الأمن العام السوري يفتح تحقيقاً في مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه رمياً بالرصاص

أبرز القادة الدروز في سوريا يطالب بتدخل «قوات دولية لحفظ السلم»

رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق حسام ورور (متداولة)
رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق حسام ورور (متداولة)
TT

الأمن العام السوري يفتح تحقيقاً في مقتل رئيس بلدية صحنايا وابنه رمياً بالرصاص

رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق حسام ورور (متداولة)
رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق حسام ورور (متداولة)

أفادت تقارير إعلامية، اليوم (الخميس)، بأن سلطات الأمن العام فتحت تحقيقاً بعد مقتل رئيس بلدية صحنايا في ريف دمشق، وابنه، رمياً بالرصاص على يد مجهولين.

وقُتل رئيس بلدية صحنايا، المحامي حسام ورور، وابنه حيدر، «بعد ساعات من دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية المنطقة».

وقال موقع «صوت العاصمة» المحلي، إن حسام ورور شغل منصب رئيس بلدية صحنايا في السنوات السابقة، وهو شخصية معروفة في المنطقة، وظهر أمس في فيديو يرحّب بدخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية.

كان رئيس طائفة الدروز، الشيخ حكمت الهجري، قد طالب، الخميس، بتدخل «قوات دولية لحفظ السلم» في سوريا، مندداً بـ«هجمة إبادة غير مبررة» ضد أبناء طائفته، على خلفية اشتباكات ذات طابع طائفي في منطقتين يقطنهما دروز.

ووصف الهجري، الذي يُعد أبرز قادة دروز سوريا، في بيان، ما شهدته منطقتا جرمانا وصحنايا قرب دمشق بـ«هجمة إبادة غير مبررة» ضد «آمنين في بيوتهم».

وقال إن «القتل الجماعي الممنهج» يتطلب «وبشكل فوري أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم، ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها بشكل فوري»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

ولقي العشرات حتفهم في جرمانا وصحنايا بريف دمشق يومي الثلاثاء والأربعاء، إثر مواجهات بين مسلحين مسلمين ودروز، بعد انتشار مقطع صوتي يتضمن إساءة إلى النبي محمد (صلى الله عليه وسلم).

وفي وقت سابق وصل وفد من مشايخ محافظة السويداء وزعماء من الطائفة الدرزية إلى صحنايا في محاولة لاحتواء التوتر.

واندلعت أعمال عنف طائفية في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بالقرب من دمشق، يوم الثلاثاء، بين مسلحين دروز ومسلمين سنة، أسفرت عن مقتل 12، حسب وسائل إعلام سورية.

وامتد العنف إلى صحنايا ذات الأغلبية الدرزية أيضاً، وذكرت وسائل إعلام سورية أن 16 لقوا حتفهم، يوم الأربعاء، بعد هجوم مسلح استهدف مقرّاً للأمن العام. وأفاد «تلفزيون سوريا» في وقت لاحق بمقتل اثنين من أفراد الأمن العام برصاص «مجموعات خارجة عن القانون» قرب طريق سريع يربط بين السويداء ودرعا جنوب البلاد.

وقالت وزارة الداخلية السورية إن العنف اندلع بعد تداول تسجيل صوتي يتضمن إساءة إلى النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أنها تحقق في مصدره.

وأكدت سوريا التزامها بحماية الأقليات، بما في ذلك الطائفة الدرزية.


مقالات ذات صلة

رسائل إسرائيلية من نار لتسريع استجابة دمشق لشروط التفاوض

المشرق العربي مركبة عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة وسوريا يوم 4 مايو 2025 (رويترز)

رسائل إسرائيلية من نار لتسريع استجابة دمشق لشروط التفاوض

منذ سقوط نظام الأسد أنشأت إسرائيل أكثر من 8 قواعد عسكرية شمال القنيطرة، وصولاً إلى حوض اليرموك، داخل المنطقة العازلة وفقاً لاتفاق «فصل القوات» المُوقع عام 1974.

سعاد جروس (دمشق)
المشرق العربي حشد المستقبِلين يحيط بحافلة تُقل عائدين في بلدة جسرين بغوطة دمشق الشرقية (الشرق الأوسط)

قافلة مهجّرين كبيرة تعود إلى غوطة دمشق الشرقية

عادت دفعة كبيرة من المهجّرين ضمت نحو 650 شخصاً إلى بلدتهم جسرين في غوطة دمشق الشرقية، ضمن قافلة أُطلق عليها «جسور العودة» قادمين من مدينة عفرين بريف محافظة حلب.

موفق محمد (ريف دمشق)
المشرق العربي الرئيس السوري أحمد الشرع والمبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توماس برّاك في القصر الرئاسي بدمشق الأربعاء (أ.ف.ب)

دمشق تجدّد رفضها للفدرالية وتدعو الأكراد للانضواء في الجيش

جدّدت الحكومة السورية، رفضها للفدرالية ودعت القوات الكردية للانضواء في الجيش، وذلك خلال اجتماع للرئيس أحمد الشرع، مع قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي سيارة مستهدفة بسيارة مسيرة على طريق أطمة شمالي إدلب (أرشيفية - الدفاع المدني السوري)

طائرة مسيرة يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي تستهدف سيارة شمالي إدلب

أفادت قناة «الإخبارية» السورية اليوم (الثلاثاء) بأن طائرة مسيرة يُعتقد أنها تابعة للتحالف الدولي استهدفت سيارة شمالي إدلب.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي متداول على منصات التواصل الاجتماعي لكندة الشماط وريما القادري اللتين شغلتا منصب وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل في حكومة الأسد

سوريا: قضية «الأطفال المفقودين» تتفاعل... وتوقيف وزيرتين سابقتين

تتكشف حقائق جديدة في إطار ملف أطفال المعتقلين المعارضين إبان حكم الرئيس المخلوع بشار الأسد، وأوقفت وزارة الداخلية السورية وزيرتين سابقتين ورؤساء جمعيات ومسؤولين

كمال شيخو

كيف نجا العراق من «تهديد وجودي أخطر من داعش»؟

مشايخ عراقيون يشاركون في مظاهرة تضامنية مع إيران على طريق مؤدٍ إلى المنطقة الخضراء حيث السفارة العراقية في بغداد (أ.ب)
مشايخ عراقيون يشاركون في مظاهرة تضامنية مع إيران على طريق مؤدٍ إلى المنطقة الخضراء حيث السفارة العراقية في بغداد (أ.ب)
TT

كيف نجا العراق من «تهديد وجودي أخطر من داعش»؟

مشايخ عراقيون يشاركون في مظاهرة تضامنية مع إيران على طريق مؤدٍ إلى المنطقة الخضراء حيث السفارة العراقية في بغداد (أ.ب)
مشايخ عراقيون يشاركون في مظاهرة تضامنية مع إيران على طريق مؤدٍ إلى المنطقة الخضراء حيث السفارة العراقية في بغداد (أ.ب)

كشفت مصادر دبلوماسية في بغداد لـ«الشرق الأوسط»، أن السلطات العراقية تخوفت من الانزلاق إلى الحرب الإسرائيلية-الإيرانية، واعتبرتها «تهديداً وجودياً للعراق أخطر من الذي شكله تنظيم داعش حين اجتاح ثلث أراضي البلاد».

وأوضحت المصادر أن «داعش كان جسماً غريباً لابد من أن يلفظه الجسم العراقي، خصوصاً في ظل الدعم الدولي والإقليمي الذي حظيت به بغداد في مواجهته... لكن الحرب كانت تهدد وحدة العراق».

وشرحت «التهديد الوجودي» على الشكل الآتي:

  • لدى اندلاع الحرب تلقت بغداد رسائل إسرائيلية، عبر أذربيجان وقنوات أخرى، أن إسرائيل ستنفذ ضربات «قاسية ومؤلمة» رداً على أي هجمات تستهدفها انطلاقاً من الأراضي العراقية. وحملت الرسائل السلطات العراقية مسؤولية أي هجمات تنطلق من أراضيها.
  • انتقلت واشنطن من لهجة النصائح السابقة إلى لغة التحذير المباشرة ولفتت إلى العواقب الوخيمة التي يمكن أن تنتج عن أي هجمات تشنها الفصائل الموالية لإيران.

أنصار «الإطار التنسيقي» يرفعون علماً لإيران على حاجز وضعه الأمن العراقي لإغلاق الجسر المؤدي إلى السفارة الأميركية في بغداد (أ.ب)

  • خشيت السلطات العراقية من وقوع ما اعتبرته «سيناريو الكارثة». أي أن تشن فصائل عراقية هجمات على إسرائيل فترد الأخيرة بموجة اغتيالات شبيهة بالتي نفذتها ضد قادة «حزب الله» اللبناني أو الجنرالات والعلماء الإيرانيين في بداية الحرب.
  • لاحظت المصادر أن توجيه ضربات مؤلمة إلى الفصائل كان سيؤدي بالضرورة إلى إلهاب الشارع الشيعي ما سيدفع المرجعية إلى اتخاذ موقف قوي وعندها سترتدي الأزمة طابع مواجهة شيعية مع إسرائيل.
  • أثار هذا السيناريو مخاوف من أن تحمل مكونات عراقية حينها المكون الشيعي مسؤولية إقحام العراق في حرب كان يمكن تفاديها. ويخشى في حالة من هذا النوع أن يتجدد افتراق الخيارات بين المكونين الشيعي والسني، ما يوقظ التهديد لوحدة العراق.
  • يتمثل الخطر الآخر في احتمال إعلان الأكراد أن السلطة العراقية تتصرف وكأنها ممثلة لمكون واحد وأن البلاد تعبت من الحروب وأن الاقليم بات يفضل الابتعاد عن بغداد لأن الاقتراب منها يقحمه في حروب لا يريدها.
  • تصرفت حكومة محمد شياع السوداني بمزيج من الحزم والحكمة. أبلغت الفصائل أنها لن تتسامح حيال أي محاولة لإقحام البلاد في صراع يهدد وحدتها، وأبقت من الجهة الأخرى قنواتها مفتوحة مع القوى الإقليمية والدولية لا سيما أميركا.

عناصر من فصيل عراقي خلال احتفال في بغداد بالرد الإيراني على إسرائيل في أكتوبر الماضي (رويترز)

  • استفادت السلطات العراقية من موقف السلطات الإيرانية التي لم تشجع الفصائل على الانخراط في الحرب بل شجعتها على التزام الهدوء. وثمة من اعتبر أن إيران لم ترغب في المجازفة بعلاقاتها مع العراق بعدما خسرت سوريا.
  • عامل آخر لعب دوراً بارزاً وهو إدراك الفصائل أن الحرب تفوق قدراتها، خصوصاً في ضوء ما تعرض له «حزب الله» في لبنان والاختراقات الاسرائيلية داخل إيران نفسها، بعدما أظهرت أن إسرائيل تمتلك معلومات دقيقة عن التنظيمات المعادية لها وأنها قادرة على الوصول إلى أهدافها بفضل تفوقها التكنولوجي وهذه الاختراقات.
  • أشارت المصادر إلى أنه على رغم الضغوط والجهود حاولت «مجموعات منفلتة» الإعداد لثلاث هجمات لكن السلطات نجحت في إحباطها قبل موعد تنفيذها.

وقدرت المصادر أن إيران أصيبت بجرح عميق لأن إسرائيل نقلت المعركة إلى أراضيها وشجعت أميركا على استهداف منشآتها النووية. ولم تستبعد جولة أخرى من القتال «إذا لم تقدم إيران تنازلات لابد منها في الملف النووي».