حذر قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، اليوم (الاثنين)، من انتقال الحرب إلى ولايات أخرى في السودان، منبهاً إلى عدم وجود فائدة من المفاوضات من دون وقف إطلاق النار.
وأضاف البرهان في مقابلة هاتفية مع قناة «القاهرة» الإخبارية التلفزيونية، أنه يسعى إلى وضع «أسس حقيقية» لوقف القتال تشتمل على الانسحاب من المناطق السكنية. وأعرب عن ترحيبه بكل المبادرات التي تحقن دماء السودانيين، لكنه شدد على أهمية إخلاء المناطق السكنية من الوجود المسلح، وأنه «لا يمكن الحديث عن وقف إطلاق نار» من دون تحقق ذلك الشرط.
وتابع البرهان أن «خروج (الدعم السريع) من المناطق السكنية ومناطق الخدمات هو الأساس الصحيح لوقف إطلاق النار»، مشيراً إلى أنه «إذا لم يتحقق خروج (الدعم السريع) من المناطق السكنية والخدمات، فلا فائدة من أي تفاوض».
وفي ما خص المحادثات الجارية في مدينة جدة السعودية، بيّن البرهان أن الحديث الآن هو عن «وقف القتال، ووقف العمليات فقط»، مشيراً إلى عدم وجود حديث «عن أي عمل سياسي في هذه المرحلة».
كما شدد على أهمية أن يكون الحوار سودانياً - سودانياً، وقال: «نريد أن نتحاور كسودانيين، ولا نريد من أحد أن يفرض علينا شروطاً أو رؤية معينة».
انتقال الحرب
وعبر قائد الجيش عن قلقه من إمكان انتقال الحرب إلى الولايات الأخرى في البلاد. وقال إنه في الوقت الحالي «جميع الولايات خالية من قوات الدعم السريع باستثناء العاصمة». واتهم قوات «الدعم السريع» بالاستعانة بمقاتلين أجانب، وقال: «نريد خروج المقاتلين الأجانب الموجودين، والمعلوم للجميع أن قوات الدعم السريع استعانت بهم».
ويشهد السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات «الدعم السريع» بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي»، منذ منتصف أبريل الماضي، وذلك بعد تعثر المحادثات حول الاتفاق الإطاري بين المدنيين والعسكريين.
محادثات جدة
وشهدت مدينة جدة السعودية، السبت، انطلاق المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وقوات «الدعم السريع»، في محاولة لوقف الحرب المندلعة بين الطرفين منذ 3 أسابيع، والعودة إلى مسار العملية التفاوضية، بمشاركة المدنيين، في ضوء مبادرة سعودية - أميركية.
ورحبت الرياض وواشنطن ببدء المحادثات من خلال بيان مشترك حضّ الطرفين السودانيين على «استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خريطة طريق للمحادثات لوقف العمليات العسكرية، وتأكيد إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض لمزيد من المعاناة». وحض على «ضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة».
ونوَّه البيان المشترك بجهود كل الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المحادثات، بما في ذلك الآلية الرباعية المكونة من السعودية وأميركا وبريطانيا والإمارات، والآلية الثلاثية (الأمم المتحدة، والاتحاد الأفريقي، ومنظمة «إيقاد»)، إضافة إلى الجامعة العربية.
كما حضت الرياض وواشنطن على استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إن بدء المحادثات كان «نتاج تكاتف دولي وجهود حثيثة» مع الولايات المتحدة وبالشراكة مع دول المجموعة الرباعية والشركاء من الآلية الثلاثية.
خطر الجوع وسوء التغذية
ومع استمرار المعارك، قرعت الأمم المتحدة، الجمعة، جرس الإنذار حيال إمكان معاناة 19 مليون شخص الجوع وسوء التغذية خلال الأشهر المقبلة. وقال نائب المتحدث باسم الأمين العام للمنظمة، فرحان حق، الجمعة، إن برنامج الأغذية العالمي يتوقع أن «يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون فقداناً حاداً في الأمن الغذائي في السودان إلى ما بين مليونين و2.5 مليون شخص». ووفق تقرير البرنامج مطلع 2023، كان 16.8 مليون من مجموع عدد السكان المقدّر بـ45 مليون نسمة، يعانون انعداماً حاداً للأمن الغذائي.
وحذَّرت الأمم المتحدة من أن الولايات السودانية التي ستكون أكثر تأثراً هي: غرب دارفور، وكردفان، والنيل الأزرق، وولاية البحر الأحمر، وشمال دارفور. ويعقد مجلس حقوق الإنسان التابع للمنظمة الأممية اجتماعاً في 11 مايو (أيار) لمناقشة «تأثير» المواجهات في السودان «على حقوق الإنسان».
ويعتقد الخبراء أن الحرب قد تكون طويلة، خصوصاً في ظل عدم قدرة أي من الطرفين على حسم الأمر على الأرض.