ساكو يشكو استحواذ فصيل عراقي على مقدرات المسيحيين

بطريرك الكلدان قال إن «الأوضاع مؤلمة... ولا ضمانات»

البطريرك ساكو خلال قداس في جنوب غربي لندن (أرشيفية - الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
البطريرك ساكو خلال قداس في جنوب غربي لندن (أرشيفية - الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
TT

ساكو يشكو استحواذ فصيل عراقي على مقدرات المسيحيين

البطريرك ساكو خلال قداس في جنوب غربي لندن (أرشيفية - الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)
البطريرك ساكو خلال قداس في جنوب غربي لندن (أرشيفية - الكنيسة الكاثوليكية في إنجلترا وويلز)

اتهم بطريركُ الكلدان الكاثوليك في العراق والعالم، الكاردينالُ لويس روفائيل ساكو، الأربعاء، الحكومةَ بالانحياز إلى طرف مسلح «يدّعي الانتماء إلى المكون المسيحي» في البلاد.

وسياق تصريحات الكردينال يتعلق بنزاع بشأن صلاحية التصرف في ممتلكات تابعة للكنيسة العراقية، بعد قرار رئاسي في يوليو (تموز) 2023 بـ«سحب مرسوم بتعيين ساكو متولياً على أوقافها»؛ مما أثار غضب البطريرك وغضب أتباعه والمرتبطين بمرجعيته الدينية.

أما الجهة المسلحة، فإن ساكو يؤشر إلى «حركة بابليون» المسيحية التي تمتلك جناحاً مسلحاً مقرباً من الفصائل الشيعية، ويقودها السياسي المسيحي ريان الكلداني.

مقدرات المسيحيين

خلال لقائه، الأربعاء، السفير التركي لدى العراق، أنيل بورا إنان، في الصرح البطريركي بالعاصمة بغداد، قال ساكو، إنه «من غير المقبول أن تسلم الحكومة كل مقدرات المسيحيين وحقوقهم إلى جهة سياسية ومسلحة تدعي المسيحية وهي ليست كذلك». وتابع: «هذا الواقع مرفوض من قبلنا ومن قبل المكون جملة وتفصيلاً».

ووصف البطريرك ساكو أوضاعهم في العراق بـ«المؤلمة»، قائلاً إن «التراجع الكبير في أعدادهم وهجرة عائلاتهم؛ بسبب غياب الضمانات الحقيقية لحقوقهم السياسية والاجتماعية، فضلاً عن استحواذ بعض الجهات المتنفذة على مقدرات المسيحيين باسم الدين أو الطائفة».

وأضاف أن «المسيحيين جزء أصيل من نسيج العراق التاريخي والحضاري، ولا يجوز التعامل معهم كأنهم مجرد ورقة بيد قوى سياسية تسعى لتحقيق مكاسب ضيقة».

وفي ملف الانتخابات، أوضح ساكو أن «غياب النزاهة والحرية في العملية الانتخابية المقبلة سيعيد الوجوه نفسها إلى السلطة دون أي تغيير حقيقي يلامس تطلعات الشعب»، مبيناً أن «معظم الكتل السياسية تعتمد المال السياسي والوعود لكسب الأصوات؛ مما يفرغ الانتخابات من مضمونها بوصفها أداة للتغيير والإصلاح».

البطريرك لويس ساكو مستقبلاً السفير التركي لدى العراق أنيل بورا إنان يوم 2 أكتوبر 2025 (موقع البطريرك)

تغيرات مقلقة

ودعا ساكو العراقيين إلى «تكريس ولائهم الصادق للعراق وحده وخدمة جميع أبنائه، بعيداً عن الانقسامات المذهبية أو العرقية أو الحزبية؛ لأن مستقبل البلاد مرهون بإرادة أبنائه وتكاتفهم من أجل بناء دولة عادلة وقوية».

وبشأن التطورات الإقليمية، أكد ساكو أن «النظام الدولي يشهد تغيرات مقلقة وتبدلات سريعة؛ مما يتطلب من قادة الدول انتهاج نهج أكبر واقعية وعقلانية»، داعياً إلى «حل الأزمات عبر الحوار والدبلوماسية المسؤولة، بدل الاعتماد على منطق القوة والتجاذبات».

ومنذ سنوات تشتعل الخصومة بين البطريرك ساكو وريان الكلداني، حيث يتهم الأخير باحتكار التمثيل المسيحي في البرلمان عبر النفوذ الذي حصل عليه من خلال تشكيله فصيلاً مسلحاً يعمل تحت مظلة «الحشد الشعبي» وتلقيه الدعم والمساندة من قبل بعض الفصائل الشيعية المسلحة.

وسبق أن استصدر مقربون من «حركة بابليون»، نهاية أبريل (نيسان) 2023، أوامر قبض قضائية ضد ساكو بتهمة «الاحتيال وتزوير سندات عقارية بهدف الاستحواذ عليها» قبل أن يرد القضاء الدعوى.

وعصفت الاضطرابات في العراق بالمسيحيين على مدى قرون، لكن موجة النزوح الكبرى بدأت عام 2003، وبلغت ذروتها حين اجتاح تنظيم «داعش» مناطق شاسعة في مدن كبرى شمال وغرب العراق.

وإلى جانب النزوح داخل العراق أو الهجرة إلى خارجه، كان المسيحيون يشكون من سلب ممتلكاتهم وأموالهم من قبل جماعات مسلحة، لطالما أفلتت من العقاب، وفقاً لحقوقيين وناشطين مسيحيين.


مقالات ذات صلة

المال السياسي والمزاج الشعبي يقصيان التيار المدني من معادلة الانتخابات العراقية

المشرق العربي جمهور أحزاب فائزة تفاعل مع نتائج أولية للانتخابات العراقية في شوارع بغداد (د.ب.أ)

المال السياسي والمزاج الشعبي يقصيان التيار المدني من معادلة الانتخابات العراقية

لم يتمكّن عشرات من «الشيوخ العموم» الذين يتزعمون قبائل كبيرة في العراق من الفوز في الانتخابات، في حين فاز شيوخ آخرون من بوابة الانتماء إلى قوى وأحزاب سياسية.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي من عملية فرز الأصوات داخل مركز اقتراع بالموصل (د.ب.أ) play-circle

العراق: إعلان النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية اليوم أو غداً

قالت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، الأحد، إن من المتوقع الإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية التي جرت الأسبوع الماضي اليوم أو غدا.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي جمهور أحزاب فائزة تفاعل مع نتائج أولية للانتخابات العراقية في شوارع بغداد (د.ب.أ)

نتائج «شبه صفرية» للأحزاب المدنية في انتخابات العراق

تكبدت أحزاب وتيارات مدنية في العراق بخسارة قاسية وحصلت على نتيجة «شبه صفرية» في الانتخابات العامة التي جرت الأسبوع الماضي.

فاضل النشمي (بغداد)
المشرق العربي محمد شياع السوداني (أ.ب) play-circle

انقسام داخل «التنسيقي» بشأن رئيس الحكومة العراقية

تستعد القوى السياسية العراقية الفائزة في الانتخابات التشريعية الأخيرة لتشكيل الحكومة الاتحادية المقبلة.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي عنصر من جهاز مكافحة الإرهاب في بغداد (أرشيفية - أ.ف.ب)

8 قتلى على الأقلّ في نزاع عشائري جنوب العراق

قُتل ما لا يقلّ عن 8 أشخاص وأُصيب 9 آخرون في نزاع بين أفراد عشيرة واحدة حول أرض زراعية في محافظة واسط بجنوب شرقي العراق.

«الشرق الأوسط» (الكوت (العراق))

إسرائيل تضغط على لبنان بـ«الجدار»

عمال إسرائيليون أثناء عملهم على السياج الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
عمال إسرائيليون أثناء عملهم على السياج الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تضغط على لبنان بـ«الجدار»

عمال إسرائيليون أثناء عملهم على السياج الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)
عمال إسرائيليون أثناء عملهم على السياج الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية (أ.ف.ب)

واصلت إسرائيل ضغطها على لبنان باستمرار «أعمال بناء إضافية لجدار» في جنوب لبنان، فيما أعلنت قوات «يونيفيل»، تعرضّها أمس إلى إطلاق نار مباشر من القوات الإسرائيلية.

وقالت «يونيفيل» في بيان إن دبابة ميركافا إسرائيلية أطلقت النار على قواتها قرب موقع أقامته إسرائيل داخل الأراضي اللبنانية، وعَدّت الحادث «انتهاكاً خطيراً لقرار مجلس الأمن رقم (1701)».

ورغم تقديم لبنان شكوى إلى مجلس الأمن فيما يتعلق بالجدار، واصلت إسرائيل «أعمال بناء إضافية للجدار» الذي تجاوز جزء منه جنوب شرقي بلدة يارون؛ أي «الخط الأزرق»، وفق «يونيفيل».

ويقول اللواء الركن المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي، الذي ترأس الوفد اللبناني في المفاوضات البحرية بين لبنان وإسرائيل: «بعدما كنا نخاف أن تقوم تل أبيب بضم قرى الحافة الأمامية التي قامت بتدميرها، يؤشر بناؤها هذا الحائط إلى أنها لن تقوم بعملية الضم، ولكن ستكون المنطقة خاضعة لإجراءات أمنية خاصة، بحيث يكون لإسرائيل يد فيها على المنطقة».


لجنة تحقيق السويداء تتعهد محاسبة المتورطين وتطلب التمديد

تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات بين مقاتلين من العشائر وفصائل درزية محلية في السويداء يوليو الماضي (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات بين مقاتلين من العشائر وفصائل درزية محلية في السويداء يوليو الماضي (د.ب.أ)
TT

لجنة تحقيق السويداء تتعهد محاسبة المتورطين وتطلب التمديد

تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات بين مقاتلين من العشائر وفصائل درزية محلية في السويداء يوليو الماضي (د.ب.أ)
تصاعد الدخان جرّاء اشتباكات بين مقاتلين من العشائر وفصائل درزية محلية في السويداء يوليو الماضي (د.ب.أ)

أعلن رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث السويداء، حاتم النعسان، أن اللجنة لم تتمكّن من دخول مدينة السويداء بعد مرور أكثر من 4 أشهر على أعمال العنف الدامية في المحافظة ذات الغالبية الدرزية، مشيراً إلى طلب تمديد عملها شهرين إضافيين.

وأوضح النعسان في مؤتمر صحافي عقد في دمشق، أمس، أن منهجية عمل اللجنة تتماشى مع معايير لجان التحقيق الأممية، مشدداً على أن «كل من يثبت تورطه في الأحداث ستتم محاسبته وفق القانون». وفي الأثناء، طالبت مجموعة اليمين العقائدي في إسرائيل، حكومة بنيامين نتنياهو، بتحديد سياسة واضحة إزاء سوريا تتجاوز التصريحات وتقرر المصالح الاستراتيجية. وحذرت من أن «البقاء في الضبابية يترك فراغاً يمكن ملؤه بسهولة في خطة أميركية لا تأخذ مصالحنا في الاعتبار».


«قوة غزة» أمام اختبار مجلس الأمن اليوم

خيام يستخدمها النازحون الفلسطينيون في وسط قطاع غزة الذي يواجه أجواء ممطرة (رويترز)
خيام يستخدمها النازحون الفلسطينيون في وسط قطاع غزة الذي يواجه أجواء ممطرة (رويترز)
TT

«قوة غزة» أمام اختبار مجلس الأمن اليوم

خيام يستخدمها النازحون الفلسطينيون في وسط قطاع غزة الذي يواجه أجواء ممطرة (رويترز)
خيام يستخدمها النازحون الفلسطينيون في وسط قطاع غزة الذي يواجه أجواء ممطرة (رويترز)

يصوت مجلس الأمن، اليوم، على مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة بدعم دولي وإسلامي وعربي، لتبني خريطة الطريق التي طرحها الرئيس دونالد ترمب حول غزة، والتي من أبرز بنودها قوة الاستقرار الدولية.

وظهر شبح استخدام روسيا حق النقض «الفيتو»، بعدما قامت بعثتها بتوزيع مشروع قرار مضاد يدعو الأمم المتحدة إلى تقديم اقتراحات حول إنشاء «قوة غزة»، ويحذف الإشارة إلى «مجلس السلام» بقيادة ترمب.

وتحسباً لـ«الفيتو» الروسي المحتمل، نشطت الدبلوماسية الأميركية في اتجاهات عدة لدعم مشروع قرارها الذي يجري العمل عليه منذ أسابيع، كما أصدرت البعثة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة بياناً قالت فيه إن «محاولات زرع الفتنة الآن، لها عواقب وخيمة وملموسة، ويمكن تجنبها تماماً على الفلسطينيين في غزة».

ويشير المشروع الأميركي إلى أنه «بعد تنفيذ برنامج إصلاح السلطة الفلسطينية بإخلاص (...) قد تتهيأ الظروف في النهاية لمسار موثوق نحو تقرير المصير والدولة الفلسطينية». لكن ذلك البند أثار الحكومة الإسرائيلية التي قال رئيسها، بنيامين نتنياهو إنه «لم يُغيّر رأيه في رفض حل الدولتين». كما دفع بعض المقربين منه للتصريح بأنه سيعمل حتى اللحظة الأخيرة على إحداث تغيير في نص المشروع، وشطب عبارة «الدولة الفلسطينية».