون سودانيون في كوفرون بدولة تشاد على الحدود مع السودان في 7 مايو 2023 (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع ارتفاع عدد النازحين السودانيين إلى الدول المجاورة

نازحون سودانيون في كوفرون بدولة تشاد على الحدود مع السودان في 7 مايو 2023 (رويترز)
نازحون سودانيون في كوفرون بدولة تشاد على الحدود مع السودان في 7 مايو 2023 (رويترز)

يقول عاملون في مجال الإغاثة إن القتال بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع»، شبه العسكرية، في السودان يدفع بالبرامج الإنسانية، التي تعاني من ضعف التمويل في المنطقة، إلى حافة الانهيار، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.

وحتى قبل اندلاع أعمال العنف في 15 أبريل (نيسان)، كان ملايين الأشخاص في السودان والدول المجاورة يعتمدون على المساعدات بسبب الفقر والصراع.

وقُتل المئات في القتال الدائر في السودان، ومن بينهم 5 على الأقل من العاملين في المجال الإنساني، ونُهب مخزون المواد الغذائية، وغادر عديد من العاملين في مجال الإغاثة الدولي البلاد.

وتسعى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للحصول على 445 مليون دولار إضافية للتعامل مع الهجرة الجماعية المتوقعة لنحو 860 ألف شخص من السودان إلى 6 من أصل 7 دول مجاورة، وهي تشاد ومصر وإثيوبيا وإريتريا وجنوب السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى، بحلول أكتوبر (تشرين الأول).

وفيما يلي احتياجات كل دولة:

السودان:

تقول المنظمة الدولية للهجرة إن أكثر من 330 ألف شخص نزحوا داخل السودان منذ 15 أبريل. وكان هناك 3.7 مليون نازح داخلياً بالفعل قبل اندلاع القتال، معظمهم في منطقة دارفور، حيث تصاعد العنف منذ بدء صراع كبير في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

تستضيف البلاد أكثر من مليون لاجئ، معظمهم من جنوب السودان وإريتريا وإقليم تيغراي الإثيوبي.

قبل 15 أبريل، كان ما يقرب من 16 مليون شخص يعتمدون على المساعدات الإنسانية. وتشير تقديرات للأمم المتحدة، حصلت عليها «رويترز»، إلى أن الرقم مرشح للزيادة بنحو 5 ملايين نسمة، من بينهم 2.5 مليون طفل.

تلقى برنامج مساعدات الأمم المتحدة للسودان حتى الآن 15 في المائة فقط من التمويل المحدد له في عام 2023، وقدره 1.75 مليار دولار.

جنوب السودان:

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن من المتوقع أن يفر نحو 240 ألف شخص من السودان إلى جنوب السودان. ووصل إلى هناك بالفعل 35 ألف شخص، معظمهم على متن قوارب عبر نهر النيل إلى بلدة الرنك الحدودية.

تلقى برنامج مساعدات الأمم المتحدة للبلاد حتى الآن 26 في المائة فقط من التمويل المحدد له في عام 2023، وقدره 1.75 مليار دولار.

تشاد:

من المتوقع أن يعبر نحو 105 آلاف شخص فروا من السودان، الحدودَ الصحراوية الطويلة إلى تشاد. ووصل بالفعل ما يقدر بنحو 30 ألفاً.

يقول برنامج الأغذية العالمي، التابع للأمم المتحدة، إن تشاد تسجل أحد أعلى مستويات الجوع في العالم، وأكثر من ثلث أطفالها دون سن الخامسة يعانون من التقزم. وكانت تستضيف بالفعل أكثر من 500 ألف لاجئ انخفضت المساعدات المقررة لهم أو انقطعت منذ العام الماضي بسبب نقص التمويل.

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنها بحاجة إلى تمويل إضافي لنقل الوافدين الجدد، الذين ينامون حالياً في ملاجئ بدائية هشة، إلى مخيمات اللاجئين القائمة، وبناء 5 مخيمات جديدة.

تلقى برنامج مساعدات الأمم المتحدة للبلاد 4.5 في المائة فقط من التمويل المحدد له في عام 2023، وقدره 674 مليون دولار.

مصر:

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن من المتوقع أن تستقبل مصر العدد الأكبر من اللاجئين السودانيين. ومن المتوقع وصول 350 ألفاً. ودخل مصر حتى الآن نحو 50 ألفاً، من بينهم عديد من المعاقين.

إثيوبيا:

من المتوقع أن يفر نحو 85 ألف شخص إلى إثيوبيا. ووصل البلاد بالفعل نحو 1500 شخص، من بينهم عدد من اللاجئين الإريتريين الذين كانوا يبحثون عن مأوى في السودان. وأفاد تقرير للأمم المتحدة بأن الوافدين، الذين فروا في وقت مبكر، كانت تظهر عليهم علامات الاضطراب النفسي.

قدمت الأمم المتحدة لإثيوبيا بالفعل برنامج مساعدات لعام 2023 حجمه 4 مليارات دولار، في ظل سعيها للتعافي من حرب استمرت عامين، وأسفرت عن مقتل عشرات الآلاف، ووضعت مئات الآلاف في ظروف تشبه المجاعة.

ولم يتلقَ البرنامج سوى 20 في المائة من حجم التمويل المقرر له.

جمهورية أفريقيا الوسطى:

تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن من المتوقع أن تستقبل البلاد 25 ألف شخص من السودان. ووصل بالفعل أكثر من 6 آلاف شخص.

يقول برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من ثلاثة أرباع سكان البلاد فقراء، ونصفهم تقريباً يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

تقول الأمم المتحدة إن جمهورية أفريقيا الوسطى تحتاج إلى مساعدات في عام 2023 بقيمة تقترب من نصف مليار دولار. وتلقى البرنامج حتى الآن 23 في المائة فقط من التمويل المقرر.

إريتريا:

ربما تستقبل البلاد نحو 55 ألف شخص من السودان، رغم عدم تسجيل أي منهم حتى الآن.

إريتريا من أكثر الدول الأفريقية فقراً وقمعاً. ويفر الآلاف منها كل عام في محاولة لخوض رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا.


مقالات ذات صلة

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

شمال افريقيا صورة ملتقطة في يناير 2024، تظهر نساءً وأطفالاً في مخيم زمزم للنازحين، بالقرب من الفاشر في شمال دارفور، السودان (رويترز)

«الأمم المتحدة»: 3 ملايين طفل سوداني يواجهون خطر سوء تغذية حاد

قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليوم (الجمعة)، إن نحو 3.2 ملايين طفل دون الخامسة يواجهون خطر الإصابة بسوء التغذية الحاد في السودان الذي يشهد حرباً عنيفة.

«الشرق الأوسط» (الخرطوم)
شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

لم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

السودان يرحب بالعقوبات ضد حميدتي ويطالب بموقف دولي موحد

رحبت الحكومة السودانية بقرار الإدارة الأميركي فرض عقوبات على قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» وطالبت المجتمع الدولي بموقف موحد.

شمال افريقيا سودانيون فارُّون من المعارك في منطقة الجزيرة داخل مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على بلدات في الجزيرة

شن الجيش السوداني، الأربعاء، هجوماً برياً كبيراً من عدة محاور على أطراف ولاية الجزيرة وسط البلاد، استعاد على أثرها، السيطرة على عدد من البلدات والقرى

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا حميدتي قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)

قبل رحيلها... إدارة بايدن تفرض عقوبات على «حميدتي» وتتهمه بـ«جرائم حرب»

«الخارجية الأميركية»: «قوات الدعم السريع»، والميليشيات المتحالفة معها، شنَّت هجمات ضد المدنيين، وقتلت الرجال والفتيان بشكل منهجي، وحتى الرُّضع، على أساس عرقي.

هبة القدسي (واشنطن)

تونس تسرّع وثيرة إقفال ملفات «الفساد والتآمر» على أمن البلاد

الرئيس التونسي عند استقباله وزيرة العدل لحثها على اختصار آجال البت في القضايا المحالة على المحاكم (الرئاسة)
الرئيس التونسي عند استقباله وزيرة العدل لحثها على اختصار آجال البت في القضايا المحالة على المحاكم (الرئاسة)
TT

تونس تسرّع وثيرة إقفال ملفات «الفساد والتآمر» على أمن البلاد

الرئيس التونسي عند استقباله وزيرة العدل لحثها على اختصار آجال البت في القضايا المحالة على المحاكم (الرئاسة)
الرئيس التونسي عند استقباله وزيرة العدل لحثها على اختصار آجال البت في القضايا المحالة على المحاكم (الرئاسة)

كثفت السلطات الأمنية والقضائية التونسية تحركاتها لإسدال الستار على الملفات المتراكمة المتعلقة بالأمن، وفي مقدمها «تفكيك مئات الألغام» الموروثة عن العقود والأعوام الماضية، والقضايا المرفوعة منذ مدة طويلة ضد عشرات المتهمين في قضايا ذات صبغة سياسية - أمنية، بينها «الضلوع في الإرهاب»، و«التآمر على أمن الدولة»، و«الفساد الإداري والمالي».

واجتمع الرئيس التونسي قيس سعيد مؤخراً مع رئيس الحكومة كمال المدوري، ووزيرة العدل ليلى جفال، ووزيري الدفاع والداخلية خالد السهيلي وخالد النوري، وطالب بتبسيط إجراءات التقاضي، وإقفال الملفات الأمنية والعدلية في «أقرب الآجال».

وحدة من قوات مكافحة الإرهاب التونسية (الشرق الأوسط)

كما أعلنت صفحات رئاسة الجمهورية والحكومة عن إصدار أوامر للحكومة «للتحرك بسرعة ونجاعة»، وتجنب «طول الإجراءات والتسويف»، وضمان «نجاعة المسؤولين». وشملت القرارات إدارات الأمن الداخلي والخارجي، وملفات محاربة الإرهاب والمخدرات، والتهريب والجريمة المنظمة.

تأجيل يليه تأجيل

حسب بلاغ نشرته صفحة رئاسة الجمهورية، فقد أمر الرئيس التونسي خلال جلسة عمل مع وزيرة العدل بـ«احترام الزمن القضائي في حسم القضايا المعروضة أمام المحاكم... حتى يأخذ كل ذي حق حقه، وفق القانون الذي يتساوى أمامه جميع المتقاضين»، منتقداً «التأجيل الذي يتلوه تأجيل في بعض القضايا المعروضة منذ أكثر من عشرة أعوام»، بما يوحي بقدر من «تمييع دور العدالة والقضاء».

عبير موسي المعتقلة بتهمة التآمر على أمن البلاد (موقع الحزب)

يُذكر أن دوائر الاتهام وقضاة التحقيق أنهوا مؤخراً الإجراءات التمهيدية لإقفال ملفات التحقيق في قضايا عشرات المتهمين بـ«التآمر على أمن الدولة»، و«الضلوع في الإرهاب»، و«الفساد»، بينهم رجال أعمال وسياسيون وبرلمانيون ووزراء، وأمنيون وعسكريون سابقون، وعدد من قادة الأحزاب السياسية، بينهم عبير موسي زعيمة الحزب «الدستوري»، وراشد الغنوشي وعلي العريض، ونور الدين البحيري والعجمي الوريمي، ومنذر الونيسي عن حزب «النهضة»، وعصام الشابي الأمين العام للحزب «الجمهوري»، وغازي الشواشي عن حزب «التيار الديمقراطي» اليساري، ورضا بالحاج وجوهر بن مبارك وشيماء عيسى ورياض الشعيبي عن جبهة «الخلاص» المعارضة، إضافة لرجلي الأعمال المثيرين للجدل والسياسيين المستقلين كمال اللطيف وخيام التركي. علماً بأن متهمين آخرين أحيلوا أمام محاكم أخرى، بعد أن وجهت إليهم اتهامات مختلفة، تصل عقوبتها للإعدام.

عسكريون ضحايا الإرهاب

في أعقاب جلسات عمل جديدة مع وزراء الدفاع والعدل والداخلية، أمر الرئيس التونسي بتسوية وضعيات عائلات ضحايا الإرهاب والعنف من الأمنيين والعسكريين والمدنيين، وتفعيل مؤسسة «فدا»، التي أحدثتها الدولة قبل نحو عامين لهذا الغرض.

راشد الغنوشي المعتقل بتهمة الإرهاب (د.ب.أ)

كما أمر الرئيس سعيد بتسوية ملفات مئات الجرحى، وعائلات شهداء انتفاضة 2010 -2011، خاصة من عرفوا بـ«شهداء الثورة وجرحاها»، وهم بضعة مئات ممن أصيبوا بالرصاص أثناء المواجهات مع قوات الأمن خلال الأسابيع الأخيرة من حكم الرئيس التونسي الأسبق زين العابدين بن علي.

وكانت الحكومات والبرلمانات والمحاكم، ومنظمات المجتمع المدني، قد دخلت منذ عام 2011 في جدال سياسي قانوني حول العدد الحقيقي لمن يمكن وصفهم بـ«شهداء الثورة وجرحاها». كما ظلت عائلات عشرات الأمنيين الذين قتلوا، أو أصيبوا بجراح خطيرة خلال المواجهات مع المسلحين والعصابات الإرهابية منذ 2011 دون سند مالي واجتماعي، إلى أن أحدثت رئاسة الجمهورية قبل عامين مؤسسة «فدا»، وقررت التكفل بكل الحالات الإنسانية مالياً واجتماعياً.

تفكيك الألغام الموروثة

أعلن وزير الدفاع الوطني قبل أيام أمام البرلمان أن القوات المسلحة تابعت طوال عام 2014 تحركاتها لتفكيك الألغام القديمة والجديدة، من بينها «ألغام يدوية الصنع» موروثة عن مرحلة الصراع بين السلطات والمجموعات المسلحة الإرهابية في جبال المحافظات الغربية للبلاد، والتي تسببت مراراً في مقتل أمنيين وعسكريين وتفجير عرباتهم.

ورغم تنويه السلطات الأمنية بنجاحها خلال العشرية الماضية في القضاء على أكثر من 90 في المائة من نشطاء المجموعات المسلحة، التي تنتمي إلى «تنظيم داعش»، و«القاعدة» وغير ذلك، فقد ظلت ألغام تنفجر وتتسبب في سقوط قتلى وجرحى بين الرعاة والسكان والأمنيين خلال عبورهم تلك الجبال.

ولذلك نظمت حملة واسعة خلال الأشهر الماضية أسفرت عن تفجير حوالي 500 لغم، أغلبها يدوية الصنع.

عدد من المتهمين بالتآمر ضد أمن الدولة (الموقع الرسمي لغازي الشواشي)

وأعلنت مصادر أمنية أنه في سياق الجهود المتواصلة للتصدي للعناصر المتطرفة، تم في محافظة سوسة اعتقال تكفيرييْن، كانا في حالة فرار، بعد أن وجهت إليهما تهمة «الانتماء إلى تنظيم إرهابي»، دون الكشف عن اسم هذا التنظيم.

وأسفرت الحملات الأمنية خلال الأشهر الثلاثة الماضية عن إيقاف عشرات المتهمين في قضايا مماثلة تحال على دوائر مكافحة الإرهاب والفساد، وتبييض الأموال، وتهريب السلع والمهاجرين غير النظاميين. لكن طالبت عدة شخصيات حقوقية مستقلة، وقيادات سياسية، ومنظمات نقابية وحقوقية مواقف بالإفراج عن غالبية الموقوفين، وإحالتهم إن لزم الأمر على القضاء في حالة سراح.