سوريا ترحب بقرار رفع العقوبات الأميركية وتعتبره «خطوة إيجابية»

جانب من احتفالات السوريين في دمشق بقرار رفع العقوبات الأميركية (إ.ب.أ)
جانب من احتفالات السوريين في دمشق بقرار رفع العقوبات الأميركية (إ.ب.أ)
TT

سوريا ترحب بقرار رفع العقوبات الأميركية وتعتبره «خطوة إيجابية»

جانب من احتفالات السوريين في دمشق بقرار رفع العقوبات الأميركية (إ.ب.أ)
جانب من احتفالات السوريين في دمشق بقرار رفع العقوبات الأميركية (إ.ب.أ)

أعربت سوريا، اليوم (السبت)، عن ترحيبها بـ«القرار الصادر عن الحكومة الأميركية القاضي برفع العقوبات التي فُرضت على سوريا وشعبها لسنوات طويلة، والذي ينص على إصدار إعفاء من العقوبات الإلزامية بموجب (قانون قيصر)».

وقالت وزارة الخارجية والمغتربين السورية في بيان عبر منصة «إكس» إن دمشق تعتبر القرار «خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح للتخفيف من المعاناة الإنسانية والاقتصادية في البلاد».

وأكدت الوزارة أن «سوريا تمد يدها لكل من يرغب في التعاون على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، وتؤمن بأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل المثلى لبناء علاقات متوازنة تحقق مصالح الشعوب وتعزز الأمن والاستقرار في المنطقة».

ومنحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس (الجمعة)، إعفاءات شاملة لسوريا من العقوبات في خطوة أولى كبيرة صوب تحقيق تعهد ترمب بإنهاء العقوبات المفروضة منذ نصف قرن على سوريا التي عصفت بها حرب أهلية استمرت 13 عاماً. وكان إجراء صادر عن وزارة الخارجية قد ألغى لمدة ستة أشهر مجموعة من العقوبات الصارمة التي فرضها الكونغرس عام 2019. كما أوقف إجراء صادر عن وزارة الخزانة تطبيق العقوبات على أي شخص يتعامل مع مجموعة من الأفراد والكيانات السورية، بما في ذلك البنك المركزي السوري.

ورغم الإعفاءات الواسعة، يقول السوريون إنهم يحتاجون إلى إغاثة دائمة لتأمين عشرات المليارات من الدولارات في الاستثمارات اللازمة لإعادة البناء بعد الصراع الذي قسم البلاد، وشرد أو قتل ملايين الأشخاص، وخلف وراءه آلاف المقاتلين الأجانب.

ومن جهة أخرى، نقلت وكالة «أسوشييتد برس»، اليوم (السبت)، عن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت قوله إن الحكومة الأميركية بدأت تعليق العقوبات على سوريا، في محاولة لتشجيع استثمارات جديدة ودعم مسار البلاد نحو تحقيق سلام واستقرار.

وأضاف بيسنت أمس (الجمعة) بالتوقيت المحلي: «كما تعهد الرئيس ترمب، فإن وزارتَي الخزانة والخارجية تنفذان تفويضات لتشجيع الاستثمارات الجديدة في سوريا».


مقالات ذات صلة

السلطات السورية تلقي القبض على المسؤول عن «حاجز الموت» في ريف دمشق

المشرق العربي اللواء موفق نظير حيدر قائد «الفرقة الثالثة» (وزارة الداخلية)

السلطات السورية تلقي القبض على المسؤول عن «حاجز الموت» في ريف دمشق

وزارة الداخلية: «مجرم مسؤول عن حاجز القطيفة المعروف بـ(حاجز الموت) وكان رأس الحربة بالاقتحامات التي نفذتها ميليشيات النظام البائد في مناطق سورية عدة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطبيب السوري وإلى جانبه محامي الدفاع عنه في قاعة المحكمة في مدينة فرنكفورت (د.ب.أ)

ألمانيا: طبيب سوري مدان بارتكاب جرائم ضد الإنسانية

الطبيب البالغ من العمر 40 عاماً أدين بالسجن، في الأسبوع الماضي؛ بسبب ممارسته التعذيب والقتل في موطنه، سوريا. وقد صدرت بحقه أقصى عقوبة ممكنة، وهي السجن المؤبد.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت (ألمانيا))
المشرق العربي مواطنون أمام مدخل الكنيسة المستهدفة في دمشق (إ.ب.أ)

«الداخلية السورية» تعلن قتل واعتقال خلية «داعش» المسؤولة عن استهداف الكنيسة

«إن هذه الجريمة البشعة التي استهدفت الأبرياء الآمنين في دور عبادتهم تذكرنا بأهمية التكاتف والوحدة –حكومة وشعباً– في مواجهة كل ما يهدد أمننا واستقرار وطننا»

موفق محمد (محمد)
المشرق العربي تدابير وإجراءات أمنية مكثفة قرب «كنيسة مار إلياس» في دمشق (أ.ب)

سوريا تعلن توقيف عدد من المشتبه بتورطهم في الهجوم على كنيسة مار إلياس

أعلنت وكالة الأنباء السورية اليوم الاثنين القبض على مدبر عملية تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق وعدد من أفراد الخلية، مشيرة إلى أن هذه الخلية تنتمي لتنظيم «داعش».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي قوات أميركية بالقرب من قاعدتها في منطقة الغويران جنوبي مدينة الحسكة (الشرق الأوسط)

صواريخ بالقرب من قاعدة للقوات الأميركية بريف الحسكة شمالي سوريا

تصدت دفاعات القوات الأميركية والتحالف الدولي لضربة صاروخية استهدفت قاعدتها في قرية القسرك بريف محافظة الحسكة.

كمال شيخو (القامشلي (سوريا))

السلطات السورية تلقي القبض على المسؤول عن «حاجز الموت» في ريف دمشق

اللواء موفق نظير حيدر قائد «الفرقة الثالثة» (وزارة الداخلية)
اللواء موفق نظير حيدر قائد «الفرقة الثالثة» (وزارة الداخلية)
TT

السلطات السورية تلقي القبض على المسؤول عن «حاجز الموت» في ريف دمشق

اللواء موفق نظير حيدر قائد «الفرقة الثالثة» (وزارة الداخلية)
اللواء موفق نظير حيدر قائد «الفرقة الثالثة» (وزارة الداخلية)

أعلنت السلطات السورية، الثلاثاء، القبض على اللواء موفق نظير حيدر، قائد «الفرقة الثالثة مدرعات» في قوات النظام السوري السابق، المسؤول المباشر عن حاجز القطيفة شمال العاصمة، على الطريق الدولي دمشق - حمص، والقريب من مقر «الفرقة الثالثة» أحد أقوى التشكيلات العسكرية، والذي كان مسؤولاً عن تغييب وإخفاء آلاف السوريين.

وأعلنت قيادة الأمن الداخلي في اللاذقية اعتقال اللواء حيدر، وقالت إنه «مجرم مسؤول عن حاجز القطيفة المعروف بـحاجز الموت، وكان رأس الحربة بالاقتحامات التي نفذتها ميليشيات النظام البائد في مناطق سورية عدة»، مشيرة إلى إحالته إلى إدارة «مكافحة الإرهاب»؛ للتحقيق معه بتهم ارتكاب جرائم حرب وانتهاكات بحق المدنيين.

من العائلات التي عادت إلى القلمون السوري (سانا)

ويشار إلى أن «حاجز القطيفة» على مدخل دمشق الشمالي، كان من أكبر الحواجز وأخطرها على الإطلاق خلال فترة الحرب وفي ملاحقة معارضي النظام والفارين من الخدمة الإلزامية، وأطلق عليه السوريون أسماء عدة منها «حاجز الموت» وحاجز «الخوف» وحاجز «الرعب» وحاجز «الاعتقالات والإعدامات الميدانية»، والكابوس الذي عانى منه أهالي منطقة القلمون خصوصاً، والسوريون عموماً. وتشير تقارير إعلامية سابقة إلى أن هذا الحاجز وفي ذروة الصراع، غيّب آلاف السوريين لمجرد الاشتباه بهم ومن دون وجود أي اتهام مباشر لهم.

لقطة جوية تُظهر تمثال الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد ملقى على الأرض في بلدة دير عطية بالقلمون (إ.ب.أ)

وموفق نظير حيدر كان رئيساً لأركان الفرقة الثالثة حين تم ترفعيه عام 2019 إلى رتبة لواء ليتسلم قيادة الفرقة. وشغل قبلها منصب نائب قائد «اللواء 132» في درعا عام 2011، ويتهم بالمسؤولية عن عدد كبير من عمليات القتل والاعتقال والتعذيب، لا سيما للمنشقين عن اللواء.

و«الفرقة الثالثة مدرعات» كانت تعد من «أقوى وأنشط» فرق قوات النظام التي تتولى حماية خطوط الدفاع الأولى عن العاصمة. وتمتعت القيادات التي تعاقبت عليها بصلاحيات واسعة، تستند إلى ولاء مطلق لرأس النظام، وخلال عهد الأسدين حافظ وبشار تسلم قيادتها العماد شفيق فياض وسليم بركات ولؤي معلا وعدنان إسماعيل وموفق حيدر، وجميعهم اتسموا بشدة البطش التي جعلت من هذه الفرقة رمزاً للقتل والرعب في كل محافظات سوريا.

عنصران من الشرطة في سوريا (الشرق الأوسط)

وبرز اسم موفق حيدر بوصفه شخصية عسكرية متشددة بعد نقله إلى «الفرقة الثالثة»، واستخدام سلطته الممتدة على مساحة واسعة من وسط سوريا بدءاً من القلمون بريف دمشق وحتى حدود البادية السورية، وكان نموذجاً في شدة القبضة الحديدية الممسكة ببوابة دمشق الشمالية التي تربطها مع معظم المحافظات السورية، بحيث لا يمكن لأي قادم إلى العاصمة الوصول من دون التوقف عند حاجز «الفرقة الثالثة»، القريب من مقبرة القطيفة الجماعية التي أُنشئت على مساحة كيلومترات عدة ضمن حرم الفرقة (40 كم شمال دمشق) لدفن ضحايا المعتقلات. وقد جرى الكشف عنها بعد نحو أسبوع من سقوط نظام الأسد. وبحسب «المنظمة السورية للطوارئ»، يوجد في هذه المقبرة أكثر من مائة ألف جثة، كما تعد واحداً من أكبر خمسة مواقع لمقابر جماعية في سوريا.

وكان موظف في «مكتب دفن الموتى» بمحافظة دمشق، لُقب إعلامياً بـ«حفار القبور» قبل أن يكشف عن شخصيته بعد سقوط النظام، صرح لوسائل إعلام دولية بأنه «تم حفر عشرات الخنادق في مقبرة القطيفة أطوالها 200 متر، لاستقبال الجثث الواردة يومياً بمعدل 100 إلى 500 جثة من برادات مشافي دمشق مثل المجتهد وداريا والمواساة ومشفى الأطفال وتشرين».