توافق لبناني - أردني على تعاون أمني وعسكري لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات

عون يزور عمّان ويلتقي الملك عبد الله الثاني

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يستقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون في عَمّان (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يستقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون في عَمّان (أ.ف.ب)
TT

توافق لبناني - أردني على تعاون أمني وعسكري لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات

العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يستقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون في عَمّان (أ.ف.ب)
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يستقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون في عَمّان (أ.ف.ب)

شدد الرئيس اللبناني، جوزيف عون، خلال لقائه العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، في عمّان الثلاثاء، على «أهمية التعاون الأمني والعسكري، لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المواد المخدرة، وتعزيز التنسيق الأمني، وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية»، وقرر لبنان والأردن العمل على تشكيل آلية تنسيق عليا بين البلدين في عدد من القطاعات.

وأجرى الملك عبد الله الثاني، الثلاثاء، محادثات مع الرئيس عون، تناولت سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وأبرز التطورات في المنطقة. وتوافقا على «أهمية تعزيز العلاقات اللبنانية - الأردنية، ومواصلة البناء عليها، بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة». وأكدا «مواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا، وتكثيف العمل لإيجاد حلول سياسية لها».

كما شددا على رفضهما أي مخططات لتهجير الفلسطينيين، وعلى ضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين. وتناولت المحادثات نقاطاً تعكس التحديات والفرص المشتركة بين البلدين، وتأخذ في الحسبان التطورات الإقليمية الحالية والأولويات الوطنية لكل من لبنان والأردن، وفق ما أفادت به «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية.

محادثات ثنائية بين الرئيس جوزيف عون والملك عبد الله الثاني (أ.ف.ب)

وأكد عون للملك عبد الله الثاني أهمية التعاون والتنسيق الأمني والعسكري، لا سيما في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتهريب المواد المخدرة، وفق ما أفادت به الرئاسة اللبنانية. وأشار عون إلى «أهمية تعزيز التبادل التجاري، وسبل تطوير العلاقات الاقتصادية، وزيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، ودرس إمكانية جذب الاستثمارات المشتركة، خصوصاً في قطاعات الطاقة والبنية التحتية»، لافتاً إلى فوائد «التعاون في هذا المجال، واستكشاف الفرص في مشاريع الطاقة المتجددة والتبادل في مجال الكهرباء».

التزام بالقرار «1701»

وتطرق عون إلى الوضع في الجنوب اللبناني، فأكد موقف لبنان الملتزم تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي رقم «1701»، في وقت تواصل فيه إسرائيل اعتداءاتها على القرى الجنوبية وعلى الضاحية الجنوبية من بيروت، وتستمر في احتلال أراضٍ لبنانية، وتمتنع عن إعادة الأسرى اللبنانيين، رغم الاتفاق الذي جرى التوصل إليه في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي برعاية أميركية وفرنسية، ومُددت مفاعيله حتى 18 فبراير (شباط) الماضي.

وأشار عون إلى أن الجيش اللبناني انتشر في القرى والبلدات التي تقع جنوب الليطاني، وأنه نفذ إجراءات ميدانية تطبيقاً لقرار «حصرية السلاح»، لكن استمرار احتلال إسرائيل التلال الخمسة، وانتهاك الاتفاق، يعرقلان استكمال انتشار الجيش حتى الحدود؛ مما يبقي التوتر قائماً.

وتناول عون مسألة النازحين السوريين بعد التطورات الأخيرة في سوريا وزوال أسباب استمرار نزوحهم، خصوصاً أن لبنان والأردن يستضيفان أعداداً كبيرة منهم، فشدد على أهمية التنسيق وتبادل الخبرات في إدارة هذا الملف، مع التركيز على ضرورة تسهيل العودة الآمنة لهم، والطلب إلى المنظمات الدولية تقديم المساعدات المادية والعينية لهم في سوريا وليس في البلدان التي تستضيفهم، بهدف تشجيعهم على العودة، وتوفير مقومات الحياة لهم، خصوصاً بعد القرار الأميركي برفع العقوبات عن سوريا.

وعن العلاقات اللبنانية - السورية بعد التطورات الأخيرة في سوريا، أكد الرئيس عون للعاهل الأردني أن التنسيق قائم مع السلطات السورية لمعالجة المسائل المتصلة بالأوضاع على الحدود المشتركة وضبطها، وأن لجاناً عسكرية مشتركة تعمل في هذا الاتجاه.

وخلال المحادثات، تقرر تفعيل التعاون المشترك بين البلدين، والعمل على تشكيل آلية تنسيق عليا تضم الوزارات المعنية بالتعاون المباشر في قطاعات الطاقة والكهرباء والزراعة والصحة، إضافة إلى موضوعات أخرى سوف تُفعّل أيضاً. واتُّفق على عقد اجتماعات ثنائية بين الوزراء والمختصين في كلا البلدين لوضع ما اتُّفق عليه موضع التنفيذ.

وأفاد «الديوان الملكي الهاشمي»، بأن الزعيمين «أكدا خلال مباحثات ثنائية تبعتها موسعة، اعتزازهما بالعلاقات التي تجمع الأردن ولبنان، وأهمية مواصلة البناء عليها بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويحقق استقرار المنطقة». وتطرقت المباحثات إلى أهمية زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين وتعزيز الاستثمارات المشتركة، خصوصاً في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية. وأعاد الملك عبد الله «التأكيد على وقوف الأردن إلى جانب لبنان في جهوده للحفاظ على أمنه واستقراره وسيادته ووحدة أراضيه».

وبالنسبة إلى الأوضاع في المنطقة، أكد الزعيمان «ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية الكافية لكل المناطق». وشددا على «رفضهما لأية مخططات لتهجير الأشقاء الفلسطينيين، وضرورة تكثيف الجهود العربية والدولية للتوصل إلى السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين». وأشار الديوان الملكي إلى أن الملك عبد الله الثاني «لفت إلى خطورة استمرار التصعيد غير المسبوق الذي يستهدف الفلسطينيين في الضفة الغربية، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس».

وتطرقت المحادثات إلى أهمية الحفاظ على الأمن والاستقرار في سوريا، «الأمر الذي سيساعد في تسهيل عودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى وطنهم».


مقالات ذات صلة

اللبنانيون يوثقون الاشتباك الصاروخي الإيراني - الإسرائيلي فوق أراضيهم

المشرق العربي صواريخ دفاع جوي إسرائيلية تعترض صواريخ إيرانية فوق الأراضي اللبنانية (المركزية)

اللبنانيون يوثقون الاشتباك الصاروخي الإيراني - الإسرائيلي فوق أراضيهم

تحولت مشاهدة الاشتباك بين صواريخ إيران وإسرائيل، إلى ظاهرة تجمّع الآلاف منهم ليلياً على أسطح المنازل والمباني، لمراقبة الصواريخ والمسيرّات الإيرانية واعتراضاتها

يوسف دياب (بيروت)
الاقتصاد لافتة على طريق «مطار بيروت الدولي» تروج للسياحة في لبنان (أ.ب)

الحرب الإيرانية - الإسرائيلية تعرقل الموسم السياحي في لبنان

أطاحت الحربُ الإيرانية - الإسرائيلية كلَّ الجهود التي تُبذل منذ أسابيع لضمان موسم سياحي غير مسبوق منذ سنوات في لبنان.

بولا أسطيح (بيروت)
المشرق العربي عناصر من «حزب الله» خلال عرض عسكري عام 2023 (أرشيفية - أ.ب)

لبنان يتحصّن لتحييده عن الحرب ويستعين بالأميركي برّاك للجم إسرائيل

تحييد لبنان عن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل يتصدر جدول أعمال المرحلة السياسية الراهنة، ويحظى برعاية الرؤساء جوزيف عون ونبيه بري ونواف سلام.

محمد شقير (بيروت)
المشرق العربي ركاب عالقون في مطار بيروت بعد إلغاء رحلاتهم الجوية (د.ب.أ)

مطار بيروت يعمل ضمن «جدول طارئ»

بدأ مطار رفيق الحريري في بيروت العمل ضمن «جدول طارئ» لتخطي الأزمة التي ترتبت على إلغاء عدد من شركات الطيران العربية والعالمية رحلاتها إلى لبنان.

نذير رضا (بيروت)
المشرق العربي ملصق بمخيم «شاتيلا» للاجئين الفلسطينيين في بيروت يظهر أحد مقاتلي «حماس»... (أ.ف.ب)

ما علاقة الحرب الإسرائيلية - الإيرانية بالسلاح الفلسطيني في لبنان؟

الجهات الفلسطينية المعنية في لبنان لم تُبلّغ حتى الساعة بأي تعليمات بخصوص تسليم السلاح الموجود في أي مخيم خلال الأيام المقبلة.

بولا أسطيح (بيروت)

مقتل 47 فلسطينياً بنيران إسرائيلية أثناء انتظار المساعدات في غزة

فلسطيني يحمل رجلاً أصيب في غارة إسرائيلية أثناء انتظاره المساعدة في خان يونس اليوم (رويترز)
فلسطيني يحمل رجلاً أصيب في غارة إسرائيلية أثناء انتظاره المساعدة في خان يونس اليوم (رويترز)
TT

مقتل 47 فلسطينياً بنيران إسرائيلية أثناء انتظار المساعدات في غزة

فلسطيني يحمل رجلاً أصيب في غارة إسرائيلية أثناء انتظاره المساعدة في خان يونس اليوم (رويترز)
فلسطيني يحمل رجلاً أصيب في غارة إسرائيلية أثناء انتظاره المساعدة في خان يونس اليوم (رويترز)

أعلن الدفاع المدني في قطاع غزة مقتل 47 فلسطينيا على الأقل وإصابة أكثر من مائتين آخرين بجروح بنيران الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الثلاثاء قرب مركز لتوزيع المساعدات في خان يونس (جنوب)، واصفا الأمر بـ«مجزرة ضد الجياع».

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه «على علم بتقارير حول إصابة أفراد بنيران» الجيش بعد تجمّع بالقرب من شاحنة كانت توزّع مساعدات في خان يونس حيث «تنشط» القوات الإسرائيلية. وأشار إلى أن الحادثة «قيد المراجعة».

وأفاد الدفاع المدني الفلسطيني مرارا خلال الأسابيع الماضية عن إطلاق نار إسرائيلي خلال تجمّعات لتلقّي مساعدات توزعها «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة أميركيا. وأقرّ الجيش الإسرائيلي في بعض المرّات بإطلاق النار على «مشتبه بهم»، وفقا لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

مشيعون يصلون خلال جنازة فلسطينيين قتلوا فيما وصفته وزارة الصحة في غزة بغارات إسرائيلية بخان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

وقال الناطق باسم الدفاع المدني محمود بصل لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نُقل على الأقل 47 شهيدا وأكثر من 200 مصاب، من بينهم أطفال، إلى مستشفى ناصر (بخان يونس) عندما أطلق الاحتلال النار على آلاف المواطنين الذين تجمعوا قرب مركز مساعدات لتوزيع الدقيق قرب محطة التحلية» في شرق خان يونس. وأضاف أن إطلاق النار بدأ قرابة الساعة الثامنة و35 دقيقة، من مُسيَّرات، «وبعد دقائق أطلقت دبابات إسرائيلية عدة قذائف على المواطنين».

وقال الجيش الإسرائيلي إنه «يأسف لأي ضرر يصيب أفرادا غير متورطين»، مؤكدا أنه «يعمل على تقليل الضرر قدر الإمكان مع الحفاظ على سلامة قواته». ووصف بصل إطلاق النار بأنه «مجزرة ضد الجياع».

كذلك، تحدثت وزارة الصحة التابعة لحركة «حماس» عن «مجزرة»، مشيرة إلى أن «عشرات الإصابات في حالة خطيرة جدا»، وأن «أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات تشهد حالة من الاكتظاظ الشديد مع وصول أعداد كبيرة من الإصابات والشهداء».

فلسطينيات يبكين خلال جنازة من قتلوا بغارات إسرائيلية في خان يونس جنوب قطاع غزة (رويترز)

وذكرت وزارة الصحة في غزة في بيان أن أقسام الطوارئ والعناية المركزة والعمليات تشهد حالة من الاكتظاظ الشديد مع وصول هذا العدد الكبير من الضحايا. وجددت وزارة الصحة دعوتها إلى كل الجهات المعنية لتعزيز الإمدادات الطبية الطارئة، بحسب البيان.

وذكر مدير عام المستشفيات الميدانية في غزة الطبيب مروان الهمص أن ممرات مستشفى ناصر مليئة بـ«أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى»، مضيفا أن «العديد من المصابين يستشهدون بسبب عدم توفر العلاج ولا توجد لدينا إمكانات لإجراء عمليات جراحية».

في مستشفى ناصر، تظهر لقطات فيديو لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» جمعا من الفلسطينيين يؤدون صلاة الجنازة على عدد من القتلى، وتتعالى صرخات الحزن في أروقة المستشفى حيث تودّع امرأة أباها المكفّن قائلة: «أريد أن أراه للمرة الأخيرة». إلا أن بعض الحاضرين ينصحونها باحتضانه مكفنا.

وقال شهود إن دبابات وآليات عسكرية إسرائيلية تتمركز على بعد أقل من كيلومتر شرق منطقة محطة التحلية في خان يونس، فيما تحلّق طائرات إسرائيلية مُسيَّرة على ارتفاعات منخفضة فوق المنطقة.

عائلة تبكي طفلها المتوفى في غارة اليوم على خان يونس (رويترز)

من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل اثنين من جنوده في معارك في قطاع غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين في إحاطة للصحافيين، إن القوات لا تزال تعمل في غزة، وإنها تخوض «معارك ضارية» ضد المقاتلين الفلسطينيين في القطاع. وأعلن ديفرين مقتل جندي وضابط الاثنين في هذه المعارك.

واندلعت الحرب في قطاع غزة قبل نحو 20 شهراً بعد أن اقتحم مسلحون بقيادة حركة «حماس» جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن ذلك الهجوم تسبب في مقتل 1200، أغلبهم من المدنيين، واحتجاز 251 رهينة، ما يجعله أدمى يوم في تاريخ إسرائيل.

فلسطينيون يحملون إمدادات الإغاثة في بيت لاهيا شمال قطاع غزة أمس (رويترز)

وتقول سلطات الصحة في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ ذلك الحين قتلت ما يقرب من 55 ألف فلسطيني أغلبهم مدنيون، وسوت أغلب القطاع بالأرض، وشردت أغلب سكانه، وأشاعت بينهم الجوع وسوء التغذية.