«الدعم السريع» تؤكد مشاركتها في محادثات جدة

حميدتي: متمسكون بالوصول لحكومة مدنية تؤسس لتحول ديمقراطي مستدام

سحب الدخان ظاهرة في شوارع الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش و«الدعم السريع» (أ.ف.ب)
سحب الدخان ظاهرة في شوارع الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش و«الدعم السريع» (أ.ف.ب)
TT

«الدعم السريع» تؤكد مشاركتها في محادثات جدة

سحب الدخان ظاهرة في شوارع الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش و«الدعم السريع» (أ.ف.ب)
سحب الدخان ظاهرة في شوارع الخرطوم مع استمرار القتال بين الجيش و«الدعم السريع» (أ.ف.ب)

أكدت قوات «الدعم السريع»، اليوم (السبت)، مشاركتها في مشاورات مقررة في جدة السعودية بشأن تثبيت الهدنة وفتح ممرات إنسانية، مشيرة إلى التمسّك بـ«موقفنا الثابت بضرورة الوصول إلى حكومة انتقالية مدنية تؤسس لتحول ديمقراطي مستدام».

وقال قائد قوات «الدعم السريع» الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم «حميدتي»، في بيان، إن القوات تشيد بـ«الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للوصول إلى وقف إطلاق نار يسهل فتح ممرات إنسانية تمكن المواطنين من الحصول على الخدمات الأساسية»، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز».

وأضاف في البيان الذي نشره على حسابه في «تويتر»: «إننا متمسكون بموقفنا الثابت والمعلن بضرورة الوصول إلى حكومة انتقالية مدنية تؤسس إلى تحول ديمقراطي مستدام، يحقق تطلعات شعبنا في الأمن والاستقرار والتنمية».

شكر حميدتي المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية على رعايتهما لهذه المبادرة، واستضافة المحادثات، معرباً عن أمله في أن «تحقق أهدافها».

الجيش يشارك

وكان مبعوث رئيس مجلس السيادة السوداني السفير دفع الله الحاج، أكد أن وفداً من الجيش سيشارك في مشاورات جدة مع ممثلين من قوات «الدعم السريع»، ولكن الحاج شدد على أن المشاورات لن تتضمن أي حديث عن حل سياسي، مشيراً إلى أن وجهة نظر الجيش تشير إلى أن ما يحدث هو «تمرد، ونحن ماضون لوضع حد له حسب الإجراءات المعروفة في كل الدول»، مضيفاً أن «الأمر داخلي لا يتطلب وساطة، ونحن لا نؤيد أي أفكار قد تقود إلى تدويل الأزمة الداخلية في السودان».

ترحيب سعودي - أميركي

وكانت السعودية والولايات المتحدة أعربتا في بيان مشترك نشرته وكالة «الأنباء السعودية» (واس)، عن الترحيب ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات «الدعم السريع» في مدينة جدة.

وحضت المملكة والولايات المتحدة كلا الطرفين على «استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني»، و«الانخراط الجاد في هذه المحادثات، ورسم خريطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية، والتأكيد على إنهاء الصراع وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة».

أشخاص يركبون شاحنة للهرب من القتال في الخرطوم بين «الدعم السريع» والجيش (رويترز)

ونوهتا بـ«جهود كافة الدول والمنظمات التي أبدت تأييدها لعقد هذه المباحثات بما في ذلك مجموعة دول (الرباعية) وجامعة الدول العربية و(الآلية الثلاثية)»، وحضتا على «استمرار بذل الجهود الدولية المنسقة لمفاوضات واسعة تشارك فيها كل الأحزاب السودانية».

«الحرب ليست حلاً»

وفي سياق متصل، رحب المتحدث باسم العملية السياسية بالسودان خالد عمر، اليوم (السبت)، بمباحثات جدة، معرباً عبر «تويتر»، عن أمله في أن «تتوصل هذه المباحثات لوقف كامل لإطلاق النار يمهد لحل سياسي شامل ينهي معاناة شعبنا، ويحافظ على وحدة الدولة ومؤسساتها، ويحقق السلام والحرية والعدالة».

وقال إن «الحرب ذميمة، وهي ليست حلاً لقضايا بلادنا الرئيسية وتتزايد كلفتها يوماً بعد يوم، وإن استمرت ستدخل عليها أبعاد خارجية وداخلية تزيد من صعوبة إنهائها بأيدي السودانيين»، مضيفاً أن «الوصول لجيش واحد قومي ينأى عن السياسة، هو الطريق الأمثل للحفاظ على وحدة السودان وسيادته».

وتابع المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، أن «التأسيس لتحول مدني ديمقراطي مستدام، هو الحل السياسي السلمي التفاوضي، سنتمسك بهذا الخيار مهما تعالت أصوات التهييج التي تؤجج حريق البلاد، هذا هو طريقنا الذي لن نحيد عنه أبداً».

من جهته، رحب رئيس حركة «جيش تحرير السودان» مني أركو مناوي، بجهود السعودية وأميركا لإيقاف الحرب، مشدداً على ضرورة «عدم ربط الحلول بالاتفاق الإطاري الذي أصبح سبباً مباشراً للحرب».

وتسببت المعارك الدائرة منذ 15 أبريل (نيسان) الماضي، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، في مقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو الذهاب باتجاه دول الجوار مثل تشاد ومصر.

استهداف السفير التركي

وفي سياق منفصل، اتهمت قوات «الدعم السريع»، الجيش السوداني بإطلاق النار على سيارة السفير التركي بالخرطوم إسماعيل جوبان أوغلو، بعد أن تم التنسيق المسبق بين الطرفين بشأن إجلاء السفير. وقالت قوات «الدعم السريع» في بيان نشرته على «تويتر»، إنها تمكنت من إجلاء السفير التركي ووفد مرافق إلى «مكان آمن». وأضاف البيان أن إطلاق النار يمثل «انتهاكاً صارخاً» لكافة الأعراف والاتفاقيات الدولية لحماية البعثات الدبلوماسية».


مقالات ذات صلة

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

شمال افريقيا عناصر من الجيش السوداني خلال عرض عسكري (أرشيفية - أ.ف.ب)

الجيش السوداني يتقدم على جبهات القتال في ولاية الجزيرة

لم يصدر أي تصريح رسمي من «الدعم السريع» بخصوص المعارك في ولاية الجزيرة التي جاءت بعد أشهر من التخطيط من قبل الجيش

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا قائد قوات «الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي) (رويترز)

السودان يرحب بالعقوبات ضد حميدتي ويطالب بموقف دولي موحد

رحبت الحكومة السودانية بقرار الإدارة الأميركي فرض عقوبات على قائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو «حميدتي» وطالبت المجتمع الدولي بموقف موحد.

شمال افريقيا سودانيون فارُّون من المعارك في منطقة الجزيرة داخل مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

الجيش السوداني يستعيد السيطرة على بلدات في الجزيرة

شن الجيش السوداني، الأربعاء، هجوماً برياً كبيراً من عدة محاور على أطراف ولاية الجزيرة وسط البلاد، استعاد على أثرها، السيطرة على عدد من البلدات والقرى

محمد أمين ياسين (نيروبي)
شمال افريقيا حميدتي قال في خطاب الاستقلال الأربعاء إن السودان في مفترق طرق (الشرق الأوسط)

قبل رحيلها... إدارة بايدن تفرض عقوبات على «حميدتي» وتتهمه بـ«جرائم حرب»

«الخارجية الأميركية»: «قوات الدعم السريع»، والميليشيات المتحالفة معها، شنَّت هجمات ضد المدنيين، وقتلت الرجال والفتيان بشكل منهجي، وحتى الرُّضع، على أساس عرقي.

هبة القدسي (واشنطن)
شمال افريقيا مواطنون في بورتسودان يطالبون بتمديد مهلة تبديل العملة (أ.ف.ب)

تبديل الجنيه السوداني يتحول أداةً حربية بين طرفي النزاع

عدّت «قوات الدعم السريع» العملات الجديدة «غير مبرئة للذمة» في المناطق التي تسيطر عليها، وقالت إن العملات القديمة «سارية» وصالحة للتداول فيها.

أحمد يونس (كمبالا)

مصر تعوّل على الدعم الأوروبي لتعويض تكلفة استضافة اللاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر تعوّل على الدعم الأوروبي لتعويض تكلفة استضافة اللاجئين

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا في القاهرة (الرئاسة المصرية)

تعوّل الحكومة المصرية على تعزيز الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، وتعزيز التعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، لتعويض فاتورة استضافة ملايين اللاجئين على أراضيها، إلى جانب تكلفة التوترات التي تشهدها المنطقة، خصوصاً التصعيد في البحر الأحمر، وتأثيره على تراجع إيرادات قناة السويس.

ووصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بلاده بـ«خط الدفاع الأول عن أوروبا، لمنع الهجرة غير الشرعية»، خلال استقباله، الخميس، في القاهرة، رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، مؤكداً أهمية «مواصلة التعاون مع أوروبا في قضايا الهجرة ومكافحة الإرهاب»، حسب «الرئاسة المصرية».

الموقف ذاته أكده السيسي، أيضاً في اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الخميس، مشيراً إلى أن بلاده «تستضيف أكثر من 9 ملايين أجنبي، نتيجة الأزمات التي تشهدها المنطقة».

ويرى خبراء مصريون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أن «استضافة القاهرة ملايين اللاجئين وفَّرت حماية لأوروبا من الهجرة غير الشرعية، مما يستلزم ضرورة توفير دعم مناسب للحكومة المصرية، في ضوء الأعباء التي تمثلها استضافة أعداد كبيرة من المهاجرين، على الاقتصاد المصري».

وسبق أن قدّر رئيس الوزراء المصري تكلفة استضافة الأجانب في مصر، بنحو 10 مليارات دولار سنوياً.

ووفق بيان الرئاسة المصرية، فإن السيسي خلال لقائه ميتسولا، أكد «ضرورة دعم الجهود الحثيثة التي تبذلها بلاده لمنع الهجرة غير الشرعية».

كما أشار إلى آثار التوترات التي تشهدها المنطقة على الاقتصاد المصري، وقال إن «بلاده تكبَّدت خسارة، تُقدر بنحو 7 مليارات دولار، من إيرادات قناة السويس، في عام 2024، بسبب الهجمات التي قام بها الحوثيون على السفن التجارية، في باب المندب»، كما تناول «آليات تفعيل الشراكة الاستراتيجية والشاملة مع الاتحاد الأوروبي، في محاورها كافة».

وفي مارس (آذار) الماضي، توافقت مصر والاتحاد الأوروبي على ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، ووقّع الجانبان في ختام قمة عُقدت بالقاهرة شارك فيها السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان، «إعلاناً مشتركاً» بشأن شراكة استراتيجية شاملة.

وثمَّنت رئيسة البرلمان الأوروبي الدور المصري في حماية استقرار وأمن المنطقة وشعوبها، كما أكدت «حرص الاتحاد الأوروبي على تعزيز التنسيق المستمر مع مصر، في جميع القضايا»، وفق الرئاسة المصرية.

ويقدم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر، في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، إن بلاده «تلقَّت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل، من الاتحاد الأوروبي، حجمها 7.4 مليار يورو».

ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير جمال بيومي، أن «الجانب الأوروبي يقدم مساعدات للقاهرة في صورة منح وليست قروضاً، تقديراً للسياسة المصرية تجاه المهاجرين واللاجئين»، وقال إن «مصر تستضيف ملايين اللاجئين، ولم تكن معبراً لنقل المهاجرين إلى أوروبا، كما فعلت بعض الدول الإقليمية»، عاداً ذلك «محل تقدير أوروبي».

ووفق الحكومة المصرية فإنه «لم تبحر من مصر أي مراكب غير شرعية منذ عام 2016، بفضل إجراءات حاسمة، تقوم بها، لمواجهة الهجرة غير المشروعة».

وأشار بيومي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «الاتحاد الأوروبي يقدم تسهيلات كثيرة للحكومة المصرية، غير المنح، من بينها سياسة مبادلة الديون باستثمارات مباشرة»، إلى جانب «تعزيز التبادل التجاري، والتوسع في استثمارات الطاقة والغاز»، وقال إن «مصر تستهدف أن تكون مصدراً أساسياً للطاقة في أوروبا».

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إكرام بدر الدين، أن «مصر تقوم بدور مزدوج في ملف المهاجرين واللاجئين»، وقال إن «استضافة القاهرة ملايين الفارين من الصراعات والنزاعات في المنطقة، يوفر ملاذاً آمناً لهم، ويوفر الحماية لأوروبا في الوقت نفسه، أمام أعداد كبيرة من المهاجرين غير الشرعيين»، وإن «استمرار الدعم الأوروبي لمصر ضروري لتحقيق المصالح الأوروبية».

ويتوقف بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مع التقارب السياسي بين مصر والاتحاد الأوروبي تجاه معظم التطورات الإقليمية، مشيراً إلى أن «هناك مصلحة مصرية وأوروبية مشتركة للتهدئة في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة».

وخلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي، ناقش السيسي جهود وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وضرورة تطبيق «حل الدولتين»، بوصف ذلك خياراً وحيداً لتحقيق السلام المستدام في المنطقة، إلى جانب الأوضاع في ليبيا والسودان والصومال، وضرورة الحفاظ على وحدة تلك الدول وأمنها.